الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب المشارفة والانتقاد
94 -
فلسفة اللغة العربية وتطورها
وهي مقالات أنشأها الأستاذ جبر ضومط في تاريخ اللغة العربية ونهضة الأقوام المتكلمين بها وفلسفة نشوئها وتطورها ووسائل ترقيتها - ونشرها في مجلتي المقتطف والهلال (كذا) بين سنة 1888 وسنة 1928
تأليف جبر ضومط أستاذ اللغة العربية وآدابها سابقا في جامعة بيروت الأميركانية (كذا)، طبع بمطبعة المقتطف والمقطم بمصر سنة 1929 في 215 ص بقطع الثمن.
نقلنا العنوان بطوله وعرضه عن الكتاب الذي أهدي إلينا ولما وقفنا على فصوله المذكورة في الفهرس لم نجد تحقيق ما صدر به تأليفه ولو سماه (مخلوطة أو خليطى) لكان أصدق له إذ وجدنا فيه المباحث الآتية: الأستاذ جبر ضومط - قوة العلم والعلماء - إلى ماذا نحن صائرون وكيف نتلافى أمرنا - انتقاد فتاة مصر (رواية) - مهد الجنس السامي - أصل النبط والبتراء - قيدار وممالك حصور - نحن والدستور - البلدان العربية وأهمية اللغة العربية فيها - خاتم المارد وبساط الريح - الحثيون - الدكتور غراهم - الدكتور صروف معلما - نهضة الشرق العربي - المرأة الشرقية - قرطاجة وقرطاجنة - فهذه كلها موضوعات لا تتصل بفلسفة اللغة العربية إلا كما يتصل صديقنا جبر ضومط بأبينا آدم وأمنا حواء إن كان يسلم بوجودهما.
وأما المباحث التي تتصل بلغتنا فهي هذه: ترتيب الفعل ومتعلقاته - اللغة العربية ما أخذت وما أعطت - أهمية العربية في الممالك العثمانية - مواد كلية في النحو والإعراب - أميركي وأميركاني - عود إلى النسبة - ارتقاء اللغة العربية - اللغة العربية الأوربية - هذه ثمانية مباحث تتعلق باللغة العربية والخمسة عشر مبحثا السابقة لهن متنوعة الغايات والأغراض والمرامي فإن
بقيت فلسفة اللغة؟ - فكل قارئ يرى أن هذا العنوان لا يناسب محتوى السفر اللهم إلا أن يقال: أن البيت سمي آجرا من باب تسمية الكل باسم الجزء.
وفي الكتاب سقطات ومزالق هائلة لا تكاد تصدق لولا إنها مطبوعة بحرف جلي وعبارة ظاهرة المعنى. فقد قال مثلا في ص 80 ما هذه إعادة نقله:
(ولايتا بغداد والبصرة وهما من أمهات الديار العربية قبل الإسلام وبعده أما قبل الإسلام فلأن الحلة كانت دارا لملوك العرب من أيام جذيمة الأبرش. . وأما في الإسلام فاختطت البصرة والكوفة في أيام عمر بن الخطاب. . وبقيت (بغداد دارا للخلافة العربية إلى أن قدم هلاكو إليها سنة 656 هجرية وقتل الخليفة المستعصم بالله واستباح المدينة أربعين يوما. قيل: فبلغ القتلى أكثر من مليون نفس. ولم يسلم إلا من اختفى في بئر أو في قناة.) اهـ.
فكم من غلط في هذه العبارة! وأول شيء كان يجب أن يقال ولاية بغداد وولاية البصرة. أما قوله ولايتا بغداد فضعيف إذ ليس في بغداد إلا ولاية واحدة لا ولايتان وكذلك قل في البصرة.
والغلط الثاني أن الحلة لم تكن في الجاهلية بل أنشئت في القرن الخامس للهجرة وكان أول من عمرها ونزلها سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي. . . في محرم سنة 495 (ياقوت في الحلة) أما منازل المناذرة فكانت الحيرة لا الحلة كما لا يخفى على أحد.
وقوله: وأما في الإسلام فاختطت البصرة. . . كان عليه أن يقول فيه: وأما في الإسلام فلأن البصرة والكوفة اختطتا. . . ليكون تكافؤ وتجانس في العبارتين.
وقوله فاستباح المدينة أربعين يوما، حديث خرافة إنما استباح المدينة سبعة أيام على ما صرح به المحققون كالطوسي وأبن العبري من الأقدمين وكليمان هوار من المحدثين. والخرافة تظهر بغرابتها حينما يقول الأستاذ: (قيل فبلغ القتلى أكثر من مليون نفس، فهل يفهم حضرته قدر هذا المبلغ وهو يتكلم عن مدينة واحدة في القرون الوسطى؟
ومن خرافته قوله في تلك الصفحة، وربما بلغ طول ساق النخلة في بساتين
بغداد والبصرة نحوا من ثمانين قدما، وطول سعوفها اثنتي عشرة قدما. - قلنا: ونحن لم نجد إلى اليوم نخلة واحدة بهذا الارتفاع الغريب ولا سعفة بطول 12 قدما. فلا نفهم كيف يكتب الرجل مثل هذه الرطازات ولا يسأل عنها أحد البغداديين أو البصريين الذين كانوا تلاميذه في عهده ليتثبت في صحة ما يرويه. ثم إن العرب لا تقول ساق النخلة بل جذعها. والسلف أيضا لا تجمع السعفة على سعوف بل على سعفات وسعف كما نص عليه صاحب لسان العرب أما السعوف فجمع سعف وسعوف البيت فرشه وأمتعته والسعوف جهاز العروس.
ولعل الذي أستدرجه إلى هذا الوهم ما قرأه في (البستان) معجم صديقه البستاني، لكنه لم يتدبر أن الذي ذكره الشيخ عبد الله هو أن السعوف جمع للسعف بالتحريك لجهاز العروس، فاختلط عليه الحابل بالنابل وكان يحسن بأستاذ اللغة العربية (؟ أو الهندية) وآدابها (؟) سابقا في جامعة بيروت الأميركانية (؟) أن يعرف هذه الأوائل التي لا تخفى على أصغر الطلبة فكيف خفيت عليه؟
وفي ص 18 ذكر (بساتين التمر) وهذا الاصطلاح خاص بالأستاذ أما العرب سلفنا فقالت: الصور والحائش والحائط ولا يضيفون ذلك إلى النخل فكيف إلى التمر كما فعلت يا أستاذ فهذا دليل على إنك نسيت ما علمت خريجيك حين كنت (أستاذ اللغة العربية (؟ أو الهندية) وآدابها (؟) سابقا في جامعة بيروت الأميركانية (؟).
ومن غريب ما نطق به حضرته قوله في تلك الصفحة: (أن لشجرة النخل ألف منفعة. . . ثم سرد لذلك خرافة تضحك الثكلى نقلها عن زويمر (أشهر الناس) تلفيقا للحكايات على ألسنة العرب وكيف جاز للأستاذ أن يكتب شجرة النخل فيا حضرة المعلم غيره إن النخل أشجار وواحدتها نخلة ولا يقال شجرة النخل ولا شجرة النخلة بل (النخلة) فهل يجوز لتلميذك الصغير أن يشرح لك أمورا لا تخطر على بال أمرئ؟
وذكرت في تلك الصفحة أن بلاد العراق بلاد (رب سوس) والناس لا تعرف هذا الرب ولم تسمع باسمه. الرب يتخذ في بلاد الغرب أما العراق ففيه السوس لا ربه، أفهمت يا أستاذي؟
وذكرت في تلك الصفحة (أكتزيفون). والسلف لا تعرف إلا (طيسفون)
فأين تعيش؟ وفي أي البلاد مقرك يا حضرة الأستاذ النابغة حتى تقول ما تقول؟
وذكرت في تلك الصفحة (أفريقيا) ولو فتحت معجم ياقوت أو معجم الفيروز أبادي أو غيرهما لوجدت أنها أفريقية لا (أفريقيا) كما تصر في قولك معاندا الكبار والصغار. الأقدمين والمحدثين وذلك كله بلا دليل.
وذكرت في تلك الصفحة (ارك) وهي الوركاء. كما وردت في ياقوت. وتكتب داريوس في تلك الصفحة نفسها والعرب لا تعرف غير دارا. وقلت في تلك الصفحة: (وقد فاقت عليها كلها بغداد) والصواب (وقد فاقتها كلها بغداد) لأنك تقول فاق فلان أصحابه لا فاق عليهم.
فأين أنت يا عزيزي؟ وفي أي عالم عربي تعيش؟ وبأي لسان تكلم أصحابك؟ وبأي لغة كنت تدرس تلاميذك - لا، لا، لا يا حضرة الأستاذ: أستاذ اللغة العربية (؟ أو الهندية) وآدابها (؟) سابقا في جامعة بيروت الأميركانية (؟) هذا لم نتوقعه منك بل يتوقعه الناس مني أنا أصغر تلاميذك.
وذكرت لنا في تلك الصفحة (إذ لم نخرج منها إلى الآن)(شوشن القصر وهي عاصمة فارسية في أيام داريوس الكبير) ونحن لا نعرف عاصمة ولم نعرف عاصمة فارسية بهذا الاسم. فمن أين تأتينا بهذه الأسماء المكسرة المشوهة المهشمة؟ وكيف تريد أن نفهم ما تذكره عن بلادنا العربية وأنت تجهل ما تقول وما تنقل؟ فلعلك تريد أن تتكلم عن السوس (بسينين مهملتين) لكن ما الذي دهاك حتى تضيفها إلى القصر؟ وأظن أن كل هذا ناشئ عن أخذك أنباء البلاد عن الإفرنج بلا فكر ولا روية. فالسوس بلدة كانت شهيرة بخوزستان وكانت عاصمة الدولة الفارسية على ما نقلت.
امتد بنا النفس ونحن لم نخرج عن نصف صفحة من صفحات كتابه ولو مضينا في سبيلنا إلى آخر ما جاء فيها لأحرجنا القراء وأخرجناهم عن موقفهم.
فترى من هذه النظرة السريعة أن الكتاب كثير المزالق مشوه الكلام كثير أغلاط التاريخ والمدن. وأرى من اللائق أن أنصح للصديق بأن يحرقه فيجعل مثواه النار وبذلك يحفظ شرف أدبه من كل شائبة!
95 -
خمس مقالات في التهجين (تحسين النسل)
هي مقالات لصديقنا الأميركي بولس بوبنوى تبحث عن الوسائل التي يجب اتخاذها لتحسين النسل وقد نشرها سابقا في مجلات أميركية فاستحسنها أصحابها كما استحسناها نحن فنتمنى لها الرواج والانتشار.
96 -
الصبح المنير في شعر أبي بصير
ميمون بن قيس بن جندل الأعشى والأعشين الآخرين مع شرح أبي العباس ثعلب، طبع في مطبعة أدلف هلزهوسن بيانة 1927.
مضى أكثر من سنة على إتحاف شركة ذكرى جب إيانا هذا الديوان البديع وكنا نؤخر
الكلام عنه ليتيسر لنا الوقت فنوفي حقه من النقد. وما زالت الهدايا تأتينا من كل حدب وصوب ونحن نمني النفس بما منيناها في الأول حتى حال الحول ونحن لا نزال في أحلام الأماني والآن اضطررنا إلى الكلام عليه حتى إذا أتسع لنا المجال مرة أخرى عدنا إلى الموضوع. واليوم نجتزى. بما يأتي:
هذا السفر الجليل بديع الطع والورق والحرف والشكل وقد بلغت العناية بخدمته أقصى غاية حتى أن ناشره لم يبق في صدر الواقف عليه أدنى أمنية والديوان مع شرحه وقع في 359 صفحة بقطع الثمن الكبير العريض والحق به 378 صفحة أخر بذاك القطع في اختلاف الروايات التي وردت في الكتب المطبوعة وغير المطبوعة فجاء كنزا حافلا بجميع الفوائد.
وأنت ترى من عنوان الديوان إنك لا تطالع في هذا السفر ما نطق به الأعشى ميمون وحده من الشعر بل ما قاله أيضا أعشى أسد وأعشى باهلة وأعشى بجرة وأعشى تغلب وأعشى تميم وأعشى ثعلب وأعشى جرم وأعشى جلان وأعشى أبي ربيعة وأعشى سليم وأعشى طرود وأعشى عجل وأعشى عكل وأعشى عوف بن همام وأعشى مازن والأعشى المغزلي وأعشى نجوان وأعشى نعامة وأعشى نهشل وأعشى هزان وأعشى همدان ويلي ذلك: (مجموعة ما أنشد للمسيب بن علس وهو خال الأعشى والأعشى راويته).
ومن الغريب أن ليس لهذا الديوان الواسع إلا فهرس واحد صغير للأعلام في أقل من صفحتين فالنقص فيه عظيم. وليس فيه فهرس القصائد ولا فهرس الأعلام من رجال ونساء وقبائل وأمم ولا فهرس الأماكن ولا فهرس الألفاظ الغريبة التي وردت في مطاوي الصفحات. فالنقص إذن عظيم من هذه الأوجه ولو توفرت فيه هذه الأمور لكانت منافعه لا تعد ولا تحصى. فما على ناشره إلا أن يعود إلى استئناف العمل ليكون الكتاب ديوانا يتصفحه أبناء هذا العصر وإلا فأن الأتعاب التي صرفها في سائر الوجوه ضاعت أو كادت تضيع في إهماله هذه الأمور الجليلة التي هي من مزايا عصرنا هذا.
ومع كل ما بذل من العناية بضبط الكلم وقع غلط غير قليل بل ربما وقعت عدة غلطات في الصفحة الواحدة. فقد جاء مثلا في ص 342: فالبندنيجين (بضم الدال والصواب بفتحها) - وثقيف همدان (بتنوين الفاء المكسورة والصواب بلا تنوين) وفيها قد أتى ابن عدنان (بكسر
نون ابن والصواب بفتحها على أنه مفعول به) وقال في تلك الصفحة لا يبعدن (بفتح العين والدال والصواب بضم العين وفتح الدال) وهكذا وجدنا مثل هذه الأغلاط شيئا كثيرا مع أن الواقف على نشره من أثبت المستشرقين قدما في لغتنا الضادية وهو رودلف جير الألماني. وقد راجع لطبع هذا الديوان البديع خمسمائة وثمانية وثمانين كتابا مع رموزها المختزلة إذ كثيرا ما ترد تلك المؤلفات في أثناء الاستشهاد بها. وقد لاحظنا أن العلامة ذكر مجلتنا في مواطن عديدة من طبعته ولم نجد مجلة عربية غيرها. ولعل سبب ذلك تثبته وإيمانه في أن ما يدرج في مجلتنا موسوم بوسم التحقيق والتدقيق فيه.
ومن غريب ما عثرنا عليه سوء نقل أسماء الكتب وأعلامها فقد ذكر مثلا محيط المحيط بقوله: تأليف بطروس البسطاني والصواب بطرس البستاني وذكر مجموعة المعاني (في الصفحة المذكورة) بقوله قسطنطنية والصواب قسطنطينية وقال عن كتاب جمهرة أشعار العرب تأليف أبي زيد القرشي: كتاب جمهرة تأليف أبي زيد وهو عنوان غير واف ومخطأ فيه. ونسب كتاب كفاية المتحفظ للأجدبي والصواب للأجدابي. ونسب إلى الشرتوني معجمه بهذا
العنوان: (اقراب (كذا) الموارد للحوري (كذا) الشرتوني فيظهر من هذا وأمثاله أن مسودات الطبع لم يعتن بتصحيحها كل الاعتناء وأما ما جاء من هذه مطبوعة بالحرف الإفرنجي فإنه صحيح الطبع.
وكل ما عددناه لا شأن له ولا خطورة بجانب النقص الذي يرى في هذا الديوان وهذا النقص هو خلوه من الفهارس التي ذكرناها في بدء كلامنا. فعسى أن يعود المعتني بطبعه إلى إعادة النظر فيه مرة ثانية كما قلنا ليستخرج من صفحاته جميع ما أشرنا إليه وإلا فالديوان يخسر شيئا كثيرا من قيمته الثمينة.
97 -
كتاب عيون الأخبار
تأليف أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري
المجلد الأول
كتاب السلطان - كتاب الحرب - كتاب السودد
مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة سنة 1343 هـ - 1925 م في 344 ص بقطع الثمن
الكبير.
كانت دار الكتب المصرية أهدت إلينا الجزء الثاني من هذا المصنف الجليل (راجع لغة العرب 7: 659) فتكلمنا عليه ووفينا حقه من المديح الذي هو أهل له، ولما علم صاحب العزة محمد أسعد براده بك أن الدار المذكورة لم تتحفنا المجلد الأول أسرع إلى إهدائه إلينا فوجدناه كسائر الكتب التي نشرت في عهد توليه إدارة الدار المذكورة
وفي غضون مطالعتنا لهذا السفر الجليل بأن لنا بعض الأمور نعرضها على نظره الثاقب لعله يجد فيها بعض الصحة فينبه عليها في الجزء الأخير من هذا الكنز الدفين الذي لا يفنى وإن اغترف منه الأدباء على مدى السنين
وأول شيء نلاحظه أن المستشرقين في هذا العهد لا يتولون طبع كتاب من كتب السلف إلا يصفون النسخة التي اتخذوها سندا لهم في طبعهم إياه. ثم يصفون سائر النسخ التي تداولتها أيديهم في أثناء بحثهم واستشارتهم لها وكثيرا ما نرى ناشري هذا الكتاب يذكرون في الحاشية: (النسخة الفتوغرافية) ونحن لا نعلم من أمرها شيئا. ويشيرون إلى النسخة الألمانية. وهم لم يعرفوها
في كتابهم هذا.
2 القراء في حاجة إلى معرفة صاحب الكتاب وزمنه ومكانته من العلم. نعم إننا لا ننكر أن أغلب الفضلاء الذين يطالعون هذا التصنيف الجليل وأمثاله يعرفون من ابن قتيبة الدينوري لكن لا يغني ناشريه عن ذكر ما يهم المطالع الغريب معرفته ليزداد التصنيف ثمنا في عينيه.
3 -
جاء في ص 25 في السطر الأول منها: (فخذ ماء رمانين فدقهما باهليلجة) ونحن نظن أن هناك خطأ في الطبع والصواب (رمانتين) أما الرمانان فمثنى جمع لرمان ورمان من اسم الجمع الذي يعرف واحده بالتاء.
وفي حاشية ص 64 فسروا الجاثليق نقلا عن القاموس بقولهم: الجاثليق بفتح الثاء المثلثة رئيس للنصارى في بلاد الإسلام بمدينة السلام قال صاحب التاج وهو المعروف الآن بالقنثل كقنفذ. اهـ
قلنا: تعريف صاحب القاموس لا يصور لنا حقيقة الجاثليق، لأن رؤساء النصارى طبقات فمن أي الطبقات هو الجاثليق؟ وقوله (في بلاد الإسلام) لا موطن له هنا إذ قد يكون في
غير البلاد المذكورة وفي غير دار السلام. وأما قول صاحب التاج وهو المعروف الآن بالقنثل فغير صحيح والصواب القنصل أو القنسل وبالإفرنجية ثم أن القنصل موكل بأمور النصارى الدنيوية أما الجاثليق فأكبر رؤساء الدين في الشرق وهو بالإفرنجية (راجع لغة العرب 5: 173)
وجاء في حاشية ص 81 في السطر الأخير: (ولم نجد التضعيف (لفعل سجن) لا في القاموس ولا في اللسان) اهـ. - قلنا: الذي ورد في كتب اللغة سجنه بتضعيف الجيم للنخل قالوا: سجن النخلة جعل لها سلتينا (أو سجينا) وهو الحفرة تحفر في أصولها ليجذب الماء إليها إذا كان الماء لا يصل إليها. اهـ.
ومن هذا يتضح أن سجن بالتضعيف وارد والذي يقال عن النخلة هو من باب المجاز. كأن الفلاح يسجن الماء في الحفرة ليمنعه الخروج عنها. وقول المحشي ولم نجد التضعيف لا في القاموس) صوابه: لم نجد التضعيف في القاموس بحذف (لا) المتقدمة على (في) فقد قال المبرد وثعلب: العرب إذا جاءت بين كلامين
بجحدين كان الكلام إخبارا اهـ. إذن معنى قول المحشي: (ولم نجد التضعيف لا في القاموس): وجدناه في القاموس كما يظهر لأدنى تأمل.
وجاء في حاشية ص 88: (كل ما بين هذين القوسين المربعين. . . قلنا المشهور في القوس التأنيث وإن جاء تذكيرها أيضا. وقوله قوس مربع لا يمكن أن يكون فالمربع لا يكون قوسا والقوس لا تكون مربعة. ولو قال بين عضادتين أو بين عقافتين لكان الأمر أهون.
وفي حاشية ص 104 رجح المحشي الغي على العي والمعنى يوجب أن يكون هناك العي بالعين المهملة.
وفي ص 112 جاء ذكر الماذيان في هذه العبارة من كلام المؤلف: (وإن زالتا (أي زالت الميمنة والميسرة) بعض الزوال ما ثبت المادتان فإن زالت المادتان لم ينتفع بثبات الميمنة والميسرة). ثم قال في الحاشية عن (المادتان) كذا بالنسخة الألمانية وفي الفتوغرافية هكذا الماذيان ولم نوفق إلى تصويبها (كذا أي لتصويبها) - قلنا الصواب الكلمة هنا: (الماذيان) ومعناها الحجر أو الرمكة أي الفرس الأنثى. وكان من عادة أهل الفرس أن يضعوا في
قلب الجيش المحارب راكب فرس أنثى. فيسمى القلب (ماذيانا) أي فرسا أو رمكة والكلمة فارسية يقال فيها ماذيان وماذيانه بالها أما (المادتان) فلان معنى لها هنا في العبارة وتثنى ماذيان على ماذيانين وماذيانة على ماذيانتين بحسب المفرد الذي ينظر إليه.
وفي ص 312 س 7 وناحية الدبور وناحية المغرب يوصفان بالفضيلة والانخفاض. فقال في الحاشية (وردت هذه الكلمة هكذا بالأصلين ولم يظهر لها معنى) اهـ. والصواب الذي عندنا: بالسفالة والانخفاض وسفالة كل شيء أسفل وسفالة الريح نقيض علاوتها وعلاوتها حيث تهب.
وفي ص 313 س 13 وكواوها وضبطت كاف الكواء بالكسر والمعروف الشائع الكواء بضم الأول كغراب كما صرح بها أصحاب المعاجم وإذا قصرت قيل كوى بضم الكاف أيضا.
وهناك غير هذه الهفوات التي لا يخلو منها كتاب. وقد اجتزأنا بما ذكرنا للدلالة على أن الكمال لله وحده.
والذي نتمناه لهذا التأليف الجليل الفهارس على اختلاف أنواعها ومعجم تذكر فيه الألفاظ الغريبة التي وردت في تضاعيف المباحث ولا سيما تلك التي لا وجود لها في دواويننا اللغوية مثل ماذيان وماذيانة والأطربون المذكور في ص 193 في السطر الثاني والثالث وهو المعروف عند الروم (اللاتين) إلى غير ذلك وهو كثير، فعسى أن تخرج هذه الأمنية إلى عالم التحقيق وهو الميسر.
98 -
فهرس الكتب العربية الموجودة بالدار لغاية شهر
سبتمبر سنة 1925
وملحق بالكتب العربية الواردة لغاية مايو سنة 1926 الجزء الثاني في 260 ص ويشتمل على علوم اللغة والوضع والصرف والنحو والبلاغة والعروض والقوافي، والجزء الثالث في 439 ص ويشتمل على القسم الأول من فهرس آداب اللغة العربية طبع الجزء الثاني في سنة 1926 والثالث في سنة 1927 وكلاهما برز من مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة بقطع الثمن الكبير.
منذ أن صارت إدارة دار الكتب بيد صاحب العزة محمد أسعد براده بك نهض بها إلى أعلى ذروة من الإصلاح والتحسين والرقي وتتحقق هذا الأمر من الكتب التي نشرت في عهده فإنها درر ثمينة وكنوز لا تقدر وقد جمعت إلى حسن الطبع الغاية القصوى من الإتقان والتدقيق.
كانت مطبعة بولاق قد طبعت فهارس أصبحت اليوم بلا فائدة لأن النظام غير معروف فيها وإذا أراد المطالع أن يفتش فيها عن ضالته لا يجدها إلا نبها وبعد أن يضيع الساعات الطوال في طلبها. أما اليوم فإن الفهارس التي نشرت في هذا العهد عهد المدير الكبير محمد أسعد برادة بك قد جاءت من أبدع ما يرى من نوعها. وإذا طلبت لها مشابهات في ديار الفرنجة فإنك لا تجدها.
وإذا أردت أن تبحث في هذه الأسفار عن كتاب تريده، فأطلبه في العلم الذي يرجع إليه. ثم ابحث عن اسمه بحسب حروف المعجم تجده بسهولة عظيمة. وعنوان الكتاب مطبوع بحرف يميزه عن الشرح الذي يبين مزاياه وخصائصه. وربما وجدت في هذا الشرح ترجمة صغيرة تذكرك سنة مولد
المؤلف ووفاته - أن كان قد مات - إلى غير هذه الإشارات المفيدة للمطالع. فغدا هذا الكتاب رفيق الأديب أينما كان وايا كان تخصصه في الأدب، دع عنك حاجة كل كتبي إليه وكل ذي خزانة لأنك ترى في هذا الكنز الدفين أسماء التآليف على أنواعها مطبوعة كانت أو مخطوطة.
ووجدنا في أثناء تصفح هذين السفرين بعض هنات لا تنزع شيئا من محاسنهما من ذلك ما جاء مثلا في ص 2 من الجزء الثاني فقد ذكر اسم (الاشتقاق والتعريب) باسم الاشتقاق والتعريف وفي ص 3 ذكر أن اقرب الموارد تأليف القس سعيد والصواب الشيخ سعيد ولم يكن قسا وقال عن ذيل أقرب الموارد أنه يحوي ما وجده من الخطإ الذي نقله من كتب اللغة مع أنه يحوي أيضا مستدركات كثيرة جمعها المؤلف من معاجم عديدة. وقال في ص 11 أن أحمد فارس الشدياق كان صاحب مجلة الجوائب والجوائب لم تكن مجلة بل جريدة. وفي ص 4 ذكر الألفاظ الفارسية المعربة وأنها تأليف القس أدي شير رئيس أساقفة سعرد الكلداني. والصواب السيد أدي شير لأنه لا يقال عن رئيس الأساقفة (قس) بل سيد على اصطلاح النصارى. وقد تكرر أسم هذا الكتاب في ص 47 ولم نفهم سبب ذكره في
موضعين مختلفين وكان يمكن أن يستغنى عن هذه الإعادة التي لا فائدة فيها.
وورد في الجزء الثالث في ص 182 سجع الحمامة أو ديوان بطرس كرامة ولم يذكر عن هذا الشاعر شيئا بخلاف مألوف عادته. فقد كان من حمص وولد فيها في سنة 1774 وتوفي سنة 1851
99 -
بيان حاخامي بغداد حول قضية وكيل الحاخامباشي
26 تموز سنة 1929 بمطبعة الآداب في 24 ص بقطع 16
بيان أصدره المجلس الروحاني الإسرائيلي في بغداد لإطلاع الناس على قضية ساسون خضوري وكيل حاخامباشي بغداد وكنا نود أن لا يكتب شيء في هذا النزاع مما يخدش الأذهان وعسى أن تصلح الأمور على أحسن وجه ولا يعاد حدوث مثله.
100 -
رد وكيل الحاخامباشي على بيان حاخامي بغداد
مطبعة العراق في بغداد في 24 ص بقطع 16
ما كنا نود أن نرى هذا النزاع بين الأخوة في بيت واحد وكلما طال الجدال زادت المساوئ وساسون خضوري يدافع عن نفسه وما نسب إليه فعسى أن يزول بهذا الرد سوء التفاهم بينه وبين خصومه وأن يستعفي من وظيفته فيريح ويستريح وبهذه الصورة يتم الوفاق.
101 -
مريم المجدلية (بالفرنسية)
تأليف غي دافلين (عقيلة غزالة بك)، طبع في أفنيون بمطبعة أوبانل أخوان في سنة 1927.
غي دافلين هو اسم السيدة جان عقيلة الدكتور سليمان بك غزالة ولها عدة مؤلفات ألفتها بالفرنسية. منها عشرة في الروايات التاريخية وخمسة في الروايات الحديثة وأربعة في روايات المسارح وأربعة في مختلف القصائد واثنان في القصص واثنان يطبعان الآن إذن لها 27 مصنفا وقد راجت كتبها كلها أي رواج. حتى إنها استحقت النوط الذهبي من الجمعية القومية لتشجيع الناس على الخير. وهذا الكتاب كسائر مصنفاتها مطبوع بطابع الخيال البديع والعبارة الفرنسية محكمة رصينة تدفع القارئ إلى توخي الخير في ما يعمل وقد زين أخوها بتسع صور تلك الرواية البديعة فجاءت من أحسن ما يطالع في لغة بسوة
وباسكال.
102 -
الرحيق المختوم في المنظوم والمنثور
من نظم وإنشاء العلامة السيد محسن الأمين الحسيني العاملي.
(القسم الثاني) طبع في دمشق في مطبعة ابن زيدون سنة 1348 هـ في 272 ص بقطع الثمن وقيمته 12 آنة في العراق
لهذا الكتاب أربعة عشر بابا من مديح وغزل ونسيب وتهنئة وتعزية وهجاء إلى أشباهها أي أنه حافل بالأبواب على النمط القديم الذي لا تستسيغ مواضيعه أذواق هذا العصر، وكما نود أن يطرق فضيلته معاني مبتكرة وإلا فأن الأقدمين أجادوا كل الإجادة في المباحث التي عالجها فلا حاجة لنا إلى تكرار ما قذفت به
خواطر الأقدمين ونحن في عصر يرحب بالغض الرطب ويكره اليابس الناشف.
وقد لحظنا أن المؤلف طالع في 15 كتابا في الصرف والنحو أو أكثر وتلك المؤلفات من أحسن ما يعرف في صنفها. ومع ذلك وجدناه يقول في ص 141: معسرا كان أو مؤسرا (بهمزة الواو) وهيء ومكتبة وفي ص 142 في ربيع الأول. . . ذاهبا وآيبا. . . لتعليم الإناث من أطفال الشيعة. . . ولو قال: موسرا وهيأ وخزانة وشهر ربيع الأول وآئبا لتعليم طفلات الشيعة لكان أصوب. وهذا يدلنا على عقم التصانيف التي صنفها الأقدمون في القواعد العربية لأن أسلوبهم يخالف روح العصر والأساليب الحديثة مع اختصارها أوفى بالمقصود، فعسى أن يكون الجزء الثالث من كتابه أحسن من هذا.
103 -
مصح القديس منصور دي بول في بحنس (قرب
بيروت) لبنان الكبير
جاءتنا كراسة مصورة تصف لنا هذا المصح الذي اشتهر كل الاشتهار في الشرق مع حداثة عهده ودونك شيئا عنه:
لما كانت أمراض السل تزداد انتشارا في ديار الشرق ولم يكن لشفاء المصاب بها وقاية السليم منها، وكان لابد من الإقامة في موضع تتوفر فيه أسباب الراحة والتطبيب حبا لخدمة الإنسانية المتألمة، رأت الراهبات اللعازريات أن يقمن دار شفاء تضم فيها المسلولات،
تسهيلا لشفائهن ووقاية لعيالهن، فأقمنها في قرية بحنس في جبل لبنان، وبحنس ترتفع فوق سطح البحر زهاء ألف متر ومناخها في منتهى الجودة صيفها جميل وشتاؤها معتدل وهواؤها نشف وشمسها متلألئة ومواصلاتها سهلة، إذ تبعد عن بيروت ما يقارب الساعة في السيارة.
ونحن لا نشك في أن المسلولات العراقيات يذهبن بعد هذا اليوم إلى هذا المصح المذكور لما فيه من حسن المداراة وقلة النفقة.
فالنفقة لمن يكون في المرتبة الأولى 15 ليرة عثمانية في الشهر
في المرتبة الثانية 10 ليرة عثمانية في الشهر
في المرتبة الثالثة 7 ليرة عثمانية في الشهر.
المجمل في تاريخ الأدب العربي
- 5 -
25 -
وقال في ص 38 عن الجاهلي (وإذا وصف أمرا استجلاه على صورته وطبيعته ومثله تمثيلا ناطقا بلفظ يندر فيه زخرف المحسنات البديعية وإذ لذعه الحب بأوراره أطلعك من قبله على موضع ناره وأسمعك منه رنين أوتاره) فإذا نظرت إلى ص 189 - 190 استغربت في الضحك من التناقض فإنه يصف الشعر الإسلامي ويعرض بالجاهلي بقوله (وكل ما نعرفه للجاهليين من الغزل والتشبيب ووصف النساء إنما كان يتخذ وسيلة إلى غيره!!! من فنون الشعر!! لا فنا يصورون به عواطفهم وأهواءهم وميولهم!! ويصفون به ألم الحب ولذاته!!) أين أوار الجاهلي وناره وأوتاره التي أعرته إياهن في ص 38؟؟ ثم قال (وما يستتبع ذلك من مسرات الحياة، لذلك نعد هذا النوع من الشعر فنا جديدا ولا نذهب إلى أن الجاهليين قد عرفوه أو فهموه) وكان الله أحسن الخالقين.
26 -
وقال في ص 39 (وقد كان الجاهليون يؤثرون جزالة اللفظ ووضوح المعنى ولا يمعنون في النظر في أعطاف الشعر بأن يتحيلوا في التخلص) قلنا: ما ضره لو ثبت على قوله هذا فلم يقل في ص 73 عن زهير بن أبي سلمى (وهو يمضي على هذا الأسلوب من ذكر الديار والتشبيب ووصف النساء اللائي كن فيها والطريق التي سلكنها والماء الذي نزلن عليه حتى يتخلص إلى مدح صاحبيه ووصف سعيهما في الصلح) ولم يقل في ص
81 عن أعشى قيس (وقد أشار إلى ناقته وتخلص إلى المدح على طريقة شعراء العرب) فهو قد نفى عن الجاهليين ترتيب الشعر على حسب مضامينه ثم أثبت لهم الترتيب والتخلص المحكم على على طريقة شعراء العرب، فما يصنع الدارس بهذا التناقض السريع؟
27 -
وقال في ص 40 (فلم يحتاجوا مثلنا إلى المدارسة والمران عهدا طويلا لنحاكي لغتهم) فيصعب على القارئ أن يعتقد أن هذه العبارة من مسابيك الأديب الأثري لاضطرابها فالصواب (فلم يحتاجوا احتياجنا إلى. . .) ليصح
التعليل المتأخر أو (فلم يحتاجوا مثل احتياجنا إلى. . .)
28 -
وقال الشاعر في ص 41 (وهل أنا إلا من غزية إن غوت) فعلق به (هل للنفي) والمسموع أنها هنا (لشبه النفي) ذلك لئلا يناقض أصلها اللفظي المعنوي مما فتشتبه أحوالها على القارئ والسامع.
29 -
وجاء في ص 59 (وجستنيان) وإنما هو يوسطنيانوس بالياء لا الجيم
30 -
وقال فيها أيضا (حتى بدا لقيصر فاسترجعه) ولم يذكر الفاعل البادي!!! وقال في ص 65 (ومهما يكن فأن الأصل) فأين الكائن؟؟
31 -
وقال في ص 65 (قام بها عدو للنابغة نكاية به) والصواب ههنا (نكاية فيه) لأنه يتعدى بنفسه وبفي لا بالباء.
32 -
وجاء في ص 67 (لا تلمه: لا نجمعه وتصلحه) والصواب (لا تجمعه ولا تصلحه) بتكرير أداة النفي مع الفعل الثاني الملتبس بالإثبات، ألا ترى قول زيد بن علي أبن الحسين (ع) لهشام بن عبد الملك في ص 15 من جمهرة الأمثال (هذه هاجر قد ولدت إسماعيل فما وضعه ذلك وصلح للنبوة وكان عند ربه مرضيا) فعلى أسلوب الأثري المتجر يكون المعنى (ما صلح إسماعيل للنبوة ولا كان عند ربه مرضيا) وهو تعبير فاسد، ومن الأدلة على وجود الالتباس قول الشاعر في 1: ص 60 من الأغاني (وأوصى به إلا يهان ويكرما) فليس معناه (ولا يكرم) ويحسن بنا أن نورد شاهدا لتكرير النفي من قول علي عليه السلام ففي 2: 489 من شرح نهج البلاغة الحديدي (أيها الناس لو لم تتخاذلوا عن نصر الحق ولم تهنوا عن توهين الباطل لم يطمع فيكم من ليس مثلكم ولم يقومن قوي عليكم).
33 -
وقال في ص 66 (حتى اخترم وقد عمر طويلا في السنة التي قتل فيها نعمان) وهو تركيب مضطرب من المضاد للبلاغة فالصواب (وقد عمر طويلا حتى اخترم في السنة. . .)
34 -
وقال في ص 70 (كتيبة وهي القطعة من الجيش وجماعة الفرسان إلى نحو الألف) فقال في ص 95 (الكتيبة: الطائفة من الحيش) وهذا ضد قانون النشوء والارتقاء فأن التفسير قد تقلص إلى ما ترى ولم ترى ولم يلخص فما فائدته إذن وقد شاخ؟؟
35 -
وجاء في ص 80 (إذا اشهدوا العظام لو يليموا) ففسره بقوله (لم يليموا: لم يلمهم الناس من المته بمعنى لمته) قلنا: إذا كان الأمر على ذلك وجب بناء الفعل الرباعي للمجهول فيكون (لم يلاموا (كالثلاثي فالتفسير غلط ظاهر والصواب أنه من (الأم الرجل يليم إذا أتى بما يلام عليه).
36 -
وقال في ص 81 (ولم يسف إليه من إرعاب الناس) ففي مختار الصحاح (رعبه يرعبه كقطعه يقطعه، رعبا بالضم: أفزعه ولا تقل: أرعبه).
37 -
وقال في ص 83 (وإن كنا لا نرتاب في شاعرية الأعشى) والصواب (لا نرتاب بشاعرية. . .) لأنه يتعدى هنا بالباء لا بفي ومن ذلك ما في 3: 256 من الأغاني ونصه (وأرتاب به) وقال مسلم بن الوليد:
وضعته حيث ترتاب الرياح به
…
ويحسد الطير فيه أضبع البلد
بغداد: مصطفى جواد
معجم إنجليزي عربي
- 5 -
ومن ثروة لغتنا وغناها الجاعم وهو آكل العظام. فقد ذكر حضرة الصديق العلامة وذكر لها في الإفرنجية مرادفتين أخريين ونقلهما إلى لغتنا بقوله: خلية تعظمية ماصة - خلية تمتص العظم اهـ. وكل ذلك حسن لكنه ليس لفظا واحدا. ونحن نفضل توحيد الحرف ليكون أخف مؤونة على المتكلم وأوفى بالمقصود. نعم ليس في لغتنا بعض الأحيان ما يمكن أن يسد مسد اللفظ الإفرنجي إلا أن التوسع في الوضع والاستعمال وتعميم المخصص أو تخصيص المعمم قد يفي ببعض الغرض. ولهذا نرى هنا لفظة (الجاعم) تقوم مقام
الإفرنجية. قال اللغويون: جعمت الإبل جعما: قضمت العظام وخرء الكلاب. وذلك إذا لم تجد حمضا ولا عضاها لشبه قرم بها. اهـ. على أننا لو تتبعنا كل ما ورد في هذه المادة من المباني والمعاني المتفرعة لتحققنا أن المادة الأصلية في هذه المادة الثلاثية هي ثنائية، أصلها (ج ع) والميم للمبالغة في معنى التركيب كما هو كثير الورود في لغتنا. فمعنى (جعم) جاع جوعا شديدا
فأكل ما تيسر له. فلو انتقلنا إلى الخلية المذكورة لعلمنا أنها تلتهم كل مادة تنتفع بها لتستخلص منها المادة التي تبني منها العظم. إذن لو قلنا (جاعمة لتوفقنا في الوضع واستغنينا بلفظة واحدة عن ثلاثة ألفاظ على ما ذكرها حضرة اللغوي الكبير.
ومن هذا القبيل قوله في أمفيبيا - ذوات الحياتين - قسم من مملكة الحيوانات الفقرية التي تعيش في البر والبحر مثل الضفادع. قلنا: سماها بعضهم برمائية ناحتا إياها من البر والماء. وعندنا أن القوازب هي أحسن لفظة تؤدي المعنى المطلوب لأنك تعلم أن الحيوانات التي تعيش في البر والماء تسعى لرزقها في كل من هذين العنصرين على حد ما يفعله التاجر تاجر البر والبحر فإنه يطلب رزقه في الموطنين. فإذا كان الأمر بهذه الصورة كانت القوازب هي اللفظة المطلوبة. قال في التاج قال ابن الأعرابي: القازب: التاجر الحريص مرة في البر ومرة في البحر. ومثله في لسان العرب اهـ. وعندي أن الأصل هو الكاسب، إنما غيروا مخرجي حرفين من الكلمة ليبرزوا معنى جديدا. وهذا ما أشار إليه سيبويه في كتابه ونقله جميع اللغويين. قال في المخصص (9: 42) قال سيبويه: قد يكون الاسمان مشتقين من شيء ومعناهما واحد وبناؤهما واحد فيكون أحد البناءين مختصا به شيء دون شيء كهذه النجوم، ويعني الدبران والسماك والعيوق. قال: وبمنزلة هذه النجوم: الثلاثاء والأربعاء أي أنه إنما كان حكمها (كذا. ولعل الصواب حكمهما) الثالث والرابع فأفرد اليومان بهذين البناءين. قال: ولا تصغر الثلاثاء والأربعاء. انتهى كلامه.
وعندي أن أصل مادة قزب وكسب هو (قصد) لأن الكاسب يطلب الطريق القاصد للحصول على رزقه. يشهد على ذلك ورود هذه المادة في اللاتينية راجع في المعجم اللاتيني لصاحبه أ. ولد ثم عارض رأي هذا اللغوي الألماني بلغوينا العربي ابن جني فإنه قد سبقه بمئات من السنين إذ قال (أصل ق ص د وموقعها في كلام العرب: الاعتزام والتوجه) والنهود والنهوض نحو الشيء على اعتدال كان ذلك أو جور. هذا أصله في الحقيقة وإن
كان قد يخص في بعض المواضع بقصد الاستقامة دون الميل. ألا ترى إنك
تقصد الجور تارة كما تقصد العدل أخرى. فالاعتزام والتوجه شامل لهما جميعاً). اهـ. راجع اللسان في قصد.
ومما يجري في وادي هذا المعنى قوله في مادة الزاغ ذو المنقار. غراب الزيتون نوع من الغربان أرجله حمراء اهـ. ونحن نرى في هذه العبارة عدة أمور منها: إن الزاغ غير الغراب ولا يجوز عند العلماء وضع الواحد موضع الآخر. والعوام أنفسهم لا يفعلون ذلك. أقول ذلك عن العراقيين إذ قد يتفق لغيرهم أن لا يميزوا بين الطائرين - 2 - قوله ذو المنقار بعد قوله الزاغ غريب فهذا كلام يشعر بوجود زيغان بلا مناقير ونظن أن مثل هذا الخلق لا يرى في أرض من الأراضي - 3 - قوله (أرجله) بعد قوله نوع من الغربان غريب أيضا. ولو قال: رجلاه حمراوان لكان أوضح وأصح. لأنه وجد من الناس من أعتقد أن لطائر ست أرجل أو ست قوائم قال في التاج في مادة برقش: قال ابن خالويه: أبو براقش طائر يكون في العضاه لونه بين السواد والبياض وبه ست قوائم: ثلاث من جانب وثلاث من جانب وهو ثقيل العجز تسمع له حفيفا إذا طار وهو يتلون ألوانا. اهـ. فقول الصديق هذا ذكرنا بكلام ابن خالويه. 4 - قوله: أرجله حمراء لا ينطق به الفصحاء لأنهم يقولون: إذا كان أفعل يدل على عيب أو لون أو حلية يجمع على فعل إذا أريد به نعت المذكر أو المؤنث المجموع ثم إنه وإن جاز لنا أن نقول: أرجله من باب إطلاق الجمع على المثنى إذ هذا من قبيل ذاك. فلم يجز أن نقول (حمراء) بل حمر - 5 - مالنا وكل هذه التآويل والتخاريج والسلف قد عرف هذا الغراب وسماه الغراب الأعصم. قال في القاموس الأعصم: الأحمر الرجلين والمنقار. اهـ.
وقوع أغلاط طبع غير مصححة
وقع في طبع هذا المعجم النفيس أغلاط طبع ظاهرة. فإن المؤلف حرسه الله نبه في المقدمة ص إن الصواب في كتابة الألفاظ المختتمة بأداة الملح (اة) أن تكون بالألف والهاء والحق معه لأنه ليس في لغتنا أسم مفرد زائد على ثلاثة أحرف ينتهي بألف وتاء بل بألف وهاء فقد قالوا وفاة وفتاة وفلاة وسعلاة ومرآة أما الألف والتاء فقد خصوهما بالجمع فقالوا بنات وفتيات وفلرات
ومتمكنات وموجودات ومخلوقات. وكتابة أسماء الأملاح بألف وهاء واجبة
لا سيما مثل رصاصاة وكبريتاة وغيرهما. فلو كتبنا رصاصات وكبريتات إلى نحوهما فهم القارئ إنها جمع رصاصة وكبريتة والحال أننا لا نريد هذا الجمع بل نريد مفردا يدل على ملح. وهناك صعوبة أخرى فإنك لو أردت أن تجمع رصاصات وكبريتات لم يتيسر لك إلا أن تقول: رصاصاتات وكبريتاتات إلى ما يشابههما فترى من ذلك وجوب كتابة رصاصاة وكبريتاة بهاء في الآخر للمعنى المطلوب ولا يمكن أن تكتب بالتاء المبسوطة.
وجاء في ص 159 شعبتا القصبة. إن كلمة (شعبتا) وإن كانت سائغة، لا يعرفها السلف منا والمشهور عندهم: أنابيب الرئة أو أنبوبا الرئة (راجع لسان العرب في ن ب ب) فإذا أردت تصغيرها قلت: أنيبيب لما سماه الإنكليز وأما قول المؤلف شعيب ففيه تساهل إذ الصواب شعيبة لأن المفرد - على ما ذكره لنا - شعبة لا شعب، وقال في تلك الصفحة في ترجمة مختص بمجاري الرياء) (كذا بهمزة في الآخر) ونحن لم نجد رئة مجموعة على رئاء بل على رئات أو رئين. ثم قوله:(مختص بمجاري الرئاء) طويل وهو من باب التفسير المعنوي ولو قال: أنابيبي أو أنبوبي) لكان أخف لفظا وأقل حروفا.
وذكر في الصفحة بازاء جوتر (بضم ففتح فسكون) ورم الغدة الدرقية - النوظة (كذا بظاء معجمة)(الأصمعي) وفي ص 344 ذكر بازاء جوتر - نوطة (كذا بطاء مهملة) غددة العنق - سلعة العنق - تضخم الغدة الدرقية) اهـ. قلنا: الجوتر كلمة حديثة التعريب لا وجود لها في الكتب القديمة. وقوله: ورم الغدة الدرقية شرح كان يجب أن يوضع في آخر الكلمات لتفسيرهن والنوظة بالظاء المعجمة خطأ طبع في النوطة. والأصمعي لم ينفرد بذكرها حتى يستشهد بكلامه دون غيره. والأحسن حذف اسمه إذ ذكرها اللغويون جميعهم. وأحسن هذه الألفاظ ترجمة للإنكليزية هي (الجدر) كسبب كما هو مشهور عندنا.
وقد ورد ذكر اللنفى مكتوبة هكذا (ليمفا)(ص 459) أو لمفا (ص 457) وهذه أصح من تلك كتابة وإن كنا لا نستحسنها لأسباب: 1 إن العرب سلفنا يستبشعون غالبا مجاورة ساكنين أولهما حرف علة وثانيها صحيح. ولهذا نخير
لمفا على ليمفا - 2 - إذا سكنت الميم وجاء بعدها باء أو فاء قلبوا الميم نونا ولهذا نفضل لنفا على لمفا - 3 - من المقرر أن الألف غير ممدودة إذا جاءت رابعة أو خامسة أو سادسة أو سابعة كتبت بصورة الياء فيقولون أرطى وجمادى وقبعثرى وحندقوقى ولهذا نقدم كتابة لنفى على لنفا كما قالوا ظربى
وحجلى. 4 - قد يمكننا أن نستغني عن اللنفى بالرواء بضم الراء الذي هو ماء الوجه وحسن المنظر وهذان الأمران أو أحد هذين الأمرين لا يكون أن لم تكن اللنفى في الإنسان فاللنفى سبب والرواء مسببة وتسمية المسبب باسم السبب أكثر من أن يحصى في لغتنا وفي سائر اللغات.
وجاء في ص 323 مقابلا للإنكليزية (فوفيلا - المادة الملقحة في الطلع - الحروق - الكش الذي يلقح به.) اهـ. قلنا: إن الحروق والكش أو الجش عناقيد زهر تؤخذ من فحال النخل فتثبت في عناقيد الأنثى فتلقح. أما المادة الملقحة فاسمها (اللقاح) كسحاب وسموا بها تلك العناقيد المذكورة.
وجاء بازاء قوله: (دجاجة - فرخة الشامري (بالفارسية - ومعناها شاه مرج ومنها العربية المحرفة شامرت) اهـ. قلنا، الكلمة الإنكليزية لا تعني الدجاجة فقط بل جميع الطير الذي يقيم في البيت أو الطير الذي لا يفارق البلد لأنه لا يحسن التحليق في الهواء ومغادرة محل إقامته أي أن الكلمة الإنكليزية تقابل ما يسميه الإفرنج: - أو وهذا ما يقابله عندنا الأوابد ومفردها الآبد (بالمد) إن أردت الذكر منها، والآبدة الأنثى منها. أما الشامري فليست بالفارسية بل شاه مرغ وكذلك يقول الفرس شاه مرج بالجيم. أما شامرت فليست في العربية الفصحى فلعلها في العامية المصرية. أما نحن فلا نعرفها.
وفي تلك الصفحة يقول: (الثعلب الأسود في القطب المنجمد الشمالي) ونحن لا نرى وجها للقول: منجمد لأن فعله الثلاثي لازم وهو جمد فكيف يبنى منه مطاوع وهذا لا يكون إلا في الأفعال المتعدية أو الشاذة حتى تتحقق فيها المطاوعة مثل كسره فانكسر ولهذا نظن أن الصحيح كان (القطب الجامد الشمالي) لا غير.