الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(12)
قيس بن فهدان الكندي (13) الفرزدق بن همام المجاشعي (14) كثير عزة (15) الكميت بن زيد الأسدي.
وقد أخبرني بعض الثقات بوجود نسخ مخطوطة من كتاب (المعجم) في بعض خزائن العراق وسأبحث عن ذلك. وأوافيكم بالمعلومات المفيدة عنه.
النجف: عبد المولى الطريحي
صفحة منسية من تاريخ نادر شاه
في اليوم السابع من شهر نيسان سنة 1926 إذ كنت أتصفح المخطوطات الآرمية المحفوظة في خزانة كتب مطرانية كركوك الكلدانية عثرت على نبذة تاريخية كتبها بتلك اللغة أحد نصارى كركوك المعاصرين لطهماز قولي خان المشهور بنادر شاه وقد كتبها في الصحيفة الثانية من كتاب رسائل بولس الرسول الكلدانية المقسمة على مدار السنة طبقا لطقس الكنيسة السريانية الشرقية وقد خط الكتاب القس هرمز بن عبد الأحد الصائغ في مدينة كركوك في كنيسة دانيال النبي (وهي اليوم جامع) في سنة 2045 يونانية (1734).
والأرجح أن كاتب تلك النبذة هو أيضا القس هرمز عينه ويظهر من إنشائه أنه كان قصير الباع في فن الكتابة وقليل الإلمام باللغة التي يكتب بها فإن كلامه معقد وكثير الأغلاط ولا يفهم غالبا معنى كلامه إلا من قراءته فضلا عن أنه أفرغ عباراته بقالب اللغة التركية كما أفادني بذلك السيد اسطيفان جبري رئيس أساقفة كركوك وسليمانية الجزيل الاحترام في رسالته المؤرخة في 5 أيار من السنة المتقدم ذكرها وهو ناقل تلك النبذة إلى العربية إجابة لالتماسي إذا
أني لم أتمكن يومئذ من نقلها لضيق الوقت واليوم قد أحببت أن أنشرها حفظا لها واليك ترجمتها على علاتها:
دير نرسيس صائغيان
(نبتدئ بعون سيدنا يسوع المسيح ونكتب خبر طهماز خان الفارسي.
اعلموا أيها القراء الأعزاء إنه في سنة ألفين وخمس وأربعين يونانية الموافقة سنة ألف ومائة وخمس وأربعين هجرية في السنة التي أثار فيها الفرس اضطهادا على بابل وأطرافها. جاءت عساكر كثيرة من المجوس من المشرق فهجموا أولا على قرية اسمها زهاب وذلك قبل شروق الشمس يوم الخميس الواقع في 28 ت 2
وأعملوا السيف في أهاليها فقتلوهم جميعا وكان مع المقتولين كثيرون من الروم وأسروا أميرا اسمه أحمد بك واستاقوه إلى خراسان. وارتكبوا منكرات كثيرة ونهبوا أموالا جزيلة ولم يمكن إحصاء عدد الرجال والنساء والأطفال الذين قتلهم الرجل المشهور بالمجوسية المدعو طهماز خان وعساكره سفاكو الدماء في حوالي بابل (بغداد). هذا جاء من بابل مع
فيالقه الأربعة فوجه فيلقا إلى قره تبه وفيلقا إلى كفري وآخر إلى خورماتي وآخر إلى دقوقاء فعذبوا وقتلوا وارتكبوا المنكرات وسبوا الرجال والنساء والصبيان واغتنموا غنائم وافرة. وجاء إلى مدينة كركوك ليلة السبت الواقع في السادس عشر من كانون الأول فضرب أولا اليهود وقتل منهم جانبا وأسر منهم عددا غير يسير وكان مقره بعيدا عن المدينة بمسافة ميل. فثار أهل المدينة وخرجوا إليه شبانا ورجالا وقاتلوه قتالا شديدا نحو ثلاث ساعات وقتل من الطرفين جم غفير. حينئذ ترك المدينة وتوجه إلى القوريا (القرية) وهي قرية تبعد عن المدينة نحو ساعة وأعمل السيف في أهاليها وارتعبت المدينة كلها. ونزلت عساكره خارج المدينة وقتل كثيرا من الرجال وسبى خلقا عديدا من الرجال والنساء والأولاد. ومن هنالك توجه إلى قرية (بشير) وهجم على أهاليها وكانوا نحو ألفي نسمة فمنهم من قتل ومنهم من هرب. حينئذ سار إلى القفر المدعو (براوون) لأن إلى ذلك القفر كان قد هرب كثير من أهل كركوك بنسائهم وأموالهم وذلك المحل يبعد عن المدينة نحو ست ساعات فهجم عليهم وأعمل السيف بهم وقتل وسبى كثيرين منهم وعساكره ارتكبوا فظائع عظيمة واغتنموا غنائم ثمينة جدا.
في مجيء الفرس مرات أخرى
يوم الجمعة الواقعة في الثلاثين من كانون الأول جاءت عساكر الفرس ومقدارها اثنا عشر ألفا مع قائد برتبة بكلربكي فاضطربت المدينة وأخذها الرعب ففتحوا أبوابها وخرجت العساكر والوجوه والأمراء والرؤساء وحدثت مقاتلة عنيفة بين الطرفين مدة أربع ساعات وأنتصف النهار والحرب قائمة فلم يقم المسلمون صلوة الجمعة ذلك اليوم، وبعد ذلك توجهت عساكر الفرس إلى القوريا (القرية) البعيدة عن المدينة نحو ساعة وبنوا حواليها سورا وأبراجا (قللا) عديدة صفوا عليها المدافع وكانت المحاربة بالمدافع والبندقيات شديدة جدا وتبدأ صباحا كل يوم ولا تبطل حتى غروب الشمس وذلك مدة عشرة أيام ومن بعد عشرة أيام أنتقل الفرس إلى (يوقارى زيوا) وهي محلة أو قرية مقابل المدينة تبعد عنها نحو ميل وبنوا حواليها سورا عاليا وأبراجا (قللا) ورتبوا عليها المدافع وكانوا يحاربون كل يوم ودامت محاربتهم عشرة أيام دون انقطاع ومن بعد عشرة أيام تركوا كركوك وارتحلوا وكان ارتحالهم يوم أربعاء الباعوثة. وفي سيرهم لم يزالوا يخربون القرى التي
عن يمينهم وشمالهم حتى بلغوا بغداد (بابل) وجمع طهماز خان على بغداد عساكر كثيرة لا تحصى وأقامها مقابلها وبنى الأسوار العالية وركب عليها المدافع وكان الحاكم في المدينة أحمد باشا ابن حسن باشا. والسكان في بغداد (بابل) وفي ضواحيها اعتراهم خوف شديد. وكانت عساكر طهماز خان تحارب أهل بابل كل يوم من الصباح إلى غروب الشمس دون انقطاع ومن عساكر الفرس ورد إلى كركوك نحو اثني عشر ألفا وهذه المرة الثالثة التي جاءوا فيها إلى كركوك وكان وصولهم في يوم الأحد الواقع في الثالث من أيار ودامت المقاتلة بينهم وبين أهل كركوك نحو أربع ساعات وقتل جم غفير من الطرفين وباتت العساكر مقابل المدينة وقامت صباحا وسارت إلى طهماز خان في بغداد (بابل) وشدد طهماز خان الحصار على بغداد وعمر على النهر جسرا عبر به إلى الجهة الأخرى مقابل بغداد وشرع من هناك يحارب الأهالي وأقتتل الطرفان ووقع عدد غفير من القتلى ودامت المحاربة على هذه الصورة أياما دون انقطاع وغدت المدينة تحت الحصار فلم يكن يأتيها القوت من مكان
فصار فيها جوع عظيم وسمع بذلك ملك الروم (الترك) فاحتدم غيظا وأرسل سريعا نحو اثني عشر ألف نفر من العسكر ومعهم القواد والأمراء والوزراء تحت قيادة ماموش باشا فوصلوا كركوك في الحادي عشر من أيار الواقع يوم الأحد ونزلوا في خارج المدينة. ومن بعد عدة أيام وصل أيضا إلى كركوك السر عسكر عثمان باشا ومعه أربعمائة ألف جندي (كذا) وأربعة وعشرون قائدا وكان وصولهم في الخامس عشر من حزيران وبعد أن مكثوا مقابل كركوك أياما يسيرة توجهوا إلى بغداد وكانت القرى على طريقهم خالية من السكان وساروا إلى بغداد على ضفة النهر وسمع طهماز خان بقدومهم فثار بعساكره وجاء لمقاتلته السر عسكر فالتحم القتال بين الطرفين وكان الروم على ضفة النهر والفرس بعيدين عنها واشتدت الحرب بالمدافع والبندقيات والسيوف وقتل من الطرفين خلق كثير ومات بالعطش كثيرون من الفرس ودام القتال سبع ساعات وانتهى بهزيمة طهماز خان. وقبل هزيمته كانت بغداد قد بقيت محاصرة تسعة أشهر وما كان يأتيها قوت من الخارج فوقع أهاليها في جوع عظيم وأصبحت وزنة الحنطة التي هي أربع وعشرون حقة بمائة وخمسين غرشا ولم تكن لتوجد. وصارت حقة اللحم بذهب وحقة الدهن بذهب وحقة لحم الجمل باثني عشر عباسيا وقيمة دمه ثمانية عباسيات وحقة لحم
الفرس بعشرة عباسيات ودمه بثمانية عباسيات وبيع الكلب بخمسة عشر عباسيا والسنور بذهب والدجاجة بذهب وحمامتان بذهب وقيمة رغيف الخبز أربعة عباسيات ومات كثيرون جوعا ولم يكن لهم من يدفنهم لذلك أنتنت البيوت والأسواق والدور (الأحواش) وفسد الهواء بنتانتهم وكذلك الماء لأن كثيرين ماتوا فيه ومن بعد هذا سمع صوت في المدينة أن طهماز خان قد هرب فاهتزت المدينة فرحا وانتعش الرجال والنساء والفتيان سرورا وسبحوا الله جميعا وفتحوا أبواب المدينة وذهب كثير منهم إلى المحل الذي كان فيه طهماز فأخذوا ما ترك من حنطة وشعير وسمن وغير ذلك وعادوا إلى المدينة.
ومن بعد هزيمة طهماز خان قام سر العسكر عثمان باشا مع عساكره الكثيرة من البرية ودخلوا المدينة لدى أحمد باشا وبقوا في بغداد ثلاثة أيام ثم سافروا