الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ندري أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه كما نجرد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه؟
فلما اختلفوا ألقى الله تبارك وتعالى عليهم النومُ حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره.
ثم كلَّمهم مُكَلِّمٌ من ناحية البيت- لا يدرون مَنْ هو-: أن غسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه، فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسلوه وعليه قميصه، يصبون الماء فوق القميص، ويدلكون القميص دون أيديهم وكانت عائشة تقول "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه"(1).
ثانياً: الكفن:
فلما فرغوا من غسله صلى الله عليه وسلم كفنوه في ثلاثة أثواب بيض سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة. كما قالت عائشة رضي الله عنها (2) -.
ثالثاً: الصلاة عليه:
ثم أخذوا في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فرادى، لم يؤمهم أحد، دخل الرجال، ثم النساء، ثم الصبيان (3).
رابعاً: الدفن:
فلما أرادوا دفنه- صلى الله عليه وسلم اختلفوا أين يدفنونه؟
فقال أبو بكر رضي الله عنه: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ما نسيته، قال صلى الله عليه وسلم: "ما قبض الله نبياً إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه فدفنوه، في موضع
(1)"صحيح أبي داود"(2693).
(2)
متفق عليه، رواه البخاري (رقم 1272)، ومسلم (رقم 941).
(3)
"البداية والنهاية"(5/ 265).
فراشه" (1).
وكان بالمدينة رجل يُلحد، وآخر يضرح.
فقالوا: نستخير ربنا ونبعث إليهما، فأيهما سبق تركناه.
فسبق صاحب اللحد، فلحدوا للنبي صلى الله عليه وسلم (2).
تقول عائشة رضي الله عنها: ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المساحي في جوف ليلة الأربعاء (3).
فلما فرغوا من دفنه قالت فاطمة رضي الله عنها: "يا أنس، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب"(4).
وتقول أم سلمة رضي الله عنها بينما نحن مجتمعون نبكي لم ننم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيوتنا، ونحن نتسلى برؤيته على السرير، إذ سمعنا صوت الكرارين في السحر، فصحنا وصاح أهل المسجد فارتجت المدينة صيحة واحدة، وأذن بلال بالفجر، فلما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى وانتحب فزادنا حزناً (5).
عباد الله! إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا على فراقك يا رسول الله لمحزونون، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.
(1)"صحيح الترمذي"(1018).
(2)
"صحيح ابن ماجه"(1264).
(3)
حسن "الفتح الرباني"(21/ 256).
(4)
رواه البخاري (رقم 4462).
(5)
"البداية والنهاية"(5/ 271).
ويقول أنس رضي الله عنه: لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، أضاء منها كلُّ شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه، أظلم منها كلُّ شيء، وما نفضنا أيدينا عن التراب حتى أنكرنا قلوبنا (1).
عباد الله! وعزاؤنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا أراد الله رحمة أمةٍ من عباده قبض نبيها قبلها، فجعله لها فرطاً وسلفاً بين يديها"(2).
وتقول عائشة رضي الله عنها: "ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ديناراً ولا درهماً ولا شاةً ولا بعيراً ولا أوصى بشيء"(3).
"بل لقد مات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعاً من شعيرٍ أخذها لأهله"(4).
ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير
توفنا على الإسلام وألحقنا بالصالحين
(1)"صحيح الترمذي"(3618).
(2)
رواه مسلم (رقم 2288).
(3)
رواه مسلم (رقم 1635) من حديث عائشة وأخرجه البخاري (رقم 4461) من حديث عمرو بن الحارث.
(4)
متفق عليه، رواه البخاري (رقم 4467)، ومسلم (رقم 1603).