الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنه، ومن التمس رضا النّاس بسخط الله؛ سخطَ الله عليه، وأَسخطَ عليه الناسَ".
صحيح لغيره - المصدر نفسه.
7 - باب ما جاء في السمع والطاعة
1283 -
1543 و 1544 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنَّه قال:
"آمركم بثلاث، وأَنهاكم عن ثلاث:
آمركم أَن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وتعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تتفرقوا، وتطيعوا لمن ولّاه الله أَمرَكم.
وأَنهاكم عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإِضاعة المال".
صحيح - "الصحيحة"(685)، وجملة النهي تقدمت برقم (؟؟؟ / 97).
1284 -
1545 و 1546 - عن عبادة بن الصامت، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
"عليك السمع والطاعة (1) في عسرك ويسرِك، ومنشطِك ومكرهك، وأَثَرة عليك، وإن أكَلوا مالَك، وضربوا ظهرَك، [إلّا أَن يكون معصية لله بواحًا] (2) ".
وهو في الصحيح غير قولِه: "وإن أكلوا مالَك وضربوا ظهرَك".
صحيح - "الظلال"(1029).
1285 -
1548 - عن أَبي ذر، قال:
(1) في طبعتي "الإحسان": "اسمع وأَطع".
(2)
زيادتان من "الإحسان"(4543، 4547، 6633)، وكان مكانهما في الأَصل:"فذكر الحديث"! أحال به على ما قبله، وهذا الثاني منهما هو في الكتاب الآخر، فرأيت من تمام الفائدة نقل الزيادة إلى هنا.
أَتاني نبي الله صلى الله عليه وسلم وأَنا نائمٌ في مسجد المدينة، فضربني برجله وقال:
"أَلا أَراك نائمًا فيه؟ ".
قلت: [بلى] يا رسولَ الله! غلبتني عيناي، [قال:
"فكيف تصنع إِذا أُخرجت منه؟ ".
قلت: ما أَصنع يا نبيَّ الله؟! أَضرب بسيفي؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
"أَلا أَدلُّكَ على ما هو خير لك من ذلك وأَقرب رشدًا؟! تسمع وتطيع، وتنساق لهم حيث ساقوك"(1).
حسن لغيره - "الظلال"(1074).
1286 -
1549 - عن عبد الله بن الصامت، قال:
قدم أَبو ذر على عثمان من الشام فقال: يا أَميَر المؤمنين! افتح البابَ حتى يدخل الناس، أَتحسِبُني من قوم يقرءون القرآنَ لا يجاوزُ حناجرَهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، ثمَّ لا يعودون فيه حتّى يعودَ السهم على فُوقه، هم شرّ الخلق والخليقة؟! والذي نفسي بيده؛ لو أَمرتني أَن أَقعدَ لما قمتُ، ولو أَمرتني أَن أَكونَ قائمًا لقمت؛ ما أَمكَنتْني رجلاي، ولو ربطتني على بعير؛ لم أُطْلِق نفسي حتّى تكون أَنتَ تطلقني.
ثُمَّ استأذنه أَن يأتيَ (الرَّبَذَة)، فأذنَ له، فأتاها؛ فإذا عبدٌ يؤمهم، فقالوا: أَبو ذر، فنكص العبد، فقيل له: تقدّم، فقال:
(1) هذا مقيد في غير معصية الله تعالى، كما يدل عليه الحديث الفائت وأحاديث أخرى، والزيادة من "الإحسان"، مكان قوله في الأصل:"فذكر نحوه باختصار".
أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم[بثلاث](1): أَن أَسمع وأطيع، ولو لعبد حبشيّ مجدع الأَطراف.
صحيح - "الظلال"(2/ 501/ 1052)، وعند م آخره: أوصاني
…
1287 -
1550 - عن الحارث الأَشعري، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إنَّ اللهَ جلَّ وعلا أَمرَ يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهنَّ، ويأمر بني إِسرائيل [أن] يعملوا بهنَّ، وأنَّ عيسى قال له: إنَّ اللهَ [قد] أَمرَك بخمس كلمات تعمل بهنَّ، وتأمر بني إِسرائيل [أن] يعملوا بهنَّ؛ فإمّا أن تأمرَهم، وإمّا أَن آمرهم، قال: أي أَخي! إِنّي أَخاف إن لم آمرهم أَن أُعذب أَو يخسف بي.
قال: فجمع الناس في بيت المقدس؛ حتّى امتلأت وجلسوا على الشُّرُفات؛ فوعظهم وقال:
إنَّ الله جلَّ وعلا أَمرني بخمس كلمات أَعمل بهنَّ، وآمركم أن تعملوا بهنَّ:
أَولهنَّ: أَن تعبدوا اللهَ ولا تشركوا به شيئًا، ومَثَل ذلك مَثَل رجل اشترى عبدًا بخالص مالِه بذهب أَو وَرِقٍ، وقال له: هذه داري وهذا عملي، فجعل العبد يعمل ويؤدي إِلى غير سيده، فأيّكم يسرّه أن يكونَ عبده هكذا؟! وإنَّ اللهَ خلقكم ورزقكم؛ فاعبدوه ولا تشركوا به شيئًا.
(1) لم ترد في الأَصل، واستدركتها من "الإحسان"(5933)، وأَظنُّ أن المؤلفَ تعمّدَ إسقاطها لأنَّ تمام الثلاث في "صحيح مسلم"، فهي ليست على شرط "الزوائد"، ولكن يرد عليه أن الخصلة الأُولى هي أَيضًا عند مسلم كما ذكرت في التخريج، والثانية من الثلاث: إكثار المرق للجيران، وسيأتي برقم (000/ 2042)، والثالثة: الصلاة لوقتها.
وآمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإنَّ العبدَ إذا لم يلتفت؛ استقبله جلّ وعلا بوجهه.
وآمركم بالصيام، وإنّما مثل ذلك كمثل رجل معه صُرّة فيها مسك، وعنده عصابة يسرُّه أن يجدوا ريحها؛ فإنَّ الصيامَ عند اللهِ أَطيب من ريح المسك.
وآمركم بالصدقة، وإنَّ مثلَ ذلك كمثل رجل أَسره العدو، فأوثقوا يدَه إِلى عنقِه، وأَرادوا أَن يضربوا عنقَه فقال: هل لكم أن أَفدي نفسي؟ فجعل يعطيهم القليل والكثير ليفك نفسه منهم.
وآمركم بذكر الله؛ فإنَّ مثلَ ذلك كمثل رجل طلبَه العدوّ سِراعًا في أَثره، فأَتى على حصن حصين، فأَحرز نفسه فيه، فكذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إِلا بذكر الله".
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
"وأنا آمركم بخمس أَمرني الله بها: بالجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، فمن فارقَ الجماعة قِيد شبر؛ فقد خلعَ ربقة الإِسلامِ من عنقه (1)؛ إِلّا أن يراجعَ، ومن دعا بدعوى الجاهليّة فهو من جُثا جهنّم".
قال رجل: وإن صام وصلّى؟! قال:
"وإن صامَ وصلّى، فادعوا بدعوى اللهِ الذي سمّاكم: المسلمين المؤمنين عبادَ اللهِ".
(1) أي: أحكامه وأوامره ونواهيه. انظر التعليق المتقدم في "الوصايا".