الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخطبة العاشرة: مرحلة الدعوة إلى الله
المرحلة الثانية: الدعوة إلى الله جهراً
عباد الله! موعدنا في هذا اليوم -إن شاء الله تعالى- مع لقاء جديد من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وحديثنا في هذا اللقاء، سيكون عن المرحلة الثانية من مراحل الدعوة إلى الله تعالى؛ ألا وهي المرحلة الجهرية.
عباد الله! رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة يدعو الناس سراً، وبقي على ذلك حتى
أمره الله أن يجهر بدعوته.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214]، صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا، فجعل ينادي: يا بني فهر، يا بني عدي -لبطون قريش- حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً، لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟؟ " قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً فقال صلى الله عليه وسلم:"فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"، فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)} (1).
والتب هو: الهلاك والخسران.
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري (رقم 4770)، ومسلم (رقم 208).