الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخطبة الثانية والأربعون: عمرة الحديبية (صلح الحديبية)
أيها الإخوة عباد الله! موعدنا في هذا اليوم -إن شاء الله تعالى- مع لقاء جديد من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وحديثنا في هذا اللقاء سيكون عن عمرة الحديبية (صلح الحديبية).
عباد الله! والحديبية قرية قريبة من مكة أكثرها في الحرم (1).
عباد الله! وحديثنا عن عمرة الحديبية أو عن صلح الحديبية سيكون حول العناصر التالية:
العنصر الأول: سبب هذه العمرة وموقف المنافقين
.
العنصر الثاني: الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام يتحركون إلى مكة.
العنصر الثالث: الأحداث التي وقعت عند الحديبية قبل الصلح.
العنصر الرابع: صلح الحديبية.
العنصرالخامس: الأحداث التي وقعت بعد الصلح.
العنصر السادس: الفوائد والدروس والعظات والعبر التي تؤخذ من صلح الحديبية.
العنصر الأول: سبب هذه العمرة وموقف المنافقين.
رأى النبي صلى الله عليه وسلم -وهو بالمدينة- رؤيا بالمنام: أنه داخل مكة وطائف بالبيت العتيق، ورؤيا الأنبياء وحيٌ، فأولها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنها إذنٌ من الله-
(1)"فتح الباري"(5/ 334).
عز وجل- بدخول مكة.
فأذن مؤذنه في الناس بأن النبي صلى الله عليه وسلم معتمر، فأجابه إلى العمرة ألف وأربعمائة من المؤمنين الصادقين.
عباد الله! وأما المنافقون فقد ظنوا بالله ظن السوء، ظنوا أن محمداً وأصحابه إن دنوا من مكة، فإن قريش والعرب سيستأصلونهم ويبيدونهم، فلا يرجع منهم واحد البتة.
ثم زَوَّروا في أنفسهم عذراً يعتذرون به للنبي صلى الله عليه وسلم إن هو رجع، والله عز وجل يعلم ما يسرون وما يعلنون، فأنزل على رسوله قرآناً يفضح فيه المنافقين.
عباد الله! موقف المنافقين في كل الأحوال واحد لا يتغير إلا بأسلوبه وشكله الظاهري، وجزاؤهم على ذلك- عند الله تعالى -أيضاً واحد لا يتبدل.