الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قريش، إنه ليس أحد يعبد من دون الله فيه خير، وقد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى ابن مريم، وما يقول محمَّد فقالوا: يا محمَّد ألست تزعم أن عيسى كان نبياً وعبداً من عباد الله! صالحاً فلئن كنت صادقاً فإن آلهتهم لكما تقولوا، فأنزل الله عز وجل:{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57)} [الزخرف: 57](1).
عباد الله! "وهذا القياس الفاسد من قريش، من تشبيه الأنبياء المكرمين بالأصنام المعبودة غير العاقلة اقتضى الرد عليه، فقال الله تعالى مبيناً عبودية عيسى لله: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ}، وإنه لم يدع إلى عبادة نفسه، بل دعا إلى عبادة الله وحده: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ}، وسمى القرآن احتجاج قريش بالجدل: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا} وهو المراء الباطل حيث كانوا عرباً فصحاء لا يخفى عليهم أن الآية {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)} هي خطاب لقريش، وهم يعبدون أصناماً لا تعقل، وليست خطاباً للنصارى، فلا يرد اعتراضهم على الآية أصلاً -هي لما لا يعقل- بدعوى استحلالها للمسيح عليه السلام"(2).
ثالثا: الروح:
عباد الله! ومن المجادلات التي أثارها المشركون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سؤالهم عن الروح.
(1) إسناده حسن، انظر "مسند الإِمام أحمد" رقم (297 - ط المؤسسة)، وانظر "السيرة النبوية الصحيحة" أكرم ضياء العمري (1/ 131).
(2)
انظر "السيرة النبوية الصحيحة" أكرم ضياء العمري (1/ 164).