الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسماء القبائل وأنسابهم
أثر مخطوط
من الآثار المخطوطة التي حوتها خزانة العلامة الشهير الشيخ نعمة الطريحي المتوفى سنة 1293 هـ كتاب (أسماء القبائل وأنسابهم) وهو تأليف العلامة المؤلف الشهير في القرن الثالث عشر الهجري السيد معز الدين مهدي القزويني الحسيني المتوفى سنة 1300 هـ صاحب الآثار الثمينة في النحو والصرف والبلاغة والأدب والتأريخ والحكمة والكلام والأصول والفقه وغير ذلك وآثاره المخطوطة أكثرها من أشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصر، وهو من سلالة الأسرة العلوية القزوينية المنتشرة اليوم فروعها في النجف والهندية والحلة الفيحاء تلك الأسرة التي خدمت العلم والأدب خدمات جليلة خلدت ذكرها في بطون التاريخ.
وكان لهذه الأسرة الشريفة خزانة حافلة بالكتب الجليلة والآثار النفيسة تفرق أكثرها من عهد غير بعيد. ولد السيد معز الدين مهدي في النجف سنة 1222 هـ وبها نشأ وحصل ما حصل فيها من العلوم والآداب، وقد أخذ العلم فيها من فطاحل العلماء وكبار أساتذة عصره من عرب وعجم، ونال مرتبة الاجتهاد وهو ابن ثلاث عشرة سنة وتخرج عليه فريق من فضلاء النجف وأدبائها وابتداء بالتصنيف والتأليف وهو ابن عشر سنوات وآثاره المخطوطة مع ديوان شعره وما قيل فيه ن تهنئة وثناء ومديح ورثاء.
وجال في أواخر أيامه في العراق جولة المعتبر المستفيد الذي يحب ويرغب أن يكتب عن مشاهدة حسية وأحيا بتجواله كثيرا من آثار العلويين المندرسة في الفرات، وأحيا ذكرها وأشاد البناء عليها ورحل إلى الحجاز وإيران فاستفاد فوائد طيبة لا تحصى.
والكتاب الذي نحن بصدد وصفة اسماه (أسماء القبائل وأنسابهم) وألفه في أثناء سياحته وتجواله في العراق وقد رتبه على الحروف الهجائية وهو يحتوي على 90 صحيفة صغيرة
لكنه محشو بالأغلاط اللغوية والمعنوية. وكنت أظن قبل أن أطالعه أن السيد مهديا المذكور لم يترك شاردة ولا واردة تخص هذا الموضوع إلاّ أثبتها في كتابه هذا لكن الذي يطالعه يجده ناقصا من وجوه عديدة:
أحدها أنه أهمل الضبط والتشكيل وهذا عيب كبير لا يدركه إلاّ من له إطلاع وخبرة بأسماء بعض القبائل الشهيرة على الأفواه والألسنة. ثانيها إنه يذكر بعض القبائل في موادها المخصوصة بها ولم يذكر فروعها ووشائجها كي يتمكن القارئ من وصل القبائل بعضها ببعض وإرجاع كل إلى أصله الأصيل ومعرفة ما فيها من الدخيل. ثالثها لم يذكر وطن القبيلة التي نشأت فيه أولا، وكان عزمنا أن نتصرف في تصحيح بعض الأسماء المغلوط فيها وضبطها بعد مراجعة الكتب المؤلفة في هذا الشأن على وجه يرضي المؤلف حتى لا يقض عليه في مضجعه لكن كثرة المشاغل وعدم سنوح الفرصة منعتنا عن ذلك الآن ولعلنا نتوفق لذلك بعد حين، وقد نقل السيد مهدي في كتابه هذا كثير من المؤلفات المخطوطة لابن الكلبي النسابة وأثبتها في غضون كتابه هذا. قال المؤلف بعد البسملة: الحمد لله الذي أنشأ الأنس من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها ثم جعلهم شعوبا وقبائل وصلى الله على محمد وآله الطاهرين أهل الوسائل وبعد فهذا كتاب يجمع أسماء القبائل وأنسابهم وقد رتبته على حروف المعجم ليسهل التناول. . . وقال في أول مادة من (حرف الألف)(أعاجيب) قبيلة في العراق من المعادن. (آد) أبو قبيلة وهو آد بن طابخة بن اليأس بن مضر بن نزار بن عدنان. (ادد) أبو قبيلة من اليمن وهو ادد بن زيد بن كهلان بن سبأ ابن حمير وادد أبو عدنان، وفي حديث الباقر (ع) لم يزل بنو إسماعيل ولاة البيت يقيمون للناس حجهم، وأمر دينهم يتوارثونه كابرا عن كابر حتى كان زمن
عدنان بن ادد فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وأفسدوا وأحدثوا في دينهم، وأرج بعضهم بعضا، فمنهم من خرج في طب المعيشة، ومنهم من خرج كراهية القتال، وفي أيديهم أشياء من الحنفية يعني سنة إبراهيم (ع) من تحريم الأمهات والبنات وما حرم الله في النكاح إلاّ أنهم كانوا يستحلون امرأة الأب وابنه الأخ والجمع بين الأختين وكان فيما بين إسماعيل وعدنان وموسى (ع) وهو من أولاد قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم (الأزذ) أزد أبو حي من اليمن وهو أزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن كهلان بن سبأ وهو بالسين أفصح قاله الجوهري في (الصحاح وصاحب القاموس) ويقال أزد شنوءة، وأزد عدنان وأزد السراة قال الشاعر:
وكنت كذي رجلين رجل صحيحة
…
ورجل بها ريب من الحدثان
فأما الذي صحت فأزد شنوءة
…
وأما التي شلت فأزد عمان
وفي الحديث: لما دخل الناس في الدين أفواجاً أتتهم (الأزد) أرقها قلوبا وأعذبها أفواها ومن أولاده الأنصار كلهم الخ.
وقال في آخر الكتاب ما نصه: هذا ما أردنا بيانه من أسماء القبائل والعشائر وبعض الملوك والحمد لله تعالى أولا وأخرا وكان الفراغ منه بيد مؤلفه الراجي عفو ربه محمد بن الحسن المدعو بمهدي الحسيني الشهير بالقزويني في بلد الحلة الفيحاء يوم السبت سادس شهر جمادي الآخرة من شهور السنة الثامنة والثمانين بعد الألف والمائتين هجرية على مهاجرها ألف صلوة وتحية اهـ.
وهذا الكتاب لو نقح وهذب وصحح لأتى بفوائد جمة خصوصا أن أكثر المواد المذكورة فيه تخص القبائل العراقية القانطة في أنحاء سقي الرافدين (الفرات ودجلة).
النجف: عبد المولى الطريحي