الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال: يا بنية! لا تقولي هكذا، ولكن قولي:{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} .
ثمَّ قال: في كم كفن النبيّ صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: في ثلاثة أَثواب، فقال:
كفنوني في ثوبيِّ هاذين، واشتروا إِليهما ثوبًا جديدًا؛ فإن الحيَّ أَحوجُ إلى الجديدِ من الميت، وإنّما هي للمهنة [أَو للمهلة](1).
صحيح - "التعليقات الحسان"(5/ 16): خ - بقصة الكفن نحوه.
1825 -
2178 - عن عائشة، قالت:
قال لي أَبو بكر: أَيَّ يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: يوم الاثنين، قال: إنّي لأَرجو أَن أَموت فيه، فمات يوم الاثنين عشيةً، ودفن ليلًا.
صحيح - "مختصر الشمائل"(197/ 330): خ - فليس على شرط "الزوائد".
1826 -
[7063 - عن أَنس، قال:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أَحبّ الناسِ إليك؟ قال:
"عائشة"، قيل له: ليس عن أَهلِك نسألك؟ قال:
"فأَبوها"].
صحيح لغيره - "التعليقات الحسان"(9/ 119/ 7063).
2 - باب فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
-
1827 -
2179 - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1) زيادة من "الإحسان"؛ وقد عزاه المعلق عليه للبخاري، وتبعه المعلقان على الكتاب! وهو خطأ؛ لأنّه ليس عنده ما قبل قصة الكفن.
"اللهمَّ! أَعزّ الدين بأَحبِّ هذين الرَّجلين إِليك: أَبي جهل بن هشام، أَو عمرَ بنِ الخطابِ".
فكانَ أَحبّهما إِليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
حسن صحيح - "المشكاة"(6036/ التحقيق الثاني)، "الصحيحة"(3225).
1828 -
2180 - عن عائشة، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
"اللهمَّ! أَعزّ الإِسلام بعمر بن الخطاب خاصّة".
صحيح لغيره - "الصحيحة"(3225).
1829 -
2181 - عن ابن عمر، قال:
لمّا أَسلمَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ لم تعلم قريش بإسلامِه، فقال: أَيُّ أَهلِ مكّة أَفشى للحديث؟ فقالوا: جميل بن معمر الجمحي (1)، فخرج إِليه وأَنا [معه] أَتبع أَثره، أَعقِلُ ما أَرى وأَسمع، فأتاه فقال: يا جميل! إِنّي قد أَسلمت، قال: فواللهِ ما ردَّ عليه كلمةً، حتّى قامَ عامدًا إِلى المسجد فنادى أَندية قريش، فقال: يا معشر قريش! إِنَّ ابن الخطاب قد صبأ، فقال عمر: كذب، ولكنّي أَسلمت، وآمنت بالله، وصدَّقْتُ رسولَه، فثاوروه، فقاتلهم حتّى ركدت الشمس (2) على رءوسهم، حتّى فتر عمر وجلس، [فقاموا على رأسه]، فقال [عمر]: افعلوا ما بدا لكم، فوالله لو كنّا ثلاث مئة رجل؛ لقد تركتموها [لنا]، أَو تركناها لكم.
(1) أسلم يوم الفتح، وقد شاخ، ثم شهد فتح مصر، مات زمن عمر، وحزن عليه حزنًا شديدًا. "التجريد".
(2)
أي: استوت.
فبينا هم كذلك قيام [عليه]؛ إِذ جاء رجل عليه حلّة حرير، وقميص قومَسِيٌّ فقال: ما [با] لكم؟! فقالوا: إِنَّ ابن الخطابِ قد صبأ، فقال: فمه؟ امرؤ اختارَ دينًا لنفسِه، أَفتظنّون أنَّ بني عدي تُسْلِمُ إِليكم صاحبهم؟! قال: فكأنّما كانوا ثوبًا انكشفَ عنه.
فقلت له بعدُ بالمدينة: يا أَبةِ! من الرّجل الذي ردّ عنك القوم يومئذ؟ قال: يا بني! ذاك العاص بن وائل (1).
حسن - "التعليقات الحسان"(9/ 16/ 6840).
1830 -
2183 - عن ابن عمر، قال:
رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثوبًا أَبيض، فقال:
"أَجديد قميصك أَم غسيل؟ ".
قال: بل جديد، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:
"البس جديدًا، وعش حميدًا، ومت شهيدًا"(2).
صحيح لغيره دون الزيادة - "الصحيحة"(352).
1831 -
2184 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ الله جعل الحقَّ على لسان عمر وقلبه".
صحيح - "صحيح أَبي داود"(2623).
(1) والد عمرو بن العاص فاتح مصر وغيرها، مات والده العاص مشركًا.
(2)
هنا في الأصل ما نصُّه: "قال عبد الرزاق: وزاد فيه الثوري عن إِسماعيل بن أَبي خالد: "ويرزقك الله قرّة العين في الدنيا والآخرة .. "! فحذفته للقاعدة.
1832 -
2185 - عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
"إِنَّ الله جعلَ الحقَّ على لسان عمر وقلبه".
قال ابن عمر: ما نزل بالناسِ أَمر قط، فقالوا فيه، وقال فيه عمر بن الخطاب؛ إِلّا نزل القرآن على نحْوٍ مما قال عمر رضي الله عنه.
حسن صحيح - "المشكاة"(6034/ التحقيق الثاني)، "صحيح أَبي داود"(2623).
1833 -
2186 - عن بريدة بن الحُصَيب، أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إِنّي لأَحسبُ الشيطان يفرُّ منك يا عمر! ".
صحيح - "الصحيحة"(1609).
1834 -
2187 - عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"عمر بن الخطاب من أَهل الجنّة".
صحيح لغيره - "الصحيحة"(3916).
1835 -
2188 و 2189 - عن أَنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"دخلت الجنّة؛ فإِذا أَنا بقصر من ذهب، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لفتى من قريش، فظننت أنّه لي، فقلت: من هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب، يا أَبا حفص! لولا ما أَعلم من غيرتِك لدخلته".
فقال: يا رسولَ اللهِ! من كنت أَغار عليه؛ فإِنّي لم أكن أَغار عليك.
صحيح - "الصحيحة" أيضًا (1423).
1836 -
2190 - عن أَبي رافع، قال:
كانَ أَبو لؤلؤة عبدًا للمغيرة بن شعبة، وكان يصنع الأَرْحاء (1)، وكانَ المغيرة يستغله كلَّ يوم [بِـ] أَربعة دراهم، فلقي أَبو لؤلؤة عمرَ بن الخطابِ رضي الله عنه فقال: يا أَميَر المؤمنين! إِنَّ المغيرة قد أثقلَ عليّ غَلَّتي، فكلِّمه يخفف عنّي، فقال له عمر: اتقِ اللهَ وأَحسن إِلى مولاك -[ومن نية عمر أَن يلقى المغيرة فيكلمه يخفف]- (2)، فغضب العبد وقال: وسع الناسَ كلَّهم عدلُك غيري! فأضمرَ على قتلِه، فاصطنعَ خِنجرًا له رأسان، وسَمَّه، ثمَّ أَتى به الهرمزان؛ فقال: كيف ترى هذا؟ فقال: أَرى أنّك لا تضرب بهذا أَحدًا إِلّا قتلته.
قال: وتحين أَبو لؤلؤة عمر، فجاءه في صلاة الغداة، حتّى قامَ وراء عمر، وكانَ عمر إِذا أُقيمت الصلاة يقول: أَقيموا صفوفكم، فقال كما كانَ يقول؛ فلمّا كبَّر عمر؛ وَجَأَه أَبو لؤلؤة في كتفه، وَوَجَأه في خاصرته، وسقط عمر، وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلاً، فهلك منهم سبعة، وحُمل عمر، فَذُهب به إِلى منزلِه، وصاح الناس؛ حتّى كادت تطلع الشمس، فنادى الناسَ عبدُ الرحمن بن عوف: يا أَيّها النّاس! الصلاةَ الصلاةَ.
قال: ففزعوا إلى الصلاة، فتقدّم عبد الرحمن بن عوف؛ فصلّى بهم بأَقصر سورتين في القرآن، فلمّا قضى صلاتَه؛ توجهوا إِلى عمر، فدعا عمر بشراب
(1) جمع (الرحا): الأداة التي يطحن بها، وهي حجران مستديران يوضع أحدهما على الآخر، ويدار الأعلى على قطب. "المعجم الوسيط".
(2)
زيادة من "مسند أَبي يعلى"(5/ 116)؛ فإنَّ المؤلف رواه عنه.
لينظرَ ما قَدْرُ جُرحِه، فأُتى بنبيذ (1) فشربه، فخرجَ من جُرْحِه، فلم يدرِ أَنبيذ هو أم دم؟ فدعا بلبن فشربه؛ فخرج من جرحه، فقالوا: لا بأس عليك يا أَمير المؤمنين! فقال: إن يكن القتل بأسًا فقد قتلت، فجعل الناس يثنون عليه، يقولون: جزاك الله خيرًا يا أَمير المؤمنين! كنتَ وكنتَ، ثمَّ ينصرفون، ويجيءُ قومٌ آخرون يثنون عليه، فقال عمر: أَمّا والله على ما تقولون؛ ودِدْتُ أَنّي خرجت منها كفافًا لا عليَّ ولا لي، وأنَّ صحبةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم سَلِمَت لي.
فتكلّم ابنْ عباس وكان عند رأسه، وكان خَليطَه؛ كأَنّه من أَهلِه، وكانَ ابن عباس يُقرئه القرآن، فتكلّم ابن عباس فقال: لا والله لا تخرج منها كفافًا، لقد صحبتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فصحبته وهو عنك راضٍ بخير ما صحبه صاحب، كنتَ له، وكنت له، وكنت له، حتّى قُبضَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راضٍ، ثمَّ صحبتَ خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فكنت تنفذ أَمره، وكنت له، وكنت له، ثمَّ وُلِّيتَها يا أَمير المؤمنين! أَنتَ، فَوَليتها بخير ما وليها [والٍ](2)؛ وإنك كنتَ تفعل، وكنتَ تفعل، فكانَ عمر يستريح إِلى حديث ابن عباس، فقال له عمر: كرّر [عليَّ] حديثَك، فكرر عليه.
فقال عمر: أَما والله على ما تقول؛ لو أنَّ لي طِلاع (3) الأَرض ذهبًا
(1) النبيذ: منقوع التمر أو غيره مما يكون فيه شراب حلو، ويسمى نبيذًا وإن لم يسكر.
(2)
الأَصل: (ما وليها وإنك)! والتصحيح من "طبعة المؤسسة" و"مسند أبي يعلى".
(3)
بكسر الطاء؛ أَي: ما يملأ الأرض ذهبًا حتّى يطلع عنها ويسيل.