المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب المشارفة والانتقاد - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٧

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 65

- ‌سنتنا السابعة

- ‌في يوبيل أنستانس الذهبي

- ‌لجنة اليوبيل الكرملي

- ‌دعوة الزهاوي

- ‌حفلة يوبيل العلامة الكرملي

- ‌رسالة المجمع العلمي العربي في دمشق

- ‌برقيات المستشرقين

- ‌لغة العرب

- ‌العلامة الكرملي في حفلة تكريمه

- ‌تقدير النبوغ والعبقرية

- ‌في موقف التكريم

- ‌نشيد وتفنيد

- ‌أقوال الصحف

- ‌العدد 66

- ‌اللغة العربية والتجدد

- ‌عند الشاطئ

- ‌رشيد الدين

- ‌البعيم

- ‌لواء الموصل

- ‌عوض

- ‌الأرملة المرضعة

- ‌يا محب الشرق

- ‌قبر الإمام أبي يوسف

- ‌اليوبيل

- ‌ثياب الشرق في بلاد الغرب

- ‌السيد محمد علي الشاه عبد العظيمي

- ‌نظرة في تاريخ مساجد بغداد

- ‌خزائن كتب إيران

- ‌صدى اليوبيل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 67

- ‌الشمسية

- ‌صفحة من تاريخ التطعيم

- ‌اللغة العربية والتجدد

- ‌معجم الشعراء للمزرباني

- ‌دار ابن الجوزي وقبره ببغداد

- ‌ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

- ‌خزائن كتب إيران

- ‌جامع قمرية والمدرسة العمرية

- ‌عشائر لواء الموصل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 68

- ‌حضارة الإسلام ومفكروه

- ‌قبر الإمام أحمد بن حنبل

- ‌أسماء القبائل وأنسابهم

- ‌السرحيون أو الشرويون

- ‌على يفعول

- ‌من أوهام المنجد

- ‌الحامض وأنواعه

- ‌نصرة الحق واجبة

- ‌اليزيدية

- ‌صدى اليوبيل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 69

- ‌حضارة الإسلام ومفكروه

- ‌في ظلال الحب الشريف

- ‌قبر ابن الجوزي وقصور الخليفة

- ‌معجم المرزباني

- ‌صفحة منسية من تاريخ نادر شاه

- ‌المدرسة البشيرية

- ‌لواء الدليم

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌الشفق الباكي

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 70

- ‌اليزيدية

- ‌كحل الإخفاء

- ‌إلياس صالح اللاذقي

- ‌نسخ كتاب الدرر الكامنة

- ‌أرجوزة الظاء والضاد

- ‌المطبوعات الحديثة في النجف

- ‌اللباب ورباعيات الخيام

- ‌صدى اليوبيل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 71

- ‌القلم حاجية

- ‌الكشافة

- ‌نكبة الفلاح

- ‌لواء ديالي

- ‌قبر رابعة

- ‌الشيخ سكران

- ‌هولاكو في بغداد

- ‌من مشاهير رجال المائة السابعة للهجرة

- ‌تتمة عن اليزيدية

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 72

- ‌فضل العربية على سائر اللغات

- ‌بسمى أو أدب

- ‌جامع قمرية

- ‌ما فوق باب اورتمه من الكتابة

- ‌رسالة في تراجم أحوال الرجال

- ‌الحاج الميرزا معصوم العلوي

- ‌مندلي الحالية

- ‌الشعر في مصر

- ‌السريطاء أو السويطاء

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 73

- ‌الحالة الاجتماعية للعشائر العراقية

- ‌حرف الضاد واللغة المالطية

- ‌الكتابة التي فوق باب جامع مرجان

- ‌بسمى أو أدب القديمة

- ‌وزن الفعل الثلاثي بتداخل اللغتين

- ‌تكلم جبر ضومط

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 74

- ‌ترجمة فنان عراقي

- ‌مندلي الحالية

- ‌عبرة أولي الأبصار في ملوك الأمصار

- ‌مشاهير جمع مشهور

- ‌الأغاني

- ‌الشعر في مصر

- ‌شرح لسقط الزند

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 75

- ‌معجمنا أو ذيل لسان العرب

- ‌أدب ومعناها

- ‌المولى في لغة العرب

- ‌كتاب الجيم في اللغة

- ‌أكان السموأل نصرانيا

- ‌علاج بدو العراق للزهري

- ‌أصل كلمة إبليس

- ‌تاريخ بغداد

- ‌الجري والجريث

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

الفصل: ‌باب المشارفة والانتقاد

‌باب المشارفة والانتقاد

56 -

ديوان بين الشعور والعواطف

لصاحبه محمد مهدي الجواهري

طبع بمطبعة النجاح في بغداد في 142 ص بقطع الثمن الصغير

يرى من شعر محمد مهدي الجواهري أنه تلميذ للزهاوي الكبير؛ فإن لم يكنه لتلقي أصول القريض عنه، فهو خريجه في الأسلوب والفكر وقد صدق في تسمية منظمه بديوان بين الشعور والعاطفة إذ نرى تلك الأبيات منبعثة عن نفس متأثرة بما ينزل فيها فينعقد دررا مصوغا بأبدع الحلي وأزهى الألوان حتى أنك لا تقف على قصيدة من قصائده إلا كأنك تشعر بما يختلج في نفسه من العوامل والمؤثرات. ولا يستبعد القارئ لو قلنا: إن مهدينا يكون الهادي إلى أسمى الأفكار وأبدع المعاني بعد قليل من السنين حتى يبرز على جم غفير ممن يدعون الشعر وهم أبعد عنه بعد الثريا عن الثرى ولو سألنا سائل: ما أحسن قصيدة وقفتم عليها في هذا الديوان لحرنا في الجواب لأننا لم نر إلا لآلي ودررا وجواهر؟ فليطالع السائل الشاعر في ص 75 والروضة الغناء 81 وسجين قبرص 83 وعلى دمشق 199 ودمعة على بغداد 123 والربيع 132 وفي سبيل الأخوين 133 بل قد أخطأنا في الإشارة إلى هذه الغرر لأننا قلنا إنه كله لآلي رطبة.

57 -

آثار الشيعة الإمامية

من تأليف عبد العزيز جواهر الكلام (باللغة الفارسية)

الجزء الرابع في 242 صفحة بقطع الثمن الكبير

كان الشاعر المفطور محمد مهدي الجواهري أصدر ديوانه في بغداد قبل نحو ثمانية أشهر ولم يهد إلينا منه نسخة إلا في 18 نيسان وفي اليوم عينه جاءنا هذا الجزء (آثار الشيعة الإمامية) من طهران من أخيه عبد العزيز. وكان هذا الأخ قد صنف

ص: 495

بالعربية كتابا ضخما في عدة أجزاء لم يتمكن من أي يطبعه في العراق. فتوفق في طهران لأن تطبع حكومة إيران الجزء الرابع منه وهو الجزء الذي بأيدينا بعد أن نقله إلى الفارسية ابن عمه (علي

جواهر الكلام) فجاء تحفة من التحف. وهذا الجزء يحوي تراجم الرجال الفارسيي الأصل الذين صنفوا أسفارهم في لغتنا العربية فأصبح هذا المجلد ذا فائدتين كما ترى.

إن هذا الجزء مع حسن كاغده وطبعه وجلاء حروفه فيه عيبان: الأول: إنك لا تجد بيتا واحدا من الشعر مضبوطا بالشكل الكامل إلا والضبط مخطوء فيه. فقد عددنا 35 بيتا وردت إلى ص 84 ولم نلف فيها واحدا صحيح الضبط. وما ذلك إلا لأن المنضدين أجانب ولا يهمهم وضع الشكلات على وجهها الذي وضعت عليه.

والعيب الثاني هو أن الأعلام المكتوبة بالحرف اللاتيني غير صحيحة الكتابة فإن الواضع لها تلك الحروف لم يتخذها على وجه سوي. وهذا مما يؤسف له.

وما عدا ذلك فإن هذا الجزء يدل على تمكن عظيم في صاحبه من الأخبار والتواريخ. فإنه راجع 19 كتابا خطيا و48 سفرا مطبوعا من عربي وفارسي واغلبها من الكتب التي لا تقع في الأيدي بسهولة فإن المؤلف حفظه الله وعمره توصل إلى مؤلفات لم يعرفها كثيرون لكثرة رحلاته وتعدد أصدقائه وحسن أخلاقه مما أظفره بما لم يظفر به قبله أحد. ورجاؤنا أن يصدر بقية الأجزاء بلغتها الأصلية العربية لينتفع بها أبناء عدنان وليس ذلك بعيدا على همته الشماء.

58 -

مكتبة العرب

لصاحبها الشيخ يوسف توما البستاني عن سنتها الخامسة والعشرين

في هذه القائمة 182 صفحة وفي كل صفحة ذكر نحو عشرين كتابا مطبوعا للبيع. فيكون عدد التآليف التي يعرضها الشيخ البستاني 3640 ولعلها أربعة آلاف أو أكثر ولذا يرى فيها الراغب في المشترى جميع ما يشتهيه من الأسفار والمصنفات وإن لم يجد ضالته في تلك القائمة فيحسن به أن يذكر اسم ما يريد لصاحب المكتبة فهو يكفل تحصيله له بأحسن معاملة.

ص: 496

59 -

الفصول المهمة في تأليف الأمة

لمؤلفها السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي

الطبعة الثانية (في 192 ص بقطع الثمن الكبير)

60 -

الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء

لمؤلفه أيضاً في 40 ص بالقطع المذكور، وكلا التصنيفين طبع في مطبعة العرفان بصيدا سنة 1347.

أدلة هذين التصنيفين كالبواتر لمن يخالف رأي صاحبهما، بل هي صواعق مواحق تلاشي من يقاومه. وإذا علمت ذلك وأن عبارة السيد الموسوي متينة صقيلة لا غبار عليها. تحقق لديك أن هذا التأليف مفتول الرأي. معصوب الفكرة، باطش الحجة ومع هذا كله كنا نود أن لا نرى السباب والشتم في كتب فضلائنا وعلمائنا وأدبائنا، بل أن يكثر فيها التسامح وحسن التعامل لتجتمع الكلمة على الوحدة ولا تشق عصا الوئام، وعسى أن تكون هذه الفصول آخر ما يكتب في هذا المعنى لئلا يستشري العداء إلى ما لا حد له فيعسر الرتق على الراقع.

61 -

في سبيل الاتحاد (من هدايا المسرة)

بقلم الأب الياس أندراوس البولسي، طبع بمطبعة القديس بولس في حريصا (لبنان) في 232 ص بقطع 12.

يتضمن هذا الكتاب (المحاضرات التي ألقيت في غضون أسبوع الاتحاد المقام في كاندرائية الروم الكاثوليك في مصر القاهرة في سنة 1927) وقد وجدناها طافحة بالعبارات الأخوية، والآراء الصائبة، والأدلة المنيعة وكل ذلك بكلام خال من التعقيد وعويص الألفاظ فجاءت تحفة في بابها. فعسى أن تنتشر الانتشار اللائق بها وبأمثالها.

26 -

مصطفى كمال أو تجدد تركية (بالفرنسية)

-

ظهر هذا التصنيف في باريس عند أوجين الناشر للكتب وهو بقطع 16 في 240 ص وقد جاء في أوانه لأنه يروي لنا أعمال رجل رأى

ص: 497

بلاده على حافة الهوة الهاوية فأسرع وأبعدها عنها ونفخ فيها نسمة روح التجدد فإذا هي بلاد عصرية سائرة بخطا واسعة بجانب الأمم الحية الراقية المتمتعة بالعلوم والفنون والصنائع المنعشة وقد أصبحت اليوم تركية من الأمم التي يجب أن تراعى حقوقها كل المراعاة بلا فرق بينها وبين أقواها بأسا ومراسا.

وبعد أن بعث مصطفى كمال روح الحياة في الجيش التركي أخذ على نفسه رفع مستوى قومه إلى مستوى أعظم الأجيال رقيا في الحضارة والعمران فأفلح لأنه أصلح اليوم في بلاده كل ما يتعلق بالسياسة والألفة والاقتصاد بل اندفع إلى ترقية الآداب والوسائل التي تؤدي إليها كالكتابة والكتب ومعاجم اللغة. وهذا ما يرويه لنا المسيو جان مليا بعبارة بديعة جلية ودراية وكفاية تشهدان له بعلو الكعب. فكتابه هذا لا يستغني عنه من يود الوقوف على ما جرى في تركية بعد الحرب وما يجري فيها إلى اليوم.

المجمل في تاريخ الأدب العربية

2 -

ولكون النقد الشريف قائما على دعائم الإنصاف نقول: إن البيتين اللذين نسبهما صاحب الفخري إلى (الفرزدق) قد عزاهما (أبو الفرج الاصفهاني) في كتباه (مقاتل الطالبيين) إلى (عبد الله بن الزبير الأسدي) وليس لنا فيهما إلا نصف حجة.

ومما يحمد عليه هذا الجامع الفاضل تجنبه التفضيل بين الشعراء وربما اعتمد في ذلك على أن الأذواق متباينة فما يستمرئه أحد الناس قد يستمرئه أو لا يستمرئه غيره. أما الكلمة التي بدرت منا نحوه للتعريض بتهذيبه لتاريخ مساجد بغداد فقد أردنا بها أن يتجافى عن الأسلوب الظني في الأمور التاريخية الثابتة ويتحاشى عن سلق الناس بلسانه المعروف المألوف. فالمشهور بين الناس أنه صاحب توقيع (حاصد) وحاصد هو القائل في إحدى الجرائد (خادم العرب ولغتهم أو البائس أو مصطفى جواد مخلوق كثير عليه أن اذكر اسمه فضلا عن

ص: 498

أن أتناوله بالقلم) فهذا من أدبه العالي وفقه الله لما يحب ويرضى، ولكي نحسن إليه صدد هذه الإساءة نعلمه: إن (أو) لا تكون بين الأشياء المتشاكلة بل تكون بين المتباينة فمن الغلط الفظيع قوله (خادم العرب ولغتهم أو البائس أو. . .) والصواب (أي) فهي المفسرة للمتشابهات وله في هذا الأمر أسوة حسنة في (عبد الرحيم محمود) المعلم الثانوي في مصر فقد نبهناه في مجلة (المقتطف) على هذا الوهم فقال لنا (أو ما علم الأستاذ أن من معاني (أو) التخبيير نحو تزوج هندا أو أختها ولك أن تقول: كتبت بالقلم أو زبرت بالمزبرة) ولما أدر أجهل أن (المزبرة هي القلم وأن هندا غير أختها) أم تغافل عنه فالأولان

متشابهان والأخريان متباينتان، ولذلك اعترض بعض العلماء على قول الغزالي (حانوت أو دكان) فقال:(الصواب حذف إحدى اللفظتين فأن الحانوت هي الدكان) ولما رأى صاحب المصباح أن اعتراضه مبني على فقدان التباين في قول الغزالي، قال (ولا وجه لهذا الاعتراض لما تقدم أن الدكان يطلق على الحانوت وعلى الدكة) فحكم بوجود التباين وقولنا إذن من صميم الحق لاعتماده على فقدان التباين أبدا.

2 -

ومن نقائض الكتاب عدم ضبط الأعلام والمصادر فضبط الأعلام يعوز التلاميذ فضلا عن القراء عامة وعدم ذكر المصادر قد جعل الكتاب بخس القدر جدا يعافه المحقق ويعرض عنه المدقق ولا يذكر في عالم الأدب.

3 -

وقال المؤلف المحترم محمد بهجة في الصفحة الأولى من مجمله (ثم بعد أن دونت علوم العربية سلب هذا الوصف من هؤلاء) والفعل (سلب) يتعدى إلى مفعوليه بنفسه فإذا صار أحدهما نائبا عن الفاعل بقي الآخر منصوبا فالصواب (سلب هؤلاء هذا الوصف) عن المختار والمصباح.

له بقية

مصطفى جواد

الشفق الباكي

3 -

ثم أرجع البصر إليه في ص 178 حيث يقول مبينا واجب الفن وموجبا

ص: 499

مراعاته وذلك بعنوان (واجب الفن):

من واجب الفن تصوير الحياة كما

ترى الحياة بآمال وآلام

لا يترك الشر منبوذا لخشيته

أو يرسم الخير سلطانا بأحكام

بل يرسم الدين والدنيا كما ظهرا

في مظهر ساقط أو مظهر سام

وفي تضاعيفه للحق منزلة

هي الحياة تناجي عطفك النامي

كذلك من واجب الفن الصحيح هدى

هذي النفوس وإرواء الهوى الظامي

وإن سألت عن مجمع فنون الشعر الذي جل عن التقدير والاختبار فهو في قصيدته (مجمع

الفنون ص 703) يريد به الشعر إذ قال:

عزفت ملء رنين القلب أشعاري

وكان لي منه أصدائي وأوتاري

قيثارة صدحت باللحن ضاحكة

حينا وآنا بكت في وجدي الناري

كم بين جنبي من شعر ومن نغم

أحبه لم يزل سري وإضماري

فإن سمعتم أناشيدي مرتلة

فما سمعتم مزاميري وأسراري

لكن كفتكم أغاني مهجتي نخبا

من كل لحن عجيب الروح سيار

والشعر يحيي الأغاني في النفوس كما

يحيي النسيم أغاني الجدول الجاري

كأنما جمعت فيه الفنون كما

يؤلف الروض أطيارا بأزهار

فلا تعيبوا جمال الشعر عن خطل

جماله روح أرواح وأفكار

وفي ص 553 قصيدة عنوانها (ضمير الخالق) يعترف فيها بأنه قطعة من المجدد المعيد فلذلك يقول:

وأنا المقر بأن كلي قطعة

مما أراه مجددا ومعيدا

وتراه يتطرق غالبا إلى عظماء التاريخ فيبحثهم ويوفي بحق كل منهم ففي ص 158 يقول للفردوسي ناظم الشاهنامة:

شاب الزمان وماتت الأعوام

وحجاك حي لم يرعه حمام

يا فيلسوف الشرق غير مدافع

هومير إن يكرم فأنت إمام

ص: 500

وفي ص 213 يقول محييا (الجامعة المصرية) حانا إلى مجد العرب القديم الذي ألوى به الطيش والغرور والفجور:

حييت جامعة أساس بنائها

شمم على مجد القرون يغار

وكأنما المستنصرية جددت

ومواهب الأمس السري تثار

أو أن بغداد العظيمة أشرقت

وبها نظام الملك والأنصار

وفي ص 248 يقول:

وفي وثوب كأن الصقر قائده

وطارقا مسعف يتلوه فرسان

وبربروسا على الغارات محتكم

في البحر يزعج من ذكراه أسبان

يريد بالصقر (عبد الرحمن الداخل الأموي) وبطارق بن طارق زياد وببربروسا (خير الدين

باشا) القائد الأبحاري للدولة العثمانية في القرن التاسع للهجرة وقد ذكر الناشر في الحاشية شيئا عن هذا القائد.

وإنه ليعمد كثيرا إلى قضايا التاريخ بالذكر والتمحيص ليستنتج منها عبرة ومثلا ففي ص 744 يقول:

فصدك قوم كالخوارج قادهم

قرين أبي جهل وقد طفحوا جهلا

على أن الخوارج كانوا متبايتين فمنهم المحق والمبطل فأي فريق قصد شاعرنا الفحل؟ وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (م 1 ص 447) قول علي بن أبي طالب (ع) في الخوارج: (لا تقاتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحق فأخطئه كمن طلب الباطل فأدركه).

وهو يمجد العظيم لأن عمله عظيم غير ران إلى دينه ولا إلى مذهبه وفي ص 942 يمدح (فرديناند دلسبس) بقوله:

تمثال دلسبس العظيم يشير في

ظفر الأبي بعزمة ومضاء

وفي ص 990 يقول، (فتلق وفاد المحبة كالوفود أمام كسرى) وتجده في أكثر ديوانه مشيرا إلى عظماء التاريخ للتعظيم والتعليم وهو في الوصف مبدع خلاب رقيق مرقق سواء أكان الوصف حقيقة أم تشبيها ففي ص 559 تحت عنوان (خالان) يقول:

خالان خال يستعز بوجنة

وأخوه بالشفة الجميلة ضاح

ص: 501

متوشحان من السواد بحلية

ضحكت من الأصباغ والأوضاح

وفي ص 946 يقول واصفا (همس الأقدام) ومستلزماته بهذا العنوان:

يهمس بالأقدام كال

ألحان في نجوى القلوب

وكان وقع حفيفها

شوق الربيع لها الطروب

أو صوتهن وقد هرب

ن من الجنان بلا رقيب

كل يخاصرها حبي

ب والوجود لها حبيب

وفي ص 960 يصف راقصة في ثوب أحمر وفي فمها وردة حمراء قد عضت عليها والوصف عنوانه (ورد ونار) فهو يقول:

رقصت وفي فمها المورد وردة

عكست لهيب الشمس من برديها

فوددت لو عضت علي وأشفقت

من نار ورديها ومن شفتيها

وشاعرنا الدكتور مولع بتفقد الطبيعة له فيها نشيد وحيد وشوق مديد فتحت (رسم الطبيعة) من ص 181 يقول:

لا تنهروني لتصوير محاسنها

إن الطبيعة إلهامي وأستاذي

أو تنكروا صوتها الوافي إلى أذني

فربما لم تبح إلا لأفذاذ

جعلت شعري صفات من بدائعها

فإنما لسناها يحتذي الحاذي

وفي ص 985 يقول:

والزهر في قربه يهتز مبتهجا

شوقا ويرشف راح الماء جذلانا

والغابة الحرة المزهو رونقها

تردد الشعر أضواء وألحانا

والعشب في مرح والترب في فرح

وعالم الجو حاكى الأرض أحيانا

وإذا مررت بديوانه (بستان الأدب النضيج) حفت بك الحكم النافذة في خلال أشعاره الغر الحسان ففي ص 675 يقول:

يشقى الغني بماله

وينوء بالفقر الفقير

وكلاهما صنو الحقير

العبد أو مثل الأجير

وكلاهما يشكو الحيل

ة ويستغيث ويستجير

يا ليت شعري من سوء ال

مال المسخر والأمير

له بقية

مصطفى جواد

ص: 502

معجم إنجليزي عربي

3 -

وقد قال في صاحب (قاموس سعادة) في مادة ما حرفه: ملك التعابين (كذا بتاء مثناة وهذا المعجم مشحون أغلاطا) وهو حيوان خرافي قال الأقدمون إنه إذا نظر إلى شخص أو نفخ فيه قتله ثم زادوا فقالوا هو ثعبان هائل ذو رأسين واحد من كل طرف إذا فح ذعرت منه سائر التعابين (كذا. تراه يكتب الثعبان بالثاء المثلثة إذا جاء مفردا وإذا جمعه كتبه بالتاء

المثناة وهو غريب) وهربت. وكتب في مادة ما ننقله بعبارته: أفعى خرافية زعم الأقدمون أنها تولدت من بيضة ديك حضنتها أفعى. اهـ

فقوله في الأول (أي عن الباسيليق) رئيس الثعابين مأخوذ من معجم بادجر الإنكليزي العربي حيث قال صاحبه: رئيس الثعابين أما في الثاني فلم ينقل كلمة بادجر وهي صل.

أما رأينا فهو أن يذكر بازاء الباسيليق الملكة لأن كلمة باسيليق يونانية معناها الملكي. كأنه يشير إلى أنه ملك الحيات وسماها العرب أيضا (المكللة) لأن كل ملك لا بد من أن يكلل ولأن بعض هذه الثعابين مكانة إكليلا تكلم عنه العلماء. ومن مرادفاتها (الأصلة) لأن السلف عربوا اللفظة في بادئ الأمر على ما أظن بصورة باصلة ثم توهموا أن الباء زائدة وأنها للجر فقالوا (أصلة) وكنا قد كتبنا مقالة قبل نحو ثلاثين سنة أو أكثر في مجلة (المنهل) وبعثنا فيها عن أسماء هذه الأفعى ثم نقلت الأصلة إلى أخصر منها وهي صلة أو صل. وقد ذكر الصل والمكللة الدميري في باب الحية.

وأما فقد سماها السلف (الناظر) وسماها أيضا (الأصلة) قال الدميري في باب الحية: وهو عظيم جدا له وجه كوجه الإنسان ويقال إنه يصير كذلك إذا مرت عليه ألوف من السنين ومن خاصية هذا أن يقتل بالنظر أيضا. اهـ.

ص: 503

والمؤلف صديقنا ذكر بازاء الناظر. الرقيب (الدميري). فنقول: إننا لم نجد الرقيب في كتاب الدميري كله - والناظر هو ما ذكرناه - وقد ضبط حضرته الدميري بضم الدال وزان زبير وبياء النسبة وهو ما ينطق به العوام، والصواب دميري كجليلي أي بفتح فسكون. أما الكلمة التي يحسن أن توضع بدلا من الناظر والرقيب فهي الأصم. وقد ذكرها الدميري في باب الحية. والكلمة العملية تعين ذلك.

أما فقد وضع لها الصديق مقابلا: الثعبان أبو العيون. وعندنا أن الثعبان الجاحظ هو أوفق وأشبه. وجعل بازاء ثعبان عيون. ضرة. والذي أثبتناه نحن في مجلة المشرق 347: 2 (في سنة 1899 أي قبل ثلاثين سنة) هو الدساس. وما هذه الكلمة إلا تصحيف الدبساس وقد قرأت كذلك لإهمال الأعجام.

وأما ضرة (وقد ضبطها ضبط مرة) فليست كتابتها كذلك بل ضراء (كسماء) كأنك تقول: ثعبان الضراء فحذفت المضاف وأبقيت المضاف إليه وهو كثير الأمثلة في لغتنا. والضراء

هو الشجر المتلف في الوادي أو أرض مستوية تأويها السباع والحيات وبها نبذ من الشجر.

ولا نريد أن نمتد في هذا الموضوع أكثر مما أتينا عليه. إذ غايتنا إيراد أمثلة وشواهد لا ذكر كل ما هناك من هذا القبيل.

3 -

غنى لغتنا

ذكر حضرة صديقنا الودود بعض الألفاظ الإنكليزية ولم يقابلها بما عندنا مما يؤدي معناها أحسن تأدية بكلام أو لفظ موجز مثال ذلك كلمة فقد وضع بازائها في لساننا: - 1 - فضلة في الفم - 2 - الفطر - رتبة من النباتات بدون سوق أو جذور أو أوراق وليس فيها كلوروفيل وتتكاثر بالبذور - عرهون - فطرة (ج فطر) كمأة - عرجون - عيش الغراب - فقاع - شحم الأرض - عسقل (ج عساقل) اهـ.

فنقول إن اللفظة اللاتينية التي اتخذها الإنكليز وعلماء سائر اللغات هي

ص: 504

عربية الأصل في نظرنا وهي الفقع (بفتح الأول وكسره) فالفاء في اللغتين العربية والغربية واحدة وأما النون الإفرنجية فمن وضع الغربيين وهم كثيرا ما يقحمونها كلما وجدوا متحركا فساكنا عندنا. مثال ذلك وبالإضافة أي ينبوع أو عين. فأصلها (بض) واصل البض: السيلان قليلا من شق صغير في الأرض. وفيه لغات بط ونبض إلى غيرها. وكذلك القول في أي الجبل فإن أصله (مد) أو مط لامتداده في السماء أو الجو، إلى غير ذلك وهو كثير. والفقع بالمعنى الذي يريده الغربيون مذكور أيضا في كتب السلف منا. قال في اللسان: (الفقع والفقع بالفتح والكسر: الأبيض الرخو من الكمأة وهو أردأها. قال الراعي:

بلاد يبز الفقع فيها قناعه

كما ابيض شيخ من رفاعة أجلح

وجمع الفقع بالفتح فقعة (كقردة) مثل جبء وجبأة. وجمع الفقع بالكسر فقعة أيضا مثل قرد وقردة. وفي حديث عاتكة: (قالت لابن جرموز: يا ابن فقع القردد) قال ابن الأثير: الفقع ضرب من أردأ الكمأة. والقردد أرض مرتفعة إلى جنب وهدة وقال أبو حنيفة: الفقع يطلع من الأرض فيظهر أبيض وهو رديء. والجيد ما حفر عنه لو استخرج. والجمع أفقع وفقوع وفقعة. قال:

ومن جني الأرض ما تأتي الرعاء به

من ابن أوبر والمغرود والفقعة

ويشبه به الرجل الذليل فيقال: (هو فقع قرقر ويقال أيضا: (أذل من فقع بقرقر) لأن الدواب

تنجله بأرجلها. قال النابغة يهجو النعمان بن المنذر:

حدثوني بني الشقيقة ما يم

نع فقعا بقرقر أن يزولا

الليث: الفقع. كم يخرج من أصل الأجرد: وهو نبت قال: وهو من أردأ الكمأة وأسرعها فسادا. انتهى كلام صاحب اللسان.

فأنت ترى من هذا النص البديع التفصيل (وقد أوردناه برمته ليعلم فضل السلف العرب من ينكره عليهم) إن ما سماه الغربيون هو الفقع نفسه.

له بقية

ص: 505