الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
19 - باب ما جاء في الرياء
2117 -
2499 و 2500 - عن أَبي سعيد -[أو أبي](1) سعد - بن أَبي فضالة الأَنصاري - وكانَ من الصحابة -، قال: سمعت رسول الله يقول:
"إِذا جمعَ اللهُ الأَولين والآخرين يومَ القيامة ليومٍ لا ريبَ فيه؛ نادى منادٍ: من كانَ أَشركَ في عملِه للهِ أَحدًا؛ فليطلب ثوابه من عنده؛ فإنَّ اللهَ أَغنى الشركاءِ عن الشركِ".
حسن صحيح - "تخريج المشكاة"(5318)، "التعليق الرغيب" (1/ 35): م مختصرًا. 2118 - 2501 - عن أُبيِّ بن كعبٍ؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:
"بشّر [هذه الأمة] (2) بالنصرِ والسناء والتمكين، فمن عمل منهم عملَ الآخرة للدنيا؛ لم يكن له في الآخرة من نَصيب".
حسن صحيح - "أَحكام الجنائز"(70)، "التعليق الرغيب"(1/ 31)(3).
2119 -
2502 - عن شُفَيِّ الأَصبحي:
(1) هذه الزيادة مني يقتضيها السياق؛ فإن المؤلف ساق الحديث بإسنادين لابن حبان، وقد وقع في "الإحسان" في الموضعين:"أبي سعد بن أبي فضالة"، وعقب ابن حبان على الموضع الثاني بقوله:"الصحيح: هو أبو سعيد بن أبي فضالة".
ومن الغريب أن ابن حبان لم يورده في "الصحابة" من كتابه "الثقات"! والله أعلم.
(2)
سقطت من الأصل، واستدركتها من طبعتي "الإحسان"، ومصادر التخريج، وليس فيها حرف:"من" الذي في آخره، وهو ثابت في رواية الحاكم (4/ 318)، والبيهقيّ في "الشعبِ"(5/ 334 و 7/ 287)، وفي "الترغيب"(1/ 31) وقد عزاه للمذكورين جميعًا.
(3)
قلت: صحح إسناده الأخ الداراني، فأخطأ؛ لأنه من رواية الربيع بن أنس، وحسنه الشيخ شعيب؛ فأصاب، ولكنه غفل عن متابعة أيوب إياه، ذكرها في آخر تعليقه على "الإحسان"(2/ 122)! كما ذكرها الداراني ساكتًا عنه، وإسناده بالتصحيح أولى من إسناد الربيع!!
أنّه دخل مسجدَ المدينة؛ فإِذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس، فقال: من هذا؟ قالوا: أَبو هريرة، قال: فدنوتُ منه حتّى قعدتُ بين يديه، وهو يحدّثُ الناسَ، فلمّا سكتَ وخلا؛ قلت له: أَنشدُك [بحق](1) لما حدثتني حديثًا سمعتَه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عقلته وعلمتَه؟ فقال أَبو هريرة: أَفعلُ، لأُحدّثنّكَ حديثًا سمعته من رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم[عقلته وعلمته، ثم] نَشَغَ أَبو هريرة نَشغةً (2)، فمكثَ قليلاً ثمَّ أَفاقَ، فقال: لأحدّثنّك حديثًا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم[أَنا وهو] في هذا البيت، ما معنا أَحدٌ غيري وغيره، ثمَّ نشغَ أَبو هريرة نشغة [أُخرى]؛ فمكثَ [كذلك]؛ ثمَّ أَفاقَ [فمسحَ عن وجهه] فقال: أفعلُ، لأحدثنّك حديثًا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم[وأَنا وهو] في هذا البيت ما معنا أحدٌ غيري وغيره، ثمَّ نشغَ نشغةً شديدةً، ثمَّ مالَ خارًّا على وجهه، وأسندتُه (3) طويلاً، ثمَّ أَفاقَ فقال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ الله تبارك وتعالى إِذا كان يوم القيامة - ينزلُ إِلى العبادِ ليقضيَ بينهم، وكلُّ أُمّةٍ جاثية، فأوّل من يدعو به: رجل جمعَ القرآن، ورجل يقتلُ في سبيل الله، ورجل كثيرُ المالِ.
فيقول الله تبارك وتعالى للقارئ: أَلم أُعلِّمك ما أَنزلتُ على رسولي صلى الله عليه وسلم؟!
(1) استدركته من "الإحسان"، وهو فيه:"بحقي"! وأَظنّه خطأً؛ لأنّه سؤالَ بحق مخلوق، وهو غير مشروع، فصححته من "الترمذي"(7/ 113)، و"الحاكم"(1/ 418)، وهو فيها مكرر:"بحق وبحق"، وكذا في "الترغيب"(1/ 29).
(2)
النشغ: الشهيق حتّى يكاد يبلغ به الغشي.
(3)
الأَصل: (واشتدّ به)، وكذا في "الإحسان"، والطبعتين الجديدتين لهذا الكتابِ:"الموارد"! والتصحيح من "الترمذي"، و"الحاكم"، و"الترغيب".
قال: بلى يا ربّ! قال: فماذا عَمِلْتَ فيما عَلِمْتَ؟ قال: كنتُ أَقومُ به آناءَ الليلِ وآناءَ النّهارِ، فيقولُ الله تبارك وتعالى له: كذبتَ! وتقولُ له الملائكةُ: كذبتَ! ويقول الله: بل أَردتّ أَن يُقالَ: فلان قارئ، وقد قيل ذلك.
ويؤتى بصاحبِ المالِ، فيقولُ الله له: أَلم أُوسِّعْ عليك حتّى لم أدعك تحتاجُ إِلى أَحدٍ؟! قال: بلى يا ربّ! قال: فماذا عملتَ فيما آتيتُك؟ قال: كنتُ أَصلُ الرحمَ وأَتصدّقُ، [قال:] فيقول الله له: كذبتَ! وتقول له الملائكةُ: كذبت! [ويقول الله:] بل [إِنّما] أَردّتَ أن يقال: فلان جَواد، فقد قيل ذلك.
ويؤتى بالذي قتل في سبيلِ اللهِ، فيقال له: في ماذا قتلت؟ فيقول: أُمِرتُ بالجهادِ في سبيلِك، فقاتلتُ حتّى قتلتُ، فيقول الله له: كذبتَ! وتقول له الملائكةُ: كذبت! ويقول الله: بل أَردتَ أن يقالَ: فلان جَريءٌ، فقد قيل ذاك".
ثمَّ ضربَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتي، ثم قال:
"يا أَبا هريرة! أُولئكَ الثلاثةُ أَوّلُ خلقِ اللهِ تُسعَّرُ بهم النّار يوم القيامة".
قال الوليد بن أَبي الوليد: أخبرني عقبةُ أنَّ شُفَيًّا هو الذي دخلَ على معاوية، فأَخبره بهذا الخبر.
قال أَبو عثمان الوليد: وحدثني العلاءُ بن [أَبي] حكيم: أنّه كانَ سيّافًا لمعاوية، قال: فدخلَ عليه رجل فحدّثه بهذا عن أَبي هريرة، فقال معاوية: قد فعلَ بهؤلاءِ مثل هذا، فكيفَ بمن بقي من الناسِ؟! ثمَّ بكى معاوية بكاءً شديدًا؛ حتّى ظننا أنّه هالك، فقلنا: قد جاءنا هذا الرَّجلُ بشرٍّ، ثمَّ أَفاقَ معاوية ومسحَ عن وجهه فقال: صدقَ الله ورسولُه: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ