الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على القدمين؟ فقال: هي السنة، فقلنا له: أما تراه جفاء بالرجل؟ فقال ابن عباس: بل هي سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم، وزاد أبو داود بعد (القدمين):(في السجود).
أقول: نصب القدمين والجلوس على العقبين بين الركعتين يسمى إقعاء المحدثين ولم يقل باستحبابه من الفقهاء إلا النووي وهو رواية عن الشافعي والظاهر أن السنة الأغلبية لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجلوس بين الركعتين كانت افتراش القدم اليسرى ونصب القدم اليمنى كما سنرى ذلك في أحاديث لاحقة، وأما الإقعاء المتفق على كراهته فهو أن يجلس على أليتيه وأن يستند على يديه وأن يرفع ركبتيه ضاماً إياهما إلى الصدر فهذا لا خلاف في كراهته.
-
كيف يهوي إلى السجود:
1056 -
* روى أبو داود عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه".
وفي رواية (1) لأبي داود، قال:"فلما سجد وقعتا ركبتاه إلى الأرض قبل أن يقعا كفاه، فلما سجد وضع جبهته بين كفيه، وجافى عن إبطيه". قال أبو داود: وفي حديث عاصم بن كليب عن أبيه بمثل هذا، وفي حديث أحد رواته:"وإذا نهض نهض على ركبتيه، واعتمد على فخذيه".
قال الترمذي هذا حديث حسن غريب، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم يرون أن يضع الرجل ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه. اهـ وفي سنده شريك بن عبد الله النخعي القاضي وهو صدوق يخطئ وللحديث شواهد يتقوى بها (انظر شرح السنة 3/ 133 وجامع الأصول 5/ 378).
(1) أبو داود (1/ 223) كتاب الصلاة، 142 - باب الإقعاء بين السجدتين.
الترمذي (2/ 73، 74) أبواب الصلاة، 210 - باب [ما جاء] في الرخصة في الإقعاء.
1056 -
أبو داود (1/ 222) كتاب الصلاة، 140 - باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه.
الترمذي (2/ 56) أبواب الصلاة، 199 - باب ما جاء في وضع الركبتين قبل اليدين في السجود.
النسائي (2/ 206، 207) 12 - كتاب التطبيق، 38 - باب أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان في سجوده.
ابن ماجه (1/ 286) 5 - كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، 19 - باب السجود.
(2)
أبو داود (1/ 196، 197) كتاب الصلاة، 117 - باب افتتاح الصلاة.
قال أبو سليمان الخطابي: حديث وائل أثبت من هذا- يقصد حديث أبي هريرة الآتي- وزعم بعض العلماء أنه منسوخ وروى في ذلك خبراً ضعيفاً اهـ ملخصاً.
قال البغوي واختلف العلماء في هذا- أي تقديم الركبتين أو اليدين- فذهب أكثرهم إلى أنه يضع الركبتين قبل اليدين اهـ ملخصاً.
واستدل من قال إنه يقدم يديه بحديث أبي هريرة.
أقول: وضع الإنسان ركبتيه ثم يديه ثم وجهه إذا سجد، ورفع وجهه ثم يديه ثم ركبتيه إذا قام، السنة عند الشافعية والحنابلة والحنفية، أما المالكية فيضعون أيديهم قبل ركبهم إذا سجدوا ويعتمدون على أيديهم في القيام، والنص الذي مر معنا حجة للمذاهب الثلاثة، والهيئة الأولى أدل على النشاط والهيئة الثانية تناسب بعض الناس لعارض، والأمر واسع لأن الخلاف حول السنية.
1057 -
* روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه" وفي رواية، قال:"يعمد أحدكم فيبرك في صلاته كما يبرك الجمل".
قوله: (وليضع يديه قبل ركبتيه) بلفظ الأمر مشكل لأن البعير يضع يديه قبل رجليه فكيف ينهى عن بروك البعير ثم يأمر بتقديم اليد.
ولذا أورده- والله أعلم- صاحب جامع الأصول بلفظ (يضع ..) ولا يرفع هذا الإشكال قول بعضهم ركبتا البعير في يديه لأنه لو كان كما قالوا لقال فليبرك كما يبرك البعير فإن أول ما يمس الأرض من البعير يده. وفي حاشية الترمذي ما نصه: (ولا يخفى أن أول هذا الحديث يخالف آخره لأنه إذا وضع يديه قبل ركبتيه فقد برك بروك البعير وما قيل في توقيفه: إن الركبة من الإنسان في الرجلين ومن ذوات الأربع في اليدين فرده
1057 - أبو داود (1/ 222) كتاب الصلاة، 140 - باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه.
النسائي (2/ 207) 12 - كتاب التطبيق، 38 - باب أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان في سجوده، وإسناده حسن.