الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلاة الظهر- أو العصر- بالشك"، وفي رواية أبي داود (1) والنسائي (2) قال: قد عرفت أن بعضكم خالجنيها.
أقول: هذا النص دليل لمن ذهب إلى أنه لا قراءة وراء الإمام في سرية ولا جهرية. ومن قال بالقراءة قال هذا نهي عما سوى الفاتحة أو نهي عن التشويش في القراءة.
1623 -
* روى مالك عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما "كان إذا سئل: هل يقرأ أحد خلف الإمام؟ قال: إذا صلى أحدكم خلف الإمام فحسبه قراءة الإمام، وإذا صلى وحده فليقرأ، قال: وكان ابن عمر لا يقرأ خلف الإمام".
أقول: إنما أوردنا هذه النصوص والآثار ههنا في القراءة خلف الإمام استكمالاً لأبحاث أحكام الإمام والمأموم وكنا قد تعرضنا لهذا الموضوع في الباب الثالث في أركان الصلاة وأفعالها في مبحث القراءة باستيفاء أشمل.
-
التأمين خلف الإمام:
1624 -
* روى الترمذي عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم "قرأ: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فقال: آمين، ومد بها صوته- وفي رواية (3): وخفض بها صوته". وفي رواية (4) أبي داود "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ (ولا الضالين) قال: آمين: ورفع بها صوته". وفي رواية (5)"أنه صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجهر بآمين، وسلم عن يمينه، وعن شماله، حتى رأيت بياض خده".
وقد تكلم العلماء على رواية وخفض بها صوته قال في (الإعلاء 2/ 216): قال
(1) أبو داود (1/ 219) كتاب الصلاة، 137 - باب من رأى القراءة إذا لم يجهر.
(2)
النسائي (2/ 140) 11 - كتاب الافتتاح، 27 - ترك القراءة خلف الإمام فيما لم يجهر فيه.
1623 -
الموطأ (1/ 86) 3 - كتاب الصلاة، 10 - باب ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر فيه، وإسناده صحيح.
1624 -
الترمذي (2/ 27) أبواب الصلاة، 184 - باب ما جاء في التأمين، وغسناده حسن.
(3)
الترمذي (2/ 28) نفس الموضع السابق.
(4)
أبو داود (1/ 246) كتاب الصلاة، 171 - باب التأمين وراء الإمام.
(5)
أبو داود (1/ 246) نفس الموضع السابق.
الدارقطني: هكذا قال شعبة وأخفى بها صوته ويقال إنه وهم فيه لأن سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كهيل رووه عن سلمة فقالوا ورفع بها صوته وهو الصواب اهـ. وطعن صاحب "التنقيح" في حديث شعبة هذا بأنه قد روي عنه خلافه كما أخرجه البيهقي في "سننه" عن أبي الوليد الطيالسي ثنا شعبة عن سلمة بن كهيل سمعت حجراً أبا عنبس يحدث عن وائل الحضرمي "أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال: ولا الضالين قال: آمين رافعاً بها صوته". قال: فهذه الرواية توافق رواية سفيان. وقال البيهقي في "المعرفة": إسناد هذه الرواية صحيح وكان شعبة يقول سفيان أحفظ، وقال يحيى القطان ويحيى بن معين إذا خالف شعبة سفيان فالقول قول سفيان. قال: وقد أجمع الحفاظ البخاري وغيره على أن شعبة أخطأ فقد روى من غير أوجه فجهر بها انتهى.
ثم قال في (الإعلاء 2/ 219) بعد كلام طويل: فنقول: حديث الخفض عندنا أرجح رواية ودراية أما بحسب الرواية فلكون شعبة أحفظ من سفيان وأبعد من التدليس وهو أمير المؤمنين في الحديث، وأما بحسب الدراية فلأن آمين دعاء والأصل في الدعاء الإخفاء، قال تعالى:(ادعوا ربكم تضرعاً وخفية) وقال البخاري في "صحيحه" وقال عطاء: آمين دعاء اهـ.
ثم قال: قال الطبري: وروي ذلك عن ابن مسعود رضي الله عنه وروي عن النخعي والشعبي وإبراهيم التيمي: كانوا يخفون "بآمين" والصواب أن الخبرين بالجهر والمخافتة صحيحان وعمل بكل من فعليه جماعة من العلماء وإن كنت مختاراً خفض الصوت بها إذ كان أكثر الصحابة والتابعين رضي الله عنهم على ذلك اهـ. فتلك وجوه تقتضي ترجيح حديث شعبة من حيث الدراية. وحديث سفيان بلفظ "مد بها صوته" عندنا محمول على أنه تكلم بها على لغة المد دون القصر من جهة اللفظ لأن مذهب سفيان الثوري خفض الصوت بآمين دون الجهر بها، وما قال بعضهم أن رواية من قال "رفع بها صوته" تبعد هذا الاحتمال اهـ ففيه أن هذه الروايات كلها لا يخلو من كلام كما سنبين ذلك ولو سلم صحتها فهي محمولة على أن الجهر كان تعليماً للمأمومين كما جهر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالثناء عند الافتتاح تارة وأبو هريرة بالتعوذ أورد في (الإعلاء 2/ 220 - 223) أدلة من قال بالجهر
بالتأمين وناقشها جميعاً فانظره.
1625 -
* روى أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين فإن الملائكة تقول آمين وإن الإمام يقول آمين فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".
قال في "إعلاء السنن": فيه قوله صلى الله عليه وسلم: "وإن الإمام يقول آمين". قلت: فيه دلالة ظاهرة على الإخفاء بآمين للإمام وإلا لم يحتج إلى إظهار فعله بقوله وإن الإمام يقول آمين كما يخفي. قلت: وفي قوله صلى الله عليه وسلم "إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم" إلخ. دلالة على أن المأموم لا يقرأ الفاتحة وإلا كان الأنسب أن يقول: إذا قال أحدكم غير المغضوب عليهم إلخ. واورد عليه الحافظ في "الفتح" بأنه قد يدل على أن المأموم لا يقرأ الفاتحة حال قراءة الإمام لها لا أنه لا يقرؤها أصلاً اهـ. قلت: وفيه ما فيه فتأمل. وقال: الأمر في قوله "فأمنوا" للندب عند الجمهور صرح به الحافظ في "الفتح" وثبتت السنية بمواظبته صلى الله عليه وسلم عليها ودليل المواظبة مرسل ابن شهاب ومراسيله وإن كانت ضعيفة ولكنه اعتضد بالموصول.
1626 -
* روى أبو داود عن بلال بن رباح رضي الله عنه قال "يا رسول الله لا تسبقني بآمين".
استمهل بلال الرسول صلى الله عليه وسلم في التأمين ليوافق تأمينه تأمين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينال
1625 - أحمد (2/ 233).
النسائي (2/ 144) 11 - كتاب الافتتاح، 33 - باب جهر الإمام بآمين.
الدارمي (1/ 284) 38 - باب فضل التأمين.
ترتيب الإحسان (3/ 146) كتاب الصلاة، ذكر البيان بأن قول المرء في صلاته آمين يغفر له ما تقدم من ذنبه.
مجمع الزوائد (2/ 113) بألفاظ مختلفة.
1626 -
أبو داود (1/ 246) كتاب الصلاة، 171 - باب التأمين وراء الإمام.
(لا تسبقني بآمين)"آمين" فيها لغتان: المد والقصر، ومعناها: اللهم استجب، وقيل: وليكن كذلك، وقوله:"لا تسبقني بآمين".