الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ووزرله من ذكرنا أخبارهم، وهم: الصّالح أبو الغارات طلائع بن رزّيك؛ ثم ولده العادل رزّيك، ثمّ شاور؛ ثمّ الضّرغام؛ ثم عاد شاور؛ ثمّ أسد الدّين شيركوه؛ ثمّ الملك النّاصر صلاح الدّين يوسف.
قضاته: أبو القاسم هبة الله بن كامل؛ وأبو الفتح عبد الجبار بن إسماعيل بن عبد القوى؛ ثمّ الأعز أبو محمّد الحسن بن على بن سلامة؛ ثم أعيد عبد الجبّار؛ ثم أعيد ابن كامل، ثمّ صرف على أيام الملك النّاصر بالقاضى صدر الدين أبى القاسم عبد الملك بن درباس «1» .
وكان العاضد شديد التشيّع متغاليا فى سبّ الصحابة، رضوان الله عليهم أجمعين. إذا رأى سنّيّا استحلّ دمه.
جامع أخبار الدّولة العبيديّة ومدّتها ومن ملك من ملوكها
كانت مدّة تغلّب ملوك هذه الدّولة على البلاد منذ أخرج أبو عبد الله الشيعىّ عبيد الله، المنعوت بالمهدىّ، من سجلماسة، من سجن اليسع ابن مدرار إلى أن مات العاضد هذا مائتى سنة وسبعين سنة وشهورا «2» .
منها ببلاد الغرب، منذ دخل عبيد الله المهدى رقّاده إلى أن وصل المعزّ لدين الله إلى القاهرة أربع وستون سنة وعشرة أشهر وخمسة وعشرون
يوما «1» . وباقى هذه المدّة بمصر والشّام، إلى أن انقطعت دعوتهم.
بخروج عسقلان عن يد المسلمين واستيلاء الفرنج عليها، فى جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، فى أيام الظافر بأعداء الله فى وزارة عبّاس بن يحيى بن تميم.
وعدّة من ملك منهم أربعة عشر ملكا تسمّوا كلّهم بالخلافة؛ وهم: عبد الله المنعوت بالمهدىّ؛ ثم ابنه القائم بأمر الله أبو القاسم محمد؛ ثمّ ابنه المنصور بنصر الله أبو الظاهر إسماعيل؛ ثم ابنه المعزّ لدين الله أبو تميم معدّ، وهو أوّل من ملك الدّيار المصريّة والبلاد الشامية منهم، وإليه تنسب القاهرة المعزيّة؛ ثم ابنه العزيز بالله أبو المنصور نزار؛ ثمّ ابنه الحاكم بأمر الله أبو على المنصور؛ ثمّ ابنه الظاهر لإعزاز دين الله أبو هاشم، وقيل أبو الحسن، علىّ؛ ثم ابنه المستنصر بالله أبو تميم معدّ؛ ثم ابنه المستعلى بالله أبو القاسم أحمد؛ ثم ابنه الآمر بأحكام الله أبو على المنصور؛ ثم ابن عمّه الحافظ لدين الله أبو الميمون عبد المجيد بن محمّد بن المستنصر بالله؛ ثم ابنه الظّافر بأعداء الله أبو المنصور إسماعيل بن الحافظ؛ ثم ابنه الفائز بنصر الله أبو القاسم عيسى بن الظافر؛ ثم ابن عمّه العاضد لدين الله أبو محمد عبد الله بن يوسف بن الحافظ لدين الله عبد المجيد بن محمد بن المستنصر؛ وعليه انقرضت دولتهم، وانتهت أيّامهم، وباد ملكهم، فلم يعد إلى وقتنا هذا.
قال المؤرخ: ولما خلع العاضد ومات واعتقل الملك النّاصر صلاح الدّين يوسف أولاده بالقصور مرّ القاضى الأرشد عمارة اليمنى الشّاعر بالقصور، وهى مغلّقة الأبواب، مهجورة الجناب، خاوية على عروشها، خالية من أنيسها؛ فأنشأ قصيدته المشهورة التى رثى بها القصور وأهلها،
وهى من عيون المراثى [105] وأوّلها «1» :
رميت يا دهر كفّ المجد بالشّلل
…
وجيده بعد حسن الحلى «2» بالعطل
سعيت فى منهج الرّأى العثور، فإن
…
قدرت من عثرات الدهر «3» فاستقل
هدمت قاعدة المعروف «4» عن عجل
…
سقيت مهلا، أما تمشى على مهل!
لهفى ولهف بنى الآمال قاطبة
…
على فجيعتنا «5» فى أكرم الدّول
قدمت مصر فأولتنى خلائفها
…
من المكارم ما أربى على الأمل
قوم عرفت بهم كسب الألوف ومن
…
جمالها «6» أنّها جاءت ولم أسل
منها:
يا عاذلى فى هوى أبناء فاطمة
…
لك الملامة إن قصّرت فى عذلى
بالله زرساحة القصرين، وابك معى
…
عليهما، لا على صفّين والجمل
وقل لأهلهما: والله ما التحمت
…
فيكم جراحى، ولا قرحى بمندمل «1»
ماذا ترى «2» كانت الإفرنج فاعلة
…
فى نسل آل أمير المؤمنين على
هل كان فى الأمر شىء غير قسمة ما
…
ملّكتم بين حكم السّبى والنّفل
وقد حصلتم عليها واسم جدّكم
…
محمّد، وأبيكم غير منتقل
مررت بالقصر، والأبواب خالية
…
من الوفود، وكانت قبلة القبل
فملت بوجهى خوف منتقد
…
من الأعادى، ووجه الودّ لم يمل
أسلت من أسفى «3» دمعى غداة خلت
…
رحابكم، وغدت مهجورة السّبل
أبكى على مأثرات «4» من مكارمكم
…
حال الزّمان عليها، وهى لم تحل
وهى قصيدة مشهورة مطوّلة.
ولمّا انقرضت هذه الدّولة قامت الدّولة الأيوبيّة على ما نذكره إن شاء الله تعالى فى أخبار ملوكها والله أعلم.