الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غداً.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدقت. صدقت. كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم؟ "(1).
عباد الله! وفي هذا الحديث فوائدٌ عظيمة منها:
أولاً: تحريم الظلم
.
قال الله -تعالى- في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرَّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا"(2)، وقال صلى الله عليه وسلم:"اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة"(3).
وقال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)} [إبراهيم: 42 - 43].
عباد الله! الظلم عاقبته وخيمة، والله تبارك وتعالى يأخذ من الظالم للمظلوم يوم القيامة، فلا يدخل أحدٌ الجنة ولواحد من أهل النار عنده مظلمة، ولا يدخل أحد النار ولواحد من أهل الجنة عنده مظلمة.
قال صلى الله عليه وسلم: "لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء"(4).
(1)"صحيح سنن ابن ماجه"(رقم 3239).
(2)
رواه مسلم (رقم 2577).
(3)
رواه مسلم (رقم 2578).
(4)
رواه مسلم (رقم 2582).
وقال صلى الله عليه وسلم: "من اقتطع" -أي أخذ- "حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة"، فقال رجل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "وإن قضيباً من أراك"(1).
وقال صلى الله عليه وسلم: "من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه، أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات، أخذ من سيئات صاحبه فحُمل عليه"(2).
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "أتدرون من المفلس؟! قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال صلى الله عليه وسلم: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار" (3).
عباد الله! فالظالم خسران في الدنيا والآخرة.
والظالم لا يحبه الله، قال تعالى:{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} .
والظالم ملعون، قال تعالى:{أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18].
عباد الله! الظلم سبب لهلاك الأمم.
(1) رواه مسلم (رقم 137).
(2)
رواه البخاري (رقم 6534).
(3)
رواه مسلم (رقم 2581).