المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌أسئلة وأجوبة الأرمة س - بغداد - سائل: هل الأرمة لفظة عربية - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٧

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 65

- ‌سنتنا السابعة

- ‌في يوبيل أنستانس الذهبي

- ‌لجنة اليوبيل الكرملي

- ‌دعوة الزهاوي

- ‌حفلة يوبيل العلامة الكرملي

- ‌رسالة المجمع العلمي العربي في دمشق

- ‌برقيات المستشرقين

- ‌لغة العرب

- ‌العلامة الكرملي في حفلة تكريمه

- ‌تقدير النبوغ والعبقرية

- ‌في موقف التكريم

- ‌نشيد وتفنيد

- ‌أقوال الصحف

- ‌العدد 66

- ‌اللغة العربية والتجدد

- ‌عند الشاطئ

- ‌رشيد الدين

- ‌البعيم

- ‌لواء الموصل

- ‌عوض

- ‌الأرملة المرضعة

- ‌يا محب الشرق

- ‌قبر الإمام أبي يوسف

- ‌اليوبيل

- ‌ثياب الشرق في بلاد الغرب

- ‌السيد محمد علي الشاه عبد العظيمي

- ‌نظرة في تاريخ مساجد بغداد

- ‌خزائن كتب إيران

- ‌صدى اليوبيل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 67

- ‌الشمسية

- ‌صفحة من تاريخ التطعيم

- ‌اللغة العربية والتجدد

- ‌معجم الشعراء للمزرباني

- ‌دار ابن الجوزي وقبره ببغداد

- ‌ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

- ‌خزائن كتب إيران

- ‌جامع قمرية والمدرسة العمرية

- ‌عشائر لواء الموصل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 68

- ‌حضارة الإسلام ومفكروه

- ‌قبر الإمام أحمد بن حنبل

- ‌أسماء القبائل وأنسابهم

- ‌السرحيون أو الشرويون

- ‌على يفعول

- ‌من أوهام المنجد

- ‌الحامض وأنواعه

- ‌نصرة الحق واجبة

- ‌اليزيدية

- ‌صدى اليوبيل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 69

- ‌حضارة الإسلام ومفكروه

- ‌في ظلال الحب الشريف

- ‌قبر ابن الجوزي وقصور الخليفة

- ‌معجم المرزباني

- ‌صفحة منسية من تاريخ نادر شاه

- ‌المدرسة البشيرية

- ‌لواء الدليم

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌الشفق الباكي

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 70

- ‌اليزيدية

- ‌كحل الإخفاء

- ‌إلياس صالح اللاذقي

- ‌نسخ كتاب الدرر الكامنة

- ‌أرجوزة الظاء والضاد

- ‌المطبوعات الحديثة في النجف

- ‌اللباب ورباعيات الخيام

- ‌صدى اليوبيل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 71

- ‌القلم حاجية

- ‌الكشافة

- ‌نكبة الفلاح

- ‌لواء ديالي

- ‌قبر رابعة

- ‌الشيخ سكران

- ‌هولاكو في بغداد

- ‌من مشاهير رجال المائة السابعة للهجرة

- ‌تتمة عن اليزيدية

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 72

- ‌فضل العربية على سائر اللغات

- ‌بسمى أو أدب

- ‌جامع قمرية

- ‌ما فوق باب اورتمه من الكتابة

- ‌رسالة في تراجم أحوال الرجال

- ‌الحاج الميرزا معصوم العلوي

- ‌مندلي الحالية

- ‌الشعر في مصر

- ‌السريطاء أو السويطاء

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 73

- ‌الحالة الاجتماعية للعشائر العراقية

- ‌حرف الضاد واللغة المالطية

- ‌الكتابة التي فوق باب جامع مرجان

- ‌بسمى أو أدب القديمة

- ‌وزن الفعل الثلاثي بتداخل اللغتين

- ‌تكلم جبر ضومط

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 74

- ‌ترجمة فنان عراقي

- ‌مندلي الحالية

- ‌عبرة أولي الأبصار في ملوك الأمصار

- ‌مشاهير جمع مشهور

- ‌الأغاني

- ‌الشعر في مصر

- ‌شرح لسقط الزند

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 75

- ‌معجمنا أو ذيل لسان العرب

- ‌أدب ومعناها

- ‌المولى في لغة العرب

- ‌كتاب الجيم في اللغة

- ‌أكان السموأل نصرانيا

- ‌علاج بدو العراق للزهري

- ‌أصل كلمة إبليس

- ‌تاريخ بغداد

- ‌الجري والجريث

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

الفصل: ‌ ‌أسئلة وأجوبة الأرمة س - بغداد - سائل: هل الأرمة لفظة عربية

‌أسئلة وأجوبة

الأرمة

س - بغداد - سائل: هل الأرمة لفظة عربية وما معناها؟

ج - الأرمة (بإسكان الراء في الغالب وبعضهم يكسرها) كلمة إفرنجية وصلت إلينا في القرن الماضي عن طريق الترك، مع أنه كان لديهم لفظة قديمة بهذا المعنى هي (اونغون).

والأرمة يقابلها عندنا (الشعار) والشعار ما يرسم على (الدرقة) والدرقة صورة درقة ترسم ليمثل عليها علامات البيت الشريف تلك العلامات التي اتخذها لنفسه ليتميز بها عن غيره من البيوتات. وإذا كانت الدرقة صغيرة قيل لها دريقة وأما مجموع الشعار والدرقة وما ينقش عليها داخلا فيها وخارجا عنها فيعرف عندنا بالشارات وعند الأفرانج

وسمى السلف الأرمة (أمرة)(وزان قصبة). ويحتمل أن تكون الأرمة الإفرنجية منقولة عن لساننا فتوهموا أنها من اللاتينية بمعنى الأسلحة وأنكروا أصلها العربي والناطقون بالضاد هم أول من أتخذ الأمرة في القرون المتوسطة فكانوا يرسمون صورة حيوان أو نبات أو غير ذلك فيتخذونه وسما له، بل كانوا يتخذون ذلك الوسم في الجاهلية ويسمون به حيواناتهم ويعلقون أمثلة على مقتنياتهم ورسموه في العصور المتوسطة على النقود (السكة) والإعلام والآثار. ويذكر التاريخ أن الملك الظاهر بيبرس من ملوك مصر اتخذ صورة الأسد (أمرة) له وجاراه في عمله هذا الملك الظاهر وهو أحد سلاطين المماليك ولم يكن عربي النجار وقد وضع أحدهم كتابا في الوسم (وهو ليس في أيدينا الآن) تعريفا لأنواعه وأصحابه. وربما سمي الوسم بالشية أيضا حينما كان يوشي توشية وكثيرا ما كانوا يسمون به الدرع من أسفلها، حتى إذا سقط المحارب عرف منه، إذ

ص: 248

قد يقطع الرأس ويهرب به ولا يعرف صاحب الجثة. أما الدرع الموسومة بوسم صاحبها فتعرفه به. وعليه ترى اللغويين يقولون: درع موسومة أي مزينة بالشية من أسفلها. وقد ذكر ذلك شمر اللغوي من أبناء المائة الثانية للهجرة فنقلها عنه سائر اللغويين، فهذه شهادة جليلة على قدم وسم الدرع.

أما أن الوسم كان الأمرة أو شيء كالأمرة فظاهر من تعريف الغويين له. قال في تاج العروس: (الوسم أثر الكي يكون في الأعضاء. قال شيخنا: هذا هو الاسم المطلق العام.

والمحققون يسمون كل سمة باسم خاص. واستوعب ذلك السهيلي في الروض، وذكر بعضه الثعالي في فقه اللغة - قلت الذي ذكر السهيلي في الروض من سمات الإبل: السطاع. والرقمة. والخباط، والكشاح، والعلاط، وقيد الفرس، والشعب، والمشيطفة (كذا) والمعفاة، والمرمة والجرفة، والخطاف، والدلو، والمشط، والفرتاج، الثؤثور، والدماغ، والصداع، واللجام، والهلال، والخراش. هذه ما ذكره. وفاته العراض، واللحاظ، والتلحيظ، والتحجين، والصقاع، والدمع، وقد ذكرهن المصنف كلهن (كذا، والصواب: وقد ذكرها المصنف كلها، لأنها كثيرة) في مواضع من كتابه (أي من القاموس). وقال الليث: الوسم: أثر كية. يقال (موسوم) أي وسم بسمة يعرف بها. أما كيه وأما قطع في أذن، أو قرمة تكون علامة له. وقوله تعالى: سنسمه على الخرطوم تقدم في خرطم) انتهى كلام التاج.

وفي أيام المماليك سميت الأمرة (الأرمة) بالرنكك (بالكاف الفارسية) وقد ذكرها صاحب كتاب تاريخ السلاطين المماليك في 1: 1: 1و 1: 2: 153 و2: 1: 14 وجمعت على رنوك مثل رهن ورهون. والكلمة فارسية معناها اللون. وقال المقريزي في رسالته: النقود الإسلامية) ص 15: ضرب (بيبرس دراهم ظاهرية) وجعل رنكه على الدرهم وهو صورة سبع) اهـ.

ص: 249

وقد وضع الإفرنج علما خاصا بالشارات سموه (علم الشارات أو أو وكلمة (بلازن) مأخوذة من العربية (براز) بكسر الباء وهو مصدر بارزه يبارزه أي خرج إليه لمقاتلته. وكان الرجلان إذا عزما على البراز يقوم مناد فينادي في المحلة وقوع الأمر في اليوم الفلاني. ولهذا سمي الفن عندهم بهير الديك أيضا وهو مشتق من (هيرالدس) اللاتينية المولدة أي المنادي للسبب المذكور. فقالوا في (بزار)(ويلفظها عوامنا بإسكان الباء) بلاز وفي حالة الرفع بضمتين أي بلازن وهكذا تفرنجت لفظتنا العربية. ولغويو الإفرنج لم يتفقوا على أصل الكلمة ولا على اللغة التي وردت فيها أولا. وبعد هذا الشرح لا يصعب على القارئ أن يرى أصلها العربي، والمراد من البراز عندهم (أي البلازن) مجموع ما تتقوم منه درقة الشعار.

وسمي شعار الشارات شعارا لأنه كان يصور في أول أمره بهيئة الشعار الذي يلبس ولهذا يسميه أصحاب هذا الفن إلى عهدنا هذا بالرداء وبلسانهم

أسئلة من أديب

سيدي صاحب مجلة لغة العرب المحترم.

منزلتكم عندي منزلة سامية في ما يتعلق بآداب اللغة العربية فقد أبنتم عن جدارة أنكم ابن بجدتها إذ قضيتم معظم حياتكم في التنقيبات والتحقيقات وعليه رأيت أن ألقي عليكم الأسئلة التالية راجيا من حضراتكم أن تجاوبوني عنها بجرأتكم الأدبية المشهورة إظهارا للحق وإزهاقا للباطل.

بغداد: رزوق عيسى

1 -

كلمة نحو

هل عثرتم في تنقيباتكم عن مفردات اللغة ما يؤيد قول المقتطف بخصوص لفظة (نحو)؟ فقد جاء في الجزء الأول من المجلد الرابع والسبعين منه ص 6 ما حرفه: (إن كلمة (نحو) أسم بلد في مديرية المنوفية من القطر المصري نسب إليها

ص: 250

(كذا) الأسقف القبطي المؤرخ يوحنا النحوي الذي كان في زمن الفتح فخلط العرب بينه وبين يحيى الغراماطيقي اليوناني الذي كان قبل الفتح بزمن طويل فسحبوهما رجلا واحدا واستنتجوا أن كلمة نحوي مرادفة للكلمة غراماطيقي)

ج1 - نعم عثرنا على كلمة (نحو) لأسم المدينة التي ذكرها المرحوم الدكتور يعقوب صروف؛ لكن لا في اللغة العربية بل في اليونانية (ومثلها في القبطية) وهي تلفظ بالحاء المهملة أو الخاء المعجمة على السواء فأن اليونانيين يسمونها نيقوس واللاتين (أو الرومان) يعرفونها باسم أو وقد وصفها أحسن وصف العلامة كانرمير في كتابه مذكرات عن مصر واشبع الكلام عليها وأثبت أنها المدينة المسماة بشاتي ثم عرفت باسم بشادي بعد ذلك ولعل اسم الشاعر المصري العصري الشهير الدكتور النطاسي أحمد زكي بك أبو شادي من تلك المدينة فعرف بها كما أشتهر كثيرون بأسماء محلات ولادتهم.

2 -

العربية بالحروف اللاتينية

ما رأيكم في تبديل الحروف العربية من الحروف اللاتينية؟ فقد قام نفر من أدباء العراق ومفكريه وأخذوا يجاهرون بآرائهم على صفحات الجرائد والمجلات فمنهم من يذهب إلى

أن تبديلها من الحروف اللاتينية يأتي بالفوائد الجمة، ومنهم من يقول بالمحافظة عليها لأنها كنز الآباء وأرث الأسلاف. ولكل فريق حجج وأدلة. وأنا مع القائلين بتبديلها لأنها في نظري عقبة كأداء في سبيل تطورنا الأدبي والاجتماعي. فإذا نقلنا كلامنا بالحرف اللاتيني يسهل حينئذ علينا قبول الإصلاحات العلمية والفنية وزجها على علاتها بين مفردات لغتنا إذ يستحيل علينا تعريبها أو اشتقاق مفردات لها من العربية وقد عددها على خمسمائة ألف أسم في الحيوان والنبات والجماد كما ذهب إلى هذا القول المقتطف في هذا العهد الأخير.

ج2 - في تصوير كلامنا العربي بحروف لاتينية منافع ومضار. أما المنافع فمنها - 1 - سرعة تلقي اللغات الأجنبية التي حروفها جميعها الحروف اللاتينية وحينئذ يسهل على أبنائها تعلم لغات الأجانب - 2 - تعميم وحدة الحروف والعالم صائر لا محالة إلى تعميم وحدة الأمور كلها. فإن نشر المكشوفات والمخترعات والمرافق العصرية لا تتيسر لنا إلاّ بهذه الوحدة ولهذا يستفيد أبناء الغرب من المكشوفات

ص: 251

العصرية أكثر ممن يجهلون قراءة كتبهم ومجلاتهم وصحفهم. ألا ترون أن الثياب الإفرنجية عمت الدنيا كلها وكذلك آداب المخالطة والأكل والشرب والزيارة سارت ولا تزال تسير سيرا حثيثا إلى التوحد؟ ونحن نرى أنه يأتي يوم تشيع لغة واحدة في العالم كله وهذه اللغة تكون لسان الأمة القهارة الجبارة. فإن تسلط الألمان على العالم امتدت لغتهم وقتلت سائر اللغات وكذا قل أن عمت سطوة الإنكليز أو الفرنسيين أو الإيطاليين أو الترك. فالعالم سائر إلى تعميم الوحدة في كل شيء. أذن لا بد من كتابة العربية بحروف لاتينية شئنا أم أبينا. وكلما كتبنا لمقاومة هذه الحركة أزداد مخالفوها ودنت أيام اتخاذ الحروف اللاتينية - 3 - هناك أسباب أخرى مبنية على ما في حروفنا من الصعوبات ودواعي إفسادها أكثر فأكثر فيكون من الحسن القضاء عليها.

أما المساوئ فهي - 1 - إننا ننفصل عن السلف وعلومه وآدابه وأخلاقه فتقوم بيننا جبال تبعدنا عنهم كل الأبعاد - 2 - يهون على أبنائنا أن يتعلموا لغات الأجانب فيتركوا لغتنا أو إذا حافظوا على لغة آبائهم ويدخلون فيها كلما غريبة لا يحصى عددها إذ لا تختلف صورها الأجنبية عن صور لغتنا فتفسد صيغ كلمنا - 3 - يهون على الأجانب التصرف في لغتنا على ما توحي إليهم أهوائهم - 4 - تقتل حينئذ اللغة العامية اللغة الفصحى إلى

غير ذلك من المفاسد.

على أنه يحسن بالعاقل أن يزن الحسنات والسيئات ويختار الراجح منها فإذا فعلنا ذلك زادت الأولى على الثانية. وإذا قيل لنا: إن حروفنا تدل على قوميتنا أنكرنا ذلك لأسباب منها: إن لغتنا كانت تكتب في الجاهلية القريبة منا بالمسند في اليمن وبالقلم الصفوي في الحجاز وشماليه وبالنبطي وبغيره في سائر الأنحاء وأما في الجاهلية القصوى فكانت تكتب العربية في عهد حمرب (حمورابي) بالحرف المسماري، وفي عهد الملوك الرعاة بالحرف المصور (أي الهيرغليفي) ومع ذلك لم يفقد السلف من عروبتهم شيئا. وكذلك ترى كل قبيل من الإفرنج باقيا على قوميته وإن كانت حروف لغته لاتينية. وكذلك قل عن أديانهم فأن الكتابة شيء والدين أو القومية أو اللغة شيء آخر.

وفي حروفنا مصيبة عظيمة لا تنكر وهي: إنها لا تؤدي النطق بما في لساننا من الحروف المعتدلة وهي الحروف المتوسطة بين الحروف الفخمة والحروف

ص: 252

الرقيقة أن كانت ممدودة وإن كانت مقصورة، فليس في لغتنا ما عند الغربيين ما يصور لنا هذه وإذا قيل لنا: إننا ندخل على حروفنا بعض التعديل، قلنا: هذا التعديل لا يكون إلاّ بزيادة حروف جديدة (وهذا حسن) وبزيادة الحركات لتأدية الأصوات الموجودة في لساننا أو ألسنة الغير وليست موجودة في كتابتنا. قلنا: إننا نضطر حينئذ إلى كتابة سطرين أو ثلاثة في وقت واحد: سطر للحروف وسطر أو سطران للحركات والتنقيط فيذهب الوقت عبثا وتزداد الكتابة نقوشا غريبة وهذا كله لا يمنعنا من تعلم النحو بما فيه من القواعد الكثيرة المملة؟ أما اتخاذ حروف الغربيين فيقصر وقت الكتابة ويسهل علينا قواعد النحو فيحصرها في قواعد قليلة كما هو الأمر في اللغات الغربية من قديمة وحديثة. فيتسع لنا الوقت لتعلم علوم جديدة أو لغات أخرى، بدلا من أن نقضي عقودا من السنين في حفظ ما قاله سيبويه وأنكره السيرافي، وما ذهب غليه البصريون وخالفهم فيه الكوفيون، وما نطقت به القبيلة الفلانية، وسكتت عنه القبيلة الأخرى، وما أيده المحدثون ونفاه الأقدمون، وما استعمله الفصحاء ولم يتخذه العوام وقد يهون تبديل شكلات الضبط فتتغير المعاني.

أما رأينا الشخصي فنحن نفصل حروفنا الحالية على سواها، لأنها تضطر أولادنا على تعلم غيرها إذا أرادوا إتقان لغة من لغات أبناء الغرب فتتسع مخيلتهم ولا يفقدون النطق

بالحروف السامية الفخمة الخاصة بلغتهم. فقد أتضح للمحققين أن الساميين الذين يجارون الغربيين أو الذين يكتبون لغتهم بالحروف الغربية يفقدون في الوقت عينه النطق بالحروف الحلقية الفخمة فتعظم حينئذ مفاسد اللغة فيختار عليها أبناؤنا لغات الغربيين ومن ثم يحل بلغتنا ما يحل الآن ببلادنا لكون أعاجم في لغتنا كما نرى نفوسنا أجانب ونحن في عقر دارنا.

على أننا نقول: إن رغبتنا هذه وتعلقنا بقلمنا العربي الجميل لا يبدل شيئا من القضاء المبرم الذي لا بد من حلوله ذات يوم وهذا القضاء هو: إن العالم سائر إلى (تعميم الوحدة) في كل شيء وسوف يأتي يوم تصبح فيه كتابة لغتنا بالحرف الأجنبي كما يأتي يوم يعم فيه (لسان واحد) في العالم كله فتبقى العربية وحروفها لغة الدين وكتابته لا غير كما وقع للاتينية واليونانية وكانت من أعم لغات الدنيا. فماتتا وقام من رفاتهما اللغات

ص: 253

الشابة العصرية الحية وبقيتا تلكما في مدفنهما. وهكذا يكون من لغتنا ومن كتابتنا، شئنا أم أبينا، وهي سنة الله في خلقه (ولن تجد لسنة الله تبديلا).

3 -

كلمة سراسين

يطلق جماعة من مؤرخي الإفرنج كلمة سراسين على العرب القدماء ولا سيما الذين دخلوا في ديار الإفرنج. فهل هي تصحيف أو تحريف كلمة شرقيين أو صحراويين؟

ج 3 - الجواب عن هذا السؤال يكون في جزء قادم لطوله.

4 -

تنسيق المعاجم العربية

ألا ترون أنه قد حان الزمن لتنسيق المعاجم العربية بحسب تهجئة الكلمة لا بحسب تجريدها من الزوائد لأنه كم من وقت ثمين يذهب سدى في وجود معنى كلمة ممن لم يسبر غور اللغة فقد رأيت شبانا كثيرين يقضون أحيانا عشرات من الدقائق بل من الساعات لاستخراج معنى كلمة التوت مسالكها عليهم لأنهم لم يهتدوا إلى أصلها مثل ميعاد في وعد. وترية في رأي ورود في رأد وتترى في وتر وطوبى في طيب واتكأ في وكأ وتؤدة في وأد والربة (بالتخفيف) في ورب وبعضهم ذكرها في صعت إلى غيرها، فلو كانت معاجمنا منظمة كالمعاجم الأوربية لهان على الكلاب الوقوف على أي كلمة بلا مشقة تذكر.

ج4 - نحن على رأي اعتبار زوائد الحروف في المعاجم كالأصيلة توفيرا للوقت وجعل في آخر كلمة أصلها أو مادتها الأولى كما يفعل الغربيون.

5 -

إصلاح اللغة العربية

ألا تذهبون إلى أن إصلاح اللغة العربية من صرفها ونحوها بات محتوما على علمائنا وأدبائنا في هذا العصر عصر العروج إلى العلى والقبض على سنن الطبيعة ولا نغالي بالقشور ونحرص عليها دون اللباب؟

ج5 - نحن نوافقكم على هذا الرأي أي يجب إصلاح قواعد اللغة وزيادة حروف جديدة على حروفها الأصلية واتخاذ حركات جديدة زيادة على ما عندنا. ألم نتخذ الحروف اللاتينية ويجب لذلك وضع محفى ولا يتسنى هذه الأمور كلها اليوم إلاّ للأمة المصرية، فعساها فاعلة إن شاء الله.

ص: 254