الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما اليوم فقد دخلها منصوراً نصراً مؤزراً، وصدقه الله وعده حيث قال له:{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: 85]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: لرادُّك ربك إلى مكة (1).
فصدق الله رسوله وعده وردَّه إلى مكة، وفتح له غيرها، ثم عاد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
العنصر الخامس: الدروس والعظات والعبر التي تؤخد من غزوة حنين:
أولاً: التوكل على الله تعالى لا ينافي الأخذ بالأسباب:
ويؤخذ هذا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته، فكان يستعد للقاء العدو بالعددِ والعُدة.
وفي غزوة حنين استعار النبي صلى الله عليه وسلم أسلحة من صفوان بن أمية، وخرج بجيش كبير.
فلا يجوز لرجلٍ أن يُقدم على عدو دون أن يُعِدَّ العدة ويقول: أنا متوكل على الله، فرسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المتوكلين، ولكنه أخذ بالأسباب. لقوله تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60].
فهؤلاء الذين يتسرعون لملاقاة الأعداء -قبل أن يستعدوا إيمانياً ومادياً- يضيعون الوقت والجهود فلابد أن يعتبروا بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: الإعجاب بالكثرة يحجب نصر الله:
وهذا ما حدث في غزوة حنين فقال بعض المسلمين: "لن نُهزم اليوم من قلة"، فحجب هذا الإعجاب النصر في بداية المعركة.
(1) رواه البخاري (رقم 4773).