الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب المشارفة والانتقاد
125 -
جمهورية أفلاطون
هدية المقتطف السنوية عن سنة 1929، نقلها إلى العربية عن الترجمات الإنكليزية في 288 ص حنا خباز.
جمهورية أفلاطون سفر سياسي البحث. وضعه أفلاطون الحكيم في نحو سنة 392 ق م. وهو يحوي اثني عشر بابا أو كتابا بصور محاورات والشخص المهم فيه سقراط. والغاية من وضعه إصلاح المملكة والفرد معا. ذلك الفرد الذي تتقوم منه المدينة، وذلك على مبدأ واحد هو مبدأ العدل. وهو يتخيل مدينة وحيدة يحيط بها أرض متسعة بعض الاتساع والمدينة كالفرد يجب أن تتغذى وتدافع عن نفسها وتحكم على نفسها بنفسها إذن يجب على العقل والشجاعة ولا سيما السليقة السفلى نفسها أن تتضافر على الخير العام وأفلاطون يقول بالرق ويقسم أبناء الوطن ثلاثة أقسام تقابل أقسام النفس الثلاثة: طبقة العملة والصناع والزراع والتجار. وطبقة الجند والحراس الموكلين بالمحافظة على المدينة. وطبقة الحكام الموكلين بإدارتها، والرجال والنساء سواء في تلقي التهذيب. فهم ملزمون القيام بواجباتهم على حد سواء ويمكنهم أن يصلوا إلى مناصب واحدة. وإذ كان من الواجب إفناء الأثرة (الأنانية) في الناس وكذلك روح الأسرة، ذهب أفلاطون إلى إقامة المشاركة في النساء والأولاد والأموال. فيظهر من هذه الفذلكة أو هذا الإجمال في القول أن (جمهورية أفلاطون) سفر جمع بين الزين والشين وبين الدر والبعر. لأنك ترى فيه أسمى النظريات الغريبة وأسخف الآراء المنحطة. وقد ضحك من هذا التصنيف الفيلسوف اليوناني أرسطفانس
الشهير في كتابه (مجلس النساء) وعد كثيرا من أقواله هراء لا آراء صائبة.
وإذا كان هناك من أعجب برأي أفلاطون، فإنما أعجب بما فيه وفي سائر تآليفه من الآراء الحسنة. وأما سائر ما نطق به فليس من الطبقة المذكورة.
هذه من جهة السفر في حد نفسه وأما من جهة نقله إلى لغتنا فالظاهر أن ذلك وقع أول مرة لأننا لم نقع على من عربه ولا من ذكر نتفا منه في تأليفه ولهذا خدم المقتطف أبناء لغتنا خدمة جليلة بإهدائه لهم هذه التحفة.
أما من جهة صحة العبارة، فكنا نتوقع أن تكون أحسن مما هي عليه وأول ما فتحنا هذه الترجمة وقع نظرنا على ص 3 فقرأنا فيها ما نقله:
(قال سقراط: انحدرت البارحة إلى بيرايوس صحبة غلوكون، بن أريسطون لتقديم العبادة للآلاهة مع الرغبة في مشاهدة حفلات العيد، وكيفية إقامتها وقد اعتزموا على ممارستها للمرة الأولى فسرني موكب مواطني الأثينيين، على أن مواكب الثراكيين لم يكن دونه بهاء. وبعد الانتهاء من مراسم العبادة. . . قفلنا راجعين إلى أثينا. فرآنا بوليمارخس. . . فأرسل غلامه يستوقفنا ريثما يصل هو. فأمسك الغلام بأطراف ردائي من وراء قائلا: سيدي بوليمارخس يرجوكما انتظاره قليلا. فالتفت وسألته: أين هو؟ قال: هاهو قادم. . .
فنلاحظ أن المترجم نقل إلى البارحة وهذا من كلام العوام وكان الأصح أن يقول أمس. أما البارحة فهي وقوله: صحبة غلوكون. من كلام المولدين وقد أشار إليه الحريري في ص 224 من طبعة دساسي 849 والأحسن أن يقال غلوقن.
وقال غلوكون وقد خالف المترجم مصطلح العرب في موطنين من هذه الكلمة الأول أنهم قالوا غلوقن بالقاف أو اغلوقن بالألف في الأول والثاني أنه جعل حرفين ممدودين في العلم الواحد واليونانيون والرومانيون لا يعرفون ذلك إذ يخالف مزايا لغاتهم. والعرب المترجمون قد أدركوا هذه الحقيقة فلم يجمعوا في كلمة واحدة مدين معا. ولهذا قالوا غلوقن بحذف الواو الثانية قبل النون لأن ذلك يفسد اللفظة. راجع كتاب الحكماء لابن القفطي فأنه قال اغلوقن أو غلوقن (ص 9 و125 من
طبعة الإفرنج). وهكذا يجب أن تحذف الياء من أريسطون فيقال: أرسطون كما قالوا أرسطو أو أرسطوطاليس. وليس بين المعربين المحدثين من يعرف هذه القاعدة أي اجتناب مدين في الكلمة الواحدة. إذ لا يكون المد الحقيقي إلا واحدا في الغربية وفي اللغات الغربية وهو من خصائص الوقوف على قواعد النبرة وأحكام النطق بها.
وقال: لتقديم العبادة للآلاهة. وهو نقل ضعيف يشف من ورائه اللفظ الغربي والتركيب الأعجمي والأحسن أن يقال: لإكرام الآلاهة أو لتأدية العبادة للآلاهة - وقال: (وقد اعتزموا على ممارستها للمرة الأولى) قلنا: إذا كان الأمر للمرة الأولى لم يكن محل للقول: (ممارستها). بل للقيام بها أول مرة. وقال: الثراكيين والسلف قالوا: الثراقيين (صفة جزيرة
العرب للهمداني ص 43 س 9) بالتاء المثناة، والقاف. وقال المراسم. ونحن لم نجد من جمع المرسوم على مراسيم بل على مراسيم اللهم إلا في محيط المحيط ثم أن المراسم أو المراسيم لم تأت بمعنى الرسوم التي هي المطلوبة هنا دون غيرها. - وقال: بوليمارخس والأصوب بليمرخس ليكون مد واحد في الكلمة. وقال: يرجوكما والرجاء هنا التوقع فيكون الصواب يرجو منكما وقال: هاهو قادم، والمعروف عند الفصحاء: هاهو ذا قادم على ما صرح به النحاة واللغويون.
وقال في الحاشية عن غلوقن واذيمنتس (ويجب أن تعجم الذال ولا تهمل كما فعل المعرب): غلوكون وادمينتس أخوا أفلاطون أولاهما (كذا) خالد الشهرة. ولم نفهم سر تأنيث أولاهما: ونظن أنه أراد أولهما. وقال في الحاشية شرحا لقول أفلاطون. لتقديم العبادة للآلاهة للمرة الأولى. أنها (بنديس آلهة التراكيين والأرجح أنها أرطاميس) قلنا: وهكذا عربت توراة البروتستان واليسوعيين كلمة أرطميس والصواب حذف الألف التي قبل الميم وأصوب منها حرثميس وهي المعبودة (الحارثة المميتة) التي كانت معروفة عند الآشوريين والكلمة اليونانية منحوتة من الكلمتين الساميتين المذكورتين ومن
الآشوريين أخذ عبادتها أهل آسية الصغرى فاليونانيون وهذه المعبودة تعرف عند الرومان باسم (ديانة) وصحة لفظ ديانة بتشديد الياء وزان جبانة ومعناها القاضية (في لغتنا) أو الحاكمة من فعل دان يدين وديانة المعبودة تعرف بهذه الصفة.
على أن جميع هذه الملحوظات لا تحرم القارئ بعض فائدة هذا السفر لأن المقصود من الكتاب تأدية المعنى الذي أراده المؤلف والحال أن المعنى ظاهر من تلاحم الجمل. إلا أننا كنا نود أن تكون العبارة ناصعة الديباجة خالية من الركاكة وأن تكون من مألوف أساليب العرب ومناحيهم لأن الترجمة موضوعة لهم دون غيرهم. فنتوقع أن تصلح هذه الهنوات في الطبعة الثانية التي تكون في القريب العاجل لأننا نظن أن الأدباء يتطلبونه من جميع الديار الناطقة بالضاد لما في بعض فصوله من الفوائد الجزيلة التي لا ترى في سفر سواه.
126 -
التعقيم لتحسين البشر (بالإنكليزية)
تأليف أ. س. غصني وبولس بوبنوى
ساعد المجلس الأعلى في البلاد المتحدة قبل بضع سنوات شرعية التعقيم في غاية التهجين
(تحسين النسل) منعا للمعايب المنتقلة بالوراثة، ثم جاء رأي الجمهور فاستحسن شيئا بعد شيء هذا الأمر حتى عد منفعة للناس لا عقوبة ولا مضرة وقد بلغ عدد المعقمين ستة آلاف وذلك في ديار كليفرنية فقط منذ ك 2 (يناير) سنة 1929 ومؤلفا هذا الكتاب البالغة ص 202 بقطع 16 يذكران مزية هذا التعقيم وخصائصه ونتائجه بقدر ما تمكنا من هذه الأمور.
والقسم الأول من هذا الكتاب مرصد لاستصواب هذا التعقيم بوجه مختصر والقسم الثاني منه موقوف على بعض اعتبارات ولدها التعقيم ويضح المؤلفان بنوع خاص أن التعقيم لا يتلف عضو الجسم أو غدته بل يظهران أن لا أثر له في رغبة الشق (الجنس من جهة الذكورة والأنوثة) ولا في بنيته ولا في حسه. وعليه أصبح هذا التأليف من أهم ما يشغل أفكار العلماء في هذا العصر والوقوف على فحواه يفيد أهل الحل والعقد وكل من أودع تهذيب الناس بوجه العموم.
127 -
ده ستوور ى زمانى كردى
جيزمى به كه م (في 114 ص بقطع الثمن الصغير) ته وفيق وه هبى، به غدا - دار الطباعة سنة 1929
هذا كتاب باللغة الكردية ومعنى العنوان (كتاب أصول اللغة الكردية - الجزء الأول - تصنيف العقيد توفيق وهبي بك) آمر المدرسة العسكرية الملكية وقد وضع المؤلف اصطلاحا جديدا في الحروف العربية لتصوير الأصوات الكردية من غير أن يلتجئ القارئ إلى الحركات العربية. وقد بين سر هذا الاصطلاح في الصفحة الثانية من دستوره وذكر كيفية التلفظ بتلك الحروف أو المصطلحات وأشار إلى كل هذا بالكتابة العربية ولم يضع بازائها حروفا إفرنجية لمن يريد أن يعرف حقيقة التلفظ بالمصطلح الجديد فجاء كتابه هذا مبتور الفائدة ويصعب على الباحث الاهتداء إلى اللفظ الذي صوره حضرته ما لم يتلقه من أستاذ عارف إياه كل المعرفة.
فعسى أن يضع في الجزء الثاني كيفية التلفظ بالحروف التي اصطلح عليها بحروف إفرنجية لتعمم فائدة الكتاب ولا تنحصر فقط في الطلبة الذين يتعلمون اللغة الكردية. والكتاب يباع في مطبعة جريدة (العالم العربي) بربية وأربع آنات.
الأغاني
الجزء الثاني
(تتمة)
32 -
وجاء قول الحطيئة في ص 198 هكذا (وإن كانت النعمى عليهم جزوا بها) وفي الكامل ج 2 ص 145 (وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها) ولم ينبهوا على ذلك وكذلك في ص 178 من الأغاني هذا ولم يشيروا إلى الاختلاف.
33 -
وأوردوا في ص 212 (ونقل المبرد عن عمارة بن بلال بن جرير) وكذلك ورد الاسم في الفهرست ص 468 مع أنه (عمارة بن عقيل) لا ابن بلال لأن بلالا جده.
34 -
وعلقوا في ص 217 (أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وقف عين أبي نيروز والبغيبغة) وذكروا في الفهرست ص 495 (عين أبي نيروز) أما الذي
كنا قد حفظناه فأن العين (عين أبي نيزر) على وزن (فيصل وصيقل) لأننا قرأناه في الكامل ج 3 ص 121 وللتثبت في الحكم راجعنا معجم البلدان ج 3 ص 757 طبع أوربة وهذا بعض ما ألفينا فيه (عين أبي نيزر: كنية رجل يأتي ذكره، ونيزر بفتح النون وياء مثناة من تحت وزاي مفتوحة وراء، هو فيعل) اهـ.
35 -
وقالوا في ص 219 (الحفر بالضم وحرك هنا للضرورة) وذلك وهم منهم أشرنا إليه في مضمون الرقم 14 (7: 656).
36 -
وجاء في ص 230 (فجال في ظهر ناقته) فعلقوا به (كذا في ا. م. س. بالجيم المعجمة: ولعل معناه أنه جاء وذهب على ظهر ناقته ليطمئن عليها ويستقر، وفي سائر النسخ - فحال بالحاء المهملة ولم يظهر له معنى) قلنا: ليس كونه (جال) بمقبول لأنه لم يركب ناقته قبل هذا الجولان ولأن السياقة تستوجب الركوب بمقتضى الحال فأصل العبارة (فحال في ظهر ناقته وركبت ناقتي) أما أن (حال) لم يظهر له معنى فهو تفريط في التثبت لأن في القاموس (وأحال: أسلم. . . وفي ظهر دابته وثب واستولى كحال) اهـ. فالصواب ما ورد في القاموس وفي سائر النسخ وقال ابن أبي الحديد في شرحه (1: ص 26) ما نصه (ومن رواها. أحال، فهو من قولك: حال في متن فرسه أي وثب).
37 -
وقالوا في ص 240 (ولم نوفق إلى مصدر آخر) وفي ص 317 (ولم نوفق إلى
تقريبه من صوابه) وفي ص 321 (لم نوفق إلى تعيين ضبط هذا الاسم) والصواب أن يقال (لم نوفق له) أي أن تستبدل اللام ب (إلى) ومن ذلك قوله في الكامل للمبرد (ج 1 ص 3) والتوفيق لما فيه صلاح أمورنا) وفي ص 188 منه (ويقال: أوزعك الله شكره أي وفقك لذلك) وتمنيت لو نظروا إلى قول الحكيم بن عبدل في ص 417 من هذا الجزء من الأغاني:
فأعفيتني لما رأيت زمانتي
…
ووفقت مني للقضاء المسدد
ومن أقوال المولدين قول ابن أبي الحديد في شرحه (3: 222) لتفسير قول للإمام علي (وتبتهلوا إليه أن يعينكم عليها ويوفقكم لها) فتصويبنا مجمع عليه
راجع لغة العرب (5: 297)
38 -
وجاء في ص 244 (فما لبث أن انطلق وذهب ما كان به) فعلقوا به (أي مشى بطنه، ولم نجد في كتب اللغة إلا استطلق بطنه وأطلقه الدواء) قلنا: ليس في الحديث ما يدل على أن المنطلق هو بطنه والتحقيق أن (انطلق) و (ذهب) قد تنازعا الفاعل (ما) الموصولة فحصل التنازع، وأضيف إلى ذلك أن ما في بطنه قد خرج لدلالة قول المؤلف قبل هذا (فأتاه بشراب. . . ثم سقاه إياه فقيأه) على ذلك فالتقيأة إذن سابقة لانطلاق المرض.
39 -
وفسروا في ص 263 قول ابن ميادة (أعر نزمي مياد للقوافي) بقولهم (أعر نزمي: اشتدي يقال: أعر نزم الشيء إذا اشتد وصلب وهو تفسير معر نزم ألا ترى الأخفش على قدمه وبسط علمه قال في الكامل ج 1 ص 34 (أصل الأعر نزام: التجمع والتقبض، يقول: استعدي وتهيئي) أفترى معاصريه أكثر احتياجا من معاصرينا إلى هذا الإيضاح؟
40 -
وقالوا في 265 (ولم نجد في كتب اللغة التي بين أيدينا (أقعس) متعديا) قلنا: إن كثيرا من اللغويين لا يذكرون المتعدي للثلاثي اللازم لكونه قياسيا. وقد قال: (محمد بن أبي بكر الرازي) في مقدمة مختار الصحاح (وكذا أيضا لم نذكر الفعل المتعدي بالهمزة أو بالتضعيف بعد ذكر لازمه لأن لازمه متى عرف فقد عرف تعديه بالهمزة والتضعيف من قاعدة العربية، ثم أشار إلى ما في مادة الباء من مختار الصحاح ونصه (وكل فعل لا يتعدى فلك أن تعديه بالباء والهمزة والتشديد) اهـ. أوردت ذلك فضلا عن أن (قعس) ورد متعديا بحرف الجر (عن) كما في قول علي عليه السلام لمعاوية بن أبي سفيان (فاقعس عن هذا
الأمر وخذ أهبة الحساب).
41 -
وقالوا في ص 267 (راجع الحاشية رقم 1 صحيفة 153 جزء أول) فاستعملوا الصحيفة بمعنى الصفحة ونكروا الجزء الأول وهو معرفة والأولى تعريفه.
42 -
وجاء في ص 271 لابن ميادة:
فبهر القومي إذ يبيعون مهجتي
…
بغانية بهرا لهم بعدها بهرا
غير أن المبرد قال في كامله (كما قال ابن مفرغ):
تفاقد قومي إذ يبيعون مهجتي
…
بجارية بهرا لهم بعدها بهرا
وفي أمالي السيد المرتضى 2: 21:
لحا الله قومي إذ يبيعون مهجتي
…
بجارية بهرا لهم بعدها بهرا
وابن مفرغ هو (يزيد الحميري) فاختلفت الروايتان.
43 -
كثيرا ما فسروا كلمة بعينها في مواضع متقاربة من دون داع ولا فائدة ولم ننكر إلا اختلاف التفسير ففي ص 278 قالوا (العس: القدح الضخم يروي الثلاثة والأربعة والعدة وفي الحديث أنه (كان يغتسل في عس حزر ثمانية أرطال أو تسعة) وقالوا بعد مضي سبعة أسطر أي في ص 279 (العس: القدح الضخم) فقط فتأمل هذا التباين الغريب والتفسير المكرر المملول.
44 -
ورووا في ص 284 قول الشاعر:
رمتني وسر الله بيني وبينها
…
عشية أحجار الكنائس رميم
وحاشى لله أن يكون سره بينهما وإنما هو (ستر الله) وهذه رواية المبرد في كامله ج 1 ص 23:
رمتني وستر الله بيني وبينها
…
عشية آرام الكنائس رميم
وقال الشارح أبو الحسن الأخفش (أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى البيتين عن عبد الله بن شبيب وروى (عشية أحجار الكنائس رميم) حتى أنه قال (قيل في ستر الله: الإسلام وقيل: أنه الشيب، وقيل: أنه ما حرم الله عليهما).
45 -
وقالوا في ص 290 (الشول: النوق. . . واحدتها شائلة وهو جمع على غير قياس) قلنا: أنه على قياس وقد ذكرت قياسيته كثرة وروده فمنه (سائق وسوق وماعز ومعز
وشارخ وشرخ وقائل وقيل ويانع وينع وسافر وسفر وتاجر وتجر وحاج وحج وناصر ونصر وصاحب وصحب وراكب وركب وشاهد وشهد وشارب وشرب وزائر وزور وضائن وضأن وطائر وطير ووافد ووفد ونافر ونفر ونائب ونوب وعائذ وعوذ وراجل ورجل وساعر وسعر
وكاظم وكظم) ومالا يستقصى.
46 -
وقالوا في ص 300 (ولم نجد في كتب اللغة التي بأيدينا أن (ساهم) يتعدى لمفعولين) قلنا: إن تعديه إلى مفعولين مقيس لأنه لا يقتصر على واحد فهو مثل (راجعه الكلام وغاداه القتال ونازعه المال وقاسمه الغنيمة وراوحه النضال وناصبه العداوة) ولذلك قال أحد الشعراء:
ساهمت عيسك مر عيشك قاعدا
…
أفلا فليت بهن ناصية الفلا؟
47 -
وقالوا في ص 308 (يريد أنه سيلقمه بحجر) والصواب تعديته إلى الثاني بنفسه، قال في مختار الصحاح (وألقمه حجرا) وقال الشاعر:
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا
…
لأصبح الصخر مثقال بدينار
48 -
وفي ص 312 (ومات سنة 164 هجرية) بالتنكير والصواب (الهجرية) لتكون صفة المعرفة فتكون إضافة (سنة) مفيدة فضلا عن أن هذا التاريخ معرفة لا نكرة لأن مروره جعله علما بالتغليب.
49 -
وجاء في ص 317:
يظل سحيق المسك يقطر حولها
…
إذا الماشطات احتفنه بمداري
فعلقوا عليه: (كذا في أغلب النسخ ولم نجد لها معنى مناسبا، وفي ح (احتفته) وهو تحريف قطعا ولم نوفق إلى (كذا) تقريبه من صوابه) ونحن لا نستحب لهم هذا الاستسلام السريع لأنه من (احتففنه) حذفت إحدى الفاءين فصار (احتفنه) كما حذفوا حرفا من (ظللت) فصارت (ظلت).
50 -
وجاء في 318 و318 (فإذا شفها ذاك ليس يواري منها شيئا وقد نبا عن ركبها ما وقع عليه من الثوب) فعلقوا به (في ب س كلمة (شيء) وهي زيادة لم يظهر لها معنى) قلنا: أن هذه العبارة مضطربة وحذفهم (شيئا) قد أهوجها لأن قوله (قد نبا عن ركبها ما وقع عليه من الثوب) يوهم أن النبو عارض لا لازم والعرض لا يتمكن منه إلا في هذا العصر
فأصل العبارة: (فإذا شفها ذلك ليس يواري منها شيئا وقد نبا عن ركبها ما وقع عليه من الثوب شيء) وقد بانت الاستقامة وزال الإشكال.
51 -
وجاء في ص 323 (وارتشن حين أردن أن يرمينني) وفي الكامل
ج 1 ص 35 (ريشن).
52 -
وورد في ص 331 (والله لو كنت سمعت ببكر بن وائل قط أو عرفتهم لمدحتك) فعلقوا به (كذا في جميع الأصول والمعروف أن قط تختص بالنفي وقد جاءت بعد المثبت في مواضع. . .) قلنا: إنها جاءت ههنا بعد النفي المعنوي لأن (لو) للشرط الماضي والشرط هذا نفي لجوابه في المعنى وأنها لتأتي بعد الاستفهام أو لم يروا إلى ص 380 من هذا الجزء وفيها (هل رأيت مثل ذلك الإنسان قط) وفي الكامل ج 3 ص 81 لأحد الرجاز:
حتى إذا كاد الظلام يختلط
…
جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط
وفي ص 160 منه (فقلت لصاحبي أرأيت أشجع من هذا قط) فالذي أشاروا إليه ليس بمثبت في المعنى على أننا لا ننكر استعمال قط بعد الإثبات كما قدمنا. وفي أمالي المرتضى ج 1 ص 111 (فقال: أوليت قط؟ قال نعم) وفي 211 منه قال الحجاج: (هل هممت بي قط؟ قال نعم).
53 -
وقالوا في ص 395 (يحضرونها شهور القيظ) والراجح هنا استعمال جمع القلة (أشهر) لأن أشهر القيظ لا تتجاوز ذلك.
54 -
وفي ص 399 (وقال له: صر بها إلى فلان العطار يملؤها) والصواب (يملأها) بالجزم لأنه جواب الطلب الأمري.
55 -
وفي ص 413 للحكم بن عبدل (شتيم أعصل الأنياب ورد) وفي الكامل ج 3 ص 16 شتيم شبابك الأنياب ورد).
56 -
وورد في ص 424 قول ابن عبدل أيضا:
لا تدن فاك إلى الأمير ونحه
…
حتى يداوي نتنه لك أهون
فعلقوا على أهون: ولم نجد له في كتب اللغة التي بأيدينا معنى سوى أنه اسم رجل مع أنه اسم تفضيل من (هان) والتقدير (ذلك أهون لك) أو (هو أهون لك) والأصل (عدم الإدناء أهون لك) وهو على غرار قوله تعالى (اعدلوا هو أقرب للتقوى)، المائدة 8 أي العدل.
57 -
وفي ص 444 س 13 قالوا (وأعطاها له) وفي ص 470 س 16: (وأعطاها لابن أبي عتيق) ولربما سمع هذا في الشعر اضطرارا على حين أن (أعطى) يتعدى إلى مفعوليه بنفسه وهذه اللام قياسي دخولها ههنا عند المبرد وسماعي عند ابن عقيل ومن أخذ عنهم حكمه إلا أنهم خصوها بالمتعدي إلى واحد أما المتعدى إلى اثنين فنقل فيه السيوطي عن شرح الكافية ما نصه (ولا يفعل ذلك في فعل متعد إلى اثنين لعدم إمكان زيادتهما فيهما لأنه لم يعهد ولا في أحدهما لعدم المرجح) اهـ. فتأمل، هذا موقفنا. سدد الله آراء المخلصين وأنا أول معروض للخطأ.
مصطفى جواد
المجمل في تاريخ الأدب العربي
- 7 -
43) وورد في ص 101 (كما لامني في الحي قرط من معبد) والصواب (بن معبد).
44) وقال في ص 100 (القينة: الجارية المغنية) مفسر قول طرفة بن العبد (نداماي بيض كالنجوم وقينة. . .) وليس لاشتراطه الغناء في القينة معنى. قال أبو زيد القرشي في جمهرة أشعار العرب ص 181 بعد هذا البيت (والقينة: الجارية).
45) وقال في ص 104 عن عمر بن كلثوم (وقاد الجيوش يرقل بها أرقال الجمال المصاعب عليهم البيض واليلب اليماني وبيدهم السيوف كأنها المخاريق بأيدي اللاعبين) وهذه الطريقة تسمى (السلخية) المعهودة في الأدب الأثري الفاضل فالعبارة الأولى مسلوخة من قول المترجم له:
علينا البيض واليلب اليماني
…
وأسياف يقمن وينحنينا
والأخرى مأخوذة من قوله:
كأن سيوفنا فينا وفيهم
…
مخاريق بأيدي لاعبينا
ومدح الإنسان نفسه لا يستحسن اتخاذه تاريخا لأن الإفراط مكافل له.
46) وقال في ص 106 (ولعل للزعامة وقيادة الجيوش أثرا في إشغاله عن التقلب. . .) والإشغال غير فصيح وقد قال الجوهري في مختار الصحاح (وشغله من باب قطع فهو شاغل ولا تقل أشغله لأنها لغها رديئة) اهـ وقال الفيومي في مصباحه المنير (شغله الأمر
شغلا. . .) ثم قال (مطاوع لفعل هجر استعماله في فصيح الكلام والأصل اشغلته بالألف) ويعز علينا أن لا يعرف الأثري إلا اللغة الرديئة والمهجورة في فصيح الكلام فالصواب (في شغله عن التغلب) وبالفعل الثلاثي جاء القرآن الكريم.
47) وورد في ص 110 (وقد علم القبائل. . . بأنا المطعون. . .) فعلق به (بأنا: الباء فيه زائدة وليست باء التعدية لأن (علم) يتعدى بنفسه) وهذا وهم منه فأنه يتعدى بنفسه طورا وبالباء تارة على غرار (بالى الشيء وبالى به) وكيف أغرم الأثري بهذه الزيادة فقال في ص 235 (ويقال ذلك للعالم بالشيء المتقن له) وفي ص 293 (وأودعها علمها بغريبها)؟ ولعله معذور لأن بعضهم قال ذلك عن (علم) فقاله.
48) وقال في ص 115 (وأستأذنه بالدخول) والصواب (في الدخول) ويعرف هذا المطلع على خفايا العربية لا الطافي على يعاليلها وماذا يقول الأثري في قول قائل في الأغاني ج 2 ص 104 (فاستأذن كسرى في الإلمام بالحيرة) أيجوز له أن يقول (بالإلمام بالحيرة)؟ ومن ذلك قول عثمان بن عفان (رض) في الشرح الحديدي 1: 66 (بعثني أستأذن قريشا في دخوله إلى مكة) وقول علي بن أبي طالب (ع) في ص 102 منه (ثم استأذنا في العمرة فأعلمتهما. . .) ومن يستزدنا فليراجع الأغاني (ج 1 ص 207 وج 2 ص 388 وج 3 ص 295) وجمهرة الأمثال للعسكري ص 192.
49) وعد في ص 132 من الجاهليات التي أماتها الإسلام (المكس) ثم علق به (وقد بعثت هذه الكلمة اليوم لرجوع الحالة إلى ما كانت عليه في العهد الجاهلي) قلنا. أن قول الأثري الأديب يبين للقارئ أن المكس لم يستعمل في دول الإسلام فقد جعل هذا الوقت وقت بعث المكس ونشره. وهذا قول من لا تحقيق له فقد أخذ المكس في خلافة كثير من العباسيين ولذلك تجد (ابن
الطقطقى) يقول عن المستنجد بالله ما نصه (كان المستنجد شهما عارفا بالأمور لما ولي الخلافة أزال المكوس والمظالم. . .) فحيدي حياد عن تاريخ البلاد.
50) وقال في ص 138 عن الحديث النبوي الشريف (هو صوب العقل الملهم وذوب القلب الملتاع) وقال في ص 219 عن شعر الخنساء (فشعرها دوب القلب الملتاع) فساوى بين شعر الخنساء والحديث النبوي وتلك فعلة شنعاء منكرة وقال في ص 217 عن شعرها (شعرا كأنه ذوب الروح) فرفعه على الحديث لأن ذوب الروح أشد من ذوب القلب الملتاع
فصمي صمام ما أشنع هذا الكلام!!! كما قال الكرام.
51) وقال في ص 136 (أودعت عند أبي بكر) والفصيح (أودع أبو بكر إياها).
52) وقال في ص 139 (وأعطيته حقه من التأمل في وجوهه والصواب (من تأمل وجوهه) أو (من التأمل لوجوهه) لأن التأمل متعد بنفسه.
53) وقال في ص 149 (أنقص) مفسرا ل (أغاض) والفصيح (نقص) الثلاثي.
54) وقال فيها (حجارة سوداء) وفي ص 158 (الفتن العمياء) وفي ص 170 (الحجارة البيضاء) والصواب (سود وعمي وبيض) بجمع الصفة فلا تجوز هنا معاملة جمع غير العاقل معاملة المفرد المؤنث لأنها مخالفة لأسلوب العرب في هذا الأمر.
55) وقال في ص 154 (عهد بالخلافة إليه علما منه بكفاءته) وفي ص 157 (لكن غلب عليه بنو أمية فولاهم وأمرهم لاعتقاده بكفاءتهم) وكرر الكفاءة في ص 164، أما تعدية (عهد) فالفصيحة بنفسه على حسب قوله تعالى في سورة الأعراف:(قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك) أي بما عهده وأما الاعتقاد فيجب أن يعدى بنفسه والصواب أن يقول الأثري العالم المحقق!! لاعتقاده لكذا. . .) وأما الكفاءة فالمشهور استعمالها للمماثلة والمعادلة في الزواج والدماء والبراز والمفاخرة وغيرهن وقد منع الشيخ إبراهيم اليازجي أن تستعمل كاستعمال الأثري لها واقتداه في ذلك أسعد خليل داغر في تذكرته
إلا أننا عثرنا في الأغاني ما يجيز هذا الاستعمال ففي ج 1 ص 147 قول عروة ابن الزبير لعمر بن أبي ربيعة (يا أبا الخطاب، أولسنا أكفاء كراما لمحادثتك ومسايرتك؟) فإن هذا دليل ناطق رصيف وقد نجينا به الأثري في حين أنه لم يؤمله في أضغاث أحلامه.
56) وقال في ص 159 (بشرح عبد الحميد بن أبي الحديد المتوفى سنة 655 هـ) والصواب (656 هـ) لأنه ولي الأمر في خزائن كتب بغداد بعد دخول هولاكو إياها وقد دخلها هذا (سنة 656 هـ).
57) وذكر فيها أن مدة خلافة علي عليه السلام (أربع سنين وتسعة أشهر) وأبن أبي الحديد قال في آخر شرحه للنهج (فتم تصنيفه في مدة قدرها: أربع سنين وثمانية أشهر. . . وهو مقدار مدة خلافة أمير المؤمنين عليه السلام فتقابل هنا ثقة ومن لا مسند له في كتابه أي الأثري صاحب التاريخ المرسل.
58) وعدد في هذه الصفحة عيوب نهج البلاغة لإثبات الشك فيه على حسب الطريقة التعصبية (أطعن في تاريخ ما لا يوافق تسلم) فقال (كبعض المطاعن والمغامز التي كان ينكرها على أصحابه. . . قلنا: أن هذه المطاعن تدور على أمر الخلافة، والأثري هو الذي قال في ص 158 (كان علي يرى أنه أحق بخلافته أي خلافة النبي (ص) ولا شك في أن صاحب الحق ينافح عن حقه فعلام هذا الاستغراب؟ وقد نقضت قولك بقولك.
وقال مستبعدا (وكالخطبة التي يخبر بها عما يكون من أمر التتار والخطبة التي يومئ بها إلى الحجاج) قلنا: أن كل من نقل عنه ذلك أشار إلى أنه تلقاه من أبن عمه رسول الله (ص) فطعن الأثري في ما نقل عن علي (ع) هو طعن في ما نقل عن الرسول (ص) وأقبح من هذا أن هذا الأديب الطاعن نقل لعلي (ع) في ص 160 خطبة أختارها وصدق بما اشتملت عليه، منها (والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة ولتساطن سوط القدر حتى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم وليسبقن سابقون كانوا قصروا وليقصرن سباقون كما سبقوا والله ما كذبت وشمة ولا كذبت كذبة. ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم) اهـ
فهذه كلها أمور تاريخية أقر فيها بأنه منبأ لا متنبئ ومخبر لا كاهن وأن الرسول (ص) قد نبأه بذلك المقام. فما هذا التخليط الذي هو نقل ونقض. أما خبر الحجاج فقد تطرق إليه ابن أبي الحديد ففي شرحه (4: 481) نقل عن كتاب الاستيعاب لأبي عمرو بن عبد البر بقوله (قال أبو عمرو، قال يعلى بن حرملة دخلت مكة بعد ما قتل عبد الله بن الزبير بثلاثة أيام فإذا هو مصلوب فجاءت أمه أسماء وكانت امرأة عجوزا طويلة مكفوفة البصر فقالت للحجاج: أما آن لهذا الراكب أن ينزل؟ فقال لها: المنافق قالت والله ما كان منافقا ولكنه كان صواما قواما برا. قال انصرفي فإنك عجوز قد خرفت. قالت لا والله ما خرفت وأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول (يخرج من ثقيف كذاب ومبير. أما الكذاب فقد رأيناه، تعني المختار. وأما المبير فأنت) اهـ. قلنا فإذا كان النساء يخبرن بأخبار الحجاج عن الرسول (ص) فلماذا استبعد الأثري الأخبار من رجل هو أولى بالإخبار عنه؟ وأعظم أستيجابا للتصديق؟
59) ونقل المبرد في كامله ج 3 ص 108 من أخبار الخوارج (وقيل له: أنهم يريدون الجسر. فقال: لن يبلغوا النطفة. وجعل الناس يقولون له في ذلك حتى كادوا يشكون ثم قالوا
قد رجعوا يا أمير المؤمنين فقال: والله ما كذبت ولا كذبت) ولئن أراد الأثري أن يطعنه بالقول لقد أرادوا طعنه بالرمح لإخباره بما نقل عن الرسول عن الله. فقد نقل ابن أبي الحديد في شرحه عن المدائني في كتاب الخوارج مثل هذا الخبر وفيه (فيقول شاب من الناس: والله لأكونن قريبا منه فأن كانوا عبروا النهر لأجعلن سنان هذا الرمح في عينه، أيدعي علم الغيب؟ فلما انتهى علي عليه السلام إلى النهر وجد القوم قد كسروا جفون سيوفهم وعرقبوا خيلهم وجثوا على ركبهم وحكموا تحكيمة واحدة بصوت عظيم له زجل، فنزل ذلك الشاب فقال: يا أمير المؤمنين إني شككت فيك آنفا. . .) ولا يغرب عن بال الأثري أن أمثال هذه الأمور حدت بعض الكفرة الفجرة على اعتقاد حلول الله فيه واتخاذه إلها من دون الله والعياذ هو الله تعالى.
60) وقال في ص 163 (وهو أحد دهاة العرب الأربعة المشاهير: معاوية ابن أبي سفيان وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة) فنقول له: أين الرابع بعد قولك (الأربعة)؟ فالصواب (هو رابع دهاة العرب الثلاثة المشاهير).
61) وقال في ص 168 (ومن أجل مآثر الحجاج حمله نصر بن عاصم على وضع النقط والشكل للمصحف) ثم قال في ص 289 (وضع أبو الأسود الدؤلي المتوفى سنة 96 هـ في أيام معاوية بن أبي سفيان نقط الشكل في المصاحف) فقد تنازع الخبران وتناطحا فما يتبع الدارس؟؟
62) وقال في ص 169 مفسرا (قد لفها الليل بسواق حطم) ما نصه (الحطم: الذي يحطم كل ما مر به) ولم نعلم التناسب بين السياقة والحطم الحقيقي. أترى هذا السائق يحطم من يمر به من الناس والحيوان والأشجار والحجارة فالصواب ما قال المبرد في الكامل ص 276 ونصه (فهو الذي لا يبقي من السير شيئا).
63) أما الأغلاط المطبعية مثل (إداة شؤنها) في ص 174 و (مقاطعيه الساحرة) في ص 190 و (يتقاذفون) و (في موضوعة) في ص 189 فكثيرة عام ضررها. والأصل (إدارة) و (مقاطيعه) و (يتقاذفون) و (في موضوعه) وفي هذه الصفحة (كما تقدم معك بيانه) فلعله يريد (تقدم بيانه لك) وفي ص 192 (أشبها) و (ما زرت أبي ل خبيب طائعا) والأصل (أشهبا) و (آل أبي خبيب) وفي ص 199 (متسأسدا) والأصل مستأسدا).
64) وقال في ص 191 (ولعل أسبقهم إلى ذلك هو أبو الهندي من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية) والطالب لم يعرف (ما مخضرم الدولتين) لأن الأثري لما قسم الشعراء في ص 53 قال (ومخضرمون، وهم الذين اشتهروا بقول الشعر جاهلية وإسلاما كحسان بن ثابت) فكان عليه أن يقول (مخضرمو الجاهلية والإسلام) حتى يتنبهوا على أن الخضرمة عامة ويخصصها ما تضاف إليه.
65) وقال في ص 192 (وذلك بعد أن ضرب الحجاج عنق عمير بن ضابئ البرجمي بحجة تأخره عن الالتحاق بجند المهلب. . .) ونحن لا نخشى على التاريخ الإسلامي إلا من الأثري ومن وافقه الأثري، فأن الحجاج قتل عميرا لأنه من
حزب أعداء عثمان. وقد روى المبرد في أخبار الحجاج من كامله ج 1: 274 (ثم نزل فوضع للناس أعطياتهم فجعلوا يأخذون حتى أتاه شيخ يرعش كبرا، فقال: أيها الأمير أني من الضعف على ما ترى ولي ابن هو أقوى على الأسفار مني فتقبله بدلا مني، فقال الحجاج: نفعل أيها الشيخ. فلما ولى قال له قائل: أتدري من هذا أيها الأمير؟ قال: لا. قال هذا عمير بن ضابئ البرجمي الذي يقول أبوه:
هممت ولم أفعل وكدت وليتني
…
تركت على عثمان تبكي حلائله
ودخل هذا الشيخ على عثمان مقتولا فوطئ بطنه فكسر ضلعين من أضلاعه) فقال ردوه فلما رد قال له الحجاج أيها الشيخ هلا بعثت إلى أمير المؤمنين عثمان بدلا يوم الدار؟ إن في قتلك أيها الشيخ لصلاحا للمسلمين. يا حرسي أضربن عنقه) فبعد تقبل الحجاج منه البدل وتحريض تلك الوليجة على قتله لا يقال (قتله بحجة التأخر) إلا إذا استعملت الحجة على حسب اصطلاح عوام العراق فهم يريدون بها (الحجة الباطلة).
66 -
وورد في ص 200 قول حميد بن ثور:
فلم أر مثلي شاقه صوت مثلها
…
ولا عربيا شاقه صوت أعجما
فقال محمد بهجة الأديب (يقول لم أفهم ما قالت ولكني استحسنت صوتها واستحزنته فحننت له) وقال المبرد في كامله (3: 65)(يقول: لم. أفهم ما قالت ولكني استحسنت صوتها واستحذقته فحننت له) ولو ترك الأثري التفسير لصاحبه لألبسه جلالا على قشابة فصاحته ولو فسره بأفصح من هذا لقلنا: أديب تفنن، ألا ترى المبرد يقول في الكامل (1: 22)
وليس لقدم العهد يفضل القائل ولا لحدثان عهد يهتضم المصيب ولكن يعطى كل ما يستحق).
67 -
وورد في ص 207 قول مالك بن الريب المازني لما مرض في غربته:
غداة غد يالهف نفسي على غد
…
إذا أدلجوا عني وأصبحت ثاويا
ففسر الأثري الأديب (ثاويا) ب (مقيما) مع أن الشاعر يريد (ميتا) لأنه كان مريضا ويؤيد هذا قوله بعد ذلك:
واصبح مالي من طريف وتالد
…
لغيري وكان المال بالأمس ماليا
مصطفى جواد