الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
تسوية الصفوف:
1663 -
* روى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سووا صفوفكم، فإن تسوية الصف من تمام الصلاة". وفي رواية (2) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتموا الصفوف، فإني أراكم من وراء ظهري" ومنهم من قال فيه: "أقيموا الصفوف". وللبخاري (3) قال: أقيمت الصلاة، فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه، فقال:"أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري"- زاد في رواية (4) - وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه" وفي رواية (5) أبي داود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق، فو الذي نفسي بيده، إني لأرى الشيطان يتخللكم ويدخل من خلل الصف كأنها الحذف" وله في أخرى (6) قال محمد بن السائب: "صليت إلى جانب أنس يوماً، فقال: هل تدري: لم جعل هذا العود في القبلة؟ قلت: لا والله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه سولم يضع يده عليه، فيقول: "استووا، وعدلوا صفوفكم" وفي أخرى (7):"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة أخذ بيمينه، ثم التفت، فقال: اعتدلوا، سووا صفوفكم، ثم أخذه بيساره، وقال: اعتدلوا، سووا صفوفكم" وفي أخرى (8) له: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتموا الصف المقدم، ثم الذي يليه، فما كان من
1663 - البخاري (2/ 209) 10 - كتاب الأذان، 74 - باب إقامة الصف من تمام الصلاة.
مسلم (1/ 324) 4 - كتاب الصلاة، 28 - باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها.
(2)
مسلم (1/ 324) 4 - كتاب الصلاة، 28 - باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها وقد وردت هذه الرواية في البخاري بلفظ "أقيموا الصفوف" بدلاً من "أتموا الصفوف" وهي عند البخاري في (2/ 207) 10 - كتاب الأذان، 71 - باب تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها.
(3)
البخاري (2/ 208) 10 - كتاب الأذان، 72 - باب إقبال الإمام على الناس عند تسوية الصفوف.
(4)
البخاري (2/ 211) 10 - كتاب الأذان، 76 - باب إلزاق المنكب بالنكب والقدم بالقدم في الصف.
(5)
أبو داود (1/ 179) كتاب الصلاة، 94 - باب تسوية الصفوف.
(6)
أبو داود (1/ 179) نفس الموضع السابق.
(7)
أبو داود (1/ 179، 180) نفس الموضع السابق.
(8)
أبو داود (1/ 180) نفس الموضع السابق.
نقص فليكن في الصف المؤخر" وفي رواية (1) للنسائي: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "استووا، استووا، استووا، فو الذي نفسي بيده، إني لأراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي".
أقول: من تصورنا لحجم الحذف نعرف أن ما ينبغي أن يكون بين قدم الرجل والرجل أقل من ذلك، وأن إلصاق القدم بالقدم نوع من المبالغة في تحقيق ذلك ولكنه لا يلزم بالتحديد إذا ما تحقق تضييق الفرجة، ولكن محاذاة الكعب للكعب مطلوبة كمحاذاة المنكب للمنكب.
قال في "الفتح"(2/ 211): قوله (باب إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف المراد بذلك المبالغة في تعديل الصف وسد خلله، وقد ورد الأمر بسد خلل الصف والترغيب فيه في أحاديث كثيرة أجمعها حديث ابن عمر عند أبي داود وصححه ابن خزيمة والحاكم ولفظه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفاً وصله الله، ومن قطع صفاً قطعه الله".
واستدل بحديث النعمان [رايت الرجل منا يلزق كعبه بكعب صاحبه] على أن المراد بالكعب في آية الوضوء العظم الناتئ في جانبي الرجل- وهو عند ملتقى الساق والقدم- وهو الذي يمكن أن يلزق بالذي بجنبه، خلافاً لمن ذهب أن المراد بالكعب مؤخر القدم، وهو قول شاذ ينسب إلى بعض الحنفية ولم يثبته محققوهم وأثبته بعضهم في مسألة الحج لا الوضوء، وأنكر الأصمعي قول من زعم أن الكعب في ظهر القدم. اهـ.
قال في الإعلاء وتسوية الصفوف سنة وإن وقع فيه لفظ الأمر وأصله الوجوب ولكنه
(1) النسائي (2/ 91) 10 - كتاب الإمامة، 27 - كم مرة يقول استووا.
(رصوا) الرص: الاجتماع والانتظام، ومنه قوله تعالى:(كأنهم بنيان مرصوص)[الصف: 4]: أي متصل بعضه ببعض.
(كأنها الحذف) الحذف: الغنم الصغار الحجازية، واحدها: حذفة وقيل: هي غنم صغار، ليس لها أذناب ولا آذان، يجاء بها من جرش [اليمن]، سميت حذفاً لأنها محذوفة عن مقدار الكبار.
محمول على الندب لما جاء في الباب أحاديث بألفاظ مختلفة ففي البخاري عن ابي هريرة مرفوعاً "وأقيموا الصف في الصلاة فإن إقامة الصف من حسن الصلاة"، وفيه أيضاً عن أنس مرفوعاً "سووا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة" اهـ. قال الحافظ في الفتح: قوله "من إقامة الصلاة" هكذا ذكره البخاري عن أبي الوليد، وذكره غيره عنه بلفظ "من تمام الصلاة" كذلك أخرجه الإسمعيلي عن ابن حذيفة، والبيهقي من طريق عثمان الدارمي كلاهما عنه، وكذلك أخرجه أبو داؤد عن أبي الوليد وغيره، وكذا مسلم وغيره من طريق جماعة عن شعبة اهـ (2: 174). قال الحافظ: وقد استدل ابن حزم بقوله: "إقامة الصلاة" على وجوب تسوية الصفوف، قال: لأن إقامة الصلاة واجبة، وكل شيء من الواجب واجب، ولا يخفى ما فيه، لاسيما وقد بينا أن الرواة لم يتفقوا على هذه العبارة. وتمسك ابن بطال بظاهر حديث أبي هريرة فاستدل به على أن التسوية سنة قال: لأن حسن الشيء زيادة على تمامه، وأورد عليه رواية من تمام الصلاة، وأجاب ابن دقيق العيد، فقال: قد يؤخذ من قوله: "تمام الصلاة" الاستحباب.
أقول: يبالغ بعض الناس بإلصاق كعبه بكعب مصل آخر لدرجة أن يوجد بين رجليه من الفرجة الكثير وبهذا يكون قد خالف الحكمة من الأمر بإلصاق الكعب بالكعب.
1664 -
* روى مالك عن أبي سهيل [نافع] بن مالك [الأصبحي] عن أبيه قال: "كنت مع عثمان، فقامت الصلاة وأنا أكلمه في أن يفرض لي، فلم أزل أكلمه وهو يسوي الحصباء بنعليه، حتى جاءه رجال قد كان وكلهم بتسوية الصفوف، فأخبروه أن قد استوت، فقال: استو في الصف، ثم كبر".
1665 -
* روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه "لما قدم المدينة، قيل له: ما أنكرت مما عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما أنكرت شيئاً، إلا أنكم لا تقيمون الصفوف".
1664 - الموطأ (1/ 158) 4 - كتاب قصر الصلاة في السفر، 14 - باب ما جاء في تسوية الصفوف وإسناده صحيح.
1665 -
البخاري (2/ 209، 210) 10 - كتاب الأذان، 75 - باب إثم من لم يتم الصفوف.
1666 -
* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقيموا الصف، فإن إقامة الصف من حسن الصلاة" وفي أخرى (2): "أن الصلاة كانت تقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأخذ الناس مصافهم قبل أن يقوم النبي صلى الله عليه وسلم مقامه".
1667 -
* روى أبو داود عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات الشيطان، ومن وصل صفاً وصله الله، ومن قطعه قطعه الله".
قال في "عون المعبود: 1/ 251): (وصله الله) أي برحمته (ومن قطع) أي بالغيبة أو بعدم السداد أو بوضع شيء مانع (قطعه الله) أي من رحمته الشاملة وعنايته الكاملة.
1668 -
* روى ابن خزيمة عن عائشة: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف".
1669 -
* روى ابن خزيمة عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خيركم ألينكم مناكب في الصلاة".
1670 -
* روى الطبراني عن بلال قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسوي مناكبنا في الصلاة.
1666 - مسلم (1/ 324) 4 - كتاب الصلاة، 28 - باب تسوية الصفوف وإقامتها.
(2)
مسلم في نفس الموضع السابق.
1667 -
أبو داود (1/ 179) كتاب الصلاة، 94 - باب تسوية الصفوف. وإسناده حسن.
(فرجات الشيطان) الفرجات: جمع فرجة، وهي الخلل الذي يكون بين المصلين في الصفوف، فأضافها إلى الشيطان.
1668 -
ابن خزيمة (3/ 23) جماع أبواب قيام المأمومين خلف الإمام، 64 - باب ذكر صلاة الرب وملائكته على واصل الصفوف. وإسناده حسن.
1669 -
ابن خزيمة (3/ 29) جماع أبواب قيام المأمومين خلف الإمام، 74 - باب فضل تليين المناكب في القيام في الصفوف. وإسناده حسن.
1670 -
الروض الداني (2/ 180).
مجمع الزوائد (2/ 90) وقال الهيثمي: إسناده متصل. ورجاله موثقون.
1671 -
* روى أحمد عن عبد الله بن مسعود قال لقد رأيتنا وما تقام الصلاة حتى تكامل بنا الصفوف.
1672 -
* روى أبو داود عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل الصفوف من ناحية إلى ناحية، يمسح صدورنا ومناكبنا، ويقول: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، قال: وكان يقول: "إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول"، وعند (3) النسائي "الصفوف المقدمة" وفي أخرى (4) لأبي داود قال كهمس [بن الحسن]: "قمنا بمنى إلى الصلاة والإمام لم يخرج، فقعد بعضنا، فقال لي شيخ من أهل الكوفة: ما يقعدك؟ قلت: ابن بريدة، قال: هذا السمود، فقال لي الشيخ: حدثني عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال: كنا نقوم في الصفوف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلاً قبل أن يكبر، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله وملائكته يصلون على الذين يلون: الصفوف الأول، وما من خطوة أحب إلى الله من خطوة يمشيها العبد، يصل بها صفاً".
أقول: (قلت: ابن بريدة): أي إن ابن بريدة هو الذي أقعده بوصفه القيام قبل خروج الإمام بأنه السمود، وقوله: إن الله وملائكته يصلون على الذين يلون الصفوف الأول: الصفوف الأول ههنا: بدل عن الذين يلون، لأن الصفوف الأول مختصة بنوع من الرحمة أكثر من غيرها.
ورواية البراء لا تتعارض مع الإنكار على السمود، لأن رواية البراء تفيد أن الإمام
1671 - أحمد (1/ 419).
مجمع الزوائد (2/ 90) وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(تكامل): أي تتكامل.
1672 -
أبو داود (1/ 178) كتاب الصلاة، 94 - باب تسوية الصفوف.
(3)
النسائي (2/ 90) 10 - كتاب الإمامة، 25 - كيف يقوم الإمام الصفوف.
(4)
أبو داود (1/ 149) كتاب الصلاة، 45 - باب في الصلاة تقام ولم يأت الإمام.
(السمود): الغفلة والذهاب عن الشيء. وقيل السامد: الرافع رأسه، وقد روي عن علي رضي الله عنه:"أنه خرج والناس ينتظرونه قياماً للصلاة فقال: مالي أراكم سامدين؟ ". وقال النخعي: إنهم كانوا يكرهون أن ينتظروا الإمام قياماً، ويقولون: ذلك السمود.