الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طافَ رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته القصواء يوم الفتح، واستلم الركن بمِحْجَنه، وما وجد لها مُنَاخًا (1) في المسجد، حتّى أُخرجت إِلى بطن الوادي فأُنيخت، ثمَّ حمدَ الله وأَثنى عليه، ثمَّ قال:
"أَمّا بعد؛ أَيّها الناس! فإنَّ اللهَ قد أذهبَ عنكم عُبِّيَّة الجاهليّة (2)، يا أَيّها الناس! إِنّما الناس رجلان: بَرٌّ تقيٌّ كريم على ربِّه، وفاجر شقي هيّن على ربِّه"، ثمَّ تلا:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} حتّى قرأَ الآية، ثمَّ قال:
أَقول قولي هذا، وأَستغفر الله لي ولكم".
صحيح - "الصحيحة"(2803).
11 - باب في غزوة حنين
1424 -
1704 - عن جابر بن عبد الله، قال:
أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعلم بِخَبْءِ القوم الذين خَبأوا لنا (3)، فاستقبلنا وادي (حنين) في عَماية (4) الصبح، وهو واد أَجوف من أَودية (تهامة)، إِنّما ينحدرون فيه انحدارًا، قال: فوالله إنَّ الناسَ ليتتابعون لا يعلمون بشيء: إذ فجأتهم الكتائب من كلِّ ناحية، فلم ينتظر الناس أن انهزموا راجعين.
(1) المناخ: الموضع الذي تناخ - أي: تبرك - فيه الإبل، كما في "اللسان".
(2)
أَي: كبرها وفخرها ونخوتها، انظر "النهاية"(3/ 169).
(3)
الأصل: (لا نعلم بمن يخبر بالقوم الذين خرجوا إلينا)! والتصحيح من "مسند أبي يعلى"(3/ 387)، ومعناه في "سيرة ابن هشام"(4/ 71)، و"مسند أحمد"، وكان هناك أخطاء أخرى فصحّحتها من بعض هذه المصادر.
(4)
أي: في بقية ظلمة الليل. "نهاية".
قال: وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمن وقال:
" [أين] أَيّها الناس! أَنا رسول اللهِ، أَنا محمد بن عبد الله".
وكانَ أَمام (هوازن) رجل ضخم، على جمل أَحمر، في يده راية سوداء، إِذا أدركَ طعنَ بها، وإِذا فاته شيءٌ بين يديه رفعها لمن خلفه [فاتبعوه]، فرصد له علي بن أَبي طالب رضوان الله عليه، ورجل من الأَنصار كلاهما يريده، قال: فضرب عليّ عرقوبي الجمل، فوقع على عَجُزه، وضرب الأَنصاري ساقَه فطرح قدمه بنصف ساقه فوقع، واقتتل الناس حتّى كانت الهزيمة.
وكانَ [كَلَدَة] أَخو صفوان بن أُمية لأُمّه قال: أَلا بَطل السحر اليوم، وكان صفوان بن أُمية يومئذ مشركًا في المدّة التي ضرب له رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال له صفوان: اسكت فضّ الله فاك! فواللهِ لأن يَرُبّني (1) رجل من قريش أحبّ إِليّ من أن يَرُبّني رجل من هوازن.
حسن - "تخريج فقه السيرة"(389).
1425 -
1705 - عن أَنس بن مالك، أنّه قال:
إنَّ هوازن جاءت يوم (حنين) بالشاء والإبل والغنم، فجعلوها صفين ليكثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتقى المسلمون والمشركون، فولّى المسلمون مدبرين، كما قال الله جلّ وعلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1) أَي: يكون عليّ سيّدًا وأَميرًا.