الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى يوم الدين «1» .
قال: ولما تم أمر الحافظ استوزر أبا الفتح يانس، وهو رومّى من مماليك الأفضل، ولقبه بأمير الجيوش؛ فقتل الطّائفة المعروفة بصبيان الخاصّ، ومن جملتهم قاتل أحمد بن الأفضل. وكان عظيم الهيبة، بعيد الغور، فخافه الحافظ وتخيّل منه، وتخيّل يانس أيضا من الحافظ، فدبّر كلّ واحد منهما على صاحبه، فسبق تدبير الحافظ فيه فسمّه فى إبريق استعمل الماء منه عند الطّهارة فعولج وكاد أن يبرأ. فكلّم الحافظ بعض الأطباء، فقال له الطبيب: إن رأى مولانا أمير المؤمنين أن يمضى إليه ويزوره ويهنّئه بالعافية فإنّه لا بدّ أن ينهض إليك ويمشى، فإذا مشى لا يكاد يعيش أبدا. فمضى إليه الحافظ فقام إليه وتلقّاه، فمات فى ليلته؛ وذلك فى السّادس والعشرين من ذى الحجة «2» فكانت مدة وزارته تسعة أشهر.
ذكر الخلف بين ابنى الحافظ لدين الله
قال المؤرخ: وفى شعبان سنة ثمان وعشرين وخمسمائة جرى بين أبى نزاب حيدرة وحسن، ولدى الحافظ، حرب شديدة، وافترقت العساكر على فرقتين، وهما الرّيحانية والجيوشية، وكان بينهما وقعة فى خامس شهر رمضان ووقع الحرب بينهما بين القصرين؛ وقتل من الطّائفتين تقدير عشرة آلاف إنسان. وكان سبب ذلك أن الحافظ جعل ولده حيدرة ولىّ عهده من بعده، فلم يرض حسن بذلك، فوقع الاختلاف والحرب بينهما.
واستظهر حسن على أخيه حيدرة، فهرب حيدرة إلى أبيه، فأرسل الحافظ إلى ابنه حسن ليدخل إليه، فامتنع وضايق القصر، وطالبه بأخيه