الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسئلة وأجوبة
تحرف وترسم
س - بغداد - ب. م. م: قرأنا لأحدهم مقالة أدرجها في مجلة نيروتية يبين فيها أن أحسن لفظ يؤدي بها معنى أو هو (فعل (كرشن) والاسم (؟)(كرشنة) ومأخذ الفعل من كلمة (كرشوني) المطلقة على الخط السرياني المكتوب به كلام منطوقه عربي أي كلام لغة ذات أبجدية خاصة مصور بأبجدية غريبة عنها. ومن باب التوسع يسوغ أن نطلق اللفظة على كل لغة تكتب بغير أبجديتها) فما رأيكم في ذلك؟
ج - أول شيء يحسن بنا أن نعلم أن الفعل الأول الإفرنجي حديث والفعل الثاني أقدم منه بمعنى كتب كتابة بحرف غير الحرف الذي وضع لها. أما اليوم فإنهم يميزون بين الفعلين كل التمييز. والأمر الثاني أن (الكرشنة) ليست اسما إنما هي مصدر. وعلماؤنا يفرقون بين المصدر واسمه. وهذا أمر لا يجهله أحداث المدارس فكيف يجهله (بيك الميراندولي). وأما الكرشوني فقد وضعها السريان المتعربون ناقليها من الآرمية، لكن العرب لم يقبلوها ونفضوها على نفاية الكلم التي يمجها ذوقهم فلم يستعملوها البتة. وهي لا ترى إلا في (لغة من فسد ذوقهم العدناني).
وأما معنى أي رسم ألفاظ لغة بحروف لغة أخرى أو بعبارة ثانية: مال عن حرفه إلى حرف دخيل، فعندنا فعل (تحرف) يؤدي هذا المعنى قال اللغويون: تحرف عنه: مال إلى حرف أي جانب وعدل عنه. وفي صيغة تفعل ما يؤدي معنى أي العبور الذي يكون شيئا فشيئا أو يكون دفعة واحدة. ومنه: تحول وتنقل وتطور وترشح وتنضح وتعرج وتمعج وتخلى وتعلى إلى ما لا يحصى عده. فمعنى تحرف إذن: تحول أو مال
إلى حرف آخر. يقال حرفه تحريفا فتحرف تحرفا كما تقول عرفه تعريفا فتعرف تعرفا: أي جعله يعرف الأمر شيئا بعد شيء.
وأحسن لفظ لقولهم ومعناه الحقيقي نقل أو نسخ ما هو مكتوب فهو (ترسم) قال في اللسان: (ترسمت المنزل: تأملت رسمه وتفرسته. . . وكذلك إذا نظرت وتفرست أين تحفر وتبني) اهـ. قلنا: وهكذا يفعل من يريد أن ينقل كتابا أو ينسخه أو يرسم علامات الغناء فإنه يتأمل
موطن النقل أو النسخ ثم يخط ما يريده.
وهكذا وإنك تعلم أن في هذه المادة: (الروسم) وهو خشبة فيها كتاب منقوش يختم بها الطعام وهو بالشين المعجمة أيضا) (اللسان) فكل هذه المعاني تحملنا على اتخاذ فعل ترسم في معنى اللفظة الإفرنجية. وهكذا نتخذ لفظين عربيين صميما لفعلين إفرنجيين يختلف معنى الواحد عن صاحبه. وبعد هذا إذا أردت الإمعان في التحقيق فأعلم أن عوام الأندلس عرفوا (الكرشنة والتكرشن) بمعنى القشعرة والاقشعرار كما نقلها دوزي في معجمه، وعليه إذا حاولت أحد الأمرين فأبق محافظا على اللفظين. فإنك مخير بمنه وكرمه.
كلمة كروكي
س - مصر - م. أ. ط: للإفرنج كلمة تدل على الصورة المرسومة رسما مجملا وهي بالفرنسية كروكي وبالإنكليزية سكتش فهل وجدتم كلمة عربية تقابلهما فقد بحثت في المعاجم الإفرنجية العربية فلم أعثر على كلمة ترضيني ولهذا جئت أسألكم عن مقابل لإحدى اللفظتين اللتين ذكرتهما لكم.
ج - الكلمة المقابلة لكروكي هي التحطيط بالحاء المهملة في المخصص (1: 53) التحطيط: الصورة وليست بتلك الفاشية وأراها عراقية اهـ. قلنا: الكلمة من مادة ح ط ط الموافقة لمادة خ ط ط إلا أن الأولى ترى في اللغة الآرمية والثانية في لغتنا الضادية وإذا كانت غير فاشية في العهد السابق فلعدم احتياج الأدباء الأوائل إليها أما الآن فإننا في حاجة إليها لأنها تمتاز عن (الصورة) بأن التحطيط صورة غير محكمة الصنع ويقابلها عند الفرنسيين أيضا
أو أما صورة فهي أو وإذا كان المصدر عندنا معروفا فلا يشق علينا اشتقاق الفعل منه وما ينشأ من الفعل من المشتقات.
برهان قاطع لا برهان كيتي
س - العمارة - س. ب: قرأنا في مجلة (الكويت) مقالة بعنوان: (هل كان العرب يعرفون اليابان وبماذا كانوا يسمونها؟) لصاحبها العلامة الكبير الأستاذ عبد القادر المغربي. وقد قال في الصفحة 446 من السنة الأولى (وفي المعجم الفارسي المسمى (برهان كيتي) أن في بلاد واق الواق (كذا) قرودا مدربة على تكنيس البيوت وجلب الحطب من الغابات وغير
ذلك من الأعمال. .) فهل لكم أن تذكروا لنا صاحب هذا القاموس ومحل طبعه لنقتنيه؟
ج - عندنا أغلب المعاجم الفارسية وليس فيها واحد أسمه (برهان كيتي) إذ لا وجود لهذا الديوان في اللغة الفارسية ولعل الاسم الصحيح هو (برهان قاطع) وهو معجم فارسي شهير طبع مرارا عديدة في ديار الهند وإيران والآستانة ووادي النيل. وقد نقل إلى التركية وطبع في استنبول. وعندنا عدة نسخ من النص الفارسي ومن ترجمته إلى التركية. وصاحبه محمد حسين بن خلف التبريزي الحيدر آبادي. وقد اشتمل على تسع قواعد وتسعة وعشرين مقالا. والاستخراج فيه مبني على الحرف الأول والثاني والثالث والرابع وقال في تاريخه: (برهان قاطع كتاب نافع) يعني سنة1061 هـ. وقد انتقده أسد الله الغالب الدهاوي وسماه: (قاطع برهان) ورد عليه الشيخ رحيم وسماه (ساطع برهان) وتعقبه نجف علي خان الججري الهندي وسماه (دافع هذيان) أما ترجمته إلى التركية فهي لأحمد عاصم أفندي وسماها: تبيان نافع لكتاب برهان قاطع وطبع في الآستانة سنة 1212 وهي من أحسن النسخ من جهة الطبع والترجمة وهي بقطع الربع الكبير في 642 صفحة. وطبع في الهند بنصه الفارسي فقط مرارا عديدة وأغلبها على الحجر وأحسن هذه الطبعات هي التي برزت في سنة 1888 في شهر آذار في مجلدين بقطع الربع الصغير.
أما أن صاحب (برهان قاطع) ذكر إن هناك قرودا مدربة على كنس
البيوت وجلب الحطب من الغابات فلم نجده فيه. والظاهر من تحريف أسم الكتاب وأسلوب الكتابة في هذه المقالة إن أغلب ما جاء فيها معرب عن الفرنسية أو عن لغة أخرى أوربية ولهذا جاءت العبارات على غير الوجه الذي ذكره أصحاب التصانيف البلدانية. وللمعرب عذر في ذلك إذ لم يتسن له - على ما يظهر - الوقوف على النصوص في مظانها.
المعامرة لا معاملا
النجف - الشيخ عبد المولى الطريحي - سألنا حضرته في ص 400 من هذا الجزء عن رأينا في (المعامرة لا المعاملا) فنقول:
ج - بعد هذا الإفصاح الذي أتيتم به لا نرى أن هناك قرية أو فرقة باسم (معاملا) بل (معامرة) وهم أعراب أصحاب زرع وضرع ومنهم جماعة تسكن قريتي (عدايا) و (رحمانية) - وعدايا بفتح العين والدال المهملة بعد ألف وياء وألف. أما رحمانية فكأنها
منسوبة إلى رحمان - وكلتا القريتين بجوار الموصل والمعامرة سادة سنة وعدد نفوسهم مائة بيت.
نقد الكتب المطبوعة في العراق
س - الزقازيق (بلاد مصر) - م. س. م: لماذا نراكم لا تنقدون المؤلفات العراقية وتنقدون سواها. نحن لا نعلم من الكتب المطبوعة في مدن الرافدين إلا الشيء النزر؟
ج - إن العراقيين حديثو العهد في التأليف وهم يخافون أن يهدوا إلينا تصانيفهم لئلا ننقدها. ويظنون أن نقدنا للكتاب يسقطه من عيون القراء أو المشترين ويجهلون أن نقده يشيعه بين الناس الذين يودون أن يطالعوه ليروا أصح رأي ناقده أم أخطأ. وقد رأينا في ديار الإفرنج مصنفات كثيرة كانت منسية فدفعها أصحابها إلى النقاد فشهروها بذلك وراجت سوقها. وعلى كل حال إننا قد نتعرض لنقد بعض المصنفات إذا رأينا في أصحابها سعة صدر. ولهذا ندرج في هذا الجزء طرفا من نقد (المجمل) وإن كان صاحبه لم يهد إلينا منه نسخة والنقد للأستاذ مصطفى جواد. والمجمل للأثري لأننا نرى في الكاتبين سعة: في الأول سعة في حسن نظره وفي الثاني سعة في حسن تلقيه لما يوجه إليه بحسن النية.