الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جامع قمرية
استدراك
كنت ظننت في (ص230 من هذه المجلة) أن في النقص الذي طرأ على كتاب الحوادث الجامعة بحثا يعرفنا بما نتطلبه من أمر جامع قمرية. وقلت أن باني هذا الجامع هو الخليفة الناصر. وكان قولي هذا لسببين أولهما أن من صلى في هذا الجامع إماما بالناس حين فتحه كان مجد الدين عبد الصمد وإذ كانت ولادته في سنة 593هـ (1196م) على ما كنا رأينا كان من مواليد زمن الناصر فلا يمكن أن يكون الجامع من بناء من تقدمه من الخلفاء أو غيرهم. وثاني السبيين أن كتاب الحوادث المنوه به - والمحفوظة نسخة بحالها الحاضرة يبتدئ من قسم من سنة 626هـ (1228م) كما كنت قد أشرت إليه - لا يذكر بناء جامع قمرية فارتأيت أن تشييده كان قبل ذلك ولا سيما كتاب المساجد ذكر لنا نقلا عن بعض المؤرخين - ولم بسمهم - أن هذا الجامع من أبنية الناصر فقلت قول كتاب المساجد مؤيد إياه.
وكل ما كنت نقلته في كتابتي من الحوادث الجامعة - عن الجامع الذي نحن بصدده - منقول من نسختي المكتوبة على النسخة المخطوطة العائدة إلى صاحب هذه المجلة وهي منقولة عن الأم الوحيدة وقد عرفتها في ما سبق. ولم أكن أدري أن النسخة المصورة لهذا المخطوط المحفوظة في دار الكتب العائدة إلى وزارة الأوقاف تحل لنا المشكل إذ تطلعنا على تكامل بناء الجامع في سنة 626 هـ وهي من سني خلافة المستنصر. والذي أوقفني على ذلك كلمتان - بقلم لا يختلف عن قلم الكتاب - وردتا في حاشية النسخة المصورة دون المخطوطة وقد أغفلهما الكتاب. قالت النسخة المخطوطة:
(وفي شعبان (626 - 1228) تكامل بناء المسجد المستجد بالجانب الغربي على شاطئ دجلة المقابل لرباط البسطامي ونقل إليه الفرش والآلات وقناديل
الذهب والفضة والشموع وغير ذلك وفتح في شهر رمضان ورتب فيه مصليا الشيخ عبد الصمد بن أحمد بن أبي الجيش وأثبت فيه ثلثون صبيا يتلقنون القرآن عليه. ورتب فيه معبد يحفظهم التلاقين ورتب أيضا فيه الشيخ حسن بن الزبيدي محدثا يقرئ (كذا) عليه الحديث النبوي في كل
يوم اثنين وخميس. ورتب أيضا قارئ للحديث. وجعل في المسجد خزانة للكتب وحمل إليها كتب كثيرة). اهـ
فلم يكن بوسعي أن أتكهن بأن هذا المسجد هو جامع قمرية ولكني لما وقفت على النسخة المصورة رأيت فيها إشارة بعد كلمة (البسطامي) تهدي إلى الحاشية وفي الحاشية ما يأتي:
(المعروف بقمرية) فلم يبق لي شك في أن جامع قمرية تكامل بناؤه في سنة 626 هـ وكانت تلك السنة في خلافة المستنصر التي بدأت في سنة 623 (1226).
وجاء في الحاشية قوله: (حاشية. حكي أنه قيل للشيخ عبد الصمد أن هذا الموضع رسم أن يكون إمامه شافعيا. . . (هنا كلمات لم أستطع قراءتها) الانتقال عن مذهب الإمام أحمد. فقال: ما وجدت في مذهبه ما يوجب انتقالي عنه. فأنهي ذلك إلى الخليفة فقال: نحن نغير. . . كذلك كلمات لم أستطع قراءتها) اهـ.
وقد جاء في كلشن خلفاء في أخبار والي بغداد إبراهيم باشا أنه جدد في سنة 1903 (1683) عمارة الجامع المقابل لدار الإمارة (هي ما نعرفه اليوم بالسراي) وأن يحيى دده شيخ الدراويش المولوية أرخ البناء ببيت من الشعر بالتركية ذكره. قلت ولعل هذا الجامع هو جامع قمرية أيضا.
وبعد هذا كله أقول من هي قمرية؟ أأمرأة كما قال كتاب المساجد أم غير ذلك؟ والاسم جديد نسب إليه الجامع حين إنشائه أم اسم قديم للموضع الذي بني عليه؟ هذا ما تساءلت عنه قبلا وأكرر السؤال عنه اليوم.
يعقوب نعوم سركيس