الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11 (1) -
باب ما جاء في الأَوعية
1165 -
1390 - عن أَبي بكرة، قال:
نهى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الدبّاءِ، والحنتم، والنقير، والمزفت (2).
فأمّا الدبّاءُ؛ فكانَت تُخْرطُ عناقيد العنبِ، فنجعله في الدبّاء ثمَّ ندفنها حتّى تموت.
وأمّا الحنتم؛ فجرار كنّا نؤتي فيها بالخمر من الشامِ.
وأَمّا النقيرُ؛ فإنَّ أَهلَ المدينةِ [كانوا] يعمدونَ إلى أُصولِ النخلةِ، فينقرونها ويجعلونَ فيها الرطبَ والبسر، فيدفنونها في الأَرضِ حتّى تموت.
وأمّا المزفت؛ فهذه الزقاق التي فيها الزفت.
حسن - "التعليقات الحسان"(5343).
1166 -
1391 - عن أَبي سعيد الخدري:
أنَّ وفد عبد القيس لمّا قدموا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ قالوا: يا رسول اللهِ! إِنّا حيٌّ من ربيعة، وإنَّ بيننا وبينك كفار مضر، وإنّا لا نقدرُ عليك إلّا في الشهرِ الحرام، فمرنا بأَمرٍ ندعو له من وَراءنا من قومنا، وندخلُ به الجنّة إِذا نحن أَخذنا به أو عملنا؟ قال:
"آمركم بأربع، وأَنهاكم عن أَربع:
آمركم أَن تعبدوا اللهَ ولا تشركوا به شيئًا، وتقيموا الصلاةَ، وتؤتوا الزكاةَ، وتصوموا رمضان، وتعطوا الخُمُسَ من المغنم.
(1) الأصل (10)! وكذا في طبعة الداراني المحققة!!
(2)
سبق تفسيرها أول الباب، وانظر تمام هذا الحديث.
وأَنهاكم [عن أربع]: عن الدبّاء، والحنتم، والمزفت، والنقير".
قالوا: يا رسول اللهِ! وما علمك بالنقير؟ قال:
"الجذع تنقرونَه وتلقون فيه من القُطَيعاء (1) أو التمر، ثمَّ تصبّونَ عليه الماء كي يغلي، فإِذا سكن شربتموه، فعسى أَحدُكم أَن يضربَ ابن عمّه بالسيف".
[قال:] وفي القوم رجل به ضربة كذلك، قال: كنت أُخبِّئها حياءً من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
قالوا: ففيم تأمرنا أَن نشربَ يا نبيَّ اللهِ؟! قال:
"اشربوا في الأَسقيةِ من الأَدمِ الّتي تلاثُ (2) على أَفواهها".
قالوا: يا رسولَ اللهِ! أَرضنا كثيرةُ الجرذانِ، لا يبقى بها أَسقية الأَدم؟ قال:
"وإن أَكلتها الجرذان" - مرتين أَو ثلاثًا -.
ثمَّ قال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم لأَشج عبد القيس:
"إنَّ فيكَ لخصلتين يحبّهما اللهُ: الحلمَ والأَناةَ".
صحيح - "تخريج المشكاة"(2/ 625/ 5054 - التحقيق الثاني): م - فليس هو على شرط "الزوائد".
1167 -
1392 - عن أَبي هريرة، قال:
(1) على وزن (حميراء): ضرب من التمر. "قاموس".
(2)
أي: تشد وتربط.
نهى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس عن النبيذ في الدبّاء، والحنتم، والمزفت، والنقير، والمزادة المجبوبة (1)، قال:
"انبذ في سقائك، وأَوكه، واشربه حلوًا طيبًا".
فقال رجل: يا رسول الله! ائذن لي في مثل هذه - وأَشارَ النضرُ بكفّه -؟ قال:
"إِذًا تجعلها مثلَ هذه"؛ وأَشارَ النضر بباعه.
(قلتُ): هو في "مسلم" باختصار من قوله: "واشربه حلوًا
…
" إِلى آخره، واختصار: المزادة المجبوبة.
صحيح - "الصحيحة"(2956).
1168 -
1393 - عن الأَشجّ العَصَري:
أنَّه أَتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم في رفقة من عبد القيس ليزوروه، فأَقبلوا، فلما قدموا رُفِعَ لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (2)، فأَناخوا ركابَهم، فابتدره القوم، ولم يلبسوا إِلّا ثياب سفرِهم، وأَقامَ العصري، فعقل ركائب أَصحابِه وبعيرَه، ثمَّ أخرج ثيابَه من عَيْبَتِهِ، وذلك بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمَّ أَقبلَ إِلى النبيَّ صلى الله عليه وسلم[فسلَّم عليه](3)، فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم:
(1) هي التي قُطع رأسها، وليس لها عزلاء من أسفلها يتنفس منها الشراب. "نهاية".
(2)
بالبناء للمجهول؛ أي: أبصروه من بعيد. "المعجم الوسيط".
وضبطه المعلقون بالبناء للمعلوم، ولا أرى له وجهًا، ومن ثم أهملوه ولم يفسروه.
(3)
زيادة من طبعتي "الإحسان"، و"مسند أبي يعلى"، ومع ذلك لم يستدركها المعلقون!! كما أنني صححت منهما بعض الأخطاء كانت في الأصل لم يصححها!!
"إنَّ فيك لخلتين يحبهما الله ورسوله".
قال: ما هما؟ قال:
"الأناة والحلم".
قال: شيءٌ جبلت عليه؛ أَو شيءٌ أتخلَّقه؟ قال:
"لا، بل جُبِلْتَ عليه".
قال: الحمد للهِ، ثمَّ قالَ صلى الله عليه وسلم:
"معشرَ عبد القيس! ما لي أَرى وجوهَكم قد تغيرت؟! ".
قالوا: يا نبيَّ الله! نحنُ بأَرض وخمة، وكنّا نتخذُ من هذه الأَنبذةِ ما يقطعُ اللُّحمان في بطوننا، فلمّا نَهيتنا عن الظروفِ؛ فذلك الذي ترى في وجوهنا، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ الظروفَ لا تُحِلُّ ولا تحرّم، ولكن كلُّ مسكرٍ حرام، وليسَ أَن تجلسوا (1) فتشربوا، حتّى إذا امتلأت العروقُ تفاخرتم (2)، فوثبَ الرَّجل على ابن عمّه فضربه بالسيفِ فتركه أَعرج".
قال: وهو يومئذٍ في القوم الأَعرج الذي أَصابَه ذلك.
صحيح - التعليق على "المشكاة"(2/ 625/ 5054 - التحقيق الثاني).
* * *
(1) و (2) كذا في طبعات الكتاب، وهو موافق لما في "أبي يعلى"(12/ 244) الذي عنه رواه ابن حبان، وفي طبعتي "الإحسان":"تحبسوا"، "تناحرتم".