الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قالَ: فأَخذتِ [القومَ] كلمتهُ، حتّى ما منهم رجل إِلّا لكأنّما على رأسِه طائر واقع، حتّى إنَّ أَشدَّهُم فيه وطأة قبلَ ذلكَ يترفؤهُ (1) بأحسن ما يجيبُ من [القول]؛ حتّى إِنّه ليقول: انصرف يا أَبا القاسم! انصرف راشدًا؛ فواللهِ ما كنتَ جهولًا!
فانصرفَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حتّى إِذا كانَ من الغَد، اجتمعوا في الحِجْر؛ وأَنا معهم، فقال بعضهم لبعض: ذكرتم ما بلغَ منكُم، وما بلغَكم عنه، حتّى إِذا بادأكُم بما تكرهونَ تركتموه! وبينا هُم في ذلك؛ إِذ طلعَ عليهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فوثبوا إِليه وثبةَ رجلٍ واحد، وأَحاطوا به يقولون لَهُ: أَنتَ الذي تقولُ كذا وكذا؟ لِما كانَ يبلغهم منهُ مِنْ عيب آلهتهم ودينهم، قال:
"نعم أَنا الذي أَقولُ ذلك"، قال: فلقد رأيتُ رجلًا منهم أَخذَ بمجمَع ردائه، وقامَ أَبو بكر الصديق رضي الله عنه دونه يقول - وهو يبكي -:{أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} ، ثمَّ انصرفوا عنه.
فإنَّ ذلك لأشدّ ما رأيتُ قريشًا بلغتْ منه قطُّ.].
حسن - "التعليقات الحسان"(8/ 186/ 6533).
2 - باب البيعة على الحرب
1405 -
1686 - عن جابر، قال:
مكثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة سبع (2) سنين يَتَبَبَّع الناس بمنازلِهم، بِـ (عُكاظ) و (مَجَنّة) والموسم بـ (مِنًى) يقول:
(1) أي: يُسَكّنُهُ ويرفق به ويدعو له. "نهاية".
(2)
كذا الأَصل، وكذا في أَصله "الإحسان" (8/ 57/ 6241)! وأَظنّه خطأ من بعض النسّاخ؛ فإنّه في جميع المصادر التي روت الحديث بلفظ:(عشر)، وهو رواية فيه (9/ 75/ 6973)، ولم يتنبّه لذلك المعلّق على "الإِحسان" طبعة المؤسسة (14/ 172 و 15/ 475)، لا في الموضع الأول، ولا الثاني!!
"مَن يُؤْويني وينصرني، حتّى أَبلّغَ رسالاتِ ربّي؟! "(1).
حتّى إنَّ الرجلَ ليخرج من (اليمن) أَو من (مصر)، فيأتيه قومُهُ فيقولون: احْذَرْ غلامَ قريش لا يفتنك! ويمشي بين رحالِهم وهم يشيرون إِليه بالأَصابعِ، حتّى بعثنا الله له من (يَثْرب)، فآويناه وصدقناه، فيخرج الرّجل منّا فيؤمن به، ويقرئه القرآن، وينقلبُ إِلى أَهلِه، فيسلمون بإسلامِه، حتّى لم يبقَ دارٌ من دورِ الأَنصارِ؛ إِلّا وفيها رهط من المسلمين يظهرونَ الإسلام.
ثمَ إِنّا اجتمعنا فقلنا: حتّى متى نتركُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُطْرَدُ في جبالِ مكّة ويُخاف؟! فرحل اليه منّا سبعون رجلًا، حتّى قدموا عليه مكة في الموسم، فواعدناه بيعة العقبة، [فقال عمّه العباس: يا ابن أَخي! إِنّي لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاؤوك؟! إِنّي ذو معرفة بأهل يثرب] (2)، فاجتمعنا عندها من رجل ورجلين، حتّى توافَيْنا، [فلما نظرَ العباس في وجوهنا؛ قال: هؤلاء قومٌ لا أَعرفهم، أَحداث!] (3) فقلنا: يا رسولَ الله! على ما نبايعُك؟ قال:
"تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسلِ، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأَمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر، وأَن تقولَها لا تبالي (4) في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني وتمنعوني - إِذا قدمت عليكم - ممّا تمنعون منه أَنفسكم وأَزواجكم وأَبناءكم، ولكم الجنّة".
(1) زاد في الرواية الأخرى: "وله الجنة"، ويشهد لها آخر الحديث هنا.
(2)
و (3) هاتان الزيادتان عند المؤلف في الرواية الأُخرى، وفي سنده ضعف، بيّنته فيما علّقته عل الأَصل "الإحسان"(9/ 79).
(4)
كذا في طبعتي "الإحسان" أَيضًا، والسياق يقتضي أنَّ الصواب:"وأن تقولوها لا تبالون! "، ويؤيّده رواية أَحمد بلفظ: "وأَن تقولوا في الله لا تخافون
…
"، ولم يعلق عليه الأربعة بشيء!