الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب المشارفة والانتقاد
اللباب في نظر عربي متأمرك
اللباب هو اسم لديوان جمع بين دفتيه مختارات مما نظمه الشاعر العراقي الطائر الصيت البعيد الغاية الفيلسوف جميل صدقي الزهاوي وقد أهدى إلينا نسخة منه وكتب عليها بخط يده. . .
ولما كان للزهاوي عندنا مقام سام ومنزلة رفيعة وكنا من وقت إلى آخر ننقل للقراء مقاطع من شعره البليغ أحببنا أن ينظر في ديوانه جناب الأستاذ البارع داود أفندي جرجس الخوري صاحب الكلية الشرقية في الحاضرة سابقا. ومن كبار حملة الأقلام في المهجر ويقرظه خصوصا وقد وصلنا الديوان وجنابه في مكتب (الرائد) فتصفحه وأعجب بما فيه وها ما قاله تقريظا له:
دفع إلي صديقي الأديب صاحب الرائد ديوان النابغة والشاعر المجيد جميل صدقي الزهاوي فيلسوف العراق المشهور وطلب إلي أن أتصفحه وأقول كلمتي فيه. على إن اسم هذا الشاعر ليس جديدا على مسمعي فللزهاوي شهرة واسعة في العالم العربي وليس بين الطبقة النابهة من الناطقين بالضاد من لم يقرأ له كثيرا أو قليلا من المنظومات في مواضيع شتى فقد رنت قصائده في مصر وسوريا ولبنان فضلا عن العراق مسقط رأسه ونالت إعجاب الناس ولا نزال نذكر الحفلات الإكرامية التي أقيمت له في بيروت وسواها إجلالا لعلمه واعترافا بمقامه السامي كشاعر مبرز.
تصفحت الديوان ولم يكن ما قرأته فيه إلا ليزيدني رسوخا في اعتقادي بأن الزهاوي ليس شاعرا فحسب بل هو شاعر وفيلسوف وعالم ومصلح والقارئ اللبيب يستطيع أن يشاهد ما يثبت للزهاوي هذه الصفات الأربع في كل قصيدة من قصائده وإذا صح قول القائلين (إن الإنشاء هو الرجل) فقد ظهرت عظمة الزهاوي في ديوانه بأجلى مظاهرها فهو رجل شديد الثقة بنفسه فخور بها مغرق
في حب قومه ووطنه ميال بكليته إلى هجر القديم واعتناق الجديد يحبذ الفضيلة ويقبح الرذيلة دون أدنى مجاملة أو مداهنة ويريد أن ينهض بالشرق عموما وبالإسلام خصوصا إلى مستوى الأمم الراقية ولكنه يرى إن الإسلام لا يسير في
طريق الإصلاح إلا إذا تخلى عن عاداته القديمة المستهجنة وجارى الشعوب المتمدنة وليس من يجهل المصاعب التي تعترض طريق المصلحين خصوصا بين الشرقيين الذين يقدسون كل قديم ويرون إن الأرض يجب أن تظل كما خلقها الله دون أن تمسها يد إنسان غير أن الزهاوي برز إلى ميدان الجهاد بقلب كبير وثقة راسخة بالنفس مستخفا بالتضحية في سبيل بلوغ الغاية بدليل قوله:
وإن الذي يسعى لتحرير أمة
…
يهون عليه النفي والسجن والشنق
وليس من يشك في أن ركوبه هذا المركب الخشن وانتقاده عادات هي في نظر القوم مقدسة لا يجوز مسها أو ذكرها بسوء قد أثار عليه حق الجمهور وعدوا عمله خروجا على الإسلام فحاولوا خنق صوته لكنهم أخفقوا وقد قال بهذا المعنى:
على نزعاتي كان أكبر سخطهم
…
وماذا يريد القوم من نزعاتي
فلما رأوا بطشي شديدا تأخروا
…
وقد تركوا الأقلام منكسرات
ولكن نزعات الزهاوي لم تكن نزعات ملتوية ولا هو دعا الناس إلى ارتكاب الموبقات، إنه نادى بالسفور وندد بالحجاب ومن لا يرى صوابية هذه المناداة وصوابية هذا التنديد قال لأفض فوه:. . .
ومنظومات شاعرنا الفيلسوف كلها على هذا النمط من الشعر الممتاز خالية من التعقيد والشبهات مجبولة بالسلاسة والرواء خالية من الحشو والألفاظ غير المأنوسة ولا نغالي إذا قلنا إن للزهاوي أسلوبا خاصا في قرض الشعر لم نألف له مثيلا بين شعراء العصر.
والديوان حافل بالقصائد الأخلاقية والوطنية والإصلاحية وكلها تستأهل أن تكتب بماء الذهب.
وبهذه المناسبة نلفت أنظار أصحاب المدارس العربية إلى وجوب مشترى هذا الديوان من صاحبه وحمل التلامذة على استظهار قصائده فإنه يربي في الناشئة روحا
وطنيا ساميا ويرقي أخلاقهم بحسب مقتضيات العصر الحاضر.
وإني أطمئن شاعرنا الفيلسوف إن قصائده النادرة المثيل إذا لم ير لها تأثيرها المطلوب في الوقت الحاضر فسيكون لها عملها في المستقبل القريب وستفعل فعل الديناميت في أسس الجهل الذي استحكمت حلقاته من رقاب الشرقيين والمرأة التي ترسف اليوم في قيود ظلم
واستبداد الرجل ستذكر بالشكر الجهد الذي بذله الزهاوي في سبيل تحريرها ولا تتردد في وضع اسمه في مصاف كبار المصلحين مثل قاسم أمين وغيره.
وربما كانت التظاهرات النسائية ضد الحجاب في دمشق وغيرها من مدن الشرق من طلائع هذا الانقلاب وقد قيل أول النار شرارة.
سان باولو في 20 نيسان سنة 1929
داود جرجس الخوري
78 -
حياة محمد لأميل درمنجهيم
في 382 ص بقطع 16 وثمنه 15 فرنكا
هاهو ذا كتاب جديد أبرزته مطابع الغرب عن حياة رسول الإسلام. ليس المؤلف من زمرة علماء المشرقيات. وإنما هو أحد المجيدين من كتاب الشباب في فرنسة، والذين يؤمل لهم في المستقبل لمعان حظ سعيد. ثم إنه ممن أتقن العربية إلى حد ما ووقف على حوادث التاريخ من مظانها الزاخرة. كما ينبئنا أثره هذا. . . وقد تلجلج بذهنه أن يتذوق حظه في معترك الكتابة عن الشؤون الشرقية ولا سيما الإسلامية منها. إذ في الغرب يسري داء غريب، ندر من افلت منه، وقد وجد بين عشاق قلمه مرتعا خصبا. وهو ما نسميه بحق (داء المباحث الشرقية) ثم إن للقراء الغربيين ولعا خاصا في الهام ما يلقمهم أولئك.
لقد أصاب درمنجهيم في وضع كتابه بين مجموعة (روايات الحياة العظيمة) فالروح التي تملاه تشدو منها رائحة القصص والروايات والطريقة التي يتمشى عليها روائية فنية يكسوها حلة فضفاضة أسلوبه المغري. لكنه مع هذا كله،
ليس له حظ كبير من الفائدة لأبناء الاطلاع، غير انه يصور للغربيين صورة حسنة عن حياة صاحب الحركة الإسلامية العظيمة حسبما يؤمن بها المسلمون، وقد قسم كتابه قسمين أحدهما (مكة) في عشرة فصول، يبحث فيها منذ عهد الجاهلية وحين مولد النبي، إلى زمن هجرته، والثاني (المدينة) في أربعة عشر فصلا يتناول زمن الهجرة فما تلاه من الحوادث ذات التأثير الحاسم في تاريخ الإسلام البدئي، إلى وفاة الرسول، ومما يستحسن تتويجه لكل فصل من أثره بترجمة آية قرآنية أو نتفة من الحديث أو بيت شعر وغيره من بواعث الحكمة. إنما ينكر عليه في معرض بحثه تعلقه بأدران بعض الأوهام الشائعة، وتمسكه بآراء صدئت فبليت تحيط به
هالة بذله وجهده العظيم، في ميدانه الجديد. ثم أن به بعض الخلط والتبجح. يشعر بهما القارئ منذ المقدمة وكنا نود أن يعرض عنها وذلك كما في ادعائه على (الفن العربي)(ص 139) وهو كما نعلم المحور أصلا عن البوزنطي - ادعاء والسوري أصلا ومنبتا - إذ لنا بقية اجيا صوفا (كنيسة الحكمة المقدسة سابقا) بالآستانة أصدق شاهد وأفصح دليل على منبع (الفن العربي) ومحيط اشتقاقه. . . ثم يدعي أن الأوس والخزرج، كانوا أوان الهجرة من المشركين (171) والحقيقة أن الأوس كانوا وثنيين والخزرج يهودا، وإن رجع أصل دينهم إلى جذور صابئية ووثنية كما هو معلوم عند الجميع، إن يثرب حين الهجرة كانت إذ ذاك شطرين قسم لقريظة والنظير وبهدل، والآخر للأوس والخزرج ومن إليهم، وجميعهم كما ينعتهم العرب (أهل الكتاب). . . ومثل هذا لا يخفى على القارئ الشرقي، ولا الإفرنجي المطلع على شيء من التاريخ الإسلامي عامة والعربي خاصة. . . والكتاب يتضمن شيء ليس بالقليل. . يحتاج إلى ملاحظة وتدقيق نظر.
وعليه إن هذا الكتاب هو المجهود الثاني لهذا الكاتب في دائرة المباحث الشرقية بعد كتابه (القصص الفاسية)(الذي نشره بمعاونة محمد الفلسي) وقد نشره مسايرة لنرى الكتابة عن الشرق. فلذا لم نجد فيه أمرا إذ لم تكن
لنا حاجة إلى أن نذكر إن لنا في غيره من كتب المستشرقين الكرام. اعز مورد وأصفى منهل، وأنفع حجة وإن كان في حد ذاته يفيد أبناء الغرب. . ومن سلك الجدد أمن العثار!
بركات (السودان): م س. كميد
79 -
العيد المئوي للعازريين في دمشق
في 78 ص بقطع الثمن بالفرنسية والعربية 1827 إلى 1927
جاءتنا كراسة نفيسة بهذا العنوان لتطلعنا على الأعياد التي جرت في دمشق منذ عودة اللعازريين إلى مثواهم في تلك الحاضرة الشهيرة ونحن نعرف بشخصنا المدرسة التي أقيمت لها تلك المواسم البهجة فهي فسيحة الأرجاء كثيرة الأشجار فيها شاذروانات تقر العين وتثلج الصدر. وقد أخرجت هذه الدار العلمية نخبة رجال دمشق وكتابها الأعظمين وكثيرين من نبهاء سورية وفلسطين ومصر كالسيد محمد كرد علي والأمير خالد الحسني والدكتور أسعد الحكيم وسعادة حقي بك العظم وغيرهم الذين يعدون بالمئات بل بالألوف.
وموقع دمشق وحالتها الطبيعية وحسن متنزهاتها ولا سيما رقى التعليم في هذه المدرسة التي يديرها أناس مخصصون للتعليم جلبت الطلبة إليها من كل حدب وصوب. ولهذا نتوقع أن الأولاد العراقيين الذين يسعون وراء اكتساب العلم من أحسن مصادره ينتجعون مساقط غيث العرفان والحكمة في هذه الدار العامرة التي أنجبت مشاهير شرقنا.
80 -
ترجمة الفيلسوف السرياني الشهير مار يعقوب الرهاوي
من سنة 633 إلى سنة 708 م في 18 ص بقطع الثمن
نشرها مراد فؤاد جقي رئيس تحرير (الحكمة) ومدير مدرسة السريان الأرثوذكس الثانوية في القدس. وهي مفيدة جدا للاطلاع أفذاذ الشرق المشاهير.
81 -
خريطة تاريخية للممالك الإسلامية
الفتوحات العربية
لواضعها محمد أمين بك واصف. بتحيق الأستاذ أحمد زكي باشا
خريطة بديعة بألوان ثابتة مختلفة طولها ثمانون سنتيمترا في عرض 57 سنتمترا وقد طالعنا ما فيها من أعلام المواطن فإذا هي مضبوطة. ما عدا ألفاظا قليلة. فإنها لا توافق ما عرفناه عنها. فقد ضبط (عمان) التي على خليج فارس بتشديد الميم. والصواب بلا تشديد فهي كغراب. وكتب قلهاة بالتاء المبسوطة (من بلاد عمان) والصواب بالمربوطة. وذكر الحفوف لموطن بين البحرين والإحساء والصواب الهفوف. وذكر الطائف بالياء وهي بالهمزة وكذلك المدائن فهي بالهمزة لا بالياء. وقال الكردستان وهو غير جائز لأن كل كلمة تضاف إلى ستان (أي استان) لا تدخل أداة التعريف عليها. فيقال كردستان وقهستان وسجستان إلى مثلها لا الكردستان والقهستان والسجستان. وقد سقطت النقطة من ديار بكر فصارت ديار مصر فاختل المعنى. وبجوار نينوى أطلال تعرف باسم خرساباد أو خرستاباذ فكتبت خطأ خرزاباد التي لا وجود لها في لسان العوام ولا في لسان الفصحاء. وجاءت أربيل وهي في لغة العوام والصواب أربل. ولا يقال نجف بل النجف ولم تذكر كربلاء وهي مهمة ولها موقع عظيم في التاريخ. وجاءت كلمة سربزة بصورة السرير وهي من تصحيفات النساخ المساخ والصواب ما ذكرناه. وأملنا أن هذه الأغلاط تصحح في
طبعة ثانية وإن كان هناك غيرها يطول ذكرها.
82 -
النشرة الدورية
القسم العربي من دار الكتب المصرية، السنة الأولى سنة 1928 العدد الأول طبعة بمطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة، 1928 في 178 ص بقطع 12.
هذه نشرة تذكر ما ورد إلى الخزانة المصرية من الكتب العربية والشرقية في شهر يناير سنة 1928 وقد عني مديرها صاحب العزة محمد أسعد براده بإصدارها على أحدث الأساليب الجارية في الديار الراقية فجاءت هذه النشرة في أبدع حلة
وأحسن طراز ولو طبعت فهارس دار تلك الكتب على هذا النهج الجديد لأصبحت تلك المصنفات على طرف الثمام لمن يريد الانتفاع بمراجعتها إن على بعد وإن على قرب، فأملنا في براده بك عظيم لتحقيق هذه الأمنية.
3.
نشرة للملحقات (بالفرنسية)
4.
مثلها بالإنكليزية
النشرة الفرنسية تحوي 116 ص والإنكليزية 118 وهما مفرغتان في القالب الذي أفرغ فيه النشرة العربية وكل من هاتين النشرتين تذكر ما دخل في دار الكتب المصرية من المؤلفات والأسفار في يناير وكل ذلك مطبوع أحسن طبع على أبدع ورق ولا تكاد تقع في غلط أيا كان في هذه النشرات لما بذل من العناية في تصحيحها ولا غرو من ذلك فإن مطبعة دار الكتب المصرية هي أرقى الدور في ربوع الشرق بل يمكنها أن تتحدى مطابع أوربة في حسن ما تخرجه وصحته فنتمنى لمطبوعاتها الرواج الذي تستحقه.
83 -
دروس في اللغة العصرية
الآداب تأليف هـ. ا. ر. جب
مقالة في 12 صفحة بقع الثمن الصغير وقد أظهر صاحبها من البراعة في الوقوف على الآداب العصرية ما أدهشنا. وقد حلل المنفلوطي أحسن تحليل وذكر عنه أنه صاحب (الإنشاء الجديد) فما علينا إلا أن نحمده على توغله في أدبنا العصري.
84 -
نهاية الإرب في فنون الأدب
للنويري السفر السابع، طبع في مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة سنة 1929.
نفتخر بمطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة الأربعة أسباب: 1 - لأنها إذا طبعت كتابا لم تبق في النفس حاجة إلى أن تحصل على أحسن منه طبعا. 2 - لأن حروف هذه المطبعة من أبدع الحروف وأحسنها رسما وسبكا وشكلا. 3 - لأنها
تعنى عناية عظيمة بتصحيح النص فيكون القارئ مطمئن البال عند مطالعته الكتاب 4 - لأنها لا تطبع من الأسفار إلا عيونها فتكون فخرا للعرب وسبب مباهاة بين الأمم الواغلة في الحضارة والعمران والتأليف.
على أن في مصنفات الأقدمين ألفاظا إصلاحية جمة تحتاج إلى تقليب النظر فيها ليقع القارئ على صحيحها ولا يعثر بما أفسده النساخ. فيغتر به أعظم اغترار ولهذا راجع مصححو هذا السفر الجليل طائفة من الكتب الأدبية فكانت تلك التصويبات من أجل مزايا هذه الطبعة حتى إنه لو أتيح للمؤلف أن ينبعث لشكر جميع الذين قاموا بإبراز هذه الدرة الرطبة بالمحاسن التي تتلألأ بها. وهناك حسنة أخرى هي أن الحواشي مزدانة بشروح جليلة تغني المطالع عن مراجعة معاجم اللغة.
بقي على المعتنين بإلباس هذا الكتاب هذه الحلة الحسناء - 1 أن يضموا إلى آخره فهارس على مثال فهارس الأغاني.
2 -
أن يضعوا ملحقا له ويذكروا فيه الألفاظ التي وردت في هذا التصنيف الجليل ولم ترد في كتب اللغة ونحن في حاجة إليها في هذا العصر وهذا ما يفعله المستشرقون في طبع كتب أقدمينا فإنهم يفرزون لها أوراقا في آخرها يرتبون فيها على حروف الهجاء جميع الكلم الخاصة بالمؤلف.
وبعد أن تصفحنا شيئا كثيرا من هذا السفر الجليل وجدنا فيه بعض مغامز كنا نود أن لا تكون فيه. فقد ذكر مثلا في حاشية 216: (المسبار فتيل يدخل في الجرح ليعرف كم عمقه) قلنا: وليس الفتيل من الأمور الخاصة بالمسبار. ولو قيل: ما يسبر به غور الجرح لكان أصح وأبين وأشمل.
وجاء في ص 280 س 7 (ورجح بين مذهبي ماني وغيلان) ونظن أن الصواب: (ورجح بين مذهب ماني ومذهب غيلان لأن قوله بين مذهبي ماني وغيلان) يدل على أن لماني
ولغيلان مذهبين مشتركين وليس الأمر كذلك إنما المراد أن لكل من هذين الرجلين مذهبا منفردا. فإذا كان الأمر على هذا الوجه لم يجز لنا إلا أن نقول مذهب (بالإفراد) حتى نأمن اللبس. نعم إن مثل هذا التعبير ورد في كلام بعض المولدين. لكن التدقيق في المعنى يدفعنا إلى أن نسلك آمن الطريق لنسلم من العثار.
وكنا نود أن لا نرى في الحواشي شروحا لا توافق روح العصر. فقد جاء مثلا في الحاشية 3 من ص 280 (ماني. . . ظهر في أيام سابور بن اردشير. . . وقتل في زمن بهرام بن سابور. اهـ فهذا لا يدلنا على سنة ظهوره ولا على سنة قتله - والذي ذكره البيروني في الآثار الباقية (ص 208 من طبع الإفرنج) إن ولادته كانت في قرية تدعى مردينو من نهر كوثى الأعلى. . . في سنة 527 من سني منجمي بابل يعني تاريخ الإسكندر ولأربع سنين خلون من سني اذربان الملك (أي سنة 215 و216 للميلاد). . . وقتله بهرام بن هرمز. . . (سنة 276 إلى 277م) ورواية أبن النديم وغيره ليست صحيحة
وجاء في الحاشية الأولى من ص 224 عن الوحرة إنها. . . لا تطأ طعاما ولا شرابا إلا شمته (كذا بالشين المعجمة) ولا يأكله أحد إلا دقي بطنه. وربما هلك اهـ. قلنا: والصواب سمته بالسين المهملة. ولو قال في مكان دقي بطنه: مثنى بطنه لكان أحسن لأن الدقي خاص بفساد البطن من شرب اللبن. ثم إن علماء الحيوان أثبتوا اليوم أن ليس في الوزغ وأشباهها سم وهي لا تهلك أحدا وإذا وجد عند الأقدمين من سم بوط العظاء للطعام فكان ذلك لسبب آخر أو لا أقل من إنه كان لأن العظاءة وطئت مادة فاسدة مهلكة ثم وطئت الطعام ففسد وأهلك. أما العظاء والوزغ وأشباهها فليست سامات البتة وإن أشبه رأسها رأس الأفاعي والثعابين.
على أن أمثال هذه الهفوات قليلة ولا تضر الكتاب أبدا فهو إذن من أهم الأسفار التي يجب أن يذخرها الأديب الذي يغار على كنوز السلف ويفاخر بها ويستفيد من مطالعتها واستشارتها.
85 -
جراحة أنبوب الهضم والغدد الملحقة به
تأليف الحكيم لوسركل أستاذ السريريات الجراحية، ترجمها الحكيم مرشد خاطر أستاذ الأمراض الجراحية وسريرياتها، طبع في دمشق بالمطبعة البطريركية الأثوذكسية في 106
ص بقطع 12.
مسألة الهضم من أهم مسائل حياة الإنسان. والوقوف على ما في أنبوب الهضم من الأمراض وما يصيبه من العلل يهم كل حي على الأرض. ولهذا كان اكتساب
هذه الرسالة بمنزلة الواجب أو كالواجب. وإذا زدت على ذلك إن صاحبها من العلماء المتخصصين وناقلها إلى لغتنا من أبرع المترجمين علمت فائدة ما تشتري وإنك تضع دراهمك في موضعها.
86 -
جزيرة رودس
جغرافيتها وتاريخها وآثارها، تليها خلاصة تاريخية عن أشهر جزائر بحر إيجه، تأليف حبيب غزالة بك وكيل إدارة مصلحة الصحة سابقا، وعضو بالجمعية الجغرافية الملكية المصرية، طبع بمطبعة الاعتماد بشارع حسن الأكبر بمصر سنة 1929، في 91 ص بقطع الثمن ومحلى بثلاث وعشرين صورة.
كتاب حسن الطبع يباع بعشرة قروش مصرية والذي يقف عليه يتعجب مما حوى من التصاوير البديعة والمتاعب التي كابدها المؤلف لتحقيق ما دونه من الأخبار والأحداث. والذي نأخذه على سعادته إنه لم يذكر دائما في أسفل الصفحة الأسانيد التي يعتمد عليها حين يروي بعض الأمور. وكنا نود أيضا أن ينزه قلمه عن بعض الأغلاط كقوله: ولما كان أهم ما وقع. . . فقد ذكرت (ص 4) وفيها: وذكر أشهر معبوداتهم ومقارنتها بما يماثلها. وكقوله (ص 9 28 درجة مئينية وقد تكرر هذا الغلط وفي ص 11 أصله (رودو دفنه)(نوع من الغار) وفي ص 17 أيام مثريدات إلى غيرها. والصواب: ولما كان أهم ما وقع. . . ذكرت. ومقابلتها بما يماثلها. 28 درجة مئوية (أي دفلى وهو نوع من الغار) أيام مهرداد. إذ لا يجوز أن نتمسك بعلم إفرنجي وعندنا اسمه في اللغات الشرقية. وكل هذه الهفوات لا تقلل شيئا من محاسن هذا الكتاب البديع.
87 -
كتاب الألبان
وهو يبحث في (كذا) الألبان ونتائجها وفي (؟) صناعتي (كذا) الزبد والجبن، تأليف عمر الترمانيني، بالمطبعة الحديثة بدمشق عام 1929 في 255 ص بقطع الثمن ومحلى بصور
عديدة.
أحسن كتاب يجعل في أيدي أبناء سورية والعراق وسائر الأصقاع الشرقية
التي لم تعرف إلى الآن اتخاذ الآلات لصنع ما يعمل من اللبن وهو كثير وكل هذه الآلات مصورة مع ذكر ما يجب للاشتغال بها والانتفاع بما تدره على صاحبها من المنافع. والمؤلف من خريجي مدرسة كنتال الزراعية في فرنسة والذي يطالع تصنيفه يتحقق إنه متضلع من فنه كل التضلع.
والأمر الوحيد الذي نأخذه عليه ركاكة بعض التعبيرات فأول سطر بعد العنوان يحتاج إلى إصلاح فكان يجب أن يقول: يبحث عن الألبان وأما قوله يبحث في الألبان فمعناه يفتش فيها بأن يضع يده في سائلها ليطلب فيها شيئا أضاعه. وقوله في صناعتي الزبد والجبن يدل على أن للزبد وللجبن صناعتين مشتركتين مع أن فكر المؤلف هو: في صناعة الزبد وفي صناعة الجبن ولهذا كان يجب أن يقال: في صناعة الزبد وصناعة الجبن.
وتعبير المؤلف عن فكره قد لا يصح في بعض الأحيان إلا أن ذلك لا يقدح في علم الرجل وصدق اختباره. فعسى أن تكون الطبعة الثانية أتقن من الأولى وإن كنا لم نذكر إلا ما في السطر الأول من الكتاب (إن اللبيب من الإشارة يفهم).
88 -
قصص روسية
ترجمها عن اللغة الروسية سليم قبعين صاحب مجلة الإخاء، مطبعة الشمس بشارع كلوت بك لصاحبها رزق الله في 96 ص بقطع 12 الصغير.
صاحب مجلة الإخاء هو الكاتب الشهير سليم قبعين وهو وحده ينقل إلى لغتنا المبينة أفكار كتبة الروس ولولاه لما عرفنا شيئا من حملة العلم واليراعة من ذلك القوم. فنحن نشكر للسليم السالم الذوق في اللغتين هداياه متمنين له النجاح الدائم لما يفيد به قراء لغتنا العربية.
89 -
حبوب الاستقلال
الجزء الأول، طبع في النجف بالمطبعة العلوية سنة 1348هـ في 56 ص بقطع 12.
أتحب أيها القارئ أن تستفيد من قراءتك وتقضي وقتك مستطيبا من المطالعة من غير أن تكره نفسك على تفهم أفكار لا تجديك نفعا؟ طالع هذه الرسالة فإنها في الوقت الذي تضحكك
بما تجد فيها من الرموز والإشارات تجد
فيها علاجا لمداواة العلل التي تدب في جسم العراق الأدبي والسياسي. إذن بين يديك رسالة مضحكة مسلية مهذبة مؤدبة فأسرع في اقتنائها.
90 -
كتاب الأغاني
لأبي الفرج الأصفهاني - الجزء الثاني، طبع في مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة سنة 1928.
ما زالت هذه الدار المباركة تخرج من الأسفار العلمية والأدبية ما يكون الأحكام والتحقيق والاستقراء والتأنق والذوق الجميل من بعض نعوته المتوافرة فها هو ذا الجزء الثاني بين يدي معلنا فضل هذه الدار ومشجعيها مذيعا خدمة علمائنا الغير تلك الخدمة التي لم يوفق لها إلا أولو الحصافة وإخلاص العمل للعرب ومن والاها والله لا يضيع أجر من أحسن عملا. صفحاته 523 بكاغد صقيل وطبع جليل وتحقيق نبيل وتوضيح كالسلسبيل فلمثل ذلك فليعمل العاملون وفي نظائره فليتنافس المتنافسون وقد صدق من قال:
إذا لم أكن في ما أزاول محكما
…
فلست قمينا أن أعيش مع الناس
ومما يستبدع من أصاليح هذا الكتاب البديع تعدد الفهارس لما فيه من متباين الأمور ومختلف المضامين إلا فهرس الشوارد أي الكلمات النادرة عن كتب اللغة - وكتب اللغة لعمر الحق ناقصة - وقد أشار إلي إعواز هذا الفهرس للكتاب الكرملي في نقده الجزء الأول (لغة العرب 5: 244 و245) ومما يؤخذ على القائمين بهذا الأمر إهمالهم ضبط الأعلام في الفهارس بالشكل وضبطها مما لا يمكن الاستغناء عنه ولطالما عملته الفرنجة فإذا تبين القارئ العلم في الفهرست لم يحتج إلى معارضته بنفسه في أثناء الكتاب ليصح نطقه به والأعلام من أشد الكلمات استغلاقا على القراء.
وقد لحظنا إن مطبعة الدار يعوزها اللام الأخيرة المستقلة لأن كثير منها محطوم ومثلوم، ولنا في الكتاب نظرات هي:
1 -
في ص د (وليس بهوامشه سوى بعض كلمات) ونحن لا نرى في إضافة (بعض) إلى الجمع النكرة تركيبا عربيا فكما لا يقال (كل كلمات) لا يقال (بعض كلمات) فالصواب (كلمات قليلة).
2 -
وردت (البهم) في ص 11 مرتين غير مفسرة ولكنهم فسروها في ص
12 وهذا خلاف المألوف المفيد فنرجو منهم أن يجتنبوا أشباهه.
3 -
وفي ص 15 (وحوله اخوة للمجنون مع أبيهم رجالا) والصواب: (رجال لأنها صفة لاخوة ويؤيدنا قول المؤلف في ص 88 (فإذا أبوه شيخ كبير واخوة له رجال).
4 -
وجاء في ص 20 (بخيف منى ترمى جمار المحصب) فلم يشيروا إلى أن في الكامل للمبرد ج 1 ص 206 بالمطبعة الأزهرية (ببطن منى) ولو لم يكن هذا دأبهم لما اعترضناهم.
5 -
وضبطوا (غير) في قوله في ص 22
دعا باسم ليلى غيرها فكأنما
…
أطار بليلى طائرا كان في صدري
بالنصب على المفعولية وبالجر على النعتية نحن لا نرى للنعتية وجها لأن الشاعر لم يردها وأقوى ما يدل على ذلك قوله:
دعا باسم ليلى ضلل الله سعيه
…
وليلى بأرض عنه نازحة
فكأنه ينكر بل يحرم أن يكون (اسم ليلى) لغيرها كما أبانه في البيت وعدم اعترافه يؤيد النصب.
6 -
وجاء في ص 25 (ووافقه ابن نصر وابن حبيب قالوا) ولم نجد في فهرس رجال الأسانيد (ابن نصر) وإنما هو (أبو نصر) ونزيد على ذلك إنه ورد في ص 26 (وذكر هذه الأبيات ابن حبيب وأبو نصر له بغير خبر) فقد جاء أبو نصر مقرونا إلى ابن حبيب كما في ص 25.
7 -
وقالوا في الهامش من ص 24 (سؤاله زواج ليلى عن عشرته معها) والصواب (عن عشرته إياها) لأن العشرة اسم مصدر المعاشرة وتعمل عمله فكما لا يقال (معاشرته معها) لا يقال (عشرته معها) وقال الشاهر (بعشرتك الكرام تعد منهم).
8 -
وفي ص 26 (فلما علموا بذلك وعرفوا إنه لا يزال يطلب غرة منهم حتى إذا تفرقوا دخل دورهم، فارتحلوا عنها وابعدوا) والصواب (ارتحلوا) بنزع الفاء لأنه جواب (لما) وموافق لأسلوب العرب.
9 -
وفي ص 29 (ونظيره؛ مكلى إذا أصبت كليته، ومكبود إذا أصبت
كبده) وإنا لا نرى
وجها لإسناد الفعل إلى المخاطب فالصواب (إذا أصيبت كليتيه) و (إذا أصيبت كبده) ليكون الشرط عاما فيعم الحكم.
10 -
وفي ص 30 (وفعل فعلته بالأمس) بفتح الفاء من (فعلته) والصواب كسرها للنوعية.
11 -
وفي هذه الصفحة جاء (وشغفه) فعلقوا بها (أن في نسخة ت (وشغفته) فنقول في ص 14 (وشغفته) فكيف لم يشيروا إلى هذا الوجه.
12 -
وفي ص 32 (ببرد ثنايا أم حسان شائق) بمنع حسان من الصرف وجوبا والصواب الجواز لأن العلماء لو يعرفوا أهو من (حسن) فيصرفوه أم من (حس) فيمنعوه الصرف.
13 -
وفي ص 41 (فأتاه إخوان من إخوانه يلومونه على ما يصنع بنفسه) بجعل (إخوان) الأولى جمعا والصواب أن يكون مثنى ويقال (يلومانه) ويؤكد ما قلنا قوله لهما (يا صاحبي ألما بي بمنزلة) وما جاء في ص 28 ونصه (وكان للمجنون ابنا عم يأتيانه فيحدثانه ويسليانه ويؤانسانه).
14 -
وجاء في ص 42 (على غريم ملئ غير ذي عدم) فعلقوا به ما نصه (عدم أي فقر ومثله العدم بضم العين وسكون الدال، قال صاحب اللسان: إذا ضمت أوله خففت فقلت العدم وإذا فتحت أوله ثقلت فقلت: العدم) قلت: إن الوارد في المصراع غير المفسر وكلام صاحب اللسان لا تسويغ فيه لما ورد فكان عليهم أن يشيروا إلى ما نقلوه عنه في ص 28 من مادة (عسر) ونصه (قال عيسى بن علي: كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم وأوسطه ساكن فمن العرب من يثقله ومنهم من يخففه مثل عسر وعسر وحلم وحلم) وفي مادة (عسر) من مختار الصحاح (أنه عيسى بن عمر) والظاهر إنهم نسوا ما نقلوه ولا دليل أنطق على نسيانهم من قولهم في الجزء الثالث (ص 16) التعليق ب (كبر) بضم الكاف والباء ما نصه (وقد حركت الباء هنا لضرورة الشعر إذ للشاعر أن يحرك الساكن فيما قبل القافية بحركة ما قبله) فتأمل جعلهم اللغة ضرورة.
15 -
وورد في ص 46 (ولا أحد أفضى إليه وصيتي) فعلقوا به (كذا في جميع الأصول ولم نجد في كتب اللغة التي بين أيدينا أفضى متعديا بنفسه)
قلت ولكن انظروا إلى ص 6 من الجزء الثالث تجدوا قيس بن الخطيم يقول:
ومثلك قد أصيبت ليست بكنة
…
ولا جارة أفضت إلي خباءها
وقال علي عليه السلام (ألا وإني مفضيه إلى الخاصة ممن يؤمن ذلك (شرح النهج لابن أبي الحديد 2 ص 507، طبعة مصر)
وفي رواية (حياءها) وقيس بن الخطيم أقوى من المجنون وفي مثل هذا تستبين الفائدة من (فهرس الشوارد) الذي مضى ذكره.
16 -
وفي ص 48 (تجاذبه وقد علق الجناح) وفي الكامل هذه الرواية ج 3 ص 6 بالمطبعة الأزهرية ولكنه أتبع ذلك قوله (ويروي تجاذبه) ومن دأبهم أن يقابلوا بالكامل وغيره فلم اغفلوا ذلك؟
17 -
وفي ص 50 رقم (2) من التعاليق (الهجائن: الإبل البيضاء) والصواب (البيض) وفاقا لكل أساليب العرب ولنا في لغة العرب (7: 573) وص 586 منها فضل شرح لذلك.
18 -
وفي ص 88 (فجعل يعض لسانه وشفتيه حتى خفنا عليه أن يقطعها) وعلقوا به كذا في أغلب الأصول وفي ت: يقطعهما) فنقول إن الصواب (شفته) ولا يكاد الإنسان يتصور عاضا على شفتيه ويؤيدنا ما في ص 16 ونصه (فيعض لسانه وشفته) وما في ص 25 وهو (وعض على شفته فقطعها)
19 -
وقالوا في ص 93 بالهامش (التقاؤه بقيس بن ذريح وطلبه منه إبلاغ سلامه لليلى) والصواب (التقاؤه لقيس) من (التقاه) على ما في القاموس و (طلبه إليه) لأنه موافق لمقتضى الحال والمرجح في الأول (التقاؤه هو وقيس) من (التقيا)
20 -
وورد في ص 99 (ثم إن الأعرابي اغتفل زيد بن أيوب) فعلقوا به (كذا في أغلب الأصول ولم نجد في معاجم اللغة التي بين أيدينا (اغتفل فلانا) بمعنى تغفله وأستغفله) فنقول ورد في الكامل في جزء 2: 218 من طبعة التقدم في مصر.
21 -
وفي ص 111 بالهامش (والعسيب: جريد النخل إذا نحي عنه خوصه) والشرط ههنا لا محل له خلافا لشك صاحب القاموس، فقد جاء في مختار الصحاح
(الجريد الذي يجرد عنه الخوص الواحدة جريدة ولا يسمى جريدا ما دام عليه الخوص وإنما يسمى سعفا).
22 -
(لغة العرب) وقال في حاشية ص 129 في التعليق على قول أبي الفرج:
في خميس الفصح ما نصه: كذا في الأصول: والمعروف في أعياد النصارى (خميس العهد) اهـ قلنا: إن خميس الفصح من اصطلاح نصارى العرب في العراق إلى عهدنا هذا. وهند كانت عراقية. أما (خميس العهد) فمن اصطلاح نصارى القبط في مصر. ثم زادوا في الحاشية قولهم (المشهور الشعانين بالشين المعجمة) قلنا: نحن العراقيين لا نعرف إلا السعانين بالسين المهملة.
(لغة العرب)
23 -
وفي ص 132 (الاكتحال بالأثد) والصواب (بالأثمد) ومثل هذا كثير جدا ففي ص 148 (خك) والصواب (ضحك).
24 وفي ص 134 ورد (كما أنتم كنا) فعلقوا به (ومن المحتمل أن يكون معطوفا بالواو على بيت قبله سقط حتى يصح الوزن) قلنا: ولا كل هذا التكلف الطويل فارجعوا إلى ص 96 من الكتاب تجدوا (فكما أنتم كنا) فالساقط الفاء لا بيت مع واو.
25 -
ومن أرقام التعاليق في ص 139 بالحاشية السفلى (9) ولا متعلق له في المتن.
26 -
وفي ص 157 قول الحطيئة:
أطعنا رسول الله إذ كان بيننا
…
فيا لعباد الله ما لأبي بكر
وفي الكامل للمبرد ج 1 ص 282 (فيا لهفتا ما بال دين أبي بكر).
27 -
وقالوا في ص 172 (ونحن وإن كنا لا نخليه من معنى. . . إلا إننا نرى) بتركهم (نحن) من دون خبر واستثنوا بل استدركوا قبل ورود الحكم فالصواب (حذف (إلا إننا) أو وضع (فإننا) أو (لنرى) فالأول مثل قول (طخيم بن أبي الطخماء: (وإني وإن كانوا نصارى أحبهم) والثاني مثل قول المبرد في الكامل ج 3 ص 75 (والراجز وإن كان لحن فقد أحسن التشبيه) ومثل قول علي عليه السلام (والعرب اليوم وإن كانوا قليلا فإنهم كثير عزيز بالإسلام) والثالث مثل قول إبراهيم بن المهدي العباسي (وإني وإن غيبت عني لعالم) وقد بين
الصبح لذي عينين.
28 -
ونقلوا في ص 177 عن اللسان قوله (تقول للشيء الزائل عن موضعه: قد أضللته، وللشيء الثابت في موضعه إلا إنك لم تهتد إليه (: ضللته) ولم يلتفتوا إلى قول الحطيئة في
ص 160 من هذا الجزء:
وأنت امرؤ تبغي أبا قد ضللته
…
هبلت ألما تستفيق من ضلالكا
29 -
وفي جدول تصاويبهم ذكروا أن في ص 185 مادة (نكث) فأنا أصلح تصويبهم وأقول (مادة نكس) بالسين.
30 -
وورد في ص 186:
(لم يؤثروك بها إذ قدموك لها
…
لكن لأنفسهم كانت بك الأثر)
وفي الكامل ج 2 ص 151:
ما آثروك بها إذ قدموك لها
…
لكن بك استأثروا إذ كانت الأثر
31 -
وذكروا في جدول التصاويب أن (الأسقف) في ص (15) مع إنه في ص (115).
مصطفى جواد
91 -
كتاب عيون الأخبار
تأليف أبي محمد عبد الله بن قتيبة الدينوري المتوفى سنة 276، المجلد الثاني في 376 ص بقطع الثمن الكبير، الطبعة الأولى - مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة سنة 1928.
هذا السفر الجليل من درر البحر بحر دار الكتب المصرية التي أدهشت العالم كله بحسن مطبوعاتها وتحري نشر أفيد مصنفات السلف. وهذا المجلد حوى كتاب الطبائع والأخلاق المذمومة، وكتاب العلم والبيان، وكتاب الزهد وكل يعلم منزلة الدينوري من التحقيق والإمعان في علوم العربية ولو لم يكن لصاحبه إلا هذا الكتاب لكفى دليلا على غور بحره ووقوفه على تراث الأقدمين
وكنا نود أن يتولى إصلاح المسودات أديب واقف على مطبوعات الأقدمين فقد جاء مثلا في ص 91 في الكلام على زق فرخ الحمامة: (ثم زقاه (أي والداه) سورج أصول الحيطان) فجاء في الحاشية. كذا بالأصلين
ولعله الصاروج وهو الكلس تبنى وتطلى به حيطان البيت. وفي (كتاب الحيوان) للجاحظ (ج 3 ص 47)(فيأكلان من صروح الحيطان وهي شيء بين الملح والحمض وبين التراب الخالص فيزقان الفرخ. . . الخ، فنقول: السورج كلمة فارسية الأصل أي شوره (وزان كوره) وعربت شورج بالشين المعجمة وسورج بالسين المهملة وصحفت بصورة صورج بالصاد. والمشهور عند
العراقيين شورة كما في الفارسية وبالفرنسية وهو ملح يكون في أصول الحيطان. والكلمة معروفة في العراق منذ عهد العباسيين وربما قبل ذلك العهد. وقد ذكره ابن البيطار باسم السورج قال: ديسقوريدس في الخامسة هو شيء يتولد من البحر وهو جنس من الزبد ويتولد في المواضع الصخرية القريبة من البحر وله مثل قوة الملح. جالينوس في 11 هذا إنما هو شبيه بالزهرة أو بالزبد مرتفع فوق الملح وهو ألطف من الملح بكثير. . .) قلنا: ومن أسمائها في العربية: فقاح الملح، ورغوة الملح، وزبد الملح وملح الدباغين وقد وردت هذه الألفاظ في معجم بربهلول السرياني العربي.
ولهذا لم يبق محل للمحشي أن يقول: هو الصاروج إذ هذا شيء آخر. وأما رواية الجاحظ فمن أغلاط طبع الكتاب إذ لا تحصى والصواب صورج الحيطان وأحسن منها سورج الحيطان بالسين المهملة.
وقال في ص 92: (ومنه (أي من البيض) شيء يعتري الحجل وما شاكله في الطبيعة، فإن الأنثى منه ربما كانت على سفالة الريح التي تهب من شق الذكر في بعض الزمان فتحتشي من ذلك بيضا والحال إننا نعلم أن هذا لا يجري في الحجل، وإنما الخرافة تروى عن نوع من اليعاسيب إلى يومنا هذا عند أعراب البطائح ولهذا كان صحيح الرواية: الجحل بتقديم الجيم على الحاء. قال في اللسان: الجحل اليعسوب العظيم وهو في خلق الجرادة إذا سقط لم يضم جناحيه اهـ وهو في الفرنسية
وفي هذا السفر أيضا حواش تدل على قلة تدقيق في الأمور فقد جاء في الحاشية 4 من ص 97 (ويتولد (الجعل) غالبا من اخثاء البقر) ولا نظن أن واحدا من الناس في هذا العصر يقول بهذا القول، إنما الصحيح إنه يتولد
غالبا في اخثاء البقر وذلك أن أنثاه تضع بيضها فيها وهي أحسن بيئة لها فتفقص وتنشأ فيها.
وفي حاشية 6 من ص 99: (ذو فكين (أي السرطان) ومخاليب (كذا بياء بعد اللام) وأظفار مداد) والمعروف أن المخلب لا يجمع إلا على مخالب. بلا ياء بعد اللام ثم أن المخالب والأظفار شيء واحد في مدلولاتها إنما الفرق في أن المخالب لما يصيد من الطير وسباع الحيوان والأظفار لما لا يصيد من الطير. ولو قال: ذو فكين ومقابض ومخالب لكان أوفق لمصطلح العلم الحديث.
وجاء في ص 40 قوله: (جلنجبين) وضبطت بفتح الأول والثاني والرابع ثم قيل في الحاشية: (وفي أقرب الموارد إنه معجون يعمل من الورد والعسل فارسي معرب عن (كل) ومعناه ورد و (انكنبين)(كذا) ومعناه عسل. انتهى. قلنا: نتعجب من أن ناشري هذا الكتاب يعتمدون في كلامهم وضبط بعض الألفاظ على أقرب الموارد وهذا المعجم نسخة ممسوخة من محيط المحيط وكذلك قل عن (البستان)، وجميع معاجم اللغة التي وضعت للمدارس وكان أساسها هذه الدواوين اللغوية الثلاثة. أما صاحب البستان فقد ضبط الجلنجبين على نحو ما ضبطها أقرب الموارد ومحيط المحيط إلا إنه زادهما غلطا في ذكر الأصل فقال:(وانثلبين) عسل والخطأ واضح لأن الكلمة الفارسية هي (انكبين) بكاف فارسية.
وقول هذه المعاجم أن الجلنجبين معجون قول غير صحيح. وكلام ابن البيطار هو الصحيح أي ورد مربى بالعسل أو السكر. وأما ضبط الكلمة فهو بضم الجيم وفتح اللام وإسكان النون وضم الجيم الثانية كما هي مضبوطة في الفارسية وكما وردت في مفردات ابن البيطار طبع باريس. وجميع الدواوين الفارسية لا تضبطها إلا على الوجه الذي ذكرناه. والآرميون يلفظونها ويكتبونها هكذا: (جولانجبين)(راجع معجم باين سميث العمود 679) أما سبب ضبط هذه المعاجم الحديثة بالفتحات فناشئ من الأصل الذي نقل عنه محيط المحيط أي معجم فريتغ فإنه ضبطها بالفتحات فجاء صاحب المحيط ونقل الضبط
المذكور بلا تدقيق ثم عثر صاحب أقرب الموارد والبستان تلك العثرة نفسها لأن هؤلاء النقلة لم يتعبوا أنفسهم لتحقيق الضبط ومراجعة الأصول والأمهات. أما أن الجلنجبين ليس بمعجون فظاهر من أن المعجون في عرف الأطباء دواء قوامه أمتن من قوام العسل والحال أن الجلنجبين ليس بدواء بل هو من قبيل الحلوى يؤخذ بعد الطعام أو بين طعام وطعام.
وكنا نود أن نرى في الحواشي بعض التحقيقات التي تنفي بعض المزاعم القديمة القائلة وتدعم بالآراء العصرية العلمية. مثل ذلك ما جاء في ص 107 فقد جاء قول المؤلف: إذا أخذ بزر السذاب البري وزرع وطال به ذلك تحول حرملا. والنمام إذا عتق تحول حبقا. . . إلى غير ذلك. فلا جرم أن هذه الأقوال ينكرها علماء البحث في هذا العصر ولا يقولون بها بل ينكرونها إنكارا.
وفي الختام نقول عن هذا السفر كما قلنا عن سائر ما يطبع من مصنفات الأقدمين إنها
تحتاج إلى معجم يلحق في آخر المجلد تذكر فيه الألفاظ التي وردت فيه ولم تذكر في دواوين اللغة. كتقييد كلمة السورج أو الشورج التي جاءت في ص 91. والتحول التي وردت بمعنى في ص 107 وورد في تلك الصفحة أيضا الترية بمعنى نبت من الحشيش يكون بالسند فهذه الكلمات وغيرها وتعد بالعشرات مما يحتاج إلى تقييده وتدوين صفحاته حتى ينتفع به عند المراجعة. فيرى من هذا البسط الموجز محاسن ما في هذا السفر الجليل وحاجة كل أديب إلى اقتنائه فنحن نشكر القائمين بطبعه على هديتهم هذه ونتمنى لهم المضي إلى الأمام في مهمتهم الجليلة.
92 -
دروس علمية في أمراض جهاز البول
تأليف الحكيم لوسر كل أستاذ السريريات الجراحية، ترجمها الحكيم مرشد خاطر أستاذ الأمراض الجراحية وسريرياتها، طبعت بالمطبعة البطريركية الأرثوذكسية بدمشق سنة 1929 في 134 ص بقطع الثمن الصغير.
أمتاز الدكتور لوسر كل بالتحقيق والتدقيق في الأمور الطبية. وأمتاز الدكتور مرشد خاطر بما امتاز به صديقه ويزاد على ذلك تفهم العبارة الفرنسية تفهما
صادقا وإفراغها في قالب عربي بحت فيه رونق وحسن ديباجة يعز وجود مثلها في كلام سائر الكتاب من طبقة الأطباء. ويضاف إلى ذلك أن الدكتور مرشد خاطر كثير الاشتغال لا يعرف الراحة ساعة واحدة إذ آلى على نفسه أن يفيد أبناء الوطن ويذهب ضحية في سبيل إفادتهم. وهذا الكتاب هو الثالث الذي أهداه إلينا وطبعه في هذه السنة. وهو كسائر اخوته حسن التبويب والسبك وقد قسمه المؤلف اثني عشر قسما ذكر فيها كل ما يمكن أن يقال في الموضوع الذي عالجه فوفاه من التحقيق والتدقيق.
وليسمح لنا حضرة الصديق أن لا نوافقه في نقل بعض الألفاظ فقول الإفرنج (ص 24) هو جوهري لا أساسي. وجاء ذكر الحويضة (ص 64 وما يليها) ونحن لم نجد من صغر حوضا على حويضة بل على حويض وكثيرا ما يصور حرف الإفرنجي بالياء فيقول مثلا برينو ونحن لا نوافقه على ذلك والصواب برونو وقال في ص 87 الملودنة والصواب الملوذنة بالذال المعجمة ويصور الإمالة بالألف على الطريقة السورية فيقول مثلا مازوثوريوم (ص 104) والأحسن أن يقال ميزوثوريوم كما قالوا هابيل وشيث وروبين ولم
يقولوا هابال وشاث وروبان. تلك هي بعض الهنيات التي لا تشين عبارة الكاتب المترجم وهذا ما يشهد له بعلو الكعب نفعنا الله بعلومه.
93 -
فن التمريض
لمؤلفه الحكيم مرشد خاطر، أستاذ الأمراض الجراحية وسريرياتها في معهد الطب بدمشق، وعضو المجمع العلمي العربي، طبع في دمشق سنة 1929 في المطبعة البطريركية الأرثوذكسية في 416 ص بقطع الثمن.
فن التمريض حديث في ديار الشرق وليس لنا كتب تبحث عنه. نعم نشر وينشر في بعض المجلات مقالات في هذا الموضوع، لكنها غير وافية بجميع المواضيع والكلام عليها مقتضب وغير جار على سنن العلم ولهذا أصبح وضع تأليف علمي بعبارة واضحة خالية من التعقيد وفي الوقت عينه فصيحة متوفرة فيها
شروط القواعد العربية أهم ما نحتاج إليه في شرقنا على اختلاف ديار لهويته وقد ألفينا هذا السفر من أنفع ما يمكن أن يحلم به الممرض والممرضة. ونحن نتمنى أن تجلب منه حكومتنا العراقية مقدارا وافيا لتنشره بين الممرضين الذين في ديارها.
ومما نوجه إليه الأنظار إن وضع هذا التصنيف الجليل هو من أهل الخبرة في الفن ومن محسني إجالة اليراعة في ميدان الكتابة. وعندنا هنا كتب ومجلات طبية فإذا ما وقفت على ما تكتبه تسائل: بأي لسان اقرأ هذه الصفحات وما المراد من كلام المؤلف؟ وهكذا يتأسف القارئ على إضاعة وقته في مطالعة كتب عربية الحروف أعجمية الكلام مغلقة المعاني حتى على أذكى الناس وأثبتهم علما في العربية. وهذا كله لا ترى له ظلا في ما ينشئه الطبيب النطاسي والكاتب التحرير صديقنا العزيز (الدكتور) مرشد بك خاطر.
على إننا نأخذ عليه أشياء لا دخل لها في فن التمريض بل تتعلق بتخليص العبارة من بعض الهنوات الهينات. وأول تلك الأمور إنه يلقب نفسه بالحكيم في مكان (الدكتور) ونحن لا نوافقه على ذلك والسبب هو أن معنى الحكيم أنصرف إلى من يعالج الحكمة وبالفرنسية أما الدكتور فعلم لقب وضعته جامعات ديار الغرب للدلالة على من حاز الدرجة القصوى في متقن من متاقنها. ومعناه (المعلم) ولما كان للمعلم لفظة أخرى إفرنجية لنتركها لمدلولها. وقد وضع للدكتور بعض الأدباء كلمة (علامة) وكل ذلك لا يفيد المطلوب والأحسن أن
يؤخذ اللفظ بصورته لأن الألقاب لا تنقل إلى ما يقابلها في لغتنا بل تؤخذ بصورتها، وافقت أوزاننا أو لم توافقها. وقد جرى السلف على هذا الأسلوب في عهد الجاهلية نفسها فقالوا: القس والسرسور والسفسير والقسطار والأطربون والشاه والشاهنشاه والقان والخان والنجاشي والقيصر والموبذ والأسقف والمطران والبابا إلى غيرها وتعد بالمئات. ويسهل اتخاذ اللفظ الأعجمي إذا كانت مادة الكلمة تشبه المادة العربية وكان وزنها يشبه الوزن العربي (فالدكتور) جمعت فيها الشرطين المذكورين فلا بد من اتخاذها بصيغتها ولفظها.
وقد وقع في الكتاب أغلاط طبع لم تصلح في باب التصويبات من ذلك ما في
أول صفحة من المقدمة في السطر الذي يسبق الأخير: (وإن تكون ذكية ربطة الجنان) وفي الصفحة الثانية من المقدمة المذكورة (بما يستدعيه مرضهم من العناية) وفيها: (أجمع فيه ما يحتاج إليه المريض مهما كان نوع دائه. . .) وقد تكررت (مهما) في هذه الصفحة لغير معنى الشرط - وفي تلك الصفحة عينها قال. (أم مرأة - وفيها أيضا: فعسى أن أكون عند ظني.) والصواب: رابطة الجنان. . . من العناية بهم. . . أيا كان نوع دائه. . . أم امرأة. . . فعسى أن أكون مصيبا في ظني.
ومما يسرنا إننا نرى المؤلف يتوخى الصحة في ما يكتب فيقول مثلا: الأشعة الكهربية ولا يقول الكهربائية (الثقيلة على اللفظ والسمع والمخالفة للأصول العربية كل المخالفة) - ويقول الوذمة (ص 25) لا الأيديما أو الأوديما ويقول عراقيل الجروح وهي الكلمة التي استعملها أطباؤنا الأقدمون ولا يقول المضاعفات أو التضاعفات أو الاختلاطات أو التشويشات أو غيرها من الألفاظ التي لا تفيد فائدة الأقدمين ولا مصطلحاتهم ولا تقوم مقامها.
والخلاصة إننا نرى فرقا عظيما بين ما يتولى الدكتور مرشد بك خاطر طبعه من الكتب التي ينشرها أو يصححها أو يعربها وبين ما يصدر مثلها في بيروت أو بغداد أو لبنان فإن أصحاب هذه المطبوعات الأخيرة مغلقة العبارة سقيمة التأليف كثيرة الألفاظ الأعجمية الثقيلة على السمع واللسان والذوق، قلقة الوضع لا تكاد تجني منها ما تنتظر منها. ولهذا نوصي بتآليف الدكتور مرشد خاطر كل التوصية ونرغب الأطباء في النسج على منواله ليخلدوا لهم آثارهم ويفيدوا بها من يقرأها.
المجمل في تاريخ الأدب العربي
- 4 -
16 -
وقال في ص 14 (المعرب وهو اللفظ العجمي الذي يستعار لما يجد من المسميات والمعاني حينما لا يوجد في أصل اللغة ما يرادفه أو لا يمكن صوغ مثله) وهذا رأي باطل ومزلة حكم مسلوفة وقى الله مجتازها شرها، وقد
تورط فيه من قبل هذا الشيخ إبراهيم اليازجي بقوله في كتاب (لغة الجرائد) ص 107 (على أنا لا ندري الموجب لاستعمال اللفظين - أراد الأورطة والكوبري - مع وجود ما يرادفهما في العربية) والقائلون بهذا الرأي كأنهم لم يتدبروا كلام العرب ولم يتأملوا ما استعملته معربا وعندها مرادفه، ولاستجازة ذلك قال الجوهري عن أبي الحسن اللحياني في مادة (سخت) من المختار (السخت بسكون الخاء الشديد وهو معروف في كلام العرب وهم ربما استعملوا بعض كلام العجم باتفاق وقع بين اللغتين كما قالوا للمسح بوزن الملح: بلاس، وللصحراء دشت) اهـ (وراجع هذا الجزء من لغة العرب ص 592 إلى آخر البحث).
وجاء في الكامل للمبرد ج 3 ص 221 (فقال المهلب لأبي علقمة العبدي - وكان شجاعا عاتيا -: أمدد بخيل اليحمد وقل لهم فليعيرونا جماجمهم ساعة فقال لهم: إن جماجم القوم ليست بفخار فتعار وليست أعناقهم كرادي فتنبت، قال أبو الحسن الأخفش تقول العرب لأعذاق النخل: كراد وهو فارسي معرب) وهذا يدل على إنهم كانوا يزينون كلامهم بالمعرب ويتركون مرادفه ولكل جديد لذة.
17 -
وضرب في ص 19 المثل (أريها السها وتريني القمر) وهو مثل تتقزز منه النفوس لأنه عاقبة حكاية فجورية أولها فحش وآخرها زنى وفي ما بينهما سيء من القول فينبغي للعاقل أن يهمل ما هذا أمره وما سواه فما بمعناه كثير
18 -
ونقل في ص 27 خطبة أبي طالب ومنها (الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل) وفي الكامل ج 3 ص 242 (جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل) ومنها (من لا يوازن به فتى من قريش إلا رجح به برا وفضلا وعدلا ومجدا ونبلا) وفي الكامل (إلا رجح عليه به برا وفضلا وكرما وعقلا ومجدا ونبلا) ومنها (وما أردتم من الصداق فعلى) وفي الكامل
(وما أحببتم من. . .)
19 -
وقال لتفسير شماتة (اسم من شمت به يشمت إذا فرح بمصيبة نزلت بعدوه) ولم نعلم سبب قوله (به) قبل قوله (بعدوه) لأنه مخالف لما (يجري عليه الأدباء فهم يذكرون الظاهر ثم يكنون عنه بالضمير فالصواب (من شمت بعدوه إذا فرح بمصيبة نزلت به)
20 -
وقال في ص 28 لتفسير مدحاة (مدحوة أي مبسوطة) وذلك تفسير ما لم يقل فتأمل
21 -
وقال في تلك الصفحة في الفنون الجميلة (والشعر يصورها بالخيال البديع) فجعل الخيال من لوازم الشعر ولكنه في ص 38 يصف الشعر الجاهلي ويستحسنه بقوله: (لا يعدو الحقيقة ولا يتجاوز ظواهر المشاهد).
22 -
وقال في ص 33 (وشتان بينها) وفي ص 218 (وشتان بين هذا الصبر) وليس ذلك صوابا لأن (بين) الظرفية لا تقبل الفاعلية ولأن (شتان) يستوجب الاشتراك فلا يجوز أن يكون فاعله مفردا لفظا ومعنى فالصواب (وشتان هما) أو (شتان ما بين. . .)
23 -
وقال في ص 34 (وقد حاول غير واحد من الباحثين أن يبحثوا في أصله - أراد الشعر - ويعينوا زمنه) والصواب (عن أصله) لأن المجهول هو الأصل والبحث في الشيء يستوجب جهله ويؤذن بالتفتيش عنه.
24 وقال في ص 38 في الشعر الجاهلي (وندرت فيه المبالغة وقل استعمال المجاز والكناية) ونحن لا نرى هذا الرأي لأن المجاز والكناية من بدائع الشعر العربي خصوصا الجاهلي ألا ترى قول (زهير بن أبي سلمى (تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم) وقول النابغة الذبياني (رقاق النعال طيب حجراتهم) وقول زهير:
يمينا لنعم السيدان وجدتما
…
على كل حال من سحيل ومبرم
نضيف إلى ذلك أن الأثري مدح امرأ القيس في ص 60 بقوله (وحسن الاستعارة) وقال في زهير ص 74 (ويتعمد التفنن في تنويع الصور البيانية).
مصطفى جواد