الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسائل وفوائد
- القنوت في النوازل مظهر من مظاهر تماسك الأمة الإسلامية ووحدتها، وبه تتحقق حكم كثيرة، فالكل يشعر بالآم الجزء، وببركة دعاء عامة المسلمين فإن البلاء يرتفع سواء كان عاماً أو خاصاً، وبه تتحقق فوائد كثيرة، فبه تجتمع قلوب المسلمين مثلاً على عدو ينزل بأسه ببعضهم فيوجد رأي عام موحد بين المسلمين ضد عدوهم.
تصور أن بلداً من بلدان المسلمين هاجمها الكافرون فلم يبق مسجد في العالم إلا وأهله يدعون لإخوانهم ويلعنون عدوهم، كم يكون لذلك من آثار مباركة غير أن هذا يحتاج إلى جهة مركزية يثق بها المسلمون ويطيعونها إذا أمرتهم، وعلى العلماء الربانيين العاملين أني كونوا هم هذه الجهة.
- يقنت الحنفية في آخر ركعة من الوتر قبل الركوع بهذا الدعاء: اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكفار ملحق. وهو دعاء مشهور مأثور عن ابن عمر، وهو الذي يقنت به المالكية قبل ركوع الركعة الثانية من صلاة الفجر.
- الإمام عند الشافعية مخير بين الجهر والإسرار في قنوت الفجر وكذلك المنفرد، ويختم دعاء القنوت عندهم بقول:(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم).
وقال الحنفية إذا قنت الإمام في صلاة الفجر سكت من خلفه لأنه منسوخ ولا متابعة فيه، وقال أبو يوسف يتابع المأموم الإمام فيه.
- من الملاحظ أن دعاء القنوت عند الشافعية قسمان:
قسم فيه دعاء وهو: (اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت). فهذا القسم دعاء يؤمن عليه المأموم.
والقسم الثاني من دعاء القنوت ثناء على الله عز وجل وهو: (فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وغنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت فلك الحمد على ما قضيت، أستغفرك وأتوب إليك) فهذا القسم من الثناء يقوله المنفرد، وأما المأموم فإما أن يقوله سراً أو يقول عندما يتلوه الإمام أشهد، وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيؤمن فيها ويشارك في قولها، ويرفع يديه بالدعاء أثناء القنوت نحو السماء، والصحيح أنه لا يمسح بيديه وجهه، وإذا لم يسمع المأموم قنوت الإمام قنت سراً، وجرت عادة بعض الشافعية بأن يجعل ظهر كفيه إلى السماء عند قوله: وقني شر ما قضيت، وقد أفتى بعض الشافعية بأنه لا يسن ذلك.
- يسن القنوت عند الحنابلة كالحنفية في الوتر إلا أنه يكون عندهم بعد الركوع ولو قنت قبل الركوع فلا بأس ويجهر في القنوت إن كان إماماً أو منفرداً، ويقنت بأي من قنوت الحنفية أو الشافعية أو بما شاء، وإذا أخذ الإمام في القنوت أمن من خلفه ويرفع يديه ويمسح وجهه بيديه.