الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر أخبار الدولة الأيوبية
وهى دولة السّلطان الملك النّاصر صلاح الدّين يوسف بن أيوب وأولاده، ودولة أخيه الملك العّادل سيف الدّين أبو بكر وأولاده، رحمهم الله تعالى.
ولنبدأ بذكر نسب نجم الدين أيّوب والد ملوك الدّولة الأيّوبيّة وابتداء حاله وحال أخيه أسد الدّين، وكيف تنقّلت بهم الحال إلى أن ملك أسد الدّين شيركوه الدّيار المصريّة، وكيف انتقل الملك من بعده إلى ابن أخيه الملك النّاصر صلاح الدّين يوسف. ثمّ نذكر أخبار من ملك من أولاده وأخيه الملك العادل وأولاده فى حربهم وسلمهم إلى حين انقراض دولتهم.
وبالله التوفيق
ذكر نسب الملك الأفضل نجم الدّين
هو [أبو]«1» سعيد أيوب بن شادى بن مروان. هذا هو المقطوع به الذى لا نزاع فيه، ولا خلاف بين أحد من المؤرخين ونقلة أخبارهم.
وقال الملك الأمجد مجد الدّين أبو محمد الحسن، ابن السلطان الملك النّاصر صلاح الدين أبى المفاخر داود، ابن السلطان الملك المعظّم شرف الدّين أبى المظفر عيسى، ابن السلطان الملك العادل سيف الدّين أبى بكر محمد، ابن الملك الأفضل نجم الدّين أبى سعيد أيوب، رحمهم الله تعالى، فى كتابه المترجم بالفوائد الجليّة فى الفرائد النّاصريّة: سمعت من يقول:
مروان بن محمد؛ وقال بعض النّاس محمد بن يعقوب.
وقال شهاب الدّين أبو شامة عبد الرحمن فى كتابه المترجم بالرّوضتين فى أخبار الدّولتين سمعت من يقول: مروان بن يعقوب «1» .
وقال [106] الملك الأمجد: وقد اختلف فى نسبهم على ثلاثة أقوال:
القول الأول: ما قاله عز الدّين على بن الأثير الجزرى المؤرخ أنّ نجم الدين أيوب من بلد دوين «2» من أذربيجان، وأصله من الأكراد الرّواديّة؛ وهذا القبيل هم أشرف الأكراد «3» .
قال الملك الأمجد: وهذا شىء يجرى على ألسنة كثير من النّاس، ولم أر أحدا ممّن أدركه من مشايخ بيتنا يعترف بهذا النّسب، لكنّهم لا ينكرون أن نجم الدّين كان بدوين.
قال: والمشهور عند بيتنا أنّ جدنا نزل على الأكراد وتزوّج منهم، فصارت بيننا وبينهم خؤولة لا غير. ويدلّ على ذلك أن السّلطان الملك النّاصر صلاح الدّين يوسف لمّا ملك البلاد تقدّم فى دولته جماعة من الأكراد، فلم يبق أحد منهم إلا جاء بنو عمّه وأقاربه، حتى صار فى عصبة من أهله؛ والسّلطان رحمه الله لم يأت إليه من يمتّ بقرابة إلا من جهة النّساء فقط؛ ولو كان من الرّواديّة لكان جميع القبيلة أولاد عمه وإن لم يكن له ابن عمّ قريب فيكون ابن عمّ بعيد قطعا لأن القبيلة كلّها أولاد رجل واحد. ولا شكّ أنّ الدّواعى تتوفّر على الانتماء إلى الملك ما لا تتوفّر على الانتماء إلى الأمراء.
القول الثانى: أنهم من أولاد مروان بن محمد الأموى، آخر خلفاء الدولة الأموية.
قال الملك الأمجد: وهذا شىء ادّعاه الملك المعزّ فتح الدين أبو الفداء إسماعيل بن الملك العزيز ظهير الدين أبى الفوارس سيف الإسلام طغتكين، ابن أيوب، باليمن، لما ملكه بعد أبيه، وتلقّب بالإمام الهادى بنور الله المعز لدين الله أمير المؤمنين. وقال يحيى بن حميد بن أبى طىّ: قد نقّبت عن ذلك فأجمع الجماعة من بنى أيوب على أنهم لا يعرفون جدّا فوق شادى» .
القول الثالث: ما ذكره حسن بن عمران الجرشى فإنه جاء إلى الملك المعظم وعمل شجرة لنسب بنى أيوب، فوصله بعلىّ بن أحمد المرّى «2» ممدوح أبى الطيب المتنبى الذى يقول فيه:
شرق الجوّ بالغبار إذا سا
…
ر على بن أحمد القمقام
وقال أيضا فى مدحه:
إنما بن عوف بن سعد
…
جمرات لا تشتهيها النعام
ولم ينكر الملك المعظّم عليه ذلك بل قبل منه.
قال: وهذا سرد النّسب الذى عمله الجرشىّ، وهو: أيّوب بن شادى ابن مروان بن أبى على.
قال الملك الأمجد: قلت: ويحتمل أن يكون أبو على هذا هو محمد المقدم ذكره- وأبو على كنية له- ابن عنترة بن الحسن بن على بن أحمد ابن أبى على بن عبد العزيز بن هدية بن الحصين بن الحارث بن سفيان بن عمرو بن مرة بن شبة بن غيظ بن مرّة بن عوف بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانه بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وبقية النسب معروف. هذا ما قيل فى نسبه. وأما ابتداء حاله: