الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة [8]: في تحميل اليهود والنصارى ذنوب المسلمين يوم القيامة
.
المبحث الأول: ذكر الآية الواردة في المسألة:
قال الله تعالى: (وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)[الأنعام: 164].
المبحث الثاني: ذكر الحديث الذي يُوهِمُ ظاهره التعارض مع الآية:
(13)
ـ (12): عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيه رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَفَعَ اللَّهُ عز وجل إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا فَيَقُولُ: هَذَا فِكَاكُكَ مِنْ النَّارِ".
(14)
ـ (13): وفي رواية له: "لَا يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا أَدْخَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا".
(15)
ـ (14): وفي رواية ثالثة: "يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَاسٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ، فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى". (1)
(1) هذه الروايات الثلاث أخرجها مسلم في صحيحه، في كتاب التوبة، حديث (2767)(49)، وحديث
(2767)
(50)، وحديث (2767)(51)، أما الرواية الأولى فأخرجها في الأصول، وأما الثانية والثالثة فأخرجهما في المتابعات، والرواية الثالثة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= لفظها مشكل جداً، والحديث أصله واحد، حيث روي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه من طريق واحدة، وهي طريق أبي بردة عنه، لكن اختُلِفَ فيه على أبي بردة، فروي عنه بثلاثة ألفاظ، اثنان منها متقاربان، والثالث فيه نكارة، وسأقوم بتخريج هذه الألفاظ، وبيان المحفوظ منها:
اللفظ الأول: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَفَعَ اللَّهُ عز وجل إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا فَيَقُولُ: هَذَا فِكَاكُكَ مِنْ النَّارِ".
وهذا اللفظ رواه طلحةُ بن يحيى، عن أبي بردة، به.
أخرجه من طريق طلحة: مسلمٌ في صحيحه، في كتاب التوبة، حديث (2767)(49)، والإمام أحمد في مسنده (4/ 409، 410)، وعبد بن حميد في مسنده (1/ 190)، والبيهقي في شعب الإيمان (1/ 340).
وقد تابع طلحةَ على هذا اللفظ جمعٌ من الرواة، فرووه عن أبي بردة بنحوٍ مما رواه أبو طلحة، ولم يختلفوا فيه على أبي بردة، ومن هؤلاء الرواة:
1 -
يزيد بن عبد الله: أخرجه من طريقه: الإمام أحمد في مسنده (4/ 402).
2 -
صديق بن موسى: أخرجه من طريقه: الطبراني في المعجم الأوسط (1/ 195)، وحمزة بن محمد الكتاني في "جزء البطاقة"(1/ 41).
3 -
إسماعيل بن رافع: أخرجه من طريقه: الكتاني في "جزء البطاقة"(1/ 41).
4 -
عبد الملك بن عمير: أخرجه من طريقه: الطبراني في الأوسط (1/ 5)، وفي مسند الشاميين
(3/ 403).
5 -
محمد بن المنكدر: أخرجه من طريقه: الإمام أحمد في مسنده (4/ 407)، والطبراني في الأوسط
(8/ 302)، وأبو يعلى في مسنده (13/ 215).
6 -
بُريد بن عبد الله بن أبي بردة: أخرجه من طريقه: الإمام أحمد في مسنده (4/ 402).
7 -
معاوية بن إسحاق: أخرجه من طريقه: الإمام أحمد في مسنده (4/ 408).
8 -
عمرو بن قيس السكوني: أخرجه من طريقه: الطبراني في مسند الشاميين (3/ 400).
9 -
سالم أبي النظر: أخرجه من طريقه: الطبراني في المعجم الصغير (1/ 25).
10 -
عبد الله بن عثمان بن عثيم: أخرجه من طريقه: الطبراني في الموضع السابق.
11 -
عبد الأعلى بن أبي المساور: أخرجه من طريقه: ابن ماجة في سننه، في كتاب الزهد، حديث
(4291)
.
ورواه نصر بن علقمة، وعروة بن عبد الله بن قشير، عن أبي موسى، بنحوٍ من هذا اللفظ؛ إلا أنه منقطع من طريقهما؛ فإنهما لم يلقيا أبا موسى، ولعل الواسطة بينهما وبين أبي موسى هو أبو بردة بن أبي موسى.
أخرج رواية نصر بن علقمة: الطبراني في مسند الشاميين (1/ 267) و (3/ 375)، وأخرج رواية عروة بن قشير: الطبراني في الأوسط (2/ 369). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وروي مرفوعاً من حديث أنس، وابن عمر رضي الله عنهما، أما حديث أنس: فأخرجه ابن ماجة في سننه، في كتاب الزهد، حديث (4292)، قال: حدثنا جبارة بن المغلس، حدثنا كثير بن سليم، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ هذه الأمة مرحومة عذابها بأيديها، فإذا كان يوم القيامة دُفِعَ إلى كل رجل من المسلمين رجل من المشركين فيقال: هذا فداؤك من النار". وإسناده ضعيف جداً؛ فيه جبارة بن المغلس، وكثير بن سليم، وهما ضعيفان، واتُهِم الأول بوضع الحديث.
وأما حديث ابن عمر: فأخرجه أبو نعيم في الفتن (2/ 593) قال: حدثنا ابن وهب، عن مسلمة بن علي، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن شهاب، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمتي أمة مرحومة لا عذاب عليها في الآخرة، عذابها في الدنيا الزلازل والبلاء، فإذا كان يوم القيامة أعطى الله كل رجل من أمتي رجلاً من الكفار من يأجوج ومأجوج فيقال هذا فداؤك من النار". وإسناده ضعيف جداً، فيه مسلمة بن علي الخشني: متروك، وعبد الرحمن بن يزيد: ضعيف.
اللفظ الثاني: "لَا يَمُوتُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا أَدْخَلَ اللَّهُ مَكَانَهُ النَّارَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا".
وهذا اللفظ رواه عونُ بن عتبة، وسعيدُ بن أبي بردة، عن أبي بردة، به.
أخرجه من طريقهما مسلم في صحيحه، في كتاب التوبة، حديث (2767)(50)، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا همام، حدثنا قتادة أَنَّ عوناً وسعيد بن أبي بردة حدثاه، أنهما شهدا أبا بردة يحدث عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهودياً أو نصرانياً". قال: فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو، ثلاث مرات، أَنَّ أباه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فحلف له. قال: فلم يحدثني سعيد أنه استحلفه، ولم ينكر على عون قوله.
وأخرجه من طريقهما: الإمام أحمد في مسنده (4/ 398)، والبيهقي في شعب الإيمان (1/ 341)، وابن حبان في صحيحه (2/ 397).
ورواه مسلم في الموضع السابق من طريق سعيد دون عون بن عتبة، وممن أخرجه من طريق سعيد أيضاً: الإمام أحمد في مسنده (4/ 391)، والطيالسي في مسنده (1/ 68)، وأبو يعلى في مسنده
(13/ 214)، وفي بعض ألفاظهم اختلافٌ وزيادات؛ إلا أَنَّ المعنى متفق مع رواية مسلم.
اللفظ الثالث: "يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى".
أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب التوبة، حديث (2767)(51)، قال: "حدثنا محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد، حدثنا حرمي بن عمارة، حدثنا شداد =