الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله محمد بن قاسم الصقلى إلى أن توفى؛ فأعاد الجليس ثم صرفه؛ وولّى أبا الفتح مسلم، فبقى إلى أن تولى المأمون فعزله ونفاه لمّا أخطأ فى قراءته؛ وولّى أبا الحجاج يوسف بن أيوب الأندلسى إلى أن توفى فى سنة إحدى وعشرين وخمسمائة؛ فولّى الآمر أبا عبد الله محمد بن هبة الله بن ميسّر القيسرانى، فاستمر إلى أن قتل الآمر بأحكام الله «1» .
ذكر بيعة الحافظ لدين الله
هو أبو الميمون عبد المجيد بن محمّد بن المستنصر بالله، وهو الحادى عشر من ملوك الدّولة العبيديّة والثّامن من ملوك الدّيار المصريّة منهم.
بويع له بعد مقتل ابن عمّه الآمر، فى يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من ذى القعدة سنة أربع وعشرين وخمسمائة، بولاية العهد إلى أن يستبرئ نساء الآمر وهل فيهنّ من هى مشتملة على حمل أم لا.
ذكر قيام أحمد بن الأفضل الحافظ وما كان من أمر أحمد إلى أن قتل
قال المؤرّخ: لما بويع الحافظ لدين الله ثار الجند الأفضليّة وأخرجوا ابن مولاهم، أبا علىّ أحمد بن الأفضل، الملّقب بكتيفات، وولّوه إمرة الجيوش؛ وذلك فى يوم الخميس السّادس «2» من ذى القعدة منها، فحكم، واعتقل الحافظ صبيحة يوم بيعته، ودعا للإمام المنتظر؛ وقوى أمر ابن الأفضل.
وفى سنة خمس وعشرين رتّب أحمد بن الأفضل فى الأحكام أربعة قضاة: الشّافعية والمالكية والإسماعيلية [88] والإمامية، يحكم كلّ قاض بمقتضى مذهبه ويورّث بمقتضاه، فكان قاضى الشافعيّة الفقيه سلطان «1» ، وقاضى المالكية الّلبنى «2» ، وقاضى الإسماعلية أبو الفضل «3» ابن الأزرق، وقاضى الإمامية ابن أبى كامل «4» .
وسار أحمد بن الأفضل سيرة جميلة بالنّسبة إلى أيّام الآمر، وردّ على الناس بعض مصادراتهم، وأظهر مذهب الإمامية الاثنى عشرية، وأسقط من الأذان قولهم «حىّ على خير العمل» ، وأمر بالدّعاء لنفسه على المنابر بدعاء اخترعه لنفسه وهو:«السّيد الأجلّ الأفضل، مالك أصحاب الدّول، والمحامى عن حوزة الدّين، وناشر جناح العدل على المسلمين، الأقربين والأبعدين، ناصر إمام الحقّ فى حالتى غيبته وحضوره، والقائم بنصرته بماضى سيفه، وصائب رأيه وتدبيره، أمين الله على عباده، وهادى القضاة إلى اتّباع شرع الحق واعتماده، ومرشد دعاة المؤمنين بواضح بيانه وإرشاده، مولى النعم، ورافع الجور عن الأمم، ما لك فضيلتى السّيف والقلم؛ أبو على أحمد بن السيد الأجلّ الأفضل شاهنشاه أمير الجيوش «5» » .