المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌العدد 71 - بتاريخ: 01 - 07 - 1929 ‌ ‌القلم حاجية - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٧

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 65

- ‌سنتنا السابعة

- ‌في يوبيل أنستانس الذهبي

- ‌لجنة اليوبيل الكرملي

- ‌دعوة الزهاوي

- ‌حفلة يوبيل العلامة الكرملي

- ‌رسالة المجمع العلمي العربي في دمشق

- ‌برقيات المستشرقين

- ‌لغة العرب

- ‌العلامة الكرملي في حفلة تكريمه

- ‌تقدير النبوغ والعبقرية

- ‌في موقف التكريم

- ‌نشيد وتفنيد

- ‌أقوال الصحف

- ‌العدد 66

- ‌اللغة العربية والتجدد

- ‌عند الشاطئ

- ‌رشيد الدين

- ‌البعيم

- ‌لواء الموصل

- ‌عوض

- ‌الأرملة المرضعة

- ‌يا محب الشرق

- ‌قبر الإمام أبي يوسف

- ‌اليوبيل

- ‌ثياب الشرق في بلاد الغرب

- ‌السيد محمد علي الشاه عبد العظيمي

- ‌نظرة في تاريخ مساجد بغداد

- ‌خزائن كتب إيران

- ‌صدى اليوبيل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 67

- ‌الشمسية

- ‌صفحة من تاريخ التطعيم

- ‌اللغة العربية والتجدد

- ‌معجم الشعراء للمزرباني

- ‌دار ابن الجوزي وقبره ببغداد

- ‌ثمار القلوب في المضاف والمنسوب

- ‌خزائن كتب إيران

- ‌جامع قمرية والمدرسة العمرية

- ‌عشائر لواء الموصل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 68

- ‌حضارة الإسلام ومفكروه

- ‌قبر الإمام أحمد بن حنبل

- ‌أسماء القبائل وأنسابهم

- ‌السرحيون أو الشرويون

- ‌على يفعول

- ‌من أوهام المنجد

- ‌الحامض وأنواعه

- ‌نصرة الحق واجبة

- ‌اليزيدية

- ‌صدى اليوبيل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 69

- ‌حضارة الإسلام ومفكروه

- ‌في ظلال الحب الشريف

- ‌قبر ابن الجوزي وقصور الخليفة

- ‌معجم المرزباني

- ‌صفحة منسية من تاريخ نادر شاه

- ‌المدرسة البشيرية

- ‌لواء الدليم

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌الشفق الباكي

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 70

- ‌اليزيدية

- ‌كحل الإخفاء

- ‌إلياس صالح اللاذقي

- ‌نسخ كتاب الدرر الكامنة

- ‌أرجوزة الظاء والضاد

- ‌المطبوعات الحديثة في النجف

- ‌اللباب ورباعيات الخيام

- ‌صدى اليوبيل

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 71

- ‌القلم حاجية

- ‌الكشافة

- ‌نكبة الفلاح

- ‌لواء ديالي

- ‌قبر رابعة

- ‌الشيخ سكران

- ‌هولاكو في بغداد

- ‌من مشاهير رجال المائة السابعة للهجرة

- ‌تتمة عن اليزيدية

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 72

- ‌فضل العربية على سائر اللغات

- ‌بسمى أو أدب

- ‌جامع قمرية

- ‌ما فوق باب اورتمه من الكتابة

- ‌رسالة في تراجم أحوال الرجال

- ‌الحاج الميرزا معصوم العلوي

- ‌مندلي الحالية

- ‌الشعر في مصر

- ‌السريطاء أو السويطاء

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 73

- ‌الحالة الاجتماعية للعشائر العراقية

- ‌حرف الضاد واللغة المالطية

- ‌الكتابة التي فوق باب جامع مرجان

- ‌بسمى أو أدب القديمة

- ‌وزن الفعل الثلاثي بتداخل اللغتين

- ‌تكلم جبر ضومط

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 74

- ‌ترجمة فنان عراقي

- ‌مندلي الحالية

- ‌عبرة أولي الأبصار في ملوك الأمصار

- ‌مشاهير جمع مشهور

- ‌الأغاني

- ‌الشعر في مصر

- ‌شرح لسقط الزند

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 75

- ‌معجمنا أو ذيل لسان العرب

- ‌أدب ومعناها

- ‌المولى في لغة العرب

- ‌كتاب الجيم في اللغة

- ‌أكان السموأل نصرانيا

- ‌علاج بدو العراق للزهري

- ‌أصل كلمة إبليس

- ‌تاريخ بغداد

- ‌الجري والجريث

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

الفصل: ‌ ‌العدد 71 - بتاريخ: 01 - 07 - 1929 ‌ ‌القلم حاجية

‌العدد 71

- بتاريخ: 01 - 07 - 1929

‌القلم حاجية

ص: 513

المترجم (أي المعرب) اهـ. وأخال أن لا غناء عن التنويه بأن مرتضى أفندي نظمي زاده لم يكن واليا بل كان كاتبا وشاعرا ومؤرخا وهو مؤلف (كلشن خلفا) الذي مر بنا اسمه مرارا في هذه المجلة. وأوسع ما عرفته عن هذا المصنف هو ما جاء به هوار وفي ذلك ترجمة والده وستأتي بعيد ذلك.

والمعرب الثاني لتصنيف مرتضى أفندي عن الأصل هو عيسى صفاء الدين البندنيجي. وها أنقل عن مقدمة تعريبه ما دعاه إلى ذلك نقلا عن مخطوط مبعث الآباء الكرمليين لما في ذلك من اللذة والفائدة. قال ص 7:

(أما بعد فيقول - صفاء الدين عيسى القادري المقشبندي البندنيجي - أن علم التاريخ والأخبار مما ينشر بساطه في مقاعد أولي السعادة الأخيار - ولا سيما تاريخ الأنبياء الكرام وورثتهم من الأئمة الأعلام وسائر العلماء العاملين والأولياء والصالحين - ومن يسرح طرف الطرف في حدائق أسطاره - من زكت أعراقه - ذو الأيادي الحاتمية - السيد - الشريف - الحسيب - الكريم - القادري الحسب والنسب - رئيس عترة الكيلاني - نقيب الأشراف السيد محمود أفندي - وبينما أنا في غصص الزمان أتجرع مرائرها فيه آنا فإن - لما أنا في زمان أندرست في (كذا لعلها فيه) المعالم - وإذا بطارق يطرق الباب - فقلت من هذا؟ فقال خادم سلالة الأطياب - النقيب - أرسلني يدعوك - فأجبت - وسرت - فتشرفت بناديه - ثم بعد استقراري - ناولني كتابا - وقال أن هذا الكتاب في بابه أعجب من العجاب حوى تراجم الوجوه والأعيان وحاز مآثر غرر نواحي الأزمان من الأصفياء والأولياء المقبورين في بغداد وما يتبع قضائها (كذا) من البلدان. إلا أنه تركي البيان - فالمأمول أن تترجمه بلسان العرب - ولما انتهى كلامه - أطرقت مليا وقلت في نفسي خفيا هو مني مناط الثريا. وما للبندنيجي والبيان فإنه عجمي الطبع واللسان - فرفعت رأسي، وأظهرت ما في نفسي معتذرا - فكلما اعتذرت إليه - لم يفد الاعتذار إلا تكرار الطلب والإصرار. فلم يسعني إلا المسارعة والبدار إلى الامتثال والائتمار. على

ص: 519

إني مولع بخدمة هؤلاء الفحول - معتقدا فيهم علو الشأن والرتبة. . .

وكان الإشارة إلي في ذلك - من الأخ الصفي (وقد نعته الصرفي - النحوي العروضي اللغوي الأديب المناظر البياني المحدث المفسر الكلامي الأصولي الفقهي المنطقي المدرس

المحرر الواعظ) أحب أحبائي شهاب الدين السيد محمود أفندي الآلوسي - ووافقه في تلك الإشارة الورع الزاهد - السيد - الشريف - إمام العصبة الحنيفية في الحضرة القادرية وخطيب أهل السنة السنية - السيد عبد الوهاب - وحثني عليه - من هو من جسدي بمنزلة الروح - نخبة أولي النباهة - كمالاته تتنافس فيها الأشراف - ضم إلى حسن الأخلاق. ظرافة تضحك له مباسم الأوراق - يرتاح بطيب حديثه من جالسه وحادثه - عارف للناس وزمانه - ولي الإمامة في سدة إمامنا أبي حنيفة النعمان. زمن الوزير داود باشا مدة من الزمان - وولي توليتها سنة زمن وزير الوقت علي باشا. ثم عزل لأمر أراده الله وشا - قسي الفصاحة. حاتمي السماحة - عبد الرحمن أفندي - فلا جرم شمرت عن ساعد الاجتهاد - فلازمت ترتيب المؤلف في التقديم والتأخير والتزمت إضافة زيادات بعد التهذيب والتحرير - والمرجو من فضلاء الزمان أن يصلحوا بقلم فضلهم ما فيه من الفساد. . .) اهـ.

وعقب ذلك تعريب مقدمة الأصل التركي ومما فيه:

(أما بعد فإن سلطان السلاطين - أبا الفتوح السلطان محمد خان - لما ولى - إبراهيم باشا ايالة بغداد - سنة سبع وسبعين وألف (1666) دخلها وصار لسكانها الغيث والكهف. ولم يزل يتذاكر (كذا) في مناقب الأولياء - فسئل (كذا) هذا الحقير عن كتاب حافل لذكر مناقبهم المنيفة - فلم أظفر بكتاب مختص بالبحث عن المقبورين في الزوراء فنهضت متشبثا بأذيال المصنفين الفضلاء ونظمت دور مآثر مختصة بأولئك الأجلاء جامعا إياها من كتابي شواهد النبوة ونفحات الإنس المنسوبين إلى - مولانا عبد الرحمن الجامعي - والبهجة وشرح

ص: 520

الهمزية وروضة الصفا وتاريخ ابن خلكان وغيرها وسميتها: جامع الأنوار في مناقب الأخيار إلا أنه لاستعجالي في تصنيفه - كان محتاجا إلى التكميل - ولم يساعد التقدير - إلى أن تولى بغداد - إبراهيم باشا الثاني - سنة ألف واثنتين وتسعين (1681 م) فدخلها - أثناء جمادى الأخرى (كذا) ولم يزل كسلفه مولعا بتدبر مناقب الأولياء وتتبع مآثر الصلحاء فأخبر بالكتاب المؤلف المذكور - فطلبه - فشرعت في تكميله والزيادة عليه - ثم أهديته وقدمته بين يديه. . .) اهـ.

ثم قال المعرب: انتهت الديباجة ولنشرع في المقصود - من تعريب تراجم الوجوه

والأعيان المدفونين في بغداد وما يليها من البلدان. . .) اهـ.

تراجم المؤلف والمعربين

المؤلف نظمي زاده مرتضى أفندي

لم يقصر مؤلفنا مرتضى أفندي على تأليف الكتاب الذي عقدنا له هذا الكلام بل له غير ذلك من المصنفات وفيها كلشن خلفا وهو تاريخ لبغداد. وقد توسع فيه المؤلف في أخبارها في العصر العثماني بالنظر إلى حجم الكتاب وهو من جل مآخذ هوار الذي رأى أن يأتينا بترجمة المؤلف مع ترجمة والده في مدخل (تاريخ بغداد في الأعصر الحديثة). وإليك الآن ما قاله هوار معربا:

(كان مرتضى تركيا وهو ابن الشاعر نظمي، وقد هاجر الوالد مع أغلب الأتراك من بغداد حينما استولى عليها الشاه عباس وكان نظمي قد اختفى أياما ثم تنكر بزي درويش وأخذ معه والدته وهو مكشوف الرأس حافي القدمين لا زاد له ووجهته آسية الصغرى (الأناضول) واجتاز بالحلة وكربلاء فأقام فيهما مدة للراحة ثم سار نحو حافظ أحمد باشا وكان الباشا بطريقه إلى العراق عائدا إليه ليحاول استرداد بغداد ممن أخذها الأمر الذي لم يفلح فيه. وكانت بين نظمي وبين القائد (حافظ أحمد باشا) معرفة سابقة فتبع نظمي أحمد باشا إلى آسية

ص: 521

الصغرى وتسلى عن بعده من وطنه بتردده إلى كبار الموظفين من هم برتبة وزير و (ميرميران) وبإثرائه من رفقتهم. والمحتمل أن ثروته جمعت مما كانوا يهدونه إليه لقاء قصائده بمديحهم.

وتجد من نظمه ما نقله ابنه مؤلفنا (مؤلف كلشن خلفا) عن ديوانه أو عن مجموعة من قصائده من ذلك بيتان من قصيدة أنشدها حينما قدم السلطان مراد إلى أورفة وهو يسير إلى بغداد (1048 - 1638) وقد عاد هذا الشاعر إلى وطنه (بغداد) بعد أن استرجعها الأتراك. وكانت عودته عقيب علمه بموت الشاه صفي ملك فارس في 14 صفر 1052 (14 أيار 1642) وكان برفقة نظمي أولاده وحفدته وظل عائشا بعد ذلك فإنه نظم في سنة 1069 (9 - 1658) تاريخا لبناء جامع السلاحدار محمد باشا ذلك الجامع الذي لم يتم إلا بعد خمسة وعشرين عاما أي في سنة 1094 (1683).

هذا ما كان من أمر نظمي. أما مرتضى فإنه تعرف برجال نقلوا حكاية استعداد المحاصرة

لبغداد في سنة 1035 (6 - 1625) وكانت بغداد إذ ذاك بقبضة صفي قولي خان الذي ولاه الإيرانيون عليها. وشهد مرتضى (ملك أحمد باشا)(والي بغداد) - المشتهر بهذا الاسم لفضائله - يصلي صلاة الميت على عامل مات تحت ردم جدار. وقد قال الباشا أن من يموت وهو يسعى في كسب رزقه يعد شهيدا. وعرف مرتضى سميه مرتضى باشا الذي كان حظيا في أعماله يتفاءل لصيادي السمك في دجلة. وروى ملحتين ونظم عدة تواريخ في استرداد قبرص في سنة 1081 وفي مولد السلطان أحمد الثالث في سنة 1084 (1673) وفي ترميم بغداد معروف الكرخي في زمن عبد الرحمن باشا الذي كان (واليا في بغداد) من سنة 1085 إلى سنة 1087 (6 - 1674 وفي إتمام السلا حشور

ص: 522

محمد بك لجامع السلاحدار في سنة 1094 (1683). فكان مرتضى شاهد عيان للوقائع التي يرويها في القسم الأخير من كتابه وكانت وفاته في سنة 1133 (1720) على رواية أحمد حنيف زاده نقلا عما هو ملحق بكشف الظنون المجلد 6: 574 و578 و606 من طبعة فلو كل وفي سنة 1136 على رواية هامر) اهـ. وحاشية هوار ترجعنا إلى كتاب بالألمانية ذكر اسمه، وإلى فهرس المخطوطات التركية للمتحفة البريطانية. ويؤيد سجل عثماني (4: 560) رواية أحمد حنيف زاده في أمر سنة الوفاة فإنه قال ما تعريبه: (نظمي مرتضى أفندي: رجل بغدادي وهو ابن السيد علي البغدادي ولد في بغداد ثم قدم إلى الآستانة وتوفي فيها في سنة 1136 (1723) وهو شاعر ماهر. وله من التآليف كلشن خلفا وذيل سير نابي وتيمور نامه وترجمة تاريخ وصاف.

وفي قائمة المخطوطات العربية والفارسية والتركية التي أهداها دى كردمانش إلى الخزانة الأهلية في باريس (ص 89) أن نظمي زاده البغدادي مرتضى أفندي هو ابن السيد علي أفندي نظمي البغدادي. وذكر له شرحا لشواهد مغني الليب وعد تصانيفه بالتركية ونسب إليه الديوان الذي ذكره هوار لوالده كما رأينا. وقال أيضا أن كشف الظنون (6: 544) ينسب إليه ترجمة تاريخ ابن عربشاه إلى الفارسية ومعجم تاريخ وصاف الحضرة (6: 566). قلت والذي أراه في فهرس المخطوطات العربية والفارسية والتركية المحفوظة في خزانة ويانة (فلو كل 1: 109 و2: 185) أن كتاب (لغت وصاف) هو لحسين أفندي ابن السيد علي نظمي زاده وأن له شرح وصاف. ويؤيد ذلك ما جاء في مخطوطات الموصل

(ص 31 عدد 125) أن للسيد عبد الأمين كتابا تركيا ينتقد به شرح نظمي زاده حسين أفندي لديوان (كذا) وصاف.

حسين أفندي نظمي زاده

ليس من عادتي في مثل هذا المعرض الصمت عن التنويه بفاضل كهذا الذي كان شيخا للشيخ عبد الله السويدي الذي قال في رحلته (مخطوطي ص 13 و14): (وأخذت علم التفسير عن شيخنا الشيخ حسين نظمي زاده. قرأت عليه تفسير

ص: 523

جزؤ عم للقاضي البيضاوي وقرأت على ذلك (؟) درسا حاشية المولى عصام الدين مع ما كنت عليها (؟). . . وأخذت المعاني والبيان والبديع على شيخنا حسين نظمي زاده. قرأت عليه الشرح المختصر على التلخيص مع مراجعة الشرح المطول. . .) اهـ.

ولحسين أفندي ترجمة بالتركية لرسالة في الهيئة جاء في مقدمة الترجمة أن مؤلفها هو إبراهيم القرماني ثم الأمدي وقد كتبها للسلطان إبراهيم (وفاته في سنة 1058 هـ - 1648) ويقول المترجم أنه قد رفع تأليفه إلى والي بغداد حسن باشا. وعندي نسخة قديمة من الترجمة.

المعرب الأول السيد أحمد ابن السيد حامد فخر (فخري) زاده

مفتي الحدباء (الموصل)

جاء ذكر ترجمته في غاية المرام في تاريخ محاسن بغداد جار السلام لياسين ابن خير الله العمري الموصلي (مخطوطي ص 399) قال:

هو غرة جبهة الفضلاء. وعنوان صحيفة العلماء المقدم في كل فن من العلوم سافر إلى بغداد في أيام عمه ذو (كذا) الرشاد وزار قبر جده الإمام علي البطل الضرغام، ومدحه بقصيدة طنانة فريدة وسيرد عليك ما رق وراق. وعاد إلى الموصل وولي الإفتاء سنة ألف ومائتين وثلاثة (كذا)(1788) فأقام بهذه الرتبة السنية والخدمة المرضية، وأرضى جميع البرية إلى أن أدركه الحمام فقضى نحبه ولقي ربه سنة ألف ومائتين وتسعة عشر (كذا) (1804 م) (وهنا أورد أبياتا من القصيدة التي نوه بها ومطلعها):

أتينا نجوب البيد حثا على السير

نأم (كذا) اغتراف الفضل من ذلك البحر

وفي ص 249 من هذا المخطوط في الكلام عن شهداء كربلاء قول مؤلفه:

(ورأيت في نسخة ألفها الفاضل مرتضى أفندي الشهير بنظمي زاده ألفها سنة ألف واثنين (كذا) وتسعين باسم الوزير إبراهيم باشا والي بغداد. ألفها باللسان التركي فنقلها إلى العربية مفتي الموصل السيد أحمد فخر (كذا) زاده. . .)

المعرب الثاني عيسى صفاء الدين البندنيجي

قالت جريدة (العرب) البغدادية في عددها المرقم 13 المؤرخ بتاريخ 31

ص: 524

تموز 1917 أنها وجدت عند أحد الأصدقاء الأخصاء كتابا خطيا صغيرا سماه صاحبه: شعراء بغداد في أيام وزارة المرحوم داود باشا والي بغداد من سنة 1200 إلى سنة 1246هـ (1830م) تأليف الفاضل عبد القادر الخطيبي الشهرباني وأن فيه ترجمته نقلا عن لسانه. وفيه تراجم من كان في عهده من الشعراء والعلماء والفضلاء. وقد وجدت فيه ترجمة عيسى صفاء الدين وترجمة أبيه اللتين سأنقلهما إلا أن الذي ظهر لي من مطالعة ترجمة (الخطيبي) أن كاتب ترجمته هو غيره فإنها تذكره بصيغة الغائب ثم تذكر وفاته فلا يكون الخطيبي قد ترجم نفسه ويكون المخطوط تأليفا لغيره وهو يحوي أربعا وثلاثين ترجمة على ما في جريدة (العرب).

وهذه ترجمة السيد عبد الله البندنيجي وابنه عيسى صفاء الدين أو صفائي وقد وردت في العدد المرقم 57 المؤرخ بتاريخ 6 تشرين الأول سنة 1917:

السيد عبد الله البندنيجي

أصله من البندنيجين (مندلي الحالية) جاء أبوه بغداد وأخذ الطريقة عن الشيخ خالد وتخلف في الطريقة النقشبندية. وأوفده شيخه إلى البندنيجين بمنزلة خليفة فأقام هناك إلى وزارة داود باشا فقربه هذا منه وأدناه. وكان ذلك بالمكاتبة إلى أن صارت واقعة العجم فجهزوا عساكر ليزحفوا على بغداد. وكان داود باشا يستنشق أخبارهم من الشيخ الموما إليه فكان يطلعه على ما كان يقع في عسكر الأعجام. واتفق أن هؤلاء الأعجام قبضوا على مكاتبات الشيخ وكان يتكلم فيها عليهم بلهجة شديدة فجاء الإيرانيون وحاصروا البندنيجين فأخذوها قهرا وقبضوا على الشيخ المذكور وأحرقوه في النار فاستشهد رحمة الله عليه.

نجله صفائي أفندي أو عيسى صفاء الدين

كان نجله (أي نجل السيد عبد الله) هذا ذكيا منذ صغر سنه وكانت تظهر عليه إمارات الفطنة والزكانة قرأ العلم على الأصول المتعارفة وجاهد كل المجاهدة

ص: 525

في ميدانه حتى برز فيه وعرف بتفوقه به على غيره وبعد أن أتم دروسه على شيخه عبد الرحمن الكردي في بغداد أخذ منه الإجازة بها وكان المرحوم داود باشا يلاحظه وكان يمدح علمه وذكاءه فلما عمر الوزير المذكور جامعا كبيرا وأنشأ فيه مدرسة وخزانة كتب أقامه مدرسا فيها وهو اليوم يدرس العلوم صباح كل نهار ويرضع أفاويقها للمترددين عليه. وهو أيضا صاحب طريقة يجلس في تكية السيد علي البندنيجي قدس سره. وقد تزوج كريمة حفيد السيد علي البندنيجي. وهو الآن مقيم في تكيته المذكورة ويذهب كل يوم صباحا إلى المدرسة الداودية وبعد الظهر يرجع إلى التكية. أجزل الله سعيه!

وجاءت ترجمته في أول كتابه في التراجم وهو الكاتب الذي نحن بصدده وذلك في نسخة مبعث الآباء الكرمليين أنقلها بنصها:

(توفي ليلة الأحد لسبع عشرة ليلة خلت من رجب الفرد من شهور السنة الثالثة والثمانين بعد المائتين والألف من الهجرة وفي 14 من تشرين الثاني ودفن صباح الأحد في تكية البندنيجي في حجرة قرب قبة السيد علي. رحمهم الله تعالى.

كان، عليه الرحمة، متوسطا في الطول والضخم، قوي البنية، متوسط الكف والقدم، بهي المنظر، حسن الصورة، بين البياض والسمرة، أحمر، واسع العينين، عريض الجبين، خفيف الدم، أحمر الشفتين، صغير الفم، لطيف الأسنان، أسود الشعر، لا بالسبط ولا بالقطط، لا بالكثير ولا بالقليل، عريض الزندين، والساقين، طويل العنق مهدل الأكتاف، واسع الصدر، معتدل القامة، فصيح الكلام، عذبه ذكيا، جيد الفطنة والإدراك، والانتقاد والفهم حاضر الجواب، خفيف الروح، جسرا، عاقلا، مدبرا، ذا أخلاق أرق من النسيم الوفا ودودا مصغيا منصتا، مكرما، متواضعا وقورا فروحا بوقار أديبا نجيبا محبوبا، ذا حافظة قوية، ونظم لطيف، ونثر عال وإنشاء في الألسن

ص: 526

الغربية، ومعرفة للألسن مثل العربي، والفارسي، والتركي، والكردي، (والفرانساوي). وخط بديع في جميع ذلك وغيره. شفاف الطبع، مرتب الهيئة. عالما بالنحو الصرف والمنطق والفقه والأصول والكلام والجدل

والحديث والتفسير والتاريخ وغيرها من العلوم العقلية والنقلية حافظا للمتون والشعر كريما صالحا دينا متقيا ذا طريقة وعبادة، وعشق وفراسة وخيال وجمال. لا يكدر أحدا ولا يسب ولا يعبس قليل الغضب حليما بشوشا صفوحا سليم القلب، يتصدق سرا لا يترك الجماعة والقرآن والأوراد والصلوات والاستغفار والتسبيح والتهجد. ميسرا له ذا خدم وحشم وزروع وأملاك غالبا على نفسه قليل الضحك والمجون والهزل منعم نفسه بالركوب والتنزه وغير ذلك. ذا دقة في الأمور وحسن توقيع لها حسن الرمي والسباحة مهيء الأسباب لكل أمر عارفا بالطب والرمل ونحو ذلك تغمده الله برحمته وجميع المسلمين آمين) اهـ. والترجمة غفل من اسم كاتبها.

وكان يسكن محلة القرية فقد قال عند كلامه عن الشيخ محمد الأزهري (مخطوط الآباء الكرمليين ص 592 قال المؤلف (نظمي زاده) هو أحد الأولياء. . . وكان والده من أصحاب الشيخ محيي الدين عبد القادر الكيلاني فكان هو أيضا من جملة المنسوبين إلى تلك الطريقة السنية. . . توفي (الشيخ محمد) في بغداد ودفن بها في الجامع الشهير بجامع الخاصكي الواقع في محلة القرية من محلات بغداد انتهى. قد أنعم الله علي بجواري له محلة (ودارا.) اهـ.

وقد رأينا تاريخ بناء هذا الجامع في ما تقدم بعد النصف من القرن الثاني عشر للهجرة وسبب إحداثه بعد عدة قرون من وفاة الأزهري هو وجود مرقده في هذا الموضع (راجع كلشن خلفا).

وحبذا لو عني الأدباء بجمع تاريخ بلادنا وتراجم رجالنا!

بغداد: يعقوب نعوم سركيس

(جوائز سنية) نهدي إلى من يعيد إلينا (دمية القصر) الديوان المسروق 20 ربية وإلى من يعيد إلينا المصحف المسروق منا مائة ربية.

ص: 527