الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخطبة الخمسون: حجة الوداع
أيها الإخوة عباد الله! موعدنا في هذا اليوم -إن شاء الله تعالى- مع اللقاء الخمسين من سيرة حبيب رب العالمين محمَّد صلى الله عليه وسلم، النبي الأمين، وحديثنا في هذا اللقاء سيكون عن حجة الوداع.
عباد الله! حجة الوداع كانت في السنة العاشرة للهجرة، واتفق العلماء على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج بعد هجرته إلى المدينة، سوى حجةٍ واحدةٍ وهي حجة الوداع.
عباد الله! وفي حجة الوداع؛ ودّع النبي صلى الله عليه وسلم أمته وأصحابه فقال لهم: "خذوا عني مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه".
عباد الله! كيف حج النبي صلى الله عليه وسلم.
تعالوا بنا لنستمع إلى جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وهو يصف لنا حجة النبي صلى الله عليه وسلم، يقول جابر رضي الله عنه:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بالمدينة تسع سنين لم يحُجَّ، ثم أذّنَ في الناس في العاشرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجٌّ هذا العام.
فقدم المدينة بشر كثير (وفي رواية: فلم يبق أحد يقدر أن يأتي راكباً أو راجلاً إلا قدم) فتدارك الناس ليخرجوا معه، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله.
وقال جابر رضي الله عنه: سمعت- قال الراوي: أحسبه رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم (وفي رواية قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) فقال: "مُهَلّ أهل المدينة من ذي الحليفة