المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معجمنا أو ذيل لسان العرب - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٧

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 65

- ‌سنتنا السابعة

- ‌في يوبيل أنستانس الذهبي

- ‌لجنة اليوبيل الكرملي

- ‌دعوة الزهاوي

- ‌حفلة يوبيل العلامة الكرملي

- ‌رسالة المجمع العلمي العربي في دمشق

- ‌برقيات المستشرقين

- ‌لغة العرب

- ‌العلامة الكرملي في حفلة تكريمه

- ‌تقدير النبوغ والعبقرية

- ‌في موقف التكريم

- ‌نشيد وتفنيد

- ‌أقوال الصحف

- ‌العدد 66

- ‌اللغة العربية والتجدد

- ‌عند الشاطئ

- ‌رشيد الدين

- ‌البعيم

- ‌لواء الموصل

- ‌عوض

- ‌الأرملة المرضعة

- ‌يا محب الشرق

- ‌قبر الإمام أبي يوسف

- ‌اليوبيل

- ‌ثياب الشرق في بلاد الغرب

- ‌السيد محمد علي الشاه عبد العظيمي

- ‌نظرة في تاريخ مساجد بغداد

- ‌خزائن كتب إيران

- ‌صدى اليوبيل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 67

- ‌الشمسية

- ‌صفحة من تاريخ التطعيم

- ‌اللغة العربية والتجدد

- ‌معجم الشعراء للمزرباني

- ‌دار ابن الجوزي وقبره ببغداد

- ‌ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

- ‌خزائن كتب إيران

- ‌جامع قمرية والمدرسة العمرية

- ‌عشائر لواء الموصل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 68

- ‌حضارة الإسلام ومفكروه

- ‌قبر الإمام أحمد بن حنبل

- ‌أسماء القبائل وأنسابهم

- ‌السرحيون أو الشرويون

- ‌على يفعول

- ‌من أوهام المنجد

- ‌الحامض وأنواعه

- ‌نصرة الحق واجبة

- ‌اليزيدية

- ‌صدى اليوبيل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 69

- ‌حضارة الإسلام ومفكروه

- ‌في ظلال الحب الشريف

- ‌قبر ابن الجوزي وقصور الخليفة

- ‌معجم المرزباني

- ‌صفحة منسية من تاريخ نادر شاه

- ‌المدرسة البشيرية

- ‌لواء الدليم

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌الشفق الباكي

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 70

- ‌اليزيدية

- ‌كحل الإخفاء

- ‌إلياس صالح اللاذقي

- ‌نسخ كتاب الدرر الكامنة

- ‌أرجوزة الظاء والضاد

- ‌المطبوعات الحديثة في النجف

- ‌اللباب ورباعيات الخيام

- ‌صدى اليوبيل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 71

- ‌القلم حاجية

- ‌الكشافة

- ‌نكبة الفلاح

- ‌لواء ديالي

- ‌قبر رابعة

- ‌الشيخ سكران

- ‌هولاكو في بغداد

- ‌من مشاهير رجال المائة السابعة للهجرة

- ‌تتمة عن اليزيدية

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 72

- ‌فضل العربية على سائر اللغات

- ‌بسمى أو أدب

- ‌جامع قمرية

- ‌ما فوق باب اورتمه من الكتابة

- ‌رسالة في تراجم أحوال الرجال

- ‌الحاج الميرزا معصوم العلوي

- ‌مندلي الحالية

- ‌الشعر في مصر

- ‌السريطاء أو السويطاء

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 73

- ‌الحالة الاجتماعية للعشائر العراقية

- ‌حرف الضاد واللغة المالطية

- ‌الكتابة التي فوق باب جامع مرجان

- ‌بسمى أو أدب القديمة

- ‌وزن الفعل الثلاثي بتداخل اللغتين

- ‌تكلم جبر ضومط

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 74

- ‌ترجمة فنان عراقي

- ‌مندلي الحالية

- ‌عبرة أولي الأبصار في ملوك الأمصار

- ‌مشاهير جمع مشهور

- ‌الأغاني

- ‌الشعر في مصر

- ‌شرح لسقط الزند

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 75

- ‌معجمنا أو ذيل لسان العرب

- ‌أدب ومعناها

- ‌المولى في لغة العرب

- ‌كتاب الجيم في اللغة

- ‌أكان السموأل نصرانيا

- ‌علاج بدو العراق للزهري

- ‌أصل كلمة إبليس

- ‌تاريخ بغداد

- ‌الجري والجريث

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

الفصل: ‌معجمنا أو ذيل لسان العرب

‌العدد 75

- بتاريخ: 01 - 11 - 1929

‌معجمنا أو ذيل لسان العرب

منذ أخذنا نفهم العربية حق الفهم وجدنا في ما كنا نطالع فيه من كتب الأقدمين والمولدين والعصريين. ألفاظا جمة ومناحي متعددة. لا أثر لها في دواوين اللغة. بخلاف ما كنا نتعلمه من اللغات الغربية، فأننا كنا كلما جهلنا معنى كلمة ونقرنا عنها في معاجمهم وجدناها مع معانيها المتفرعة منها. ولهذا رأينا في مصنفات السلف اللغوية نقصا بينا فأخذنا منذ ذلك الحين بسد تلك الثغرة مدونين ما لا نجده في كتب لساننا.

فاشترينا في سنة 1883 محيط المحيط للبستاني ووضعنا ورقة بيضاء بعد كل ورقة مطبوعة فتضاعف حجم الكتاب حالا وأخذنا نقيد فيه كل ما نعثر عليه، ثم لاحظنا أن الذي يفوتنا أكثر مما نحرص على التمسك به وكنا نعلل النفس بأن يتم هذا المجموع عن قريب فنطبعه: وسميناه منذ ذاك الحين (ذيل اللسان) لأننا وجدنا معجم ابن مكرم أوفى كتب اللغة التي بأيدينا، ومن الغريب أن صاحب تاج العروس الذي نقل شيئا من لسان العرب فاته قدر عظيم مما جاء في اللسان مع أن السيد مرتضى استدرك ألفاظا كثيرة جمعها

ص: 833

من طائفة من المؤلفين وهي ليست في اللسان، وذهل عما في هذا السفر الجليل.

ثم إننا رأينا من الحسن أن نجمع ما تيسر لنا من ألفاظ الفصحاء الأقدمين وكلم المولدين ومفردات العوام وننبه على كل حرف من هذه الحروف لكي لا يختلط الشيء بالشيء فيبقى الدر درا والبعر بعرا على حد ما فعل صاحب القاموس والتاج وغيرهما الذين ذكروا المولد بجانب الفصيح كلما سنحت لهم الفرصة، إذ كانت الغاية الأولى من جمع تلك الكتب اللغوية تفهم القرآن والحديث لا غير.

أما اليوم فإن حاجتنا اتسعت بتبحر العمران والحضارة واحتكاكنا بالأجانب ومحاولة هؤلاء الناس قتل لغتنا فقتل قوميتنا فقتل كل ما يتعلق بهذه الربوع الشرقية العزيزة مهبط الوحي ومصدر العرفان ومنبع التمدن الصادق.

وقد ذكرنا في جانب كل لفظة نجارها إن كانت دخيلة، أو أصلها الثنائي إن كانت عربية. ثم ذكرنا بجانبها جميع الألفاظ التي تشابهها من بعض الأوجه وإذا عثرنا على لفظة لم نجدها في المعاجم ذكرنا محل ورودها ليطمئن إلى صحتها أو إلى وجودها من يبحث عنها

أما إذا وردت في التاج فلم ننبه عليها. ولم نأنف من ذكر المولدات والعاميات والمعربات التي تدور على بعض الألسنة من أهل هذا العصر كما فعل بعض اللغويين الذين امتازوا بمباحثهم الطويلة. ونشير إلى فصيحها حتى يهجرها الفصيح ويعرف معناها بعد عهد طويل من يجدها في بعض المدونات الخطية.

واليوم نجد بعض التآليف المصنفة في عهد العباسيين وفيها مئات ومئات من الكلم التي لا نفهم معانيها لأننا لا نجدها مدونة في كتبنا اللغوية ولو وجدناها لما فاتنا شيء من تلك الأسفار المفيدة. دع عنك قصور لغتنا الحالية من أداء المطلوب منها في الصناعات والفنون والعلوم العصرية وما ذلك إلا لأن المولدين الذين عرفوا ما يقابل كثيرا من هذه المفردات لم يودعوها الصحف اللغوية ولم يشرحوها الشرح الكافي فذهبت أتعابهم أدراج الرياح لقلة اهتمامهم بذاك الضرب أو تلك الطبقة من تلك الألفاظ.

وقد جمعنا بقدر طاقتنا بعض أوضاع النبات والحيوان والمعادن ووضعنا بجانبها ما يقابلها عند الإفرنج حتى إذا أراد البعض أن يتقصى في البحث يعمد إلي تأليف الاختصاصين لينال منها بغيته.

ص: 834

وكلما وجدنا كلمة عربية تشبه كلمة غير سامية أو آرية ذكرنا ذلك بقولنا: وهذه الكلمة تنظر إلى الكلمة اليونانية أو الرومانية أو نحو ذلك.

وفي كل ما فعلناه جارينا فيه لغويي الغربيين الذين لا يتركون لفظة من لغتهم إلا ينبهون على أصلها وفرعها ومأخذها ومصدرها. أما معاجمنا اللغوية الحديثة التي ألفت منذ قرن أو أقل منه فأنها تشهد بالجمود أو بالموت اللغوي، إذ كلها تجري على الطريقة القدمى ولا نرى فيها شيئا من آثار البحث الجديد الذي أمتاز به أهل المائة الماضية أو أهل هذا القرن من أبناء الغرب.

وفي بعض الأحيان نبهنا إلى الأغلاط التي أنسلت إلى لغتنا بما دسه فيها بعض الوراقين أو النساخين، أو دسه فيها بعض ضعفاء النظر من اللغويين أو من الأجانب المتعربين الذين أفسدوا لغتنا في حين إرادتهم الحسنى لها.

ولا يخفى على القارئ أن ما جمعناه هو (المستدرك على اللسان) ولهذا سميناه (ذيل اللسان). أما الألفاظ التي تروى في هذه الديوان النفيس فأننا (لم نتعرض لذكرها) على أننا

تعرضنا في بعض الأحيان لأشياء ذكرها أبن منظور ذكرا ناقصا فجئنا نحن وأشرنا إلى هذا النقص. وكل مرة ذكرنا (أيضا) فهو إشارة إلى تتمة ما جاء في اللسان عن تلك اللفظة بعينها.

وبعد أن جمعنا ما توفر لدينا رأينا أن ما دوناه هو قطرة من بحر وفي طاقة كل إنسان أن يجمع بقدر ما جمعناه مضاعفا إياه إضعافا لا تحصى ولهذا لا ندعي أننا أتينا بكل ما يرى مبعثرا في كتب القوم بل ببعض ما وجدناه فيها. وإلا فالعمر يفنى ولا نكون قد جمعنا إلا قطرة من بحر وهكذا يفعل غيرنا ولا يحق لأحد أن يدعي الإحاطة فإن هذا الأمر من رابع المستحيلات في لغتنا.

والآن نذكر بعض الأمثلة ليقف القراء على الأسلوب الذي اتخذناه في وضع هذا الذيل. ودونك الآن ما كتبناه في مادة أبد:

أبد

أبد) الشاعر يأبد أبودا: أتى بالعويص في شعره وهي الأوابد والغرائب وما لا يعرف معناه على بادئ الرأي.

أبده) خلده. ومنه وقف فلان أرضه وقفا مؤبدا إذا جعلها حبيسا لا تباع ولا تورث.

ص: 835

تأبد الوجه) كلف ونمش والرجال طالت غربته أو عزمته وكلاهما وارد. وإنما طالت عزبته لأن أربه في النساء قل. وهو عندنا تصحيف تأبل وتأبدت البهيمة أبدت أي توحشت وتأبد أقام وثبت وتمكن في المكان وأستقر فيه.

الآبدة) أيضا في اصطلاح عهد العباسيين الداهية التي تفسد الدين أو المعتقد أو هي الخروج عن سراط الشعور الديني فينشئ المعتقد لنفسه فرائض دينية كاذبة أو يخاف أمورا لا خوف فيها أو يعتمد على أشياء باطلة ولهذا سماها النصارى (الاعتقاد الباطل) وسماها الإفرنج والآبدة بهذا المعنى وردت في كتب مختلفة قال في نهاية الأرب للنويري (3: 116) الأوابد (الدواهي وهو مما حمى الله تعالى هذه الأمة الإسلامية منها، وحذر المسلمين عنها) ثم عد منها: البحيرة والسائبة والوصيلة والهام والأزلام قال: (وكانت للعرب أوابد جعلوها بينهم أحكاما ونسكا وضلالة وعادة ومداواة ودليلا وتفاؤلا وطيرة) اهـ وذكرها القلقشندي في صبح الأعشى (1: 398) فقال: (أوابد العرب هي أمور كانت العرب عليها

في الجاهلية بعضها يجري مجرى الديانات وبعضها يجري مجرى الاصطلاحات والعادات وبعضها يجري مجرى الخرافات وجاء الإسلام بإبطالها. وهي عدة أمور منها: الكهانة. . . والزجر. . . والطيرة. . . والميسر. . . والأزلام. . . والبحيرة. . . والسائبة. . . والوصيلة. . . والحامي. . . وإغلاق الظهر. . . والتفقئة. . والتعمية. . ونكاح المقت. . ورمي البعرة. . . ووأد البنات. . . وقتل الأولاد. . . وحبس البلايا. . . والهامة وتأخير البكاء على المقتول للأخذ بثأره. . . وتصفيق الضال. . . والغول. . . وضرب الثور لتشرب البقر. . . وتعليق كعب الأرنب وتعليق الحلي على السليم. . . ومسح الطارف عين المطروف وكي السليم من الإبل ليبرأ الجرب منها والحلي على الصبيان بجباية الحي وإطعامه الكلاب وشق الرداء والبرقع لدوام المحبة والتعشير وعقد الرتم وغيرها) اهـ (والآبدة) بمعنى أثر من آثار الريازة والنحت يتخذ لتخليد ذكرى رجل أو عمل حسن من أوضاع الترك - والآبدة عن بعض العوام الأخرق الأحمق

ص: 836

الذي لا يحسن شيئا، وهو مأخوذ من الآبدة بمعنى الوحش. وربما قال بعضهم الآبده بهاء غير منقوطة في الآخر وزان أحمق كأنها لغة في الأبله وهو غير بعيد كالمعكود والمعكول بمعنى المحبوس ومعده ومعله إذا اختلسه وتأبد الرجل وتابل إذا قل أربه في النساء كما أن أصل الماس: ادماس.

الأبد) وأصل معنى الأبد مأخوذة من الإبادة من مادة ب ي د: وأصل هذه المادة ثنائية أي (ب د) الدالة على التفريق والإبعاد والإضرار إلى غيرها. ومن شأن الدهر أو الأبد إبادة كل شيء. وتفريقه - وإذا فخمت الأبد صارت (ابض)(كقفل) وهو الدهر أيضا. وإذا زدتها تفخيما صارت عوض (كقول) وهو الدهر أيضا والكلمة تنظر إلى اليونانية زوس وما نسبة اليونانيون إلى زوس نسبة السلف إلى الدهر أو أوض أو عوض وأصل (عوض): (عبء) وأصل عبء: (ضوء) وجعل الباء واوا أشهر من أن يذكر وقلب الهمزة ضادا في الآخر لا يجهله لغوي. وكان من لغة الضزاز جمع الأضز: وهو من يضيق عليه مخرج الكلام حتى يستعين عليه بالضاد أي يتردد بحرف الضاد حتى يسترسل منه إلى الكلام. أما الأبد بمعنى الإبادة فينظر إلى اليونانية ومعناها خرب وأباد وأتلف وراجع لغة العرب (7: 145).

الأبد): الولد الذي أتت عليه سنة. وعندنا أنه لغة في (الولد) فوقع الإبدال في حرفين في

الهمزة والباء لإنشاء معنى جديد خاص به.

والأبد) عند بعض العوام المصريين الدعاء الثاني الذي يدعوه المؤذن قبل شروق الشمس وسمي كذلك لأن كلمة (أبد) تفتح الدعاء.

وقول بعضهم: إلى الأبد يريدون دائما. ويقولون لا أفعله أبدا بمعنى لا أفعل البتة.

أبدا): عن مصطفى جواد: وتأتي أبدا بعد الفعل الماضي المتضمن للقسم والدعاء والاستقبال كما في قول بشار بن برد في أغ 3 ص 88).

(لا تعرضت لهجاء سفلة مثل هذا أبدا)

ص: 837

وبعد (ليس) كما في قول أبي طالب في الحديدي (أي شرح نهج البلاغة لابن الحديد 3 ص 309):

فيندم بعضكم ويذل بعض

وليس بمفلح أبدا ظلوم

وقول بشار في أغ 3 ص 234:

(ولست والله عائدا إليها أبدا)

وقول الغريضي في ص 326 منه: (ولست بعائد إلى ذلك أبدا)

ولا مانع من استعمالها بدلا من قط كما في قول أبي الهندي ك 3 ص 11):

أبا الوليد أما والله لو علمت

فيك الشمول لما حرمتها أبدا

أي (لما حرمتها قط) وفي اللام من مختار الصحاح (لام التعريف ساكنة أبدا) وفي ويح منه) وأما قولهم تعسا له وبعدا له فمنصوب أبدا) أي دائما وفي كتاب المحاسن والأضداد ص 28 (فإن صاحبها أبدا مستذل مستضعف وعليك بالاستبداد فإن صاحبه أبدا جليل) وفي 89 منه:

إن اعتذر من فراري في الوغى أبدا

كأن اعتذاري رديدا غير مقبول

وقالت أخت عمرو بن عبد ود ترثيه:

لو كان قاتل عمرو غير قاتله

بكيته أبدا ما دمت في الأبد اهـ.

الأبيد). وردت في اللسان مضبوطة ضبط قلم بالتصغير كزبير والذي في التاج

الأيبد) كحيدر. أما في القاموس والاوقيانوس وسائر معاجم الأقدمين فموزون بامير وهو الصحيح وعليه أهل البادية في العراق. وهو نبات مثل زرع الشعير سواء وله سنبلة

كسنبلة الدخنة فيها حب صغار أصغر من الخردل أصيفر وهي مسمنة للمال جدا. (عن أبي حنيفة). قلنا اسمه بالفرنسية وبلسان العالم وسمي أبيدا لأنه من النبات المعمر أو الطويل العمر كما قرره علماء العصر وتحلية أبي حنيفة له من أحسن ما كتب عنه وإن لم تكن علمية وأما قول أحدهم أنه المسمى بالفرنسية فمن الأغلاط الواضحة.

المؤبد) المخلد.

مؤبدة) ناقة مؤبدة: وحشية معتاصة من التأبد وهو التوحش.

ص: 838

وإليك الآن ما كتبناه في مادة ابر من المستدرك على اللسان:

أبر

أبر) عمل وأصلح مهما كان ذلك العمل أو ذلك الإصلاح. ومنه الآبر العامل والمصلح والأبارة (تج أي تاج) وهو بهذا المعنى ينظر إلى اللاتينية وفعله وأما بمعنى القح النخل أو الزرع فهو مشتق من مادة (ار) المرأة. وأقحمت الباء لإحداث معنى جديد وإذا فخمت أبر صارت (عفر) والمعنى يبقى واحدا قالوا: عفر النخل فرغ من لقاحه ومثلهما (وبر) النخلة بالتشديد وفعل بالتشديد فرع من فعل. ولا جرم أن هناك من قال (وبر) بالتخفيف كما قالوا أبر إلا أنه لم يسمع. و (أبر) فلانا: اغتابه وآذاه (تج) وأبر الرجل كفرح صلح (قم أي القاموس) و (أبر) أو (بأر وائتبر) الحر قدميه كما في اللسان والتاج خطأ والصواب أبر أو بأر وائتبر الخير: قدمه (من التقديم).

ائتبر البئر) حفرها. قيل أنه مقلوب من البأر (تج).

الأبر) عند المشرحين العصريين: إدخال إبرة في موطن الداء لمعالجته وهو مشتق من أبرته النحلة إذا أدخلت أبرتها فيه. والأبر بالفرنسية أو

الآبر) يقال ما بالدار آبر أي أحد (عن فصيح ثعلب) ويقال أيضا في هذا المعنى الآبد والآبز (بالزاي).

الأبار) كشداد: الكثير الاغتياب والأذى وبائع الأبر أيضا وهو الأبري أيضا بكسر فسكون وفتح الباء لحن (قم) ونحن لا نرى رأيه لأن النسبة إلى الجمع المكسر الذي وزنه وزن مفرد ينسب إليه وأبر كعنب والأبار أيضا البرغوث (قم) لأن للسعه أذى يشبه أذى الأبرة.

و (الأبار) كشداد (من الفارسية آبار. راجع معجم فلرس) هو القصدير في نظر المستعيني

في مادة أسرب. أما صاحب المعجم المنصوري فيرى أنه الرصاص الأسود وهو كذلك في رأي ابن البيطار. وإشياف الأبار كحل يتخذ من مسحوقه والأبار بمعنى الأبارط لغة مرغوب عنها.

الأبارة) بتشديد الباء كجبارة بيت الأبر أو محفظتها وهي عامية.

ص: 839

الأبرة) كحربة عند أهل النوبة: خبز مستطيل والخريطة التي توضع فيها (دوزي).

الأبرة) بالكسر كقربة ما لا ثمن له من الأشياء أيا كان. قال عبد الواحد المراكشي. و (الأبرة) سمكة دقيقة تكون في البحر وكذا اسمها في الفرنجية نقلا بالمعنى لا باللفظ. - و (الأبرة) الخيري البري لنوع من الزهر (عن المستعيني) - و (الأبرة) شجرة كالتينة (قم) وهي التي يسميها اليوم الملطيون الذكار كرمان أو الدكار (أي بالذال المعجمة والمهلة) والذكار اسم عربي فصيح يراد به ذكر النخل وذكر شجرة التين وذكر كل شجرة. قال ذلك ابن العوام في كتابه والأبرة أو الذكار يعرف بالإفرنجية باسم وتذكر التينة أو تؤبر بأن تؤخذ طائفة من ثمر الأبرة أو الذكار وتنظم كالقلادة وتعلق بالتينة الأنثى فتلقح منها. وقد ذكر كل ذلك ابن العوام في كتابه ونظم أحد الأمراء ثلاثة أبيات في هذا المعنى وكان مغرما بالتين وذكرها صاحب الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية. قال:

أهل الخرابة والفساد من الورى

يعزون في التشبيه للذكار

ففساده فيه الصلاح لغيره

بالقطع والتعليق في الأشجار

ذكارهم ذكرى إذا ما أبصروا

فوق الجموع وفي ذرا الأسوار

وتأبير التينة ناشئ من هوام تكون في تين الأبرة أو الذكار وهذه الهواء تسمى أوابر جمع آبرة أو قنفش والواحدة قنفشة وبلسان العلم وهذا التأبير معروف في الشرق منذ قديم العهد.

أبرة الراعي) زهرة تخلف بزرا يكون في ما يشبه الأبرة في شكله. فيصدق على ما يسميه الإفرنج بالجيرانيوم أي منقار الكركي وبحشيشة روبر قال ابن البيطار: الغافقي: (أبرة الراعي) أو (أبرة الراهب) أما يسمى بهذا الاسم نبات يقال له (الجحليق)(ويروى الجحلق) وهو نوع من التمك وأردأ التمك (والتمك كرحل والنبات المسمى باليونانية قوقاليس (ويروى لوقانيوس وهو غلط) وصنف من النبات المسمى باليونانية غارانيون (أي

جيرانيوم) وهو الصنف الثاني منه وكل واحد من هذه يعقب مد

ص: 840

نورها شيئا شبيها بالأبر. ومن الناس من زعم أن أبرة الراهب هي الشكاعى وهو خطأ.

أبرة القرن) طرفه. وأبرة النحلة شوكتها. والأبرة أيضا كناية عن عضو الرجل (تج) والأبرة شيء كالمخيط يتخذه الملاحون لمعرفة طريقهم في البحر (ذكرها التاج في مادة جزر).

أدواء الأبر) هي الأمراض المؤذية التي تشعر بها كأن أبرا تغرز فيك (عن ابن العوام).

بيت الأبرة) ما تحفظ فيه الأبرة مغناطيسية كانت أو غير مغناطيسية.

الأبور) لنئبر أي الجش (مصب).

الأبرية الورق) أشجار أوراقها كالأبر أو كالأهداب وهو مصطلح حديث وكان الأقدمون منا يسمونها (الهدبة) بفتح فكسر.

الأبيرات) بلورات دقيقة كالأبر ترى في بعض الخلايا الحيوانية أو النباتية والمصطلح حديث وبالإفرنجية

المأبر والمئبر) كمدخل ومنبر مما يلقح به النخل كالجش (بجيم) وفي اللسان والتاج كالحش (بحاء مهملة) وهو غلط ظاهر وهو الكش أيضا. و (المئبر) كمنبر الخيط أو الأبرة الضخمة وهي من لغة العوام ولها وجه صحيح ويقال فيها المئبرة كمكنسة وقد تطلق المئبرة أيضا عند بعضهم على موضع الأبر.

المئبرة) هو الدوم أول ما ينبت وهو فسيل المقل كالأبرة (تج).

وهذا ما جاء في مادة أبز استدراكا لما جاء في اللسان:

أبز

أبز) بمعنى (قفز) وهو لغة فيه عندنا. وكذلك (أبث) وأصل قفز الثنائي (قز) وهي مادة تدل على القفز قالوا: قز الرجل: وثب وانقبض للوثوب ثم أقحموا بين القاف والزاي فاء فصارت (قفز) ثم نقلت إلى لغة من

ص: 841

يجعل من القاف همزة فصارت (أفز) ثم نقلت إلى لغة من يجعل الزاي ثاء فصارت (أبث). وهكذا تصرفوا في جميع الأفعال المتشابهة الحروف أو المتقاربتها مع بقاء المعنى على حاله فقالوا: رقز، ورقص، ورمز، وزرق، وضفر، وضفز، وتقفس، وقمص، وتقلز، وقلص، وقهز، ونفر، ونفز، ولقز، وفي كل هذه الأفعال

معنى الوثوب أو شيء منه. وقد ذكرنا بين الثلاثي أفعالا مزيدا فيها لاعتقادنا أن الثلاثي كان معروفا بهذا المعنى فمات أو لم يصرحوا به أو لم ينقلوه إلينا. وأبز بصاحبه يأبز أبزا كضرب: بغى عليه (الصاغاني) كما تقول وثب عليه. وأبز يأبز كضرب بمعنى مات فجأة أو مغافصة لغة في هبز هبزا. وقيل: مات موتا أيا كان. وعندنا أنه وقع في الفعل لغات كثيرة من ذلك قحز، وحبض، وفقز، وفقس، وفقع، وقفس، وهرز، وهزئ، وهزأ. وكلها تدل على الموت إلا أن الاختلاف في الحروف يدل على اختلاف في الموت. وهو مشتق من معنى الأبز الذي هو الوثب كأن الحي ينتقل إلى الآخرة وثبا.

آبز) يقال: ما بها آبز كما تقول ما بها آبد وما بها آبر أي أحد. وآبز بهذا المعنى وردت نقلا عن الرضي في شرح الشاطبية: وهو من باب المجاز (تج)

أبوز) نجيبة أبوز كصبور: تصبر صبرا عجيبا (قم).

وهذا ما دوناه في مادة أبس:

أبس

أبسه) من باب التفعيل عيره وأرغمه وأغضبه وحمله على أغلاط القول له.

تأبسه تأبسا) عيره تعبيرا ونص اللغويين وجميعهم التأبس: التغير وهو خطأ والذي ورد بهذا المعنى هو التأيس بالياء المثناة التحتية. وأما التأبس بالباء الموحدة التحتية فهو التعيير مصدر عيره فيكون في معنى التأبس التصغير والتحقير والتعيير، وكما قالوا تنقصه قالوا تأبسه وتفعل هنا للتعدية. هذا الذي نراه يتسق مع معاني المادة اب س. وأصلها من البس الذي معناه السحق والتفتيت فيكون التصغير والتحقير من المجاز وقد ذكر التاج التأبيس بمعنى التعبير بباء موحدة تحتية بعد العين وهو عندنا خطأ.

ص: 842

أباس) يقال امرأة أباس (كغراب) إذا كانت سيئة الخلق.

الأبس بالفتح الحدب (بحاء مهملة) والذي في نسخ القاموس المطبوعة الجدب (بجيم ودال مهملة ساكنة وبآء). وهكذا نقله صاحب التاج. وقال عن هذا المعنى: (نقله الصاغاني في كتابه) أما في نسخ القاموس الخطية فالكلمة تختلف بين الجدب والحدب والحزن والذي يوافق وضع المادة أن يكون المعنى هنا الحدب (بحاء مهملة ودال مهملة وباء) وهو يوافق ما جاء في سياق كلام القاموس ولا سيما اللسان. فإنه لم يذكر الجدب ولا الحدب، بل قال

المكان الغليظ الخشن وهذا يوافقه الحدب (كسبب) وهو الغلط المرتفع من الأرض، فيكون الجدب بالجيم من غلط النساخ، إذ لا يتوجه توجها يتفق ومعاني المادة، اللهم إلا أن يقال أن الأبس هنا مبدل من (اليبس) وهو غير محتمل لأن اللغويين ذكروا مرادفا للابس الشأز وهذا موافق للحدب فقط. وكذلك قل عن الحزن الذي ورد في بعض نسخ القاموس المخطوطة، فإنه يوافق المعنى المنشود لأن الحزن ما غلظ من الأرض. زد على ذلك أن الأبس تنظر إلى اللاتينية أو التي تستعمل أداة داخلة على بعض الألفاظ ليكون في مدلولها المعارضة والمقاومة والشأز فإنهم يقولون مثلا أي مانع أي اعتراض أو حجز. والابس ينظر أيضا إلى اليونانية وهو العقد.

الأبس) بمعنى ذكر السلاحف وهو الرق والغيلم ينظر إلى اليونانية أمس وقلب الميم باء كثير في اللغات ولا سيما لغتنا. ولا جرم أنهم فعلوا ذلك تمييزا لها من (أمس) لليوم الذي قبل يومك. والأبس على الحقيقة هو سلحفاة الماء العذب ذكرا كان أو أنثى واسمها عند العلماء

الإبس) بالكسر الأصل السوء.

هذه الأمثلة تدلك على الأسلوب الذي اتبعناه في وضع مستدركنا على لسان العرب. فأنت ترى منه أننا لم نجتزئ بنسخ المعاجم كما فعل بعضهم في القرن الماضي ويفعله البعض الآخر في هذا القرن بل توخينا التحقيق والتدقيق والمقابلة والمعارضة ليصرح الحق عن محضه. وهو ولي التوفيق.

ص: 843