الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة [23]: هل كتب النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة شيئاً أم لا
؟
المبحث الأول: ذكر الآيات الواردة في المسألة:
قال الله تعالى: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48)) [العنكبوت: 48].
وقال تعالى: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ)[الأعراف: 158].
المبحث الثاني: ذكر الحديث الذي يُوهِمُ ظاهِرُه التعارض مع الآيات:
(48)
ـ (41): عَنْ الْبَرَاءِ بنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: "لَمَّا اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي ذِي الْقَعْدَةِ، فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ حَتَّى قَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يُقِيمَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ كَتَبُوا: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. قَالُوا: لَا نُقِرُّ لَكَ بِهَذَا، لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مَنَعْنَاكَ شَيْئًا، وَلَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ: أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: امْحُ رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ عَلِيٌّ: لَا وَاللَّهِ، لَا أَمْحُوكَ أَبَدًا. فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكِتَابَ - وَلَيْسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ - فَكَتَبَ: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ .... ". (1)
(1) الحديث أخرجه الشيخان في صحيحيهما، وقد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم البراء بن عازب، وأنس بن مالك، والمسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، رضي الله عنهم: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أولاً: حديث البراء بن عازب رضي الله عنه:
وله عن البراء طريق واحدة، وهي طريق أبي إسحاق - عمرو بن عبد الله، عن البراء بن عازب، به.
وقد اختلف فيه على أبي إسحاق، حيث رُوي عنه من أربعة طرق بألفاظ مختلفة، وفيما يلي تفصيل ذلك:
الأول: طريق إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، به:
وقد رُوي عن إسرائيل من أربعة طرق:
1 -
طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس، به.
أخرجه من طريقه: البخاري في صحيحه، في كتاب المغازي، حديث (4251)، ولفظه:"فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكِتَابَ - وَلَيْسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ - فَكَتَبَ: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ".
ورواه بهذا اللفظ: النسائي في السنن الكبرى (5/ 168)، عن أحمد بن سليمان، عن عبيد الله بن موسى، به.
ورواه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 42)، عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي العباس المحبوبي، عن سعيد بن مسعود، عن عبيد الله بن موسى، به.
ورواه أبو عوانة في مسنده (4/ 294)، عن أبي أمية وعمار، كلاهما عن عبيد الله بن موسى، به.
وأخرجه البخاري في موضع آخر من صحيحه، في كتاب الصلح، حديث (2700)، عن عبيد الله بن موسى بالإسناد نفسه، لكن دون قوله:"وَلَيْسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ"، حيث رواه بلفظ:"فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكِتَابَ فَكَتَبَ: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ".
ورواه ابن حبان في صحيحه (11/ 229)، عن محمد بن عثمان العجلي، عن النضر بن محمد بن المبارك، عن عبيد الله بن موسى، به. وفيه زيادة منكرة حيث جاء بلفظ:"فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب وليس يحسن يكتب، فأمر فكتب مكان (رسول الله) (محمداً)، فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبدالله".
وكأن هذا الزيادة مدرجة من أحد الرواة دفعاً لما توهمه من الإشكال الوارد في الحديث.
2 -
طريق حجين بن المثنى، عن إسرائيل بن يونس، به.
أخرجه عنه الإمام أحمد في مسنده (4/ 298)، بلفظ:"فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكِتَابَ - وَلَيْسَ يُحْسِنُ أن يَكْتُبَ - فَكَتَبَ".
3 -
طريق محمد بن يوسف، عن إسرائيل بن يونس، به.
أخرجه عنه الدارمي في سننه، في كتاب السير، حديث (2507)، باللفظ المتقدم عند أحمد.
4 -
طريق إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل بن يونس، به.
أخرجه عنه أبو عبيد في الأموال (1/ 208)، بلفظ:"فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكِتَابَ - وَلَيْسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ - فَكَتَبَ".
الثاني: طريق زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله، به.
أخرجه من طريقه: مسلم في صحيحه، في كتاب الجهاد والسير، حديث (1783)، ولفظه:"فَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَمْحَاهَا، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَا وَاللَّهِ لَا أَمْحَاهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَرِنِي مَكَانَهَا. فَأَرَاهُ مَكَانَهَا، فَمَحَاهَا وَكَتَبَ: ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ". =