الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللباب ورباعيات الخيام
في نظر المستشرقين
نشر العلامة المستشرق الكبير الألماني الأستاذ: ج. كامبفماير مقالة في مجلة (أخبار مدرسة اللغات الشرقية في برلين)
السنة 31 (القسم الثاني - مباحث عن آسية الغربية) طبعة خاصة - برلين سنة 1928
بالمطبعة الانبراطورية - يذكر فيها رأيه في اللباب ورباعيات الخيام للأستاذ الفيلسوف الزهاوي.
معرض الأفكار الشرقية
1 -
اللباب - (وهو المختار مما قرضه جميل صدقي الزهاوي من الشعر في أدوار حياته) - يصعب علي أن أقدم هذا الديوان الجديد للشاعر جميل صدقي الزهاوي إلى القارئ بأحسن مما قدمه المؤلف نفسه وذلك في المقدمة التي أورد في ما يلي ترجمتها بتمامها (هنا المقدمة من أولها إلى آخرها مترجمة إلى الألمانية مع ترجمة الأبيات التالية نظما):
لقد أظهرت مقتا لها عند نقدها
…
لشعري ناس كان يمقتها شعري
ولست أبالي بالذين يرونه
…
بعيدا عن المألوف من صور الفكر
وما كنت في شعري لغير مقلدا
…
وما أبعد التقليد عن شاعر حر
تصوره عقلي وأبرز لونه
…
خيالي إلى حد وجاش به صدري
يجد القارئ نموذجا من شعر الزهاوي في الأبيات المدمجة في متن المقدمة وفي مرثية سعد زغلول باشا التي أثبتناها في ص 122 (ف).
إن الطريق الجديدة التي ينتهجها الشاعر وبلاغته التي تزينها البساطة والوضوح لمما يطبع في نفوسنا نحن معشر الغربيين أثرا بليغا جديرا بالاحترام والإعجاب.
وإن ذلك النفر القليل في الشرق الذي يستهل الشاعر المقدمة بالتنويه بذكره لفي نمو مستمر وفضلا عن ذلك فإن شعر الزهاوي أينما حل ترحب به الصحافة العربية بالتفات عظيم.
ومما هو جدير بالإطراء في هذا الصدد - تجاه ما نقلناه في ص 172
عن رأي الأب
اليسوعي لويس شيخو - إن الزهاوي (كشاعر مسلم كما يذكر شيخو) هو الذي ترأس اللجنة التي هيأت الاحتفال بعيد يوبيل الأستاذ الأب أنستاس ماري الكرملي في خريف 1928.
رباعيات الخيام
(ترجمها عن الفارسية نثرا ونظما جميل صدقي الزهاوي)
يورد الزهاوي في هذا الكتيب برهانا ثانيا جديرا بكل اعتبار عن الطريق الجديد الذي يسير عليه. إن رباعيات الخيام لم ينقل منها إلى العربية إلى يومنا هذا إلا القسم القليل؛ بعضها مترجم عن الإنكليزية ففقد الأصل روعته إذ أفرغ في قالب غير قالبه فضاع فيه معناه والبعض الآخر وإن كان مأخوذا مباشرة عن الفارسية إلا أنه - كما شعر الزهاوي - لم يؤد ذلك الجمال الرائع وتلك الأنغام الشعرية التي امتازت بها الرباعيات.
أخذ الزهاوي على عهدته القيام بهذا العمل فأتقنه بأسلوب من شأنه أن يمهد لأبناء العربية التقرب من نفسية الشاعر الفارسي ودخائلها وحقا أنه لقد أجاد كل الإجادة في ذلك.
أورد الزهاوي رباعيات الخيام - ليس كلها بل 130 رباعية انتقاها لجمالها ولأنها تنم على فلسفته في الحياة ومسلكه في الاجتماع - بالأصل الفارسي أولا ثم مترجمة إلى العربية نثرا ونظما بصورة صحيحة متقنة وفي نهاية المقدمة التي تشيد بذكر الشاعر الفارسي ورباعياته - يلهج الزهاوي بالثناء على ملك العراق الجليل فيصل ركن النهضة العربية ويختمها بالعبارة التالية التي تنم على الآمال التي يضمرها هو وأبناء شعبه لتحقيق تلك الأماني: (حقق الله به آمال الأمة العراقية وسهل لها أن تتقدم في ظل عرشه الوارف حتى تعيد مجدها الغابر ومنزلتها الرفيعة بين الأمم وجعل للأدب العربي في أيام شوكته دولة تضاهي في رفعتها دولة الأدب في الغرب فتزهر في العراق الآثار الثمينة بتنشيطه وتبقى خالدة في طيات الدهر ترتلها الأجيال المقبلة مقرونة إلى اسمه العظيم) فنحن نسدي إلى فيلسوف الشعراء التهنئة على فوزه الأدبي المبين هذا لأنه جاءه بشيء جديد في عالم الأدب الشرقي لم يسبقه إليه أحد.
ج. كامبفماير