الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصرة الحق واجبة
ألا يا قومنا اتخذوا الجهودا
…
وسائل تبلغ الشعب السعودا
وكونوا راكنين إلى اتحاد
…
يكون لجمعكم ركنا وطيدا
ولا يستضعفن المرء منكم
…
فأن عليه أن يبقى شديدا
إذا لاقته معضلة طواها
…
كما تطوي سراع الطير بيدا
فيا من حقه أضحى مضاعا
…
دع اليأس المميت وكن حديدا
ولا تجزع من الموت الموافي
…
فأن الموت لا يدع الطريدا
وكن في الحرب كرارا شجاعا
…
فمن جبنوا فقد صاروا عبيدا
وحارب شطر (رشاش) مبيد
…
فليس لمجدك الباقي مبيدا
وقابل مدفعا أفنى حقوقا
…
فصون الحق يكسبك الخلودا
فما العرب الأولى حاطوا حماهم
…
سوى قوم بدوا قبلا أسودا
فيا عربي شبل العرب جاهد
…
لهم وأرفع لعزهم البنودا
وصل واهجم وحارب كل ظلم
…
ودافع مخلصا واحفظ عهودا
وأخرج بالحراب حقوق قوم
…
عطاشى الحق قد أرووا الوعودا
فما للحق في الدنيا وجود
…
إذا لم يظهر البأس الوجودا
ولا تأمن على وطن غريبا
…
فأن السيد أغتال المسودا
وناضل للبلاد نضال حر
…
بئيس رام في العليا صعودا
فأنا في زمان ليس يحيا
…
به إلاّ القوي فخذ حدودا
فدباباتهم في الأرض تسعى
…
تهد الحصن والسور المشيدا
وطياراتهم في الجو عامت
…
تنث الموت والظلم العديدا
وطراداتهم جابت بحورا
…
تبيد الشيخ والطفل الوليدا
وغواصاتهم غاصت فشقت
…
بوارج لا تطيق (الطوربيدا)
ولسنا منكرين لما أروه
…
من التقديم فاكتسبوا السعودا
وأوروا للأنام منار علم
…
له الأعمال قد صارت شهودا
وساروا للرقي بكل نهج
…
فأمسى الجهل عندهم وئيدا
ولكن لم يزالوا في تعاد
…
مع الأحرار فاغتالوا الوحيدا
وباستعمارهم أوهوا بلادا
…
لمن قد ود أن يحيا سعيدا
قد اتخذوا العلوم وسيل فتك
…
بمعتزلين ما داموا رقودا
ولو رنت العلوم إلى مناهم
…
لولت عن مفاهمهم بعيدا
ولو ساءلت أهل الأرض حينا
…
عن استعبادهم أمدا مديدا
لقالوا: ويلنا من ظلم قوم
…
أرونا العيش مكروها مكيدا
إذا قلنا: دعونا نسترح من
…
قيود أحكموا فينا القيودا
عتيدا من مرافقنا انتقوه
…
ولما يصلحوا عيبا عتيدا
وقد ساروا على نهج ذميم
…
فأما طولبوا صدوا صدودا
قيام أن أرادوا سلب شيء
…
وعن إصلاحنا ظلوا قعودا
فدع أقوالهم إذ تلك بحر
…
من الإيهام يورثنا الجمودا
عهودا أو وعودا أو قيودا
…
نرى أم كان ثورتهم مودا؟
حياة أم ممات أم سبات
…
تلاقينا فتجعلنا همودا؟
الكاظمية: مصطفى جواد
(لغة العرب) كل من يطالع مقالات الأستاذ مصطفى أفندي جواد يحكم بأنه راسخ القدم في القواعد العربية وقابض على أعنتها بنوع يدهش من يقف على كلامه المتين المنقح. وكذا يقال عن حسن نظره في النقد إذ يراه كل فاضل بعيداً عن الطعن بآداب المنتقد الشخصية ولا يتعرض إلاّ لما يقول. وما كنا نظن أن ممالئنا في تحرير هذه المجلة يتقن الشعر من جهة الخيال. فجاءت هذه القصيدة العامرة الأبيات تشهد له بعلو الكعب في الضرب على أوتار العود العربي فنحن نهنئه بهذا الفوز العظيم ونتوقع أن يتحفنا بمثل هذه القصيدة العصرية الدالة على شعر وشعور عاليين، ونرجو منه أن لا يترك ما كان يجود به علينا من قريحة نثره المسبوك في قالب البلاغة المنيعة.