الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صدى اليوبيل
لغة العرب
عن مجلة (السفير) الصادرة بالإسكندرية في 18 ديسمبر سنة 1928
تبدأ زميلتنا الغراء (لغة العرب) التي تصدر عن بغداد سنتها السابعة في مستهل العام الجديد ولكنها - تلبية لرجاء قرائها - بادرت إلى إصدار عدد ممتاز خاص بيوبيل العلامة الكبير الأب أنستاس الكرملي، فجاء تحفة أدبية شائقة لما تضمنه من نفيس المنثور والمنظوم الذي وجه إلى الأب عن جدارة وأهلية. وإذا ما ذكر الأب الكرملي ذكر التبحر اللغوي العظيم والتضلع النادر من فقه اللغة على أصول علمية صحيحة يكفي للدلالة عليها مقالته الممتعة التي نشرتها زميلتنا مجلة (الهلال) في عدد ديسمبر. فلا غرو إذا عد الحجة الثقة والإمام اللغوي الأكبر في هذا العصر بين أبناء العربية. ونحن من أجل ذلك نرحب بعلمه الغزير ونتمنى لزميلتنا (لغة العرب) التي يرأس هيئة تحريرها العمر الطويل لخدمة الضاد وأبنائها، كما نحث جمهرة الأدباء - المحافظين والمجددين منهم على السواء - أن يقبلوا على فرائدها اللغوية النفيسة. وبدل الاشتراك السنوي جنيه مصري يرسل مقدما إلى إدارة المجلة في بغداد أو يدفع إلى مكتبه العرب بشارع الفجالة بالقاهرة أو إلى المكتبة الإنجليزية بشارع زغلول بالإسكندرية.
يوبيل العلامة الكرملي
عن مجلة المباحث التي تصدر في طرابلس لبنان لصاحبها الكبير المؤرخ الشهير جرجي ينى في جزئها الصادر في السنة 20 منها ص 308:
ذكر من قبل في (المباحث) إذاعة اللجنة الكريمة المؤلفة في بغداد لتكرمة العلامة الكبير الأب أنستاس ماري الكرملي المشهور بجليل بحوثه العلمية واللغوية والأدبية.
وقد أنصل بنا أن الحفلة عقدت في دار حضرة صاحب الدولة عبد المحسن
بك السعدون رئيس وزارة العراق وشهدها نائب كريم عن جلالة الملك فيصل المعظم وبعض الوزراء الكرام وجمهرة من العلماء والعظماء حتى غصت بهم الدار على رحبها، وذلك إجابة لدعوة اللجنة المؤلفة من عظماء القوم وفي صدرهم صاحب المعالي يوسف أفندي غنيمة وزير
المالية. وقام على رئاستها الفيلسوف الشاعر جميل صدقي أفندي الزهاوي الذائع الصيت.
ولما أكتمل الحشد، فتحت الحفلة بالنشيد المنسوب لجلالة ملك العراق فوقف الأستاذ جميل صدقي أفندي لأول مرة بصفته رئيس اللجنة ورحب بالذين لبوا الدعوة ترحابا بليغا ثم تلاه الفاضل أحمد أفندي الصراف كتوم اللجنة فألقى خطبة غراء ذكر بها فضائل المحتفي به وجهوده العلمية ومناقبه وتلا ما ورد على اللجنة من البرقيات والرسائل.
وما جلس حتى عاد جميل صدقي أفندي ثانية فوقف بصفته عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق وتلا منه رسالة بتهنئة العلامة ووصف كمالاته وتلاه الفاضل رفائيل أفندي بطي فخطب خطبة شائقة أجاد فيها بوصف المحتفى به.
وعاد بعده للمرة الثالثة الأستاذ الشاعر جميل صدقي أفندي فنشف الآذان بسماع قصيدة غراء وصف بها العلامة الكرملي وأعماله وصفا يخلب الألباب كعادته.
ولما انتهى وقف صاحب المعالي توفيق بك السويدي وزير المعارف فأثنى على الأب الجليل وكمالات صفاته وآدابه وأعماله العلمية.
وعندئذ وقف العلامة المحتفى به وقال قولا جميلا أظهر به ما تجعل به من الوداعة والتواضع منكرا ما شهد له به الملأ من الفضل وإجادة العمل واستحقاقه الاحتفال بتكريمه من أفاضل الناس.
أما المباحث فتهنئ أستاذها العلامة الجليل بعيده الذهبي الخمسيني وتدعو له بطول العمر والبقاء معافى نشيطا ليجتاز عيده الألماسي والناس من حوله يجنون فوائد علمه الراسخ وأدبه الجم.