الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب المكاتبة والمذاكرة
كتاب الخراج لجعفر بن قدامة
نشر المستشرق دي خوي الهولندي في سنة 1889 جانبا من هذا الكتاب في الجزء السادس من الأسفار التي أطلق عليها العلامة الذكور اسم (خزانة جغرافيي العرب) وذلك من الصفحة 186 إلى ص 266 وما وشاه بالطبع لا يحوي إلا الباب السادس من اصل التصنيف والمخطوط الذي انتفع به الناشر يرى في خزانة كتب كوبريلي في استانبول.
ومن هذا التأليف نسخة في مجموعة شفر في باريس وقد ذكر دي خوي في مقدمة النص الذي أبرزه للوجود أن الأعلام في هذه النسخة مشوهة تشويها يعسر على الباحث أن يعرف حقيقتها. هذا فضلا عن أن النص مهشم تهشيما وكثير الأغلاط والأوهام والبياض. وبعد معارضته بنسخة استانبول ظهر أن اغلب تلك الهفوات ترى في النسخة الأم، وليس لي علم بنسخة ثالثة من هذا الكتاب الجليل الفوائد. والذي منع العلامة دي خوي من نشره بحذافيره سقم النسختين لا غير. فإذا كان عند أحد الأدباء نسخة حسنة فليحسن إلينا بتعريفها للقراء وله الفضل والمنة.
بكنهام (إنكلترة): ف. كرنكو
قبر الإمام أبي يوسف في مقبرة قريش
كنت تصفحت في لغة العرب المحبوبة ما كتبه السيد عبد الحميد عبادة عن الشك الذي خامره في موضع قبر الإمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة ولم آبه كثيرا للتعليق على ما كتبه حتى جاء السيد ب. م. م فكتب في الصفحة 150 من مجلد السنة الحاضرة يثبت بشهادة البشاري المقدسي صاحب أحسن التقاسيم
في معرفة الأقاليم وجود قبر أبي يوسف في مقبرة قريش.
فتنبهت إلى التثبت من ذلك ورجعت إلى نسختين مخطوطتين من رحلة أبي الحسن الهروي المعروفة ب (الإشارات إلى أماكن الزيارات) كان تفضل فأستنسخهما لي بالتصوير الشمسي العلامة الجليل الأستاذ أحمد تيمور باشا من الأصلين المحفوظين في
خزانة كتبه العامرة الحافلة بالنوادر وأهداهما إلي فوجدت الهروي يقول ما نصه بالحرف:
بغداد دار السلام وقبة الإسلام ومقر الإمام عليه السلام بها الإمام موسى ابن جعفر الكاظم عليهما السلام عمره اثنان وثمانون سنة وبها الإمام محمد ابن علي بن موسى الجواد ولد بالمدينة عاش سبعا وعشرين سنة وبها الإمام الأمين محمد بن الرشيد رضي الله عنهم وجماعة من الأشراف في مقابر قريش وقبر أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم صاحب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنهما.
ثم تذكر بعد ذلك محلة الرصافة ومن دفن بها من الخلفاء.
ولا يخفى أن أبا الحسن الهروي توفي سنة 611 هـ 1214 م بعد أن طوف بالبلدان وبحث وتقصى فشهادته تعتبر شهادة عيان بعد شهادة المقدسي الذي عده السيد ب. م. م شاهد عدل وهو كما قال.
أما عناية ملوك آل عثمان بمرقد الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان وصاحبه فيرجع إلى انهم كانوا يقلدون مذهبه الحنفي ويرون تلك العناية من لوازم الخلافة كما جاء في كتاب وقف للسلطان سليمان القانوني حبس به بعض القرى والدساكر على تكية زوجه في بيت المقدس والى القارئ جملة من ذلك الكتاب المدون في سجلات المحكمة الشرعية فيها:
(هو الذي شرفه الله الملك السلام بتعهد لوازم بيته الحرام ومراسم روضة النبي عليه الصلاة والسلام ويسر له نظم مناظم المشهدين بأحسن نظام وعمر
مرقد الإمام الأعظم بالتوسيع والإملاء والإعظام فحق أن يقال له انه أتم حق الخلافة حق الإتمام وأظهر قواعد الدين القويم بالإظهار التام أعقل الخواقين الفضل وأعدل السلاطين الكمل الخ.
وتاريخ هذا الكتاب أواخر شوال المبارك 967هـ 1560م وهو ملحق بوقف للسيدة خاصكي سلطان تاريخ كتابه أواسط شعبان سنة 964 (1557).
حيفا (فلسطين): عبد الله مخلص
منية المريد ومسكن الفؤاد مطبوعان
جاء ذكر هذين الكتابين في الجزء الثامن من المجلد السادس للغة العرب (ص 563) تحت عنوان (خزائن إيران) وكأن الناشر قد اعتبرهما (مخطوطين) أما أنا فلا اعتبرهما كذلك لعلمي انهما مطبوعان ومؤلفهما العلامة الشهير الشيخ زين الدين (كما يقول صاحب
الروضات نور الدين) بن أحمد بن جمال الدين بن تقي الدين صالح بن مشرف الشاملي العاملي أحد رجال القرن العاشر الهجري المتوفى سنة 966هـ وقد اشتهر عند الخاصة والعامة (بالشهيد الثاني) وهو أول من ألف في (التربية والتعليم) من علماء الإمامية أما كتابه (منية المريد، في آداب المفيد والمستفيد) فقد طبع مرتين مرة في إيران ومرة في هندستان وكلتا الطبعتين سقيمة.
وقد نظم هذا الكتاب كله على (بحر الرجز) أحد علماء النجف المشاهير المنسيين هو الشيخ عبد الرحيم (المتوفى سنة 1313هـ) بن محمد حسين بن عبد الكريم بن محمد بن محمد رضا بن محمد تقي بن المحدث المجلسي الشهير الشيخ محمد باقر صاحب كتاب (بحار الأنوار) والمتوفى سنة 1111هـ وسماها (محاسن الآداب) كما قال الناظم:
سميتها (محاسن الآداب)
…
للطالبين من أولى الألباب
حوت لباب (منية المريد)
…
وهو كتاب شيخنا الشهيد
وهذه الأرجوزة مخطوطة ومنها في (النجف) ثلاث نسخ إحداها في خزانة كتب العلامة الشهير الشيخ نعمة الطريحي المتوفى سنة 1293هـ وتحتوي على 700 بيت تقريبا رتبها ناظمها على (مقدمة وفصول وخاتمة) وجعل لكل فصل عنوانا خاصا به؛ وليست كلها على نمط واحد من حيث أسلوب بلاغتها وسبك
ألفاظها لذا يجد كل من أنعم النظر فيها (الغث والسمين) بل يجد في بعض أبياتها ركاكة شعرية لا تغتفر في نظر أهل (الفن والصناعة) وألفاظا غير صحيحة الاستعمال عند أهل اللغة. قال الناظم في مطلعها:
أعوذ بالله من الشيطان
…
ومن شقاء النفس والطغيان
وقال في ختامها:
وهاهنا قد تمت الرساله
…
في غاية السرعة والعجاله
في مائتين بعد ألف ومعا
…
بعدهما تسعون حيث اجتمعا
وأما كتاب (مسكن الفؤاد في فقد الأحبة والأولاد) فطبع أيضا طبعا سقيما في (النجف) سنة 1342 هـ سنة 1924 م في (المطبعة الحيدرية) على نفقة أصحابها الضنينين به وبغيره من (المطبوعات) على الصحف والمجلات، فجاءت في (84) صحيفة بقطع الربع، وهذا الكتاب مرتب على فصول تضمن أخبارا وطرفا ونوادر وحكايات فيما يختص بالتسلية كما
يظهر من (أسم الكاتب) وقد جرده طابعوه من الفهرست شأنهم في أكثر الكتب التي يطبعونها على نفقتهم ويبقونها على علاتها.
النجف: عبد المولى الطريحي
عوض
أخاف أن العلامة صديقنا الأب أنستاس ماري الكرملي في عصبيته العربية جاوز الحد لما قال أن عوض هو الإله اليوناني زيوس. فأن هذه الكلمة كلمة آرية محضة والزاي في أولها تبدل من الدال في اللغة اللاتينية يعني وهذه الكلمة تكرر في اللغات الآرية فتجد في اللغة الليتوانية ملفوظة ثيووس وكذا في لغات أخر آرية محضة.
بكنهام (إنكلترة): ف. كرنكو
(لغة العرب): لما كتبنا أن عوض هو زيوس اليوناني عرفنا أننا نستهدف لنقد المستشرقين بلا أدنى ريب على أننا لا نخشى منه. إذ قد وطنا نفسنا عليه. إن حضرة صديقنا العلامة المتضلع من لغتنا ومن لغات عديدة يقربان (زيؤس) اليونانية و (ديؤس) اللاتينية من صلب واحد. وهذا كان رأينا منذ القديم
فقد كنا نشرنا في مجلة (المشرق) البيروتية (3: 681 وما يليها) في سنة 1900 إن كلا الحرفين مشتق من العربية (ضوء) لأنك إذا حذفت من آخر اللفظين الأجنبيين الكاسعة بقي عندك (زيوء) أو (ديوء) فهما بلا أدنى شك لفظ (ضوء) بحروف الأعاجم وهم يقرون أن معناهما الضوء كما نعترف لهذا اللفظ بمعنى النور.
بقي هناك أمر وهو كيف صارت (ضوء): (عوض)؟ - قلنا: إن الحرف الضاد في اللغة العربية يأتي بصورة عين. فإن الآرميين يسمون مثلا الأرض (أرعا) أو (أرع) بعد حذف الألف. والضال: (عالا) والضب: (عبا) إلى غيرها وهي كثيرة. فلو أنطقنا إرميا بكلمتنا (ضوء) لصارت (عوء) بلسانه بل أيضا بلسان بعض القبائل من قومنا الأقدمين الذين كانوا يجاورون الآرميين ويجارونهم في ألفاظهم وأوضاعهم وتعابيرهم. ففي لغتنا مثلا يقال بلا فرق: ضج وعج. الضمد والعمد. جرض وجرع. الضب والعلب (وهنا أقحموا اللام تفننا وزيادة في المعنى كما قال سيبويه).
زد على ذلك أن بعض السلف منا (كان يضيق عليه مخرج الكلام في الآخر فكان يستعين
عليه بالضاد وهؤلاء هم الضزاز) (التاج في ض ز ز). وهكذا قالوا في (عوء): (عوض). هذا فضلا عن كثيرين من قدمائنا كانوا يجعلون الهمزة ضادا أينما وقعت، وكما أنهم قالوا في عوء: عوض، قالوا في أوى إليه: ضوى إليه.
وبعد هذا الشرح الموجز المنخول لا نحتاج إلى تأييد القول بطريق المعنى إذ هو أيضا واحد في (عوض) العربي، و (زيؤس) اليوناني و (ديؤس) اللاتيني.
أما أن (زيؤس) آرية محضة فهذا لم ننكره إلا أننا نقول أنه يمت إلى لغتنا بنسب قديم وعندنا من الأدلة شيء لا يحصى إذ رأينا كثيرا من الألفاظ الآرية ترجع في أصلها إلى النجار السامي - وإن شئت منا صراحة - قلنا لك: (إلى أصلها العربي) وقد أحصينا منها مئات لا عشرات. وهكذا لا نرضى بقول لغويي الغرب أن لا صلة بين الآرية والسامية؛ إذ بيدنا المعاول العلمية ما ينسف تلك الصروح عن آخرها ولا بد من أن نأتي بها يوما.
ديانا ابن المقفع
قلتم في (6: 61): في كل ما أوردتموه ليس دليل على تدين الرجل. . . وهذا لا يثبت أن القائل بها متدين بل أن الرجل كان دينا مع الدينين وخبيثا مع الخبثاء. . . وهل تنسون الآية. . .
فأقول: لم نجد دليلا للإيمان أعظم من إقرار المرء بإيمانه فاعترافه يثبت تدينه اللهم إلا إذا فهمنا من الخارج أو من كلام له ما يدل على كفره وإلحاده. أما الآية التي أوردتموها فقد نزلت في المنافقين ومن أين ثبت أن ابن المقفع كان دينا مع الدينين وخبيثا مع الخبثاء حتى تشمله الآية؟
الأبرياء من الزنادقة: لا يخفى أن الأبرياء الذين رموا بالزنادقة أما أن كان الرمي من قبل الجاهلين الذين يجهلون كلام الرجال ولا يفهمون مقاله فيحملونه على محمل سيء كالفيلسوف عمر الخيام النيسابوري فالجاهل لا يستطيع فهم بعض رباعياته فيأخذها على غير المعنى المطلوب. وأما إن كان الرمي من قبل الأعداء كأبي العلاء المعري الشاعر الدين الذي رماه أعداؤه بالمروق من الدين ووضع غواة تلاميذه وأهل عداوته أشعارا نسبوها إليه قصدا لإهلاكه وإيثارا لإزهاق روحه ولذا فقد ألف الشيخ كمال الدين بن العديم كتابا أسماه (دفع التجري على أبي العلاء المعري)؛ وصحة عقيدته ظاهرة من معظم
أشعاره وجميع أعماله.
وكذلك الحكيم البليغ ابن المقفع فلم يرمه أحد بالزندقة سوى عدوه سفيان ابن معاوية أمير البصرة وترى المؤرخين يقولون: إن ابن المقفع كان كثير الاستخفاف بسفيان بن معاوية فقتله سنة 143 هـ - 761 م فسبب قتل سفيان لابن المقفع هو حقده الناشئ من كثرة استخفافه به لا كما ادعاه هو نفسه من أن قتله إياه لزندقته. هذا فضلا عن أن الرجل المقر بالإيمان والتوحيد لا يقال له زنديق بمجرد أن رماه حاكم فاسق بالزندقة علاوة على أن العلماء الذين ترجموا الرجل وتعرضوا لذكر أحواله لم يذكروا إلحاده ومروقه.
سبزوار (إيران): محمد مهدي العلوي
(لغة العرب) جاءنا هذا الرد منذ نحو سنة فلم يتهيأ لنا نشره سوى الآن لكثرة ما عندنا من المقالات فنعتذر إلى حضرة صاحبه.