الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفقرة الأولى
الاهتمام ببناء المساجد وخدمتها وفضلها
1385 -
* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحب البلاد إلى الله المساجد، وأبغض البلاد إلى الله الأسواق".
1386 -
* روى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فنزل في علو المدينة، في حي يقال لهم:[بنو] عمرو بن عوف فأقام فيهم أربع عشرة ليلة، ثم إنه أرسل إلى ملأ بني النجار، فجاؤوا متقلدين بسيوفهم، قال: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر ردفه، وملأ بني النجار حوله، حتى ألقى بفناء أبي أيوب. قال: وكان يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلي في مرابض الغنم، ثم إنه أمر بالمسجد، قال: فأرسل إلى ملأ بني النجار، فجاؤوا، فقال: يا بني النجار، ثامنوني بحائطكم هذا، قالوا: لا والله، ما نطلب ثمنه إلا إلى الله، قال أنس: فكان فيه ما أقول، كان فيه نخل، وقبور المشركين، وخرب، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنخل فقطع، وبقبور المشركين فنبشت، والخرب فسويت، قال: وصفوا النخل قبلة، وجعلوا عضادتيه حجارة، قال: فكانوا يرتجزون ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يقولون:
اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة
…
فانصر الأنصار والمهاجره
وعند أبي داود "حرث" قال: وكان عبد الوارث يقول "خرب".
1385 - مسلم (1/ 464) 5 - كتاب المساجد ومواضع الصلاة، 52 - باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح.
1386 -
البخاري (7/ 265) 63 - كتاب مناقب الأنصار، 46 - باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة.
أبو داود (1/ 123، 124) كتاب الصلاة، 11 - باب في بناء المساجد.
النسائي (2/ 39، 40) 8 - كتاب المساجد، 12 - باب نبش القبور واتخاذ أرضها مسجداً.
(ثامنوني) ثامنت الرجل في المبيع وعلى السلعة، أثامنة: إذا قاولته في ثمنها، وساومته على بيعها منه واشترائها.
(وخرب) الخرب: جمع خربة، ومن رواه "حرث" أراد به الموضع المحروث، والحرث: الزرع.
وفي رواية للبخاري (1) وأبي داود (2) نحوه، وفيه:"فجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون".
اللهم لا خير إلا خير الآخرة
…
فاغفر للأنصار والمهاجرة
قال الحافظ: وفي الحديث جواز التصرف في المقبرة المملوكة بالهبة والبيع، وجواز نبش القبور الدراسة إذا لم تكن محترمة، وجواز الصلاة في مقابر المشركين بعد نبشها وإخراج ما فيها، وجواز بناء المساجد في أماكنها، قيل وفيه جواز قطع الأشجار المثمرة للحاجة أخذاً من قوله "وأمر بالنخل فقطع" وفيه نظر لاحتمال أن يكون ذلك مما لا يثمر إما بأن يكون ذكوراً وإما أن يكون طرأ عليه ما قطع ثمرته، ا. هـ (الفتح 1/ 526).
1387 -
* روى البخاري عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنهما، ولابنه علي:"انطلقاً إلى أبي سعيد، فاسمعا من حديثه، فانطلقنا، فإذا هو في حائط يصلحه، فأخذ رداءه فاحتبى، ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد، فقال: كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل ينفض التراب عنه ويقول: ويح عمار، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار، قال: ويقول عمار: أعوذ بالله من الفتن".
1388 -
* روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كان سقف المسجد من جريد النخل، فأمر عمر في خلافته ببناء المسجد وقال: أكن الناس من المطر، وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس".
أقول: تزيين المساجد ونقشها لا حرج فيه، وتورع عمر عن ذلك من سياسته في الأخذ بعزائم الأمور، والقرب من الفطرة، والبعد عن التكلف، وبعض الفقهاء بنوا على ذلك كراهة تزيين المساجد كما أخذوه من النصوص التي تذكر أن ذلك من علامات الساعة،
(1) البخاري (1/ 524) 8 - كتاب الصلاة، 48 - باب هل تنبس قبور مشركي الجاهلية.
(2)
أبو داود (1/ 124) كتاب الصلاة، 11 - باب في بناء المساجد.
1387 -
البخاري (1/ 541) 8 - كتاب الصلاة، 63 - باب التعاون في بناء المساجد.
1388 -
البخاري (1/ 539) 8 - كتاب الصلاة، 62 - باب بنيان المسجد.
وقال بعضهم ليس كل علامة من علامات الساعة من باب المنكرات ومراعاة الزمان والمكان تقتضي الاعتناء ببناء المسجد على ألا يتجاوز الحد المتعارف عليه إذا كان يبنى بمال الوقف، أما إذا كان صاحبه يبنيه بماله فله أن يتوسع في ذلك بما شاء، وكذلك إذا كان المتبرعون ببناء المسجد راضين بخريطة المسجد كما يضعها المهندسون، وهذه قضية يشدد فيه سلباً أو إيجاباً بعض الناس، والأمر واسع، وقد درج أمراء المسلمين على أن يشيدوا أوابد المساجد دون نكير، بل كان يعتبر ذلك منهم اجتهاداً لإظهار عظمة الإسلام.
1389 -
* روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "كان المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنياً باللبن، وسقفه بالجريد، وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئاً، وزاد فيه عمر، وبناه على بنائه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد، وأعاد عمده خشباً، ثم غيره عثمان وزاد فيه زيادة كثيرة، وبنى جدره بالحجارة المنقوشة والقصة، وجعل عمده من حجارة منقوشة، وسقفه ساجاً" ..
وفي رواية لأبي داود (2) أيضاً "أن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كان سواريه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جذوع النخل، وأعلاه مظلل بجريد النخل، ثم إنها نخرت في خلافة أبي بكر، فبناها بجذوع النخل وجريد النخل، ثم إنها نخرت في خلافة عثمان، فبناها بالآجر، فلم تزل ثابتة حتى الآن".
1390 -
* روى أبو داود عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد".
وفي رواية (4)"أن من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد".
1389 - البخاري (1/ 540) 8 - كتاب الصلاة، 62 - باب بنيان المسجد.
أبو داود (1/ 123) كتاب الصلاة، 11 - باب في بناء المساجد.
(2)
أبو داود نفس الموضع السابق.
(والقصة) القصة: الجص بلغة أهل الحجاز.
1390 -
أبو داود (1/ 123) كتاب الصلاة، 11 - في بناء المساجد، وإسناده صحيح.
ابن حبان (3/ 70) كتاب الصلاة، ذكر العلة التي من أجلها زجر عن هذا الفعل.
(4)
النسائي (2/ 32) 8 - كتاب المساجد، 2 - المباهاة في المساجد.
الدارمي (1/ 327) كتاب الصلاة، باب في تزويق المساجد، وإسناده صحيح.
1391 -
* روى الشيخان عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: عند قول الناس فيه "حين بنى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم أكثرتم، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة".
أقول: أنكر بعض الناس على عثمان رضي الله تعالى عنه تحسين بناء المسجد وهو الخليفة الراشد الذي يعتبر عمله قدوة تتأسى به الأمة الإسلامية في الوقت الذي لم يفعل إلا خيراً، وهكذا فإن جميع ما أنكر على عثمان رضي الله عنه كان من باب الاجتهاد من أهله وما كان على الناس من ضير لو أنهم سلموا له بل يكونون مأجورين.
1392 -
* روى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من بنى مسجداً- صغيراً كان أو كبيراً- بنى الله له بيتاً في الجنة" ..
1393 -
* روى النسائي عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من بنى لله مسجداً، ليذكر الله فيه، بنى الله له بيتاً في الجنة".
ولأحمد (4) عن أسماء بنت يزيد: بيتاً أوسع منه ..
1394 -
* روى ابن ماجه عن أبي ذر رفعه: "من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة". وفي رواية ابن ماجه (6) "ولو كمفحص قطاة أو
1391 - البخاري (1/ 544) 8 - كتاب الصلاة، 65 - باب من بنى مسجداً.
مسلم (1/ 378) 5 - كتاب المساجد ومواضع الصلاة، 4 - باب فضل بناء المساجد والحث عليها.
1392 -
الترمذي (2/ 135) أبواب الصلاة، 237 - باب في فضل بنيان المساجد. وهو حسن بشواهده وضعفه بعضهم.
1393 -
النسائي (2/ 21) 8 - كتاب المساجد، 1 - الفضل في بناء المساجد. وهو حسن بشواهده.
(4)
أحمد (6/ 46). ورجاله موثقون.
1394 -
ابن ماجه (1/ 244) 4 - كتاب المساجد والجماعات، 1 - باب من بنى لله مسجداً.
كشف الأستار (1/ 204) كتاب الصلاة، باب المساجد من بنى لله مسجداً.
الروض الداني (2/ 246).
مجمع الزوائد (2/ 7) قال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في الصغير.
قال العراقي وإسناده صحيح، وصححه السندي.
(6)
ابن ماجه (1/ 234) 4 - كتاب المساجد والجماعات، 1 - باب من بنى لله مسجداً.
(كمفحص قطاة): هو موضعها الذي تجثم فيه وتبيض لأنها تفحص عنه التراب وهذا مذكور لإفادة المبالغة، وإلا فأقل المسجد أن يكون موضعاً لصلاة واحد، والقطا: نوع من الطيور يؤثر الحياة في الصحراء. نهاية.
أصغر"، وفي رواية لأحمد (1) "ولو كمفحص قطاة لبيضها".
1395 -
* روى ابن خزيمة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من حفر ماء لم يشرب منه كبد حري من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة. ومن بنى مسجداً كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة".
قال يونس: من سبع ولا طائر، وقال: كمفحص قطاة.
1396 -
* روى أبو داود عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره: أن يجعل مسجد أهل الطائف حيث كانت طواغيتهم".
1397 -
* روى الطبراني عن زيد بن عيسى الخزاعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا بنيت مسجد صنعاء فاجعله عن يمين جبل يقال له ضين".
1398 -
* روى النسائي عن طلق بن علي رضي الله عنه قال: "خرجنا وفداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعناه، وصلينا معه، وأخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا، فاستوهبناه من فضل طهوره، فدعا بماء، فتوضأ وتمضمض، ثم صبه لنا في إداوة وأمرنا، فقال: "اخرجوا، فإذا أتيتم أرضكم فاكسروا بيعتكم، وانضحوا مكانها بهذا الماء، واتخذوا مسجداً، قلنا: إن البلد بعيد، والحر شديد، والماء ينشف، فقال: مدوه من الماء، لا يزيده إلا طيباً، فخرجنا حتى قدمنا بلدنا، فكسرنا بيعتنا، ثم نضحنا مكانها،
(1) أحمد (1/ 241).
1395 -
ابن خزيمة (2/ 269) جماع أبواب فضائل المساجد وبنائها وتعظيمها، 572 - باب في فضل المسجد وإن صغر المسجد وضاق.
1396 -
أبو داود (1/ 123) كتاب الصلاة، 11 - باب في بناء المساجد، وإسناده حسن.
(طواغيتهم) الطواغيت: جمع طاغوت، وهو المارد من الشياطين، وقيل: الصنم، وكذا أراد به ها هنا.
1397 -
مجمع الزوائد (2/ 12) كتاب الصلاة، باب أين تتخذ المساجد وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن.
(ضين): جبل عظيم بصنعاء.
1398 -
النسائي (2/ 38) 8 - كتاب المساجد، 11 - اتخاذ البيع مساجد، وإسناده حسن.
واتخذناها مسجداً، فنادينا فيه بالأذان. قال: والراهب رجل من طيء، فلما سمع الأذان، قال: دعوة حق، ثم استقبل تلعة من تلاعنا فلم نره بعد".
1399 -
* روى أبو داود عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أمرت بتشييد المساجد".
قال ابن عباس (1): "لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى".
المراد من التشييد: رفع البناء وتطويله ومنه قوله سبحانه (في بروج مشيدة) كذا في (شرح السنة 2/ 349).
قوله عليه الصلاة والسلام: (ما أمرت بتشييد المساجد) لا ينفي جواز تشييدها، وقد بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بناه على أبسط ما يمكن أن يكون البناء، وكان بناء الناس لبيوتهم وقت ذاك بسيطاً فلما تحسن الحال، وتحسن بناء البيوت أصبح الناس يحسنون في بناء المساجد وليس في ذلك من حرج إن شاء الله، ومن الأدلة على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ببناء المساجد في أمكنة الطواغيت، ومنه أخذ المسلمون تحويل الكنائس والبيع إلى مساجد إذا كان ذلك جزءاً من الصلح أو غلبوا على ذلك قهراً، فكان مما ورثوه كنائس فخمة حولوها إلى مساجد وصلى بها المسلمون دون نكير، ولم يكن المسجد الأموي ومسجد أيا صوفيا في الأصل إلا من هذا القبيل.
وهذه خلاصة رأي المذاهب الأربعة في نقش المسجد من كتاب الفقه على المذاهب الأربعة (1/ 287):
وأما نقش المسجد وتزويقه بغير الذهب والفضة فهو جائز، أما نقشه بهما فهو حرام وهذا
(التلعة): مجرى أعلى الأرض إلى بطون الأودية، وقيل: هو ما ارتفع من الأرض، وما انهبط منها، فهو إذن من الأضداد.
1399 -
أبو داود (1/ 122) كتاب الصلاة، 11 - باب في بناء المساجد، وإسناده صحيح.
(1)
البخاري (1/ 539) 8 - كتاب الصلاة، 62 - باب بنيان المسجد.
أبو داود (1/ 122) كتاب الصلاة، 11 - باب في بناء المساجد.
(زخرفت) الزخرفة: النقوش وتذهيب الحيطان وتمويهما بالذهب.
حكم متفق عليه بين الشافعية والحنابلة أما المالكية فرأيهم يكره نقش المسجد وتزويقه ولو بالذهب والفضة سواء كان ذلك في محرابه أو غيره كسقفه وجدرانه أما تجصيص المسجد وتشييده فهو مندوب ورأي الحنفية يكره نقش المحراب وجدرانه من القبلة بجص ماء ذهب إذا كان النقش بمال حلال لا من مال الوقف فإن كان بمال حرام أو من مال الوقف حرم ولا يكره نقش سقفه وباقي جدرانه بالمال الحلال المملوك وإلا حرم ولا بأس بنقشه من مال الوقف إذا خيف ضياع المال في أيدي الظلمة أو كان فيه صيانة للبناء أو فعل الواقف ا. هـ.
1400 -
* روى الطبراني في الكبير عن ابن عباس أن امرأة كانت تلقط القذى من المسجد فتوفيت فلم يؤذن النبي صلى الله عليه وسلم بدفنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات لكم ميت فآذنوني وصلى عليها" وقال: "إني رأيتها في الجنة تلقط القذى من المسجد".
1400 - الطبراني (11/ 238)"المعجم الكبير".
مجمع الزوائد (2/ 10) وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير وقال في تراجم النساء.
الخرقاء السوداء التي كانت تميط الأذى عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر بعد هذا الكلام إسناداً عن أنس قال فذكر الحديث، ورجال إسناد أنس رجال الصحيح.