الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قبر الإمام أحمد بن حنبل
ثبت لدى كل المؤرخين أن قبر الإمام أحمد بن حنبل (رض) كان في مقبرة باب حرب وقد سقطت قبته مرارا وغمر ماء دجلة جامعه فابتلعه ولم يبق منه إلاّ شيء ثم غمرته المياه ثانية فأزال ما كان قد بقي منه وأصبح أثرا بعد عين.
ولا حاجة لنا إلى ذكر المؤرخين الذين رووا هذه الحادثة لشيوعها شيوعا عاما ولكن لم أر أحدا من المؤرخين أو السياح ذكر أن الإمام المشار إليه نقل إلى داخل بغداد ودفن في أحد مساجدها. ومع ذلك إذا ذهب أحدنا إلى المسجد الواقع في محلة كوك نظر المعروف بمسجد (حاج أفندي أو مسجد اللالات) يرى في الجدار الذي يلي الباب رخامة كبيرة عليها كتابة هذا النص: (هذا قبر المرحوم المغفور له الدارج إلى رحمة الله تعالى الشيخ المجتهد السيد أحمد من الأربعة المجتهدين، رضوان الله عليهم أجمعين. رحم الله والدي من زازه وسعى في عمارة مسجده في الخير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الساعي بالخير كفاعله للجنة وذلك 12 ربيع الأول سنة 562) وعند منتهى هذا الجدار غرفة فيها قبر صندوق من خشب مغشى بقماش أخضر. وقد فكرت في هذه الكتابة وفحواها فتوارد إلى خاطري أنه قبر الإمام المشار إليه لقوله (المجتهد أحمد من الأربعة المجتهدين) إذ لا يبعد أن نقل إلى محله الحالي لسبب غرق بغداد الذي وقع سنة 544 هـ (1149م) الموصوف في التاريخ ثم رجعت وقلت لو كان نقله لو وقع حينما أحس بحدوث الغرق لكان ذلك قبل تاريخ سنة 544 هـ والحال أن التاريخ المحرر في الرخامة هو بعد الغرق بثماني عشرة سنة ذلك الغرق الذي جعلها كالجزيرة في وسط الماء.
ومن هذه الملاحظات يظهر أن هذا التاريخ هو تاريخ النقل لكن تحرير التاريخ على الرخامة بهذه العبارات أضاع قضية تاريخية يقام لها ويقعد. فقبح الله الجهل وأباد أهله وذوي قرباه. وبما أن هذه القضية التاريخية تهم الكثير من المسلمين ما لا مزيد عليه راجعت كل ما لدي مكن كتب التراجم والتواريخ فلم أعثر على رجل من العلماء المعروفين توفي في بغداد بهذا الاسم وفي اليوم والسنة المذكورين فويق هذا. فأرجو ممن له إطلاع على هذه الحادثة التاريخية أن ينشرها على صفحات إحدى المجلات أو الجرائد العراقية
إظهارا للحقيقة وإزالة للشك الحاصل في صاحب هذا القبر المذكور ليقام له بالواجب حسب قدره إذ أداء أمور الاحترام حتم على الرجال الكرام.
بغداد: عبد الحميد عبادة
(لغة العرب) في كتاب تراجم الوجوه والأعيان المدفونين في بغداد وما يليها من البلدان للبندنيجي ص 169 من نسختنا الخطية ما نصه: (توفي (أحمد بن حنبل) في بغداد ودفن بمقبرة باب حرب على بعد فرسخ من بغداد في الجانب الغربي منها، وكان قبره فيها مشهورا يزار، ثم بمرور الأزمنة ومضي القرون أخذت دجلة مرقده وغمرته، فصار لا يرى له أثر ولا طلل) اهـ.
إذ ما: اسم لا حرف
من الغريب أن تعد (إذ ما)(حرفا) وهي اسم لا شك فيه، إذ لو جردناها من (ما) الزائدة لما بقي شك في أنها اسم من ظروف الزمان. فما الذي مسخها إذن؟ فإن كان الماسخ (ما) فالقول بذلك مردود لأن (ما) دخلت على (إذ) كما دخلت على (حيث وكيف وأين) التي بقيت محافظة على أسميتها ولم تتقمص روح الحروف فالخلاصة أن (إذ ما) ظرف زمان ومن رام غير هذا فليدل بحجته فقد كفانا ما مضى من الفوضى. قال الشاعر:
وإنك (إذ ما) تأت ما أنت آمر
…
به تلف من إياه تأمر آتيا
والقارئ البصير المنصف يرى (الظرفية) فيها ظاهرة سجحاء
مصطفى جواد