الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن ابن عباس قال: قالت قريش لليهود، أعطونا شيئاً نسأل عنه هذا الرجل، فقالوا: سلوه عن الروح، فسألوه. فنزلت:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)} [الإسراء: 85]. قالوا: نحن لم نؤت من العلم إلا قليلاً، وقد أوتينا التوراة ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيراً كثيراً!! قال: فأنزل الله عز وجل: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)} [الكهف: 109](1).
رابعا: القدر
عباد الله! ومن المجادلات التي أثارها المشركون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القدر، وهو إثبات ما قدرة الله وقضاه، وسبق به علمه، وكتبه على عباده فكل ما يقع لهم إنما هو مقدر في الأزل معلوم لله مرادٌ له، فنزلت الآية:{يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} [القمر: 48 - 49](2).
عباد الله! والإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان" كما قال صلى الله عليه وسلم: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالقدر خيره وشره".
وقد جاءت الأدلة في الكتاب والسنة تخبر أن الله عز وجل قدّر كلَّ شيء في كتاب قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال تعالى:
(1) إسناده صحيح، "مسند أحمد" رقم (12309 - ط المؤسسة)، وانظر "السيرة النبوية الصحيحة" أكرم ضياء العمري (1/ 164).
(2)
صحيح مسلم (رقم 2656).