الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيطان؛ لأن الشيطان يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، ولأن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر، ولأن الشيطان يأمر بالكفر والضلال.
ولذلك قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} .
خامساً: أن تُحسِنَ إلى من أساء إليك
، وبذلك تنتصر عليه، وهذا ما فعله أبو بكر رضي الله عنه مع مسطح، تقول عائشة رضي الله عنها:"فلما نزلت براءتي قال أبو بكر- وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره-: والله لا أنفق على مسطح شيئاً أبداً؛ وقد قال في عائشة ما قال، فأنزل الله عز وجل: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)}، فقال أبو بكر: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فأرجعَ إلى مسطح ما كان ينفقه عليه وقال: والله لا أقطع عنه النفقة بعد ذلك"(1).
عباد الله! يحذر ربنا -جل وعلا- الذين يخوضون بألسنتهم في أعراض المؤمنين بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)} .
الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا إمَّا بالإعلام، وإمَّا بالدعوة إلى التبرج والسفور والزنا والإشاعات الكاذبة، لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة.
(1) هو قطعة من حديث الإفك، وقد تقدم تخريجه.
عن أنس رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال: "هل تدرون مم أضحك؟ " قلنا اللهُ ورسوله أعلم.
قال: "من مخاطبة العبد ربه فيقول ألم تجرني من الظلم؟ فيقول: بلى.
فيقول: فإني لا أجيز اليوم على نفسي شاهداً إلا مني، فيقول الله تعالى: كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً، قال: فيختم على فيه، ويقال لأركانه: انطقي فتنطق باعماله ثم يُخلي بينه وبين الكلام فيقول -أي لأركانه- بُعداً لكنَّ وسحقاً، فعنكن كنت أناضل" (1)، أي: فكيف شهدتم علي.
(1) رواه مسلم (رقم 2969).
فاتقوا الله عباد الله في ألسنتكم، وإذا أردتم النجاة فعليكم بهذه الوصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ما النجاة؟ قال: "أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك"(1).
فيا مروِّجاً للإشاعات، ويا مختلقاً للإفك، ويا طاعناً في أعراض المسلمين!
أمسك عليك لسانك وإلا فالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة.
اللهم رد المسلمين إلى دينك رداً جميلاً.
(1) مضى قريباً