الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العنصر الثاني: موقف اليهود من رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما وصل إلى المدينة.
العنصرالثالث: معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لليهود في المدينة.
العنصر الرابع: اليهود أهل غدر وخيانة.
العنصر الأول: الإِسلام دين السلام والأمن والأمان، يأمر بالوفاء وينهى عن الخيانة والغدر:
عباد الله! الإِسلام دين السلام والأمن والأمان، قال تعالى:{وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)} [الأنفال: 61].
وقال عبد الله بن سلام -وكان رجلاً يهودياً شرح الله صدره للإسلام-: فلما رأيت وجهه (أي النبي صلى الله عليه وسلم) علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال: "يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام"(1).
وسأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإِسلام خير؟
قال: "تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف"(2).
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه"(3).
وقال صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"(4).
عباد الله! الإِسلام دين يأمر بالوفاء بالعهود ويحذر من الخيانة والغدر،
(1)"صحيح الجامع"(7742).
(2)
متفق عليه، رواه البخاري (رقم 12)، ومسلم (رقم 39).
(3)
رواه مسلم (رقم 46).
(4)
متفق عليه، رواه البخاري (رقم 10)، ومسلم (رقم 40).
قال تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34)} [الإسراء:34]، أي يا معشر المسلمين إذا عاهدتم فأوفوا بعهدكم، وقال تعالى:{وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)} [النحل: 91]، وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1]، وقال تعالى:{وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)} [الأنعام: 152].
وقال تعالى محذراً من نقض العهود: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25)} [الرعد: 25].
عباد الله! والنبي صلى الله عليه وسلم يربي أمته على الوفاء بالعهود ويحذرهم من خلف الوعود، قال صلى الله عليه وسلم:"لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له"(1).
وقال صلى الله عليه وسلم: "اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة": منها "وأوفوا إذا وعدتم"(2).
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان".
وفي رواية لمسلم زاد: "وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم"(3).
(1)"صحيح الجامع"(7056).
(2)
"صحيح الجامع"(1029).
(3)
متفق عليه، رواه البخاري (رقم 33)، ومسلم (رقم 59).