الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمل، وألف بغل، ومن المراكب الحربيّة الكبار مائتى مركب بآلتها، ومن الأمتعة والفرش والآلات والأوانى ما لا يحصى كثرة ولا يعدّ اتّساعا، وأنفق على الجامع مائة ألف وعشرين ألف دينار، وعلى البيمارستان ستّين ألف دينار، وعلى العين الّتى بالمعافر مائة ألف وأربعين ألف دينار، وعلى حصن الجزيرة مائة ألف دينار. وأنفق فى بناء الميدان مائة ألف وخمسين ألف دينار، وعلى مرمّات الثّغور وحصن يافا مائتى ألف دينار.
وكانت صدقاته فى كلّ شهر ألف دينار سوى المرتّبات، وكانت له وظائف من خبز ولحم تجرى على قوم مستورين، فى كلّ شهر ألفا دينار.
وكان يصنع فى كلّ جمعة من أصناف الأطعمة والحلو أشياء كثيرة يحضرها النّاس من فقير، ومستور، ومتجمّل، ومحتاج، وكان إذا عاين ذلك وهو بمشترف عال يسجد لله تعالى شكرا تارة، ويصلّى تارة، ويدعو تارة، ويبكى تارة. فكانت سيرته رحمه الله أجمل سيرة، وفراسته أعظم فراسة، بحيث إنّه كان ينظر إلى الرّجل فيدرك [10] بفراسته غرضه، ولمّا مات ملك بعده ولده.
ذكر ولاية أبى الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون وهو الثانى من ملوك الطولونية
ملك بعد وفاة أبيه فى يوم الأحد لعشر خلون من ذى القعدة سنة سبعين ومائتين، وهو ابن عشرين سنة وشهور، فى خلافة المعتمد على الله. وذلك أنّه لمّا توفّى والده اجتمع الأجناد وقتلوا ولده العباس الأكبر وولّوا خمارويه، فاستقلّ بالأمر.
ذكر مسير إسحاق بن كنداجق «1» ومحمد بن أبى الساج إلى الشام
قال المؤرّخ «2» : لمّا توفى أحمد بن طولون كان إسحاق بن كنداجق على الموصل والجزيرة، وابن أبى السّاج «3» على أرمينية والجبال، فطمعا فى الشّام، واستصغرا أولاد أحمد بن طولون، فكاتبا الموفّق واستمدّاه، فأمرهما بقصد الشام، ووعدهما إنفاذ الجيوش. فجمعا وقصدا ما يجاورهما من البلاد، فاستوليا عليها، وأعانهما نائب دمشق الّذى كان من قبل أحمد بن طولون ووعدهما الانحياز إليهما، وأظهر العصيان، واستولى إسحاق على حلب وحمص وأنطاكيّه ودمشق.
فلمّا انتهى الخبر إلى أبى الجيش خمارويه ندب العساكر المصريّة إلى الشام، فملكوا دمشق، وهرب نائبها. وسار عسكر خمارويه من دمشق إلى شيزر «4» لقتال إسحاق وابن أبى السّاج، فطاولهم إسحاق ينتظر المدد من العراق. وهجم الشّتاء على الطّائفتين، وأضرّ بأصحاب خمارويه، فتفرّقوا فى المنازل بشيزر. ووصل العسكر العراقى إلى ابن كنداجق وعليهم أبو العبّاس أحمد بن الموفّق، وهو المعتضد بالله. فلمّا وصل سار مجدّا إلى عسكر