الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عُذرٌ أَو حسنة؟ فيبهت الرَّجلُ ويقول: لا يا ربّ! فيقول: بلى؛ إنَّ لك عندنا حسنة، وإِنّه لا ظلمَ عليكَ اليومَ، فَيُخرجُ له بطاقةً فيها: أَشهدُ أن لا إِله إِلّا الله، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، فيقول: احضُرْ وزنَك، فيقول: يا ربِّ! ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟! فيقول: إِنّك لا تُظلمُ، فتوضعُ السجلاتِ في كِفّة، والبطاقة في كِفّة، فطاشت السجلّات، وثقلت البطاقة، قال: فلا يثقلُ مع اسم اللهِ شيء".
صحيح - "التعليق الرغيب"(2/ 240 - 241).
باب فضل الفقراء
يأتي في آخر الزهد
33 - باب ما جاء في عيش السلف
2142 -
2525 - عن أَنس:
أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كانَ على سرير وهو مُرْمَلٌ بشريط، قال: فدخل عليه ناسٌ من أَصحابِه، ودخل عمر رضوان الله عليه فانحرفَ النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ فإذا الشريط (1) قد أَثّرَ بجنبِه، فبكى عمر وقال: واللهِ إنّا لنعلمُ أنّك أَكرمُ على اللهِ من كسرى وقيصر، وهما يعيثان فيما يعيثان (2) فيه؟! قال صلى الله عليه وسلم:
(1) هو خوص مفتول يشرط به السرير ونحوه، كما في "القاموس". وكان الأَصل:(السرير)! والتصحيح من "مسند أَحمد"، و"مسند أبي يعلى" (5/ 167). و (مرمل)؛ أي: منسوج.
(2)
الأَصل: (يعيشان فيما هم)! فصححته من "مسند أَحمد"، و"أَبي يعلى"، وهو في الكتاب عنه و"أَدبِ البخاري"(ص 169 - هنديّة)، ومن فوائدِه تصريح الحسن البصري والمبارك عنه بالتحديث، وفات ذلك المعلقين على الكتابِ؛ فضعفوه بالعنعنة. كما فاتهم استدراك كلمة:(يعيثان) الثانية، وهي ثابتة في الكتب المذكورة!!
"أما ترضى أَن تكون لهما الدنيا ولنا الآخرة؟! ".
قال: بلى، قال: فسكت (1).
صحيح لغيره - "التعليق الرَّغيب"(4/ 114)، "صحيح الأَدب المفرد"(886).
2143 -
2526 - عن ابن عباس، قال:
دخل عمر رضوان الله عليه على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو على سرير؛ قد أَثَّرَ في جنبه، فقال: يا رسولَ الله! لو اتخذت فراشًا أَوثرَ من هذا! فقال:
"يا عمر! ما لي وللدنيا، وما للدنيا ولي؟! والذي نفسي بيده؛ ما مثلي ومثل الدنيا؛ إِلّا كراكبٍ سارَ في يومٍ صائف، فاستظلَّ تحتَ شجرة ساعةً من نهار، ثمَّ راحَ وتركها".
حسن صحيح - "الصحيحة"(439).
2144 -
2528 - عن أَنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لقد أُوذيتُ في الله؛ وما يؤذى أَحدٌ، ولقد أُخفت في الله؛ وما يُخافُ أَحدٌ، ولقد أَتت عليَّ ثلاث من بين يومٍ وليلة؛ وما لي طعامٌ إِلّا ما واراه إِبط بلال".
صحيح - "مختصر الشمائل"(116)، "الصحيحة"(2222).
2145 -
2529 - عن أَنس بن مالك:
أنَّ أُمَّ سُليم بعثت معه بقناع فيه رطب إِلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فجعلَ يقبضُ القبضة، فيبعثُ بها إِلى بعضِ أَزواجِه، ثمَّ يقبضُ القبضة فيبعثُ بها [إلى أزواجه، ثم يبعث بها]؛ وإِنّه ليشتهيه، فعل ذلك غير مرّة؛ [وإِنّه ليشتهيه].
(1) قلت: ولفظُ البخاري: بلى يا رسولَ الله! قال: "فإنّه كذلك"؛ وهذا المرفوع في "المسند" أَيضًا.
صحيح - "التعليقات الحسان"(694).
2146 -
2530 - عن عائشة، قالت:
من حدّثكم أنّا كنّا نشبعُ من التمر؛ فقد كَذَبَكم، فلمّا افتتحَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قريظة؛ أَصبنا شيئًا من التمر والوَدَك.
حسن - "التعليق الرَّغيب"(4/ 112).
2147 -
2531 - عن جابر بن عبد الله، قال:
جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَبو بكر وعمر رضي الله عنهما؛ فأَطعمناهم رُطبًا، وسقيناهم من الماءِ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"هذا من النعيم الذي تُسألون عنه".
صحيح - "الروض النضير"(1/ 403).
2148 -
2532 - عن أَنس:
أنَّ نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال ذاتَ يومٍ:
"ما أَصبحَ في آل محمد صلى الله عليه وسلم صاعُ بُرٍّ، ولا صاع تمر"؛ وإنَّ له يومئذٍ تسع نسوة صلى الله عليه وسلم.
صحيح - "الصحيحة"(2404).
2149 -
2533 - عن أَنس بن مالك:
أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لم يجتمع له غداء ولا عشاء من خبز ولحم؛ إِلّا على ضفف (1).
صحيح - "مختصر الشمائل"(76/ 109 و 84/ 117).
(1) أَي: على ضيق وشدّة.
2150 -
2534 - عن عائشة، قالت:
تُوفي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وتركَ عندنا شيئًا من شعير، فما زلنا نأكلُ منه؛ حتّى كالته الجارية، فلم يلبث أَن فني، ولو لم تَكِلْه؛ لرجوتُ أَن يبقى أَكثر.
صحيح - "التعليق الرغيب"(4/ 116/ 41): ق - فليس هو على شرطِ "الزوائد".
2151 -
2535 - عن أَبي هريرة، قال:
ما كانَ لنا على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام إِلّا الأَسودان: التمر والماء.
صحيح لغيره - "مختصر الشمائل"(77/ 111).
2152 -
2537 - عن عبد الله بن لُحَي الهَوْزني، قال:
لقيت بلالاً مؤذنَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا بلالُ! أَخبرني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
ما كانَ له [من] شيءٍ، وكنتُ أَنا الذي أَلِي ذلك منذ بعثه الله حتّى تُوفي صلى الله عليه وسلم، فكانَ إِذا أَتاه الإنسانُ المسلمُ [فرآه] عاريًا؛ يأمرني، فأنطلقُ فأستقرضُ، فأشتري البردة أَو النَّمِرَةَ، فأكْسوه وأُطعِمه، حتّى اعترضني رجل من المشركين فقال: يا بلال! إِنَّ عندي سعةً؛ فلا تستقرض من أَحدٍ إِلّا منّي، ففعلت، فلمّا كان ذات يوم؛ توضأت ثمَّ قمتُ أُؤذنُ بالصلاة؛ فإِذا المشرك في عصابة من التجار، فلمّا رآني قال: يا حبشي! قلت: يا لَبَّيْهِ! فتَجَهَّمني (1) وقال لي قولاً غليظًا؛ وقال: أَتدري كم بينك وبين الشهر؟! قلت: قريب، قال [لي]: إِنَّما بينك وبينه أَربع، فآخذك بالذي عليك؛ فإِنّي لم أُعطك الذي أَعطيتُك من كرامتِك علي، ولا كرامة صاحبِك؛ و [لكنّي]
(1) أَي: قابلني بوجه عابس كريه.
إِنّما أَعطيتُك لِتَجِبَ لي عبدًا، فأردَّكَ ترعى الغنم كما كنتَ قبل ذلك! فأَخذ في نفسي ما يأخذ الناس، فانطلقتُ ثمَّ أَذَّنتُ بالصلاة، حتّى إِذا صليتُ العتمةَ؛ رجعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلى أَهلِه، فاستأذنتُ عليه، فأَذنَ لي، فقلت: يا رسولَ الله! بأَبي أنت، إنَّ المشركَ الذي ذكرت لك أني كنت أَتَدَيَّنُ منه قال لي كذا وكذا، وليس عندك ما تقضي عني ولا عندي، وهو فاضحي، فَأْذَنْ لي أَن أَتوجّه (1) إِلى بعضِ هؤلاءِ الأَحياءِ الذين أَسلموا؛ حتّى يرزقَ الله (2) ما يقضي عنّي؟! فقال صلى الله عليه وسلم:
"إِذا شئتَ اعتمدت".
قال: فخرجتُ حتّى آتي منزلي، فجعلتُ سيفي وجَعبتي ومِجَنِّي ونعلي عند رأسي، واستقبلت بوجهي الأُفق، فكلما نمت ساعة استنبهت، فإِذا رأيتُ عليّ ليلاً نمت، حتّى أَسفرَ الصبح الأَوّل (3)، أردتُ أن أَنطلق؛ فإذا إِنسان يسعى يدعو: يا بلال! أجب رسولَ صلى الله عليه وسلم، فانطلقت حتّى أَتيته؛ فإِذا أَربع ركائب مُناخاتٍ عليهنَّ أَحمالُهنَّ، فأَتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذنتُه، فقال [لي] رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أَبشر؛ فقد جاءَ الله بقضائك"، فحمد [ت] الله، وقال لي:
" [أَلَمْ] تَمرُّ على الرَّكائبِ المناخاتِ الأَربع؟! ".
(1) في "الإحسان"(أَنوء)، والمعنى واحد.
(2)
زاد أَبو داود (رسوله).
(3)
يعني: البياض العمودي الذي يمتد إلى السماء قبل أن يمتدّ طولاً في الأُفق يمينًا ويسارًا، ويسميه البعض بالفجر الكاذب، وهو وقت الأذانِ الأَوّل الذي فيه:(الصلاة خيرٌ من النوم) قبل الأذان الثاني بقليل، انظر "تمام المنّة"(186 - 187).
فقلت: بلى، فقال:
"إنَّ لَكَ رِقابَهُنَّ وما عليهن من كسوةٍ وطعامٍ، أَهداهنّ إِليّ عظيم (فَدَك)، فاقبضهن، ثمَّ اقضِ دينَك".
قال: ففعلتُ، فَحَطَطتُ عنهنَّ أَحمالهنّ، ثمَّ عَقلتُهُنَّ، ثمَّ عَمَدْتُ إِلى تأذين صلاة الصبح، حتّى إِذا صلّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ خرجتُ إِلى البقيع؛ فجعلتُ إِصبعي في أُذني فنادَيْتُ: من كانَ يطلبُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَينًا فليحضر، فما زلتُ أَبيعُ وأقضي، وأَعرض فأقضي (1)، حتّى إِذا فضل في يدي أُوقيتان أَو أُوقية ونصف؛ انطلقت إِلى المسجدِ وقد ذهب عامّة النهارِ؛ فإِذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجدِ وحده، فسلمتُ عليه، فقال لي:
"ما فعلَ ما قبلك؟! ".
فقلت: قد قضى الله كلَّ شيء [كان] على رسولِه صلى الله عليه وسلم؛ فلم يبقَ شيءٌ، فقال [رسولُ الله]صلى الله عليه وسلم:
"أفضلَ شيءٌ؟ ".
قلت: نعم، قال:
"انظر أَن تريحني منها".
فلمّا صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم العتمة؛ دعاني فقال:
"ما فعل ما قبلك؟ "؛ [قال:] قلت: هو معي لم يأتنا أَحد، فباتَ في المسجد حتّى أَصبحَ، فظلّ في المسجد اليوم الثاني؛ حتّى كان في آخر النهار
(1) زاد الطبراني (1/ 351)، والبيهقي في "الدلائل" (1/ 350): حتّى لم يَبق على رسولِ الله دين في الأَرض.
جاء راكبان، فانطلقتُ بهما، فكسوتهما وأَطعمتهما، حتّى إِذا صلّى العتمة؛ دعاني فقال صلى الله عليه وسلم:
"ما فعل الذي قبلك؟ "، فقلت: قد أَراحك الله منه يا رسول الله! فكبّر وحمد الله؛ شفقًا أن يدركه الموت وعنده ذلك، ثمَّ اتبعته حتّى جاء أَزواجَه، فسلّم على امرأةٍ امرأة، حتّى أَتى مَبيتَه؛ فهذا الذي سألتني عنه.
صحيح - "صحيح أَبي داود"(2688).
2153 -
2538 - عن فضالة بن عبيد، قال:
كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذا صلّى بالناسِ؛ يخرُّ رجال من قامتهم في الصلاة لما بهم من الحاجة، وهم أَصحاب الصُّفَّة، حتّى يقول الأَعراب:[إنَّ] هؤلاءِ لمَجَانين، فإِذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال:
"لو تعلمون ما لكم عند الله؛ لأَحببتم أَن تزدادوا فاقةً وحاجةً".
قال فضالة: وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ.
صحيح - "الصحيحة"(2169).
2154 -
2539 - عن طلحة بن عَمْرٍو، قال:
كانَ الرَّجلُ إِذا قدمَ المدينة؛ فإنْ كانَ له - يعني: بها - عريف (1) نزلَ على عريفِه، وإن لم يكن له بها عريف نزل الصفّة، قال: فكنتُ ممّن نزل الصفّة، قال: فوافقت رجلاً، فكان يُجري علينا من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كلَّ يوم مدًّا من تمر [بينَ] رجلين، فسلّم ذات يوم من الصلاة، فناداه رجلَ منّا فقال: يا رسولَ اللهِ! قد أَحرَقَ التمرُ بطوننا، قال: قام النبيّ صلى الله عليه وسلم إِلى منبره،
(1) هو القيِّم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس؛ يلي أمورهم، ويتعرف الأمير منه أحوالهم، فعيل بمعنى فاعل. "نهاية".
[فَصَعِدَ] فحمد الله وأَثنى عليه، ثمَّ ذكر ما لَقيَ من قومِه، [قال]:
"حتّى مكثتُ [أنا] وصاحبي بضعةَ عشرَ يومًا، ما لنا طعام إِلا البَرير - والبرير: ثمر الأَراك -، حتّى قدمنا على إِخواننا من الأنصار، وعُظْم طعامهم التمر، فواسونا فيه، والله لو أَجِدُ لكم الخبزَ واللحمَ لأَطعمتكموه، ولكن لعلّكم تدركون زمانًا - أو من أَدركه منكم - يَلْبسون فيه مثل أَستار الكعبة، ويُغدَى عليهم بالجفان ويُراح"(1).
صحيح - "الصحيحة"(2486).
2155 -
[6883 - عن علي، قال:
شكت لي فاطمة من الطحين، فقلت: لو أَتيتِ أَباك فسألتيه خادمًا؟! قال: فأَتت النبيّ صلى الله عليه وسلم فلم تصادفه، فرجعت مكانها، فلمّا جاءَ أُخْبرِ، فأَتانا وعلينا قطيفة، إِذا لبسناها طولاً خرجت منها جنوبنا، وإِذا لبسناها عرضًا خرجت أَقدامنا ورؤسنا، قال:
"يا فاطمة! أُخبرِتُ أنّك جئتِ، فهل كانت لك حاجة؟ ".
قالت: لا، قلت: بلى شكت إِليّ من الطحين، فقلت: لو أَتيتِ أَباك فسألتيه خادمًا؟! فقال:
"أَفلا أَدلُّكما على ما هو خير لكما من خادم؟! إِذا أَخذتما مضاجعكما تقولان ثلاثًا وثلاثين، وثلاثًا وثلاثين، وأَربعًا وثلاثين: تسبيحةً، وتحميدة، وتكبيرة"].
صحيح - "التعقيب على حجاب المودودي".
(1) جمع (الجَفْنَة): القصعة.