الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فوائد لغوية
عثرات إبراهيم اليازجي وجرجي جنن البولسي في مغالط
الكتاب ومناهج الصواب
21 -
وقال في ص 50 ناقلا عن اليازجي (تقول: تراوح الرجلان العمل: تعاقباه) قلت: يقال: عاقبه في العمل فتعاقبا فيه أي تتابعا واليازجي قد عداه بنفسه فالصواب أن يقال: (تراوح الرجلان العمل: تعاقبا فيه أو عليه) وإذا قال معترض إن هذا من باب حذف حرف الجر وتعدية الفعل بنفسه قلنا ذلك سماعي ولا يطرد إلا قبل (أن) وإن استثقالا للنطق بحرف الجر واستسهالاً للتعبير.
22 -
وقال في ص 48 ناقلاً عن اليازجي (غلط: رغب الشيء وشيء مرغوب. صوابه: رغب في الشيء - أراده وأحبه. وشيء مرغوب فيه) قلت: قد استبان لي أن اليازجي لم يطالع كثيرا من كتب اللغة لأن تعدية (رغب) بنفسه قد ذكرها العلماء ولا حق لليازجي في تخطئة من عداه بنفسه ففي المصباح المنير (رغبت في الشيء ورغبته يتعدى بنفسه أيضا إذا أردته) فالشيء إذن (مرغوب). وقد كان الواجب على اليازجي أن يقول (الفصيح: رغب في الشيء) لأن تعديته بنفسه قد اقتبسها العلماء من قوله تعالى: (وفي يتامى النساء اللاتي لا تؤتوهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن) غير عالمين أن حرف الجر قد حذف وفي الآية دليل على أنه (عن) والدليل قرينة متقدمة.
23 -
وغلط اليازجب في ص 49 من قال (هذا من أسباب حضارة الأمم ورفاها) محتجا بأن الصواب (الرقي والأحسن الترقي أو الارتقاء) قلت إن القائل (رقى الأمم) مصيب كل الإصابة لأن الرقي جمع (رقية) بكسر الراء وهي مصدر الهيئة للفعل (رقى) و (فعلة) بكسر فسكون ففتح تجمع قياسا
على (فعل) كعنب مثل (لحية ولحى) و (حلية وحلى) و (جزية وجزى) و (بنية وبنى) و (كسرة وكسر) و (قصدة وقصد) و (قطعة وقطع) وما لا يستقصى.
24 -
وقال في ص 47 نقلا عن اليازجي (غلط: فعل هذا بغير رضائي صوابه: رضاي
- اختياري) ثم احتج بأن (راضاه رضاءا ومراضاة - طلب رضاه وتوخاه) قلت: هذا النقد من غريب نقد اليازجي فإن دليله ينقض نقده وذلك أنه فسر (راضاه)(طلب رضاه) فكيف يخطأ من يقول (فعل هذا بغير أن يطلب رضاي أي من دون موافقتي؟) والذي استدرج اليازجي إلى هذا الخطأ إضافة المصدر إلى الياء إذ حسب أنه مضاف إلى فاعله. على أنه مضاف إلى مفعوله. والتقدير (بغير مراضاته إياي) فلك أن تقول (فعل هذا بغير ترضيتي) والتقدير (بغير ترضيته إياي) فلما حذف ضمير الفاعل حل محله ضمير المفعول متصلا.
25 -
وقال في ص 47 ناقلا عن اليازجي (رشاه يرشوه رشوا - أعطاه الرشوة ج رشى) ثم قال (غلط ارشاه) قلت ليست دعواه في شيء من الصواب لأنه يغلط من دون أن يستقصي البحث ففي مختار الصحاح (واسترشى في حكمه طلب الرشوة عليه. وأرشاه: أعطاه الرشوة) فهذا نص صريح فصيح وما اليازجي إلا مخطئ. ولعل معترضا يقول: قد يكون هذا ثلاثيا. فأقول له (إنه ذكر قبل هذا (وقد رشاه من باب عدا) فلا موضع للالتباس ولا موطن للاشتباه. فقوله دليل ناطق ولو لم يذكره غيره.
26 -
قال في باب (رشا): ما يعطيه الرجل للحاكم ليحكم له. فعدي (يعطي) إلى مفعوله الثاني بلام التقوية وليس ذلك صوابا لأن هذا الفعل متعد بنفسه إلى مفعوليه ولأن لام التقوية لا تطرد في معمول الفعل دائماً بل في معمول اسم الفاعل واسم المفعول والمصدر.
27 -
وقال الأبد جورج جنن في ص 46 (غلط: مربي السفرجل. صوابه: مربب السفرجل وهو المعمول بالرب) قلت إن الأب مثل اليازجي في التخطئة السريعة التي تسوق الإنسان إلى الاستجهال مع أنه جاهل لما استجهل غيره من أجله. قال في مختار الصحاح (والرب: الطلاء الخاثر، وزنجبيل
مربب معمول بالرب كالمعسل ما عمل بالعسل ومربى أيضا من التربية) فما الفرق بين أن يقول القائل (وزنجبيل مربى) و (مربى السفرجل) من حيث معنى (مربى) فالأب مخطئ للصواب في ما اعتمد عليه فكره والدليل قد أقر بذلك.
28 -
وقال في ص 45 ناقلا عن اليازجي (لأن النظر هنا يدل على الفحص والتدبر بخلاف الرؤية التي لا تكون إلا بالعين) قلت إن اختصاص اليازجي الرؤية بالعين مرغوب عنه لأن الرؤية تكون بالعين والعقل الذين سموه من قبل (قلبا) وقد نص على ذلك
القاموس.
29 -
وقال الأب جروجي جنن نفسه في ص 43 (غلط: ذريت الملح، صوابه: ذررت الملح) ثم قال (وأما ذرى (بالتشديد) فيستعمل للحنطة والتراب ونحوه) ولكنه وقع في السطر الثاني في الخطأ نفسه فقد قال (وذررت أنا الحنطة: أطرتها قليلا في الهواء بالمذرى لكي أنقيها من التبن) وذلك باستعماله (ذر) للحنطة مع إرشاده الناس إلى أن الصواب (ذريت الحنطة) وهذا هو العلم المتكلف.
30 -
وقال الأب أيضاً في الصفحة بعينها (غلط: ابنه بالذخيرة صوابه ابنه بالتبني فالابن متبنى ومتخذ ابنا. والأب كفيله لأنه يكفله ويعوله ويقوم بأمره) وقد غلط الأب غلطين أولهما قوله (كفيله) والصواب أن يقول (كافله) لأن الكفيل هو الضامن في الدين وفي ما أشبهه. أما الكافل فهو الذي يكفل إنساناً أي يربيه ويعوله ومنه قوله تعالى عن مريم عليها السلام (وكفلها زكريا) والكفيل من (كفل به) والغلط الآخر قوله (متبنى ومتخذ ابنا) بوضع الواو مع أن معنى الجملتين واحد فالصواب (أي متخذ. . .)
31 -
وقال في ص 40 ناقلا عن اليازجي (غلط: أدليت الأحكام إليه صوابه أسندت إليه ولم يسمع استعمال (أدلى) بهذا المعنى) قلت إن ذلك عجيب لأن العرب إن كانوا لم يستعلموا (أدلى) بهذا المعنى فإنهم لم يغلقوا أمامنا باب الاستعارة ولا باب الكناية ولا غيرهما من الأبواب المباح دخولها. فقد استعيرت البئر للرجل واستعير الماء العذب للحق واستعيرت الدلو للأحكام فهي تمتلئ من الحق وتعود بأدنا مكتظة ليرتوي طلاب الحق منها.
له بقية
مصطفى جواد