الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوتهُ. وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" (1).
والله عز وجل يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} .
رابعاً: حلمهُ صلى الله عليه وسلم على جفاء وغلظة الإعراب:
يقول ابن مسعود رضي الله عنه: .. فلما كان يوم حنين آثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ناساً في القسمة .. فقال رجل: والله إن هذه القسمة ما عُدِل فيها، وما أُريد فيها وجه الله.
قال: فقلت والله! لأخبرنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: فأتيته فأخبرته بما قال، قال ابن مسعود: فتغير وجهه صلى الله عليه وسلم -حتى كان كالصرف.
ثم قال: "فمن يعدل إن لم يعدل الله ورسوله".
ثم قال: "يرحم الله موسى أوذي بأكثر من هذا فصبر"(2).
ويقول أنس رضي الله عنه: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بُردٌ نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيٌّ فجذبه جذبة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته قال: مُر لي من مال الله الذي عندك! فالتفت إليه- صلى الله عليه وسلم، فضحك "ثم أمر له بعطاء"(3).
والله إنها لأخلاق النبوة.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
(1)"صحيح الترمذي"(3/ 140).
(2)
متفق عليه، رواه البخاري (رقم 3405)، ومسلم (رقم 1062).
(3)
متفق عليه، رواه البخاري (رقم 3149)، ومسلم (رقم 1057).