الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنشدكم الله أيكم وليه؟
قالوا: أبو طالب. فلم يزله يناشده حتى ردّه.
…
وزوّده الراهب من الكعك والزيت" (1)
العنصر الثالث: الله عز وجل يحفظ رسوله صلى الله عليه وسلم في شبابه من
أقذار الجاهلية
.
حادثة شق الصدر هي تطهير لرسولنا صلى الله عليه وسلم من حظ الشيطان ولذلك لم يتلوث رسول الله صلى الله عليه وسلم في شبابه بأقذار الجاهلية.
ومن الأمثلة على ذلك:
أولاً: صانه الله عز وجل عن شرك الجاهلية، وعبادة الأصنام.
عن زيد بن حارثة قال: كان صنم من نحاس- يقال له: (إساف) و (نائلة). يتمسح به المشركون إذا طافوا، فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم طفت معه، فلما مررت مسحت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تمسه" قال زيد: فطفنا، فقلت في نفسي: لأمسنه حتى أنظر ما يكون فمسحته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألم تنه؟! " قال زيد: فوالذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب، ما استلم صنماً قط حتى أكرمه الله- تعالى- بالذي أكرمه وأنزل عليه" (2).
وقال- صلى الله عليه وسلم لخديجة: أي خديجة، والله لا أعبدُ اللات والعزى" (3).
(1) صحيح، انظر "صحيح الترمذي"(3862)، "فقه السيرة" تحقيق الألباني، "صحيح السيرة النبوية"(ص 29 - 31) الألباني.
(2)
قال الألباني: إسناده حسن. انظر "صحيح السيرة النبوية"(ص 32).
(3)
رواه أحمد في "مسنده" وقال الهيثمي في "المجمع"(8/ 225): "رجاله رجال الصحيح".
ثاثياً: حفظ الله -تعالى- رسوله صلى الله عليه وسلم من أن يأكل الذي ذُبِحَ على النصب -أي: التي يذبحونها لغير الله-.
فكان صلى الله عليه وسلم لا يأكل ما ذبح على النصب، ووافقه في ذلك زيد بن عمرو ابن نفيل.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي- صلى الله عليه وسلم لقى زيد بن عمرو ابن نفيل بأسفل (بلدح) -واد قبل مكة أو جبل بطريق جده- قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي، فَقُدِّمتْ إلى النبي- صلى الله عليه وسلم سُفرةٌ، فأبى أن يأكل منها. ثم قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه. وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول: الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله، إنكاراً لذلك وإعظاماً له" (1).
ثالثاً: حفظ الله -تعالى- رسوله صلى الله عليه وسلم من أن تبدو عورته أو يظهر عرياناً.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما بُنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة، فقال العباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة. ففعل، فخرّ إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء، ثم أفاق. فقال: إزاري إزاري فشُدَّ عليه إزاره وفي لفظ قال: "فحله فجعله على منكبيه فسقط مغشياً عليه فما رؤي بعد ذلك عرياناً صلى الله عليه وسلم (2).
رابعاً: وفق الله رسوله صلى الله عليه وسلم للوقوف بعرفة قبل البعثة، مخالفة لما ابتدع
(1) رواه البخاري (3826).
(2)
متفق عليه أخرجه البخاري في "صحيحه"(رقم 364)، ومسلم (رقم 340).