الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسئلة وأجوبة
كلمة جبسي وأصلها
(تتمة لما في الجزء السابق)
قال الرهني: القفس جبل من جبال كرمان مما يلي البحر وسكانه من اليمانية ثم من الأزد بن الغوث، ثم من ولد سليمة بن مالك بن فهم وولده، لم يكونوا في جزيرة العرب على دين العرب للاعتراف بالمعاد والإقرار بالبعث، ولا كانوا مع ذلك على دينهم في عبادة طواغيتهم التي كانوا يعبدونها من الأوثان والأصنام ثم انتقلوا إلى عبادة النيران فلم يعبدوها أيضا عندهم وفي قدرتهم. ثم فتحت كرمان على عهد عثمان بن عفان (رض) فلم يظهر لأحد منهم ذلك من ذلك الزمان إلى هذا الزمان ما يوجب لهم اسم نحلة وعقد ولا اسم ذمة وعهد ولم يكن في جبالهم التي هي مأواهم بيت نار ولا فهر يهود ولا بيعة نصارى ولا مصلى مسلم إلا ما عساه بناه في جبالهم الغزاة لهم وأخبرني مخبر أنه أخرج من جبالهم الأصنام الكثيرة ولم أتحققه. قال الرهني: وإني وجدت الرحمة في الإنسان وإن تفاوت أهلها فيها فليس أحد منهم يغار من شي منها فكأنها خارجة من الحدود التي يميز بها الإنسان من جميع الحيوان كالعقل والنطق الذي جعلا سببا للأمر والزجر ولأن الرحمة وإن كانت من نتائج قلب ذي الرحمة (كذا) ولذلك في هذه الخلة التي كأنها في الإنسان صفة لازمة كالضحك فلم أجد في القفس منها قليلا ولا كثيرا فلو أخرجناهم بذلك عن حد من حدود الإنسان لكان جائزا ولو جعلناهم من جنس ما يصاد ويرمى لا من جنس ما يغزى ويدعى ويؤمر وينهى إذن ما كان على ما بان لنا وظهر وانكشف وشهر أنه لم يصلح على سياسة سائس ولا دعوة داع وهداية هاد ولم يعلق بقلوبهم ما يعبق بقلوب من هو مختار للخير والشر والإيمان والكفر كان السبع الذي يقتل في الحرم والحل وفي السرق والأمر ولا يستبقى للاستصلاح والاستحياء للإصلاح أشبه منه بالإنسان الذي يرجى منه الأرعواء
عن الجهالة والنزوع من البطالة والانتقال من حالة إلى حالة. قال وولد مالك بن فهر ثمانية: (فراهيد، والخمام،) والهناءة، ونوى، والحارث، ومعن، وسليمة بنو مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن الكعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله
بن مالك بن نصر بن الأزد قال والتمرد من ولد عمرو أبن عامر بوادي سبا هو جد القفس وذلك أن سليمة بن مالك هو قاتل أبيه مالك بن فهم وهو الفار من اخوته بولده وأهله من ساحل العرب إلى ساحل العجم مما يلي مكران والقاطن بعد في تلك الجبال، قال الرهني وأردنا بذكر هذه الأمور التي بيناها من القفص لندل على أنهم لم يكن لهم قط في جاهلية ولا إسلام ديانة يعتمدونها وليعلم الناس أنهم مع هذه الأحوال يعظمون من بين جميع الناس علي بن أبي طالب (رض) لا لعقد ديانة ولكن لأمر غلب على فطرتهم من تعظيم قدره واستبشارهم عند وصفه، قال البشاري الجبال المذكورة يكرمان جبال القفص والبلوص والقارن ومعدن الفضة وجبال القفص شمالي البحر من خلفها جروم جيرفت والروذبار وشرقيها الأخوس ومفازا بين القفص ومكران وغربيها البلوص ونواحي هرمز ويقال أنها سبعة أجبل وأن بها نخلا كثيرا وخصبا ومزارع وأنها منيعة جدا والغالب عليهم النحافة والسمرة وتمام الخلقة يزعمون أنهم عرب وهم مفسدون في الأرض وبين أقاليم الأعاجم مفازة وجبال ليس بها نهر يجري ولا رستاق ولا مدينة مشهورة يسكنها الذعار صعبة المسلك وفيها طرق تسلك من بعض النواحي إلى بعض فلذلك قد عمل فيها حياض ومصانع أكثرها من خراسان وبعضها من كرمان وفارس والجبال والسد وسجستان والذعار بها كثير لأنهم إذا قطعوا في عمل هربوا إلى الآخر وكمنوا في كركس كوه وسياه كوه لا يقدر عليهم وليس بها من المدن المعروفة إلا سقه وهي من حدود سجستان ويحيط بهذه الجبال والمفاوز الموحشة من المدن المعروفة من كرمان خبيص ونرماسير ومن فارس يزد وزرند ومن أصبهان إلى اردسان والجبال قم وقاشان ومن قوهستان طبس وقاين ومن قومس بيار قال ومثلها مثل البحر كيف ما شئت فسر إذا عرفت السمت لأن طرقها مشتهرة مطروقة بل وقد خرجنا من طبس نريد فارس فمكثنا فيها سبعين يوما نعدل من ناحية إلى
ناحية نقع مرة في طريق كرمان وتارة نقرب من أصبهان فرأيت من الطرق والمعارج مالا أحصيه وفي هذه الجبال صرود وجروم ونخيل وزروع ورأيت أسهلها وأعمرها طريق الري وأصعبها طريق فارس وأقربها طريق كرمان وكلها مخيفة من قوم يقال لهم القفص يسيرون إليها من جبال لهم بكرمان وهم قوم لا خلاق لهم وجوههم وحشة وقلوبهم قاسية وفيهم بأس وجلادة لا يبقون على أحد ولا يقنعون بأخذ المال حتى يقتلون صاحبه وكل من
ظفروا به قتلوه بالأحجار كما تقتل الحيات يمسكون رأس الرجل ويضعونه على بلاطة ويضربونه بالحجارة حتى يتفدغ وسألتهم لم تفعلون ذلك فقالوا حتى لا تفسد سيوفنا فلا يفلت منهم أحد إلا نادرا ولهم مكامن وجبال يمتنعون بها وقتالهم بالنشاب ومعهم سيوف، وكان البلوص شرا منهم فتتبعهم عضد الدولة حتى أفناهم وصمد لهؤلاء فقتل منهم كثيرا وشردهم ولا يزال أبدا عند المتملك على فارس رهائن منهم كلما ذهب قوم أستعاد قوم وهم أصبر خلق الله على الجوع والعطش وأكثر زادهم شيء يتخذونه من النبق ويجعلونه مثل الجوز يتقوتون به ويدعون الإسلام وهم أشد على المسلمين من الروم والترك ومن رسمهم أنهم إذا أسروا رجلا حملوه على العدو معهم عشرين فرسخا حافي القدم جائع الكبد وهم مع ذلك رجالة لا رغبة لهم في الدواب والركوب وربما ركبوا الجمازات، وحدثني رجل من أهل القرآن وقع في أيديهم قال أخذوا مرة فيما أخذوا من المسلمين كتبا فطلبوا في الأسرى رجلا يقرأ لهم فقلت أنا فحملوني إلى رئيسهم فلما قرأت الكتب قربني وجعل يسألني عن أشياء إلى أن قال لي ما تقول فيما نحن منه من قطع الطرق وقتل النفس فقلت من فعل ذلك استوجب من الله المقت والعذاب الأليم في الآخرة فتنفس نفسا عاليا وأنقلب إلى الأرض وأصفر وجهه ثم أعتقني مع جماعة، وسمعت بعض التجار يقول إنهم يستحلون أخذ ما يأخذونه بتأويل أنها أموال غير مزكاة وإنهم محتاجون إليه فأخذها واجب عليهم وحق لهم. انتهى كلامه.
وقال أيضا في مادة قفص:
القفص بالضم ثم السكون وآخره صاد مهملة جبال القفص لغة في القفس
المذكور قبل هذا أبو الطيب:
(ساقي كؤوس الموت والجريال)
…
لما أصار القفص أمس الخالي
وكان عضد الدولة قد غزا أهل القفص ونكى فيهم نكاية لم ينكها أحد فيهم وأفنى أكثرهم، والقفص أيضا قرية مشهورة بين بغداد وعكبرا قريب من بغداد وكانت من مواطن اللهو ومعاهد النزه ومجالس الفرح ينسب إليها الخمور الجيدة والحانات الكثيرة وقد أكثر الشعراء من ذكرها فقال أبو نواس:
رددتني في الصبى على عقبي
…
وسمعت أهل الرجوع في أدبي
لولا هواؤك ما اغتربت ولا
…
حطت ركابي بأرض مغرب
ولا تركت المدام بين قرى
…
الكرخ فبورى فالجوسق الخرب
وباطرنجى فالقفص ثم إلى
…
قطربل مرجعي ومنقلبي
ولا تخطيت في الصلوة إلى
…
تبت يدا شيخنا أبي لهب
كان قد هوى غلاما من بني أبي لهب لما حج فقال هذه الأبيات، ونسب إليها أبو سعد أبا العباس أحمد بن الحسن بن أحمد بن سلمان القفصي الشيخ الصالح سكن بغداد وسمع الحسن بن طلحة النعالي وغيره وذكره في شيوخه قال ومولده، سنة 466 (ل. ع) ولعل هذه القرية سميت بهذا الاسم لسكنى القفص إياها
الرحلة بمعنى التخت
س - البندنيجين. م. ت. ما أصل كلمة رحلة وجمعها رحلات المستعملة في المدارس العراقية والمراد بها التخت والمقعد الذي يجلس عليه التلاميذ. وهل هذه الكلمة عربية؟ - وإذا كانت كذلك فلماذا لا نراها في (المنجد) بالمعنى المذكور؟
ج - (المنجد) ديوان لغة صغير لا يحوي جميع المصطلحات، واستعمال الرحلة بمعنى مقعد التلاميذ من سوء التصرف في الألفاظ وإخراجها عن مبانيها ومعانيها، والأصل الرحل بفتح الأول. قال في شفاء الغليل: الرحل أيضا كرسى يوضع عليه المصحف كما وقع في حديث وليس مولدا وكأنه على التشبيه وبعض العوام يقول: (رحلة) وأما أهل مصر وغيرهم فيقولون له (كرسي) اهـ بحروفه. قلنا: فالرحل إذن يقابله بالإفرنجية وأما مقعد أبناء
المدارس فيسمى مقعدا أو تختا وبالفرنسية وأهل سورية اتخذوا الكلمة الأجنبية نفسها فقالوا: (بنك) والأحسن أن نعود إلى اللفظة التي اتخذها السلف وهي الفارسية الأصل أي التخت وقد وردت في أقدم كلامهم. ومنها (صرير التخت) ومنها تخت المملكة لعرشها وكرسيها أو سريرها، ومن الغريب أن أصحاب المعاجم القديمة لم يذكروها إلا بمعنى الوعاء تصان فيه الثياب. ولهذا قال مصحح التاج (التخت وزان بخت سرير أيضا معمول من الخشب ولا اختصاص له في معناه الأصلي بسرير السلطان إنما صار من الأعلام الغالبة فيه لكثرة استعماله فعلى هذا يتعجب من السيد مرتضى كيف حرم تاجه عن (كذا) التخت وبتركه ارتضى) اهـ
اللغة الفرنسية عوض اللغة الإنكليزية
س - سبزوار. م. م ع. عندنا أن اللغة الفرنسية أنفع من سائر لغات الغربيين وقد أصبحت اللغة الرسمية في العالم وربما كانت أسهل تناولا من غيرها. فلهذا نحبذ لوزارة المعارف العراقية الجليلة أن تبدل تدريس اللغة الإنكليزية في مدارسها من اللغة الفرنسية فما رأيكم؟
ج - اللغة الإنكليزية أسهل من الفرنسية وهي أكثر منها انتشارا والصعوبة في لفظها وكتابتها فقط وهذان يسهلان بالممارسة والسماع.
أحسن وزارات العراق
سزوار (إيران) محمد مهدي العلوي: نرى أن أهم الوزارات التي نشأت من يوم تربع جلالة الملك فيصل على دست ملوكية العراق هي الوزارة النقيبية وهي أول وزارة أسست على عهد صاحب الجلالة الهاشمية وقد كان فيها العلامة الكبير السيد هبة الدين وزيرا للمعارف والمغفور له توفيق بك الخالدي وزيرا للداخلية وداود ساسون وزيرا للمالية إلى غيرهم من الوزراء الدهاة الذين قاموا بإصلاحات جليلة تخلد أسماءهم في التاريخ وقد يرى البعض ما لا نراه نحن فما رأيكم؟
ج - رأينان لكل وزارة مزية خاصة بها وكلها سعت لخير العراق أما نتائج المساعي فمرهونة بأوقاتها ولكل واحدة من هذه الوزارات أعمال لا تنكر.