الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قبر رابعة
نوهتم في لغتنا المحبوبة (م 7 ص 263) بالكتاب الذي وضعته الآنسة سميث الإنكليزية عن رابعة العدوية المتوفاة بالبصرة بذلك التحقيق الدقيق وعرضتم بالسيدة زينب فواز العربية التي ذكرت من غير تمحيص في كتاب الدر المنثور في طبقات ربات الخدور (ص 202) أن وفاة رابعة كانت ببيت المقدس وأنها دفنت على رأس جبل يسمى (الطور)(كذا) وكأني بكم قد ظننتم أن هذه السيدة العاملية العاملة قد انفردت بهذا الوهم فسددتم إليها سهام لومكم في حين أن بعض العلماء قد سبقها إليه وكانت هي ناقلة عنهم (وناقل الكفر ليس بكافر).
فانتصارا لامرأة شرقية عجلت إلى جوار ربها بعد أن خلفت لنا مثل ذلك الكتاب - ولو جاءت فيه أمثال هذه الأغلاط ولو أنها أهملت تراجم الكثيرات من بنات جنسها - جئت بكلمتي هذه اعتذر لكم عن خطئها بخطأ غيرها ممن تقدمها وكانوا أحق بالتقصي منها.
قال السائح الهروي المتوفى سنة 611هـ 1214 م في باب زيارات القدس وما حوله:
(وبالجبل مقام رابعة العدوية وقبرها والصحيح أن قبر رابعة بالبصرة وسيأتي ذكره في رحلة العراق. وإنما هذه التي في الجبل هي رابعة زوجة أحمد ابن أبي الحواري. وبه مواضع مباركة وقبور كثيرة من الصالحين والتابعين رضي الله تعالى عنهم إلا أنها لا تعرف لاستيلاء الفرنج على البلاد).
وقال في زيارات البصرة:
(وبها رابعة العدوية وكريمة ابنة سيرين وحفصة ومعادة
وحبيبة العدوية ومريم البصرية وبها عبد الله بن معقل وليس هذا معقل الذي ينسب إليه نهر معقل بن يسار وبها شعبة وسفيان الثوري والعلاء بن الحضرمي والصحيح أن العلاء بن الحضرمي مات بين البحرين والبصرة وبها خالد بن صفوان وقبر صاحب أبي حنيفة وأبو عوانة وجماعة من الصحابة لا تعرف قبورهم مثل أبي عثمان النهدي وصفوان بن محرز المازني ويزيد بن عبد الله بن الحره (هكذا) وأيوب السختياني وأبي المعتمر
التيمي وعبد الله بن عون وسعيد بن الحجاج ويزيد بن زريع ويحيى بن سعد العنبري وأبي داود السختياني وعبد الملك
الأصمعي والفرزدق الشاعر وأبي الأسود الدؤلي.
وقال مجير الدين الحنبلي المتوفى سنة 927 هـ 1521م في باب (ذكر جماعة من أعيان التابعين والعلماء والزهاد ممن دخلوا بين المقدس).
(أم الخير رابعة بنت إسمعيل العدوية البصرية مولاة آل عقيل الصالحة المشهورة كانت من أعيان عصرها وأخبارها في الصلاح والعبادة مشهورة. . . توفيت سنة خمس وثلاثين وقيل وثمانين ومائة وقبرها على رأس جبل طور زيتا شرقي بيت المقدس بجوار مصعد السيد عيسى عليه السلام من جهة القبلة وهو في زاوية ينزل إليها من درج وهو مكان مأنوس يقصد للزيارة.
وقال الشيخ عبد الغني النابلسي المتوفى سنة 1143 هـ 1730 م ثم صعدنا فزرنا قبر السيدة رابعة العدوية البصرية مولاة آل عقيل الصالحة المشهورة كانت من أعيان عصرها في الصلاح والعبادة ولها كلام في الحقائق والمعارف توفيت سنة 135 وقيل 185 وقبرها على رأس جبل الطور في زاوية ينزل إليها بدرج معمور تقصد للزيارة. كذا ذكر الحنبلي في التاريخ. فوقفنا هناك ودعونا الله تعالى وقرأنا الفاتحة.
وقفى النابلسي على ذلك بقوله! قال الهروي في الزيارات وبالجبل يعني جبل الطور مقام رابعة العدوية وقبرها والصحيح أن قبر رابعة في البصرة وإنما رابعة هذه التي بالجبل هي رابعة زوجة أحمد بن أبي الحواري إلى آخر عبارة الهروي.)
وعلى ذكر رابعة العدوية ورابعة الأخرى ننقل عبارة كتبها صاحب نسخة الإشارات إلى أماكن الزيارات المحفوظة في الخزانة التيمورية بالقاهرة على هامشها وقد حققنا أنه محمد أكمل الدين بن إبراهيم بن عمر المشهور بابن مفلح الدمشقي المتوفى سنة 1011هـ 1063 بمبحث كتبناه في مجلة المجمع العلمي العربي (م 8 ص 121) فإن فيها ما يخالف ذهاب الهروي أيضا إذ يجعل اسمها رايعة بالياء المثناة التحتية وأنها مدفونة في دمشق الشام وإليك نص الحاشية بالحرف:
(الصحيح أن زوجة ابن أبي الحواري اسمها رايعة (بياء مثناة تحتية) وهي التي قبرها عند المدرسة القيمرية الجوانية).
وعلى هذا فتكون رابعة المدفونة في جبل طور زيتا تحت الزاوية الأسعدية والتي ما زال
ضريحها مقصد الزوار لا هي بالعدوية ولا هي زوج أحمد بن أبي الحواري. فلعلها رابعة أخرى ذهبت الأيام بأخبارها وإن لم تستطع محو آثارها.
حيفا (فلسطين): عبد الله مخلص